رواية موسى وفيروز ومنة عبر روايات الخلاصة بقلم ٱلاء الواقع
رواية موسى وفيروز ومنة الفصل الأول 1
حبيتي مين فيهم؟؟
يعني لما بتقعدي مع نفسك وتفكري، بتلاقي نفسك أكيد حبيتي واحد، مين هو؟
_ أنا محبتش ولا حد فيهم، كنت بحب حبهم ليا.
كل واحد فيهم إداني شعور مختلف عن التاني، شعور حلو أوي.
خالد كان مهووس بيا بشكل مش طبيعي، كنت أفضل أقوله إني وحشة وهأذية جامد، يقولي: مستحيل بنت جميلة ورقيقة زيك تأذي، غبي مصدقش.
أما بقى عصام فكان بيغير عليا أوي، غيرة تخنق، بس كان حنين عليا أوي.
باسم بقى كان غني حبتين عنهم، فكان بيجيبلي هدايا كتير، من غير ما ألمّح حتى، كنت أقوله: يا بني فلوسك
يرد يقولي: فداكي فلوس الدنيا، المهم أشوفك مبسوطة.
وأنا عمري ما كنت مبسوطة مع ولا واحد فيهم...
كلهم مسمعوش كلامي وافتكروني بهزر لما قولتلهم إن حكايتنا مش هتكمل أبدًا علشان...
_ علشان إيه يا منه؟؟
عيطت وقالت وهي بترتجف:
_ علشان مش هقدر!!
مش هقدر أكمل مع واحد فيهم حياتي وأنا لسه....
لسه بحب موسى
_ بس موسى خلاص اتجوز
_ أيوه، بس أنا مش عارفة أبطل أحبه
مش المفروض اللي تكون معاه دي أنا
أنا وهو بنحب بعض، ليه منتجوزش؟
ليه مبقاش أنا، ليه يتجوز واحدة تانية وأنا اللي في قلبه!!
فيروز بنت كويسة، ذنبها إيه تتجوز واحد معاها بس قلبه معايا أنا؟
هو مش مبسوط وأنا مش مبسوطة، وقاعدين أنا وهو نظلم قلوب ناس تانيين معانا
_ طب طالما بيحبك، مجاش طلب إيدك من أهلك ليه؟
ابتسمت ابتسامة باهتة:
_ علشان ماليش أهل!!!
أنا معرفش مين أهلي لحد دلوقتي
أنا طلعت الدنيا لاقيتني في دار، ولما كملت ١٨ سنة مشيت منها
شقيت كتير علشان أكمل تعليمي، سنين كنت محافظة على نفسي وقافلة قلبي كويس، كويس أوي
بس لما شفت موسى، قلبي اطمّن، بقى حبيبي وصاحبي وأخويا وأبويا، عوضني عن كل دول وعن كل حاجة وحشة في الدنيا
ومبقتش عايزة حاجة من الدنيا غيره هو بس.
بس...
بس أهله مرضوش، إزاي موسى ابن عيلة السويدي يتجوز واحدة تربية ملجأ، محدش يعرفلها أهل؟
عيطها زاد
_ طب أنا ذنبي إيه؟؟؟
أنا ذنبي إيه؟ أنا مختارتش أكون كدة، اللي كان في إيدي أعمله عملته، وعملت نفسي لحد ما بقيت في نفس الكلية مع ابنهم
يمكن ذنبي الوحيد إني حبيت، وكأن مش من حقي أحب
أبوه جالي وهددني أبعد عنه، سمعني كلام وحش أوي عن نفسي.
سمعت كلامه وحاولت أبعد، بس مقدرتش، ولا هو سمح إني أبعد عنه
_ اهدي طيب، وكفاية كده النهاردة
سحبت منديل من العلبة اللي قدامها ومسحت دموعها وقالت:
_ تمام، هجّيلك في ميعادي الأسبوع الجاي
_ اتفقنا
قامت وخدت شنطتها في إيدها
_ منه
"لفتت بانتباه"
_ أنا بس عايزاكي تعرفي يا منه، الراجل مبيتغصبش على حاجة، وخصوصًا الجواز، دي حاجة مفيهاش غصبنية حتى على البنت
ادي مساحة لعقلك يفكر في الموضوع ده
_ حاضر
ابتسمت بخفة ونزلت من العيادة، فلمحت عربيته، هو فيها باصص عليها وشاورلها تركب
اترددت ثواني ومشيت لحد العربية بخطوات بطيئة
_ وحشتيني
بصت قدامها من غير ما ترد، فـ اتحرك بالعربية
_ روحيني يا موسى
_ هنخرج شوية الأول، انتي واحشاني أوي
_ روحني
_ يا منه
_ هتروحني ولا أنزل؟
_ مالك، فيكي إيه؟؟
احكيلي يا حبيبتي
ابتسمت بسخرية وقالت:
_ حبيتك!!! أمال فيروز تبقى إيه؟؟؟
_ مراتي، لكن عمري ما حبيتها، ولا هحبها، موسى مش بيحب غيرك يا عمري، خليكي متأكدة من ده
_ بتحبني بجد؟؟
رد من غير تفكير ولا ثواني وقال:
_ طبعًا
_ اتجوزني
وقف العربية فجأة، فمسكت في الكرسي جامد، وقالت:
_ لو بتحبني زي ما بتقول يا موسى، اتجوزني، علشان أنا تعبت من دور العشيقة ده
حاسّة بالقرف، انت بتجيلي لما بتكون مضايق منها، لما بتكون فاضي
كل أوقاتك معايا بتسرقها، بتكون في الضلمة
ليه؟
أنا أستاهل منك كده!
_ لا، بس انتي يعني عارفة أهلي و...
_ عارفة، بس اللي أعرفه برضه إنك راجل وبتعمل اللي انت عايزه يا موسى
_ منه، الموضوع...
قاطعته
_ الموضوع؟ أنا اديتك حِل، أظن مفيش أكتر من كده
موافق؟ يلا دلوقتي نطلع على المأذون
مش موافق؟ يبقى تروح تعيش حياتك مع مراتك وتسيبني أشوف حياتي، وكفاية وجع قلب
كفاية بجد، بقيت بتتعالج بسببك
لا عارفة أكون معاك، ولا أبقى مع واحد غيرك
_ طب ممكن تهدي؟
عيطها زاد وقالت بزعيق:
_ متجنّنيش!!!!
متحسسنيش إن الموضوع عادي وإن أنا اللي مكبراه
مد إيده، رجعلها شعرها لورا، ومسح دموعها بأطراف صوابعه، وقال بهدوء:
_ الموضوع كبير، بس براحة، صدقيني هلاقي حل قريب
مالت عليه بجسمها حضنته، وقالت بتعب:
_ أنا تعبت
تعبت يا موسى، نفسي كل حاجة تتحل وأصحى ألاقيك معايا
_ قريب يا حبيبتي
بعدت عنه، وقالت وهي بتشاور بإيدها:
_ آخر مرة هصدقك، سامع؟
ابتسم وباس إيدها، وقال:
_ ماشي، نخرج بقى؟
_ لا، اتفضل روحني
_ برضه!!
هزت راسها بمعنى "آه"، فتحرك من سكات
_ منه، وصلنا
انتبهت له، ونزلت من غير ولا كلمة، طلعت شقتها جريت، بصّت عليه من البلكونة، لاقيته واقف بيبصّلي، بيهمس:
_ بحبك
ابتسمت، ودخلت، وقفلت البلكونة، ودخلت أوضتي، غيرت هدومي، بيچامة خفيفة ومريحة، ووقفت قدام المراية أسرّح شعري وأنا بفتكر لحظة ما كنت في حضنه ----
_ رجعت بدري يعني؟
_ أمشي تاني؟
فيروز بحب: لا يا حبيبي، أنا بس مستغربة، أصل انت قولت هتتأخر مع صحابك
_ القعدة ماعجبتنيش، فجيت
سابها ودخل يغير هدومه
_ انت هتنام من دلوقتي؟ قوم اقعد معايا شوية يا موسى
رد وهو بيغمض عينه:
_ مرة تانية يا منة
_ منة!!!!
اتعدل وقعد، وقال بتوتر:
_ منة أختي، ما هي...
قاطعته
_ متحاولش تكذب، دي مش أول مرة تقول اسمها يا موسى
عينها اتمَلَت بالدموع
_ كذا مرة وانت نايم أسمعك بتهمس باسمها، فأكيد مش أختك
_ انتي...
_ أنا بس عايزة أعرف، ليه اتجوزتني طالما مش بتحبني؟
_ متقوليش كده، انتي مراتي و...
_ مراتك وبس، أنا عمري ما حسيت لحظة إنك بتحبني يا موسى
بس كنت طول الوقت بكدّب نفسي علشان حبيتك
أنا بس عايزة أعرف ليه؟؟؟"
يتبع...