فصل جديد من رواية أغوار عزيز
الآن
📁

رواية همسات الحوافر الفصل الأول 1 بقلم فونا

رواية همسات الحوافر عبر روايات الخلاصة بقلم فونا

رواية همسات الحوافر الفصل الأول 1 بقلم فونا

رواية همسات الحوافر الفصل الأول 1

"أنتِ مش خايفة من الحصان ده يا روما؟"


بصيت لأخويا، اللي طوله واصل لركبتي، وبعدين وطيت وشلته وبوسته في خدّه.

– لأ يا چو، عارف ليه؟


بصلي بعيونه البريئة.

– ليه؟


مسكت إيده وحطيتها على شعر الحصان. كان خايف في الأول، بعدين ضحك بفرحة.

– عشان هو صديقي الوحيد.


بصلي وطلع شفايفه بطريقة عسولة وكأنه مقموص.

– يعني إحنا مش صحاب؟


ابتسمت، وبعدين حضنته ولفيت بيه حوالين نفسي.

– أنتَ حبيب قلبي، أنتَ.


الجو كان هادي، بس مليان صوت ضحك چو وصوت كوكو، الحصان بتاعي.


ومحدش يقول في حصان اسمه كوكو! هقولكم: آه، هو بيحبه. هتقولولي: إزاي عرفتي؟ هقولكم: قولت ده صاحبي الوحيد!


فضلنا نجري ورا بعض أنا وچو ناحية البيت. أو ما وصلنا، لقينا شخص واقف على الباب.


مسكت إيد چو وقربنا منه.

– حضرتك مين؟


الشخص ده لفّ لي، وطلع شاب. من طريقة لبسه فهمت إنه من ولاد المدن، لأن كل شباب القرية لبسهم جلاليب.


بصلي الشخص ده من فوق لتحت، كان بيفصحني، وبعدين قال بهدوء:

– أنا جون، كنت جاي القرية هنا عشان أقابل الحج عبده لو تعرفيه.


– آه، يبقى والدي.


فضل باصصلي شوية بصمت، وبعدين قال بابتسامة هادية:

– كبرتي يا مريومة.


استغربت إنه عارفني… وعارف اسمي ودلعي كمان! اتكسفت وعدّيت من جنبه أنا وچو وقولت بحدة:

– عن إذنك، هناديه عشان يشوفك.


طلعت لوالدي المكتب بتاعه، وبلغته بوجود چون تحت.


---


نزل والدي من المكتب بعد ما ناديت عليه، وكان باين على وشه الفرحة وهو شايف الشاب اللي واقف على باب البيت.


– يا مرحب يا مرحب… ابن الغالي!

اتقدم جون بابتسامة مؤدبة، وسلّم على الحج عبده بحرارة.

– أيوه يا عم عبده، بابا كان بيحكيلنا عنك وعن جدعنتك، وقال لازم أزورك أول ما أجي البلد.


الحج عبده ضحك وهو يربّت على كتفه:

– ده بيتك يا ابني… مريم يا بنتي، شوفي ضيفنا يقعد فين وورّيه الساحة حوالين البيت.


أنا وقفت مكاني، يعني إيه أنا أوريه الساحة؟!


جون بصلي بابتسامة خفيفة:

– لو مش هتعبك طبعًا.


قلت له وأنا مكشرة نص تكشيرة:

– لأ خالص، بالعكس… إحنا بنحب نتمشى في عز الشمس هنا.


چو الصغير قعد يضحك عليّا، وبيقول:

– شكلك هتموّ..تيه في أول يوم يا روما!


طلعت لساحة البيت، كوكو الحصان كان واقف. جون وقّف قدامه، وعلى وشي ابتسامة.

– ده كوكو، صديقي المخلص.


جون ضحك وقال:

– شكله طيب… بس مش كبير شوية على كتكوتة زيك؟


بصيت له بحدّة.

– لمّ نفسك يا حضرة، إحنا مش صحاب عشان نتساير بالطريقة دي.


وأنا بقول كده، كوكو فجأة اتحرك بسرعة ناحيتنا، وأنا ببساطة شدّيته بإيدي عادي. جون وقف ثابت مكانه، متهزش!


چو ضحك:

– شكلك جامد يا عمو!


چون ضحك، ومدّ إيده وطبطب على كوكو، وكوكو مضايقش. وده شيء استغربته، لأن كوكو بيكره الأغراب!


بصيت له باستغراب:

– شكلك مش ابن مدينة زي ما أنا فاكرة.


هو ابتسم ابتسامة خفيفة وقال:

– يمكن عشان جوايا حتة من القرية…


مستغربة من كلامه، بس قبل ما أسأل، سمعنا صوت والدي  بينادي:

– مريم، خلي بالك من ضيفنا… ده هيقعد هنا فترة.


بصيت لچون، حسيت إن في سر ورا الزيارة دي، خصوصًا إنه كان واقف ساكت، وعينيه فيها نظرة غريبة وأنا مش فاهمة معناها.


---


دخلت المطبخ أحضر مع الستات الأكل.

طول عمري ست بيت شاطرة، وكل الناس تحكي وتتحاكي بنَفَسي في الأكل.


كنت بساعد الستات، وهي بتطلع الأكل على السفرة. وبعدين روحت مكتب والدي عشان أبلغه إن الأكل جاهز، بس وقفت مكاني لما سمعت والدي بيقول:

– مريم مش هتستفاد حاجة لما تعرف… سيبها عايشة مبسوطة!!


اتكلم چون بهدوء:

– صدقني يا عم عبده، لو عرفت من برّا، ساعتها وجعها هيتضاعف!!


كنت واقفة، مش فاهمة أي حاجة. فضلت واقفة دقيقة، لغاية ما حسيت بخطوات ناحية الباب، فخبطت بسرعة وكأني لسه واصلة.


الباب اتفتح، وظهر منه چون. بصلي شوية، وبعدين ابتسم. أنا ما بادلتوش الابتسامة، وبصيت لوالدي من وراه.

– بابا، الأكل جاهز.


– ماشي يا حبيبتي، خدي جون معاكي ووريه أوضة الأكل، على ما أجي وراكي.


نفخت بضيق، وأنا شايفاه باصصلي وبيضحك. اتكلمت بحدّة:

– بتضحك على إيه؟


رفع حاجبه بطريقة شدتني:

– مالك يا مريومة، شادة نفسك علينا ليه؟


اتكلمت بضيق:

– أبدًا، في حد كاتم على نفسي كده،وبعدين ما تقولش مريومة دي إحنا مش قريبين.


ضحك بغلب، وبعدين روحنا اتغدينا ووريته الأوضة اللي هيقعد فيها. بعدين دخلت أوضتي، خدت دش سريع، ولبست دريس أسود مليان ورد أحمر، شكله شيك وهادي. فردت شعري الويفي، وحطيت كحل وروج أحمر.


نزلت وروحت لوالدي، كان قاعد في الساحة بيشرب شاي. قربت منه وحضنته.

– إيه الشياكة دي، يا بت يا مريم؟


ضحكت:

– النهارده حنة البت عليا جارتنا، وحلفت إني لازم أكون هناك.


باس راسي، وطبطب على كتفي:

– ماشي يا حبيبتي، تروحي وترجعي بالسلامة، متتأخريش.


ودعته، واتجهت لبيت عليا، اللي على بعد من بيتي بربع ساعة بس.

كنت ماشية وببص حواليا بهدوء وراحة من منظر الزرع وريحته.


قاطع شرودي صوت مقزز:

– القمر رايح فين؟


تجاهلته وكملت مشي، بس وقفني بكل بجاحة لما مسكني من دراعي.

– مش بكلمك يا بت!


كنت لسه هلف وامسح بوشه الأرض، بس فجأة ظهر چون من ورا الولد، وصوته جه ببرود مخيف:

ــ إيدك تتقــ.ـطع قبل ما تلمسها تاني.


الواد لفّ يشوف مين اللي بيتكلم، وقبل ما يلحق حتى يتنفس، چون مسكه من ياقة قميصه ورفع إيده وضر..به بالقلم ضربة طيّرت دماغه. الولد وقع على الأرض مش فاهم إيه اللي حصل، وچون ماسك دراعه وعيونه مليانة غضب:

ــ أنتَ شكلك مش متربي… تحب أربيك أنا؟


الواد حاول يفلت بس چون شدّه وادّاله بوكس تاني خلاه يتلوى من الوجع، وأنا واقفة مصدومة من سرعته وقوته، ووشه اللي اتغير تمامًا. بقى قاسي… قاسي بطريقة مرعبة!


الواد بعد ما وقع على الأرض بص لمريم بخوف، وبعدين قام جري من غير ما يبص وراه.


چون وقتها وقف، تنفسه سريع، عيونه لسه مو.لعة، وبصلي بهدوء عكس اللي حصل من دقايق:

ــ إنتِ كويسة؟


أنا اكتفيت بهزة راسي، لسه مش قادرة أستوعب اللي حصل.


چون مسح إيده في منديل كان في جيبه، وبعدين بص ناحية الطريق اللي الولد جري فيه وقال بصوت واطي بس مليان تهديد:

ــ أنا مش بسيب حقي… خصوصًا لو ليه علاقة بيكي.


فضلت واقفة، قلبي بيدق بسرعة، وجوايا أسئلة كتير عن الشخص ده… هو ليه مهتم بيا أوي؟ 


وفي اللحظة دي، ظهر الحج ، ووشه متغير وكأنه شايف اللي حصل من بعيد…

چون بصلي وقال جملة واحدة بس:

ــ قريب لازم نِتكلم… عن حاجات كتير.


ـــــ


في اليوم اللي بعده، صحيت بدري على صوت كوكو بيخبط برجليه في الأرض. لبست بسرعة ونزلت أشوف إيه اللي مضايقه، لقيت چون واقف جنبه ماسك له أكل وبيضحك:

ــ صباح الخير يا مريومة… صاحبك ده شكله جعان أوي.


رفعت حاجبي وأنا ماشية ناحية كوكو:

ــ غريبة… هو عمره ما بياخد الأكل من حد غيري.


جون ابتسم وهو بيحط الأكل قدامه، وكوكو بياكله عادي خالص، وكأنه متعود عليه من زمان!

ــ شايفة؟ شكله حبّني أكتر منك.


اتكلمت بنبرة مستفزة:

ــ أيوه طبعًا، عشان عارف إنك من المدينة ومش هتدوّقه الدرة زيي.


كان الجو بينّا بيتحول ببطء، مش خناقات زي الأول، بقى فيه هزار خفيف وكلام بيروح وييجي.


بعد الظهر، الجو قلب هوا، والسماء لمّت سحاب. كنت واقفة عند البير أملأ ميه، فجأة لقيت الحبل بيتزحلق من إيدي، قبل ما أشوف إيه اللي حصل، جون كان واقف جنبي ماسك الحبل بإيده التانية.


بصيت له متفاجئة:

ــ أنتَ بتطلعلي منين كل مرة؟


ابتسم بنص شفايفه وقال:

ــ يمكن عشان ما توقعّيش نفسك في البير.


قلبت عيني وضحكت غصب عني، بس في نفس اللحظة ريح قوية جات، طيرت شعري على وشي.فضل باصصلي لدرجة إني اتكسفت.

_شكرًا… بس أنا بعمل كده كل يوم من غير منقذ.


هو ضحك بخفة:

ــ يمكن عشان كنتِ لوحدك.


سكتّ، وحسيت بكلامه دخل جوايا، بس قبل ما أقول حاجة، سمعنا صوت دوشة وصويت جنب الترعة.


_ في طفل وقع في الترعة


#يتبع

يا تري علاقة چون بمريم هتبقي عماله ازاي؟!

وايه هو سر الحج عبده؟

وهل مريم هتبقي متقبلة چون علي طول؟

رواية همسات الحوافر الفصل الثاني 2 من هنا

رواية همسات الحوافر كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات