📁

رواية ليلى وزياد الفصل الأول 1 بقلم رحمة طارق

رواية ليلى وزياد عبر روايات الخلاصة بقلم رحمة طارق

رواية ليلى وزياد الفصل الأول 1 بقلم رحمة طارق

رواية ليلى وزياد الفصل الأول 1

انتي متأكده من اللي هتعمليه دا؟


بصيت لعمتي وأنا بلم هدومي في الشنطة:

أه يا عمتي.. متأكده انا اصلا معنديش حل تاني.


هزت راسها وقالت بخوف:

متأكده يا بنتي؟ اقعدي وإحنا هنتصرف.


قلبي كان بيتقطع وأنا ببصلها:


أستنى إيه يا عمتي؟ لما يجوزوني ابن عمي بالعافية؟ أنا قولت مليون مره إني مش بحبه.. وبشوفه زي أخويا وبس!


كملت لم هدومي بسرعة وخرجت قبل ما بابا يصحى.. ساعتها هتحصل مصيبة.


وقفت عند الباب وبصوت واطي قولت:

أنا همشي.


كنت حاسة بخوف رهيب.. إزاي هسيب البيت وأعيش لوحدي وأنا حتى لو مشيت آخر الشارع بخاف؟


ردت عمتي وهي متنهدة:


مع السلامة يابنتي خلي بالك من نفسك.


فتحت الباب وخرجت، نزلت ركبت العربية اللي هتوصلني للقطر.


في الطريق دماغي وتفكيري شغالين:

هو أنا قد اللي بعمله؟ طب لو كانوا ماجبرونيش علي الجوازة دي، كنت عمري فكرت أمشي؟ لأ.. أنا هربت عشان زهقت.. عشان بابا طول عمره ضعيف قدام عمي.. حتى لما قرروا يجوزوني لفهد، بابا ماقالش ناخد رأيها، لأ.. ضربني عشان أسمع كلامهم.


فجأة فوقت علي صوت السواق:


"حمدالله عالسلامة يا أستاذة."


الله يسلمك..اتفضل


ونزلت وأنا واقفة قدام محطة القطر، مترددة أكمل ولا أرجع أستحمل شوية كمان. رجلي سحبتني لجوة، وقفت عند الشباك:


تحبي تروحي فين يا فندم؟


اممم.. اسكندرية.


تمام، اتفضلي.


خدت التذكرة، وقعدت مستنيا القطر ودماغي لسه مش مبطله تفكير

"حياة جديدة إيه؟ أنا بهرب بس.. يمكن بغلط."


القطر وصل، ركبت وقعدت، بس أول ما اتحرك حسيت بدوار وخوف. قمت بسرعة عايزة أنزل، مسكني راجل وقال:


"رايحة فين يا أنسة؟"


"عاوزة أنزل.. مش هينفع أمشي."


"تنزلي إيه؟ القطر مشي خلاص."


فضلت أترجاه:


"بالله عليك نزّلني!"


"لا حول ولا قوة إلا بالله.. إيه العيال دي!"


رجعت مكاني تايهة، دموعي نزلت وأنا سندة راسي ع الشباك.


كانت ست كبيرة قاعدة جمبي، من أول ما ركبت وهي واخدة بالها مني. أول ما شافتني بعيط قربت، من غير كلمة أخدتني في حضنها.


ولقيت نفسي بحضنها كأني بدوّر على الأمان من سنين.

قالتلي وهي بتطبطب عليا:


"مالِك يا بنتي؟ صلّي ع النبي كده.. مين مزعلك؟"


ماقدرتش أرد من كتر العياط.

قالتلي بحنية:


"اهدي.. اهدي يا بنتي.. مش هسألك دلوقت. نامي وأنا جنبك."


وقتها حسيت إن أخيرًا لقيت حضن بعد حضن أمي.. لقيت طبطبة بعد ما كانت الدنيا كلها قاسية.


وصل القطر اسكندرية، نزلت وأنا قلبي بيدق بسرعة.. حاسة إني عاملة مصيبة ومش عارفة هعرف أعيش ولا لأ


الست الكبيرة اللي كانت معايا بصتلي وقالت:

يا بنتي إنتي ليكي حد هنا في اسكندرية هنا ريحاله.

 

هزيت راسي:

لا.. أنا حتى عمري ما جيت اسكندرية قبل كدا.


ابتسمتلي بحنية وقالت:

طب تعالي اقعدي معايا عقبال متلاقي مكان كويس تستقري فيه أنا عايشة لوحدي خالص مليش حد ممكن يضايقك ولا اي حاجه


فضلت واقفة مترددة.. بس نظرتها كانت صافية لدرجة خلتني اوافق:

ماشي اسفة جدا لو هتقل علي حضرتك بس عقبال مشوف مكان هنا أعيش فيه لاني لسه معرفش حاجه هنا.


ركبنا تاكسي وروحت معاها، البيت كان بسيط وصغير بس ريحته دافية.. ريحة أمان.

قالتلي:

اسمي خديجة، كل الناس هنا بيقولولي أم زياد.. وأنتي اسمك إيه؟

ليلى.

إيه اللي جابك هنا يابنتي ومن غير اهلك.؟

سكت شوية، وانا بحاول اخفى دموعي:

هربت.. عاوزين يجوزوني بالعافية وأنا مش موافقة.

 قربت مني وقالتلي:

يا حبيبتي... بس لازم تعرفي إن الهروب مش حل. إنتي محتاجة تثبتي نفسك وتبيني إنك أقوى.


كنت بسمع كلامها ودموعي نازلة.. حاسة إن ربنا بعتلي ملاك.

عدّى اليوم وأنا قاعده معاها، جابتلي أكل وسابتني أنام شوية. أول مره من سنين أحس إني نمت من غير خوف.


صحيت بالليل على صوت البحر.. خرجت البلكونة أبص على الموج، لقيت الدنيا هادية قوي


وقتها سألت نفسي:

هو أنا فعلا بدأت حياة جديدة؟ ولا دي مجرد هدنة قبل العاصفة اللي جاية؟


تاني يوم صحيت، لقيت "أم زياد" محضرة الفطار البسيط.. عيش وفول وجبنة. ابتسمتلي وقالت:

يلا يا ليلى كلي عشان تفوقي.. وبعد كدا نشوف هتعملي إيه.


كنت متلخبطة.. بس عارفه إن ماليش رجعة. قولتلها وأنا ببص في الأرض:

أنا لازم ألاقي شغل يا خالتي.. مش عاوزة أكون حمل تقيل عليكي.


مسكت إيدي وقالت بحنية:

 يا بنتي إنتي مش حمل.. بس لو حابه تشتغلي، أنا هعرفك على واحدة صاحبتي عندها محل ملابس صغير.. يمكن تحتاج حد يساعدها اهو نكون عرفنها وتطمني وأنتي شغاله معاها.

بعد الفطار خدتني معاها.. وصلنا المحل، كان بسيط بس مليان هدوم بألوان كتير.  

قلبي دق بسرعة من القلق.. عمري ما اشتغلت قبل كدا

الست صاحبة المحل بصتلي من فوق لتحت وقالت:

دي هتعرف تشتغل؟ شكلها عيلة صغيرة

وشي احمر من الإحراج، بس رديت بسرعة:

هتعلم.. جربيني.


قعدت أول يوم أرتب هدوم على الرفوف وأساعد الزباين بابتسامة.. كنت تايهة، بس مبسوطه حاسة إن دي بداية.


وأنا واقفة في المحل، لقيت في نفسي قوة غريبة.. أنا بشتغل.. أنا واقفة على رجلي من غير ما حد يجبرني.


وفي نص اليوم، جت واحدة زبونة، وأنا بهزر معاها ضحكت وقالت:

إنتي دمك خفيف يا بنتي.. خليكي هنا على طول.

لحسن حظي الست صاحبه الشغل كانت واقفه بعد اما مشيت الزبونه نادت عليا وقالت:

تمام.. هتفضلي شغاله. بس المرتب مش كبير.

مبصتش للمرتب.. أنا كل اللي همني ساعتها إني بقيت بعمل حاجة بإيدي

رجعت البيت بالليل، وإحساس غريب مالي قلبي.. أول مرة من زمان أحس إني ممكن أبدأ من جديد.

وقفت قدام البحر تاني يوم وأنا بقول لنفسي:

يمكن الحياة لسه مخلصتش معايا.. يمكن لسه ليا فرصة.


ليلى بدأت تتأقلم على حياتها الجديدة.. الصبح تروح المحل تشتغل، وبالليل ترجع بيت "أم زياد" وتساعدها في البيت. كانت بتحس لأول مرة إن ليها بيت تاني.


في يوم وهي قاعدة بتشرب شاي مع "أم زياد"، سمعتها بتقول وهي بتبص في صورة على الحيطة:

وحشتني قوي يا زياد.. ربنا يرجعك ليا بالسلامة.

ليلى سألتها:

مين دا يا خالتي؟

ابتسمت ودموعها في عينيها:

دا ابني.. مسافر بقاله سنتين بيشتغل برة. قالي هيرجع قريب بس بقاله خمس سنين مسافر ولسه مجاش.

 

ليلى حست إن فيه وجع في قلب "أم زياد"، وقامت حضنتها:

إن شاء الله يرجعلك بالسلامة وتفرحي بيه قريب.


عدت أيام قليلة، وليلى راجعة من الشغل تعبانة.. أول ما فتحت باب البيت، سمعت صوت راجل بيضحك جوة. اتجمدت مكانها من الخوف

يتبع....

رواية ليلى وزياد الفصل الثاني 2 من هنا

رواية ليلى وزياد كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات