رواية موسى وفيروز ومنة عبر روايات الخلاصة بقلم ٱلاء الواقع
رواية موسى وفيروز ومنة الفصل الثاني 2
مراتك وبس، أنا عمري ما حسيت لحظة إنك بتحبني يا موسى.
بس كنت بكدب نفسي طول الوقت عشان حبيتك.
أنا بس عايزة أعرف ليه؟
ليه عمرك ما حسيت بحبي ليك؟ معقول عمرك ماخدت بالك حتى؟ ده من أول مرة شفتك فيها عند بابا في الشركة، أعجبت بيك وفضلت أتبعك من بعيد.
ولما بابا جه يوم قال لي إن أونكل محمد طلب إيدي ليك.
عيطت زاد وقالت وسط شهقاتها:
_ طرت من الفرحة ورتبت حياتي اللي جايه عليك وعلي وجودك فيها.
رجعت شعرها ورا ودانها واتنهدت بوجع وقالت:
_ ليه بيحصلي كده!!! أنا كنت عايزة بس أتجوز واحد يحبني وأحبه ونعيش في هدوء، إيه الصعب في ده؟
_ فيروز ممكن تهدي، أنا آسف، ماكانش قصدي.
قاطعته بسخرية وقالت:
_ آسف!!! أعمل بإسفك إيه؟ أنت عمرك ما هتحس باللي أنا حاسة بيه دلوقتي، عارف يعني إيه ست جوزها يتغلبظ في اسمها ويقول اسم واحدة تانية!
أنا اللي داير في دماغي دلوقتي أسوأ بكتير من بقوله، صدقني.
مش بعيد عليك تكون لما كنت بتعملني حلو كنت بتخليها هي مثلاً!!!
سكتت دقيقة وعيطت زاد تاني.
_ عارف يعني إيه ست تحس إنها مش مليانة عين جوزها وبيروح أو عايز واحدة تانية غيرها؟
طب لو كان العكس وأنا اللي...
بصت على وشه اللي بان عليه الضيق وقالت:
_ شوفت اتضايقت إزاي مع إني مكملتش وده مجرد كلام، وأنت أصلاً مش بتحبني، ما بالك بقي أنا.
اتنهدت بتعب ورد عليها:
_ أنا عارف إنك ملكيش ذنب، وحاولت من الأول كتير أكرهك فيا بس تقريباً حصل العكس، فيروز أنا مش وحش كده ولا كنت عايز أحراجك بالشكل ده، أنا زيك زيك حبيت.
_ حبيتها وإنت معايا ولا قبل ما تعرفني؟
_ قبلها، قبلها بكتير.
_ طب ما كنت عرفني، قولي مسبنيش كده الحب عميني.
_ معرفتش، أبويا كان مصر على جوازنا عشان ما يخسرش أبوكي والشغل اللي بينهم.
_ كمان!! اسكت، اسكت يا موسى، أنت كل ما بتتكلم بتحرق قلبي أكتر.
قامت من على السرير عايزة تخرج من الأوضة، بالكاد وصلت عند الباب وقعت مغمي عليها.
موسى بفزع: فيروز!!!!
---
بعد مرور ساعات
حامد بفرحة: أخيراً فوفتي، ألف سلامة عليكي يا فيوزة.
ميادة "أم موسى": رغم خضتنا عليكي، إحنا كلنا فرحانين بالخبر.
فيروز بتعب: خبر إيه؟
_ حاملك، أنتِ حامل يا حبيبتي.
كانت بتسمع كلامهم وهي عينيها متحجرة فيها الدموع، وبتمسك نظرها على موسى.
محمد "أبو موسى": ألف مبروك يا فيروز، مع إنك هتكبرينا، أنا وحامد عملتلك دي.
حامد: لا أخويا، أنا لسه شباب، حتى لو جالي ميت حفيد، الدور والباقي عليك إنت بقي.
_ بابا، أنا عايزة أمشي معاك.
محمد بص لموسى بشك وقال: ليه يا فيروز كده؟ إحنا في الفيلا اللي جنبك على طول وميادة هتاخد بالها منك، متلقيش ولا إيه يا ميادة؟
_ في عيني.
_ عارفة والله يا أونكل، ربنا يخليك إنت وطنط بس معلش سبوني على راحتي وأظن موسى معندهوش مشكلة في مرواحي.
رد عليها بهدوء:
_ طبعاً، المهم راحتك.
محمد بصله بضيق هو وميادة.
حامد: تتوري يا حبيبتي، هكلمهم حالاً يتضبطوا أوضتك.
---
"في كافيه"
_ في إيه يا منه دي تاني شكوى تجي منك النهاردة؟
_ معلش يا مستر تامر مش هتكرر و...
_ خدي بقي اليوم أجازة.
_ لا هكمل أنا تمام.
_ مش خصمالك يا منه، أنت فعلاً باين عليكي أعصابك تعبانة فخدي باقي اليوم أجازة استريحي.
ابتسمت بامتنان:
_ شكراً يا مستر.
_ العفو، اتفضلي.
مشيت دخلت المطبخ وحطت الصنية وطلعت على الحمام تغير هدومها ومشيت بهدوء.
_ منه جت يا عيال.
جرى عليها أطفال كتير أعمارهم مختلفة واستقبلتهم بحضن.
_ وحشتوني أوي، عاملين إيه؟
جميع الأطفال في نفس الثانية: الحمد لله.
_ الحمد لله، طموني، إخواتي شاطرين في مدارسهم مش كده؟
_ أيوة.
نور: عايزينك تجي على طول، متغبيش علينا.
_ من عيني ينور.
_ تعالي البعبي معانا استغماية.
_ معاكم إيشرب؟
_ معانا.
ضحكت وقالت:
_ يبقى يلا بينا بسرعة.
---
محمد بغضب: ده حتى ملقتهاش مبروك، وأول ما قالتك تروح عند أبوها وافقت، مش كده يا خي؟
_ أنت عايز إيه، قلت اتجوزها وسمعت كلامك واديهي حامل، افرح بقي إنك هتكون جد وسبني في المصيبة اللي أنا فيها.
_ مصيبة!! مصيبة إيه؟؟ أحمد ربنا غيرك يتمني بنت زي فيروز وأبوها.
اتنهد.
ميادة: في إيه؟
_ أنا عايز أطلقها.
محمد بغضب: تطلقها!!! تطلقها إيه أنت اتجننت ولا إيه؟ إحنا مش كنا اتفضينا من السيرة دي، أنت بقالك سنتين متجوز و...
_ بقالي سنتين بتعذب، فيروز كويسة بس أنا مش قادر أقبلها، أفهمكوا إزاي؟؟
_ يبني إزاي بس وهي حامل منك؟
_ تأدية واجب، حياتي معاها عبارة عن تأدية واجب وبس.
محمد بغضب: طب يا دلوعه أمك كمل تأدية الواجب بتاعتك وانسى إنك تطلق بنت حامد.
ميادة: استني بس يا محمد رايح فين؟
_ غاير في داهية.
سابهم ومشي ورضع الباب وراه، وموسى بص لأمه وقال:
_ هو ليه بيعمل معايا كده؟ كان هيجري إيه لو سابني اتجوز منه بدل وجع القلب اللي أنا فيه ده.
_ عاجبكم عيشتي دي؟
_ تاني!!! أنت لسه تعرف البنت دي يا موسى؟
_ أيوة لسه عارفها، عارفة كمان فيروز تعبت ليه وراحت المستشفى؟
بصيت له بترقب، فمكمل:
_ علشان غصب عني قولتها يا منه.
_ ليه بني كده؟ هو اللي خلقها ملخقش غيرها؟
_ بالنسبالي أيوة مخلقش غيرها، أنا ما برحتش ولا بكون مبسوط من قلبي إلا وأنا معاها، دي أجمل وأحن بنت في الدنيا، أنا متأكد لو عرفتيها هتحبيها زي ما أنا حبيتها.
_ إحنا عمرنا ما هنقبلها تدخل بيتنا ولا تنول شرف دخولها العائلة يا موسى، وابعد عن البنت دي اللي محدش عارف أصلها من فصل دي سامع.
خد هنا أنا ملخصتش كلامي.
_ في إيه أوامر تاني يا ميادة هانم؟ لو في قوليهم بسرعة عايز أمشي؟
_ أنت بتتكلم كده ليه؟
_ .....
_ موسى أنا وبابك عايزينك تكون زي إخواتك، واحد متجوز بنت سفير والتاني متجوز بنت دكتور جامعة و...
قاطعها بسخرية:
_ طب هما اختاروا أنا بنفسهم؟ أما أنا يوم ما جيت اختار الدنيا قامت مقعدتش وأجبرتوني على بنت حامد بية عشان مصلحتكم، أنا ماشي بدل ما أقول كلام يزعل.
---
"في الدار"
المشرفة بحزم: يلا يا ولاد كل واحد على أوضته.
_ هنقعد مع منه شوية كمان.
منة: إخواتي شاطرين مش كده؟
هزوا راسهم بـ"أه" فقالت:
_ يبقى نسمع كلام ماما سهير، ومنغلبهاش وأنا هجليكم قريب تاني ونلعب سوا كتير كتير.
_ وعد.
_ وعد يا حبايبي، يلا اطلعوا أوضتكم.
سلموا عليها وطلعوا بهدوء.
_ بيحبوك أوي.
_ وأنا كمان بحبهم أوي، بشوف فيهم نفسي وأنا صغيرة.
_ بس إنتي كنتي هادية وهم أقشية خالص.
ابتسمت بهدوء:
_ ماما سهير هما ناقصهم حاجة أجيب لهم؟
_ لا، أبقي تعالي زورينا بس متغبيش الغبية الطويلة دي.
_ حاضر، متأكدة إن مفيش حاجة ناقصهم حد فيهم نفسة في حاجة طيب؟
_ اطمئني الأستاذ عاصم المدير الجديد بصراحة مش مخلي في نفسهم حاجة ومدلعهم آخر دلع.
_ طب كويس، لو إخواتي احتاجوا أي حاجة عرفيني، أنا همشي بقي.
_ ماشي يا حبيبتي، خلي بالك على نفسك.
طلعت من الدار على أقرب سوبر ماركت، قابلتها، جابت شوية طلبات للمطبخ، وركبت تاكسي وروحت.
_ ألو.
_ مش بتردي ليه؟
_ مسمعتهوش، في حاجة مال صوتك؟
_ عايز أشوفك، إنتي فين؟
_ في بيت.
_ طب أنا جايلك سلام.
منة لنفسها: إزاي مردتش عليه وقلتله لا؟
ضحكت بسخرية وقالت بصوت مسموع:
وأنتِ من إمتى عرفتي تقوليله لا؟ روحي غيري هدومك دي قبل ما يجي.
---
"هدت النار على صلصلة المكرونة وطلعت على الأوضة"
---
"فيلا حامد"
_ أنا أول مرة أشوف واحدة تعرف إنها حامل وتفضل تعيط بالشكل ده!!
مالك يا فيروز؟؟
_ مفيش يا ميرفت.
_ مفيش إزاي طيب، طب متخانقة مع موسى؟
_ شدين شوية.
_ وبي اللي جاي بإذن الله هيخلي علاقتكم أقوى، بطلي عياط وريحي أعصابك يومين هنا وابقى ارجعي بيتك.
فيروز لنفسها: ياريتها سهلة كده، ياريت.
_ يا ترى بقي ولد ولا بنت؟
فيروز بتعب: لسه بدري علشان نعرف.
ميرفت بفرحة: أنا نفسي تكون بنت بصراحة، دي هتبقى حبيبة خالتها.
فيروز اكتفت بابتسامة مصتنعه.
---
موسى بنهم: أنا عمري ما كلت مكرونة حلوة كده إلا من إيدك، خطيرة بجد.
_ بالهنا والشفا.
ساب الشوكة من إيده وبص في عينها وقال:
_ فاكرة أول مرة أكلنا سوا الأكلة دي؟
ابتسمت وهي بتقول:
_ فاكرة، كل كلمة قولتها ساعتها، قولتي إن الأكل من إيديا طعمه جميل عشان بتعمله بحب.
_ دي حقيقة فعلاً يا عمري.
كان يوم جميل أوي، أيامنا زمان كلها جميلة، نفسي ترجع من تاني.
_ ها بقي احكيلي مالك؟
اتنهدت بتعب وقالت:
_ مش حابب أتكلم دلوقتي، عايز أفصل شوية معاكي ممكن؟
هزت راسها بتفهم ومسكت الموبايل وروت له صورة وهي بتقول:
_ شفت كبروا إزاي حبايبي؟
_ أيوة، في علشان كده مينفعش حد من ولاد دول يحضنك.
_ ياختي كوتي بتغير عليا من عيال عندها 8 سنين!!!
_ منه أنا ما بهزرش، وأيوة بغير عليكي دة حقي على فكرة.
مدت إيدها قدام عينه وقالت بسخرية:
_ فاضية قدامك اهي، لما يبقى فيها خاتم يبقى ساعتها نشوف حقك ولا لا يا حبيبي.
مسك إيدها نزلها من قدام وشه بلين وقال بهدوء:
_ قومي بينا.
بصيت له باستغراب وقالت:
_ على فين؟
_ عند المأذون، نتجوز...
يتبع...