فصل جديد من رواية أغوار عزيز
الآن
📁

رواية همسات الحوافر الفصل الثاني 2 بقلم فونا

رواية همسات الحوافر عبر روايات الخلاصة بقلم فونا

رواية همسات الحوافر الفصل الثاني 2 بقلم فونا

رواية همسات الحوافر الفصل الثاني 2

_ في طفل وقع في الترعة!


اتجمدت لحظة من الصدمة، وبعدين لقيت نفسي بجري بأقصى سرعة أنا وچون ناحية الترعة.

الناس كانت ملمومة حوالين الميّه، أصوات صريخ وعيال بتعيط، والرجالة واقفة مش عارفة تلحق الطفل ولا لأ.


في لحظة، من غير ما يفكر، چون جري ونطّ في الترعة زي السهم، الميّه اتناثرت حواليه وهو بيغوص بقوة، قلبي كان هيقف من الخوف.


ثواني معدودة ولقيته طالع شايل الولد بإيده، الميّه بتنقط من وشه وهدومه، والولد متعلق فيه زي الغريق اللي مسك في طوق النجاة.


الناس كلها شهقت بانبهار، والست اللي كانت بتصرخ جريت عليه بتعيط:

ــ ابني… يا رب يجازيك خير يا ابني!


چون سلّم الولد وهو لسه بيتنفس بصعوبة، وبعدين بصلي بابتسامة هادية، ابتسامة غريبة… ابتسامة رجّعت قلبي مكانه بس خلّتني مش عارفة أقول إيه.


قربت منه بسرعة وأنا ببص عليه:

ــ إنتَ كويس؟


هو مسح الميّه من وشه وقال بهدوء:

ــ اه الحمدلله .


الناس كلها بدأت تتكلم عن شهامة چون، وأنا واقفة، مش فاهمة هو مين بالظبط… إزاي بيطلع في كل موقف ببطولة كده وكأنه اتخلق عشان ينقذ!


وبين الزحمة والدوشة، عيني وعينه اتقابلوا، لحظة قصيرة بس حسيت إن جواها كلام كتير مش مفهوم… كلام هييجي يوم ويتقال.


---


بعد ما الناس اتفرّقت، وأنا لسه قلبي بيدق من اللي حصل، لقيت چون واقف على جنب، هدومه مبلولة والمية بتنقط من شعره.


قربت منه بسرعة وقلت وأنا مش قادرة أخفي قلقي:

ــ لازم تغيّر هدومك فورًا… الجو بدأ يبرد.


هو ابتسم ابتسامة خفيفة وقال:

ــ شكلك متعودة تأمري.


بصيت له بحدة:

ــ مش أمر… بس أنتَ تضيفنا.


ضحك بخفة، وبعدين فجأة عطس عطسة قوية، بصيت له بعيون متسعة وقلت:

ــ أهو… شايف؟!  تعالى على البيت قبل ما يحصل لك حاجة.


وهو ماشي جنبي كان بيبصلي بنظرات غريبة، مزيج بين الامتنان والاهتمام، وأنا عاملة نفسي مش واخدة بالي.


وصلنا البيت، قلت للستات في المطبخ يجهزوا له شاي سخن، وطلعت أنا بسرعة أجيب له هدوم من والدي عشان يغيّر.


وهو خارج من الأوضة بالهدوم الجافة، لقيته واقف قدام المراية، شعره لسه مبلول شوية، لكن شكله مختلف… هادي وجذّاب بشكل غريب.


قال بابتسامة وهو شايفني ماسكة الفوطة:

ــ كنتي هتجيبيها تمسحي شعري ولا إيه؟


اتكسفت جدًا وقلت بسرعة:

ــ لأ طبعًا… بس شكلك محتاجها.


ضحك بخفة، وبعدين أخذها مني وإيده لمست إيدي من غير قصد… بس اللمسة دي كانت كفيلة تخلي قلبي يدق بسرعة.


جلس يشرب الشاي، وأنا واقفة جنبه، وفجأة قال بهدوء وهو بيبص قدام:

ــ عارفه… أوقات الإنسان ممكن يدخل حياة حدّ تاني عشان يغيّرها من غير ما يقصد.


بصيت له باستغراب، وكأن كلامه ليه معنى أبعد من اللي ظاهر، بس قبل ما أسأله، قام وقال إنه محتاج شوية هوا وخرج برا، سايبني واقفة ومليون سؤال في دماغي.


---


في اليوم اللي بعده، كنت واقفة في الساحة بكنس التراب حوالين كوكو، ولقيت چون جاي من بعيد، ماسك تفاحة كبيرة في إيده.

بصيت له بحدة وأنا شايفة كوكو بيهز ديله مبسوط:

ــ إيه ده؟ ناوي ترشي حصاني ولا إيه؟


جون ضحك وهو بيدي التفاحة لكوكو:

ــ عشان يتعلم إن المدينة برضه بتعرف تكرم.


حطيت إيدي على خصري وبصيتله بضيق.


 وقف قدامي وقال بنبرة متحدية شوية:

ــ إنتي ليه فاكرة إن القرية بس هي اللي عندها القلوب الطيبة؟


اتنرفزت من طريقته وقلت بسرعة:

ــ لأني عايشة هنا وبشوف بعيني، لكن اللي زيك بييجي يومين ويمشي كأنه ماكانش.


كان واقف ثابت، وعينيه بتلمع بحاجة أنا مش عارفة أوصفها، وبعدين بصلي وقال بهدوء استفزني أكتر:

ــ يمكن المرة دي مش همشي.


اتلخبطت للحظة، بس عملت نفسي مش متأثرة، وقلت ببرود:

ــ مش فارقة، إحنا مش فاضيين نعمل حفلة لو فضلت.


هو ضحك بخفة:

ــ مريومة… إنتي عنيدة زيادة عن اللزوم.


رديت بسرعة:

ــ قولت متقوليش مريومه دي!!وأنا مش بحب الناس اللي بتتكلم كتير من غير ما نعرف عنهم حاجة.


لحظتها كان في ست كبيرة معدّية، وقفت وقالت وهي بتضحك:

ــ ما شاء الله… العريس والعروسة بيتخانقوا من بدري!


اتكسفت جدًا، وحسيت وشي احمّر، وچون واقف جنبي وابتسامته مش راضية تروح من على وشه، والموضوع ده ضايقني أكتر.


قرب مني وقال بصوت واطي:

ــ شكلك هتفضلِ تعاندي لحد ما تعرفي إني مش زي ما إنتي فاكرة.


بصيت له وأنا متلخبطة، بس قبل ما أرد، لقيت بابا بيناديني من بعيد، فروحت، وسبت چون واقف مبتسم كأنه كسب الجولة.


---


كنت واقفة في الساحة بعد العصر، الجو هادي، والدنيا رايقة، وأنا بكنس التراب حوالين البيت. فجأة سمعت صوت مألوف قادم من بعيد:


ــ إزيك يا قمر… وحشتيني.


تجمدت مكاني، قلبي وقع من الخضة، هو نفس الواد قليل الأدب اللي حاول يمسكني يوم حنة عليا.


قلت له بحزم وأنا ماسكة العصاية اللي بكنس بيها:

ــ ابعد من هنا… قبل ما أزعلك!


هو ضحك بسخرية وقرب أكتر:

ــ إيه يا قمر…  لسه زعلانة من اللي حصل؟ أنا كنت بهزر.


الهزار اللي في صوته كان سمّ، قرب مني ومد إيده بطريقة وقحة. قبل ما ألحق أصرخ، فجأة ظهر چون من ورا، كأنه نازل من السما.


كان وشه متغير، ملامحه كلها غضب، مسك الواد من دراعه بشدة ولفّه بقوة، صرخة الواد ملأت المكان:

ــ آآآه! سيبني!


چون ما اتكلمش، عينيه كانت بتولع، وضر.بة واحدة خلت الواد يقع على الأرض، د.م سايل من شفايفه، والناس بدأت تتلمّ حوالينا.


الواد وقف حاول يتكلم، بس چون مسكه تاني، وصوته طلع لأول مرة غاضب وقوي:

ــ لو شوفتك قريب منها تاني، أقسم بالله ما هتقوم على رجليك.


الواد جري والدموع في عينه من القهر، والناس كلها بصت لجون بإعجاب، والهمسات بدأت تنتشر:

ــ شوفوا ابن المدن عمل إيه… ده أسد مش بني آدم!


أنا واقفة قلبي بيدق، مش بس من الموقف، لكن من شكله وهو واقف بياخد أنفاسه بعصبية، عينيه بتدور تدور، ولما وقعت عليا، حسيت بحرارة في قلبي.


قرب مني فجأة وقال بصوت واطي بس كله قلق:

ــ إنتِ كويسة؟


هزيت راسي وأنا مش عارفة أرد، وكل اللي في دماغي: "هو أنا ليه حسيت بالأمان وهو واقف كده قدامي؟"


چون بص حوالين الساحة وقال بصرامة للناس:

ــ أي حد يعرف الواد ده، يقوله المرة الجاية مش هيلاقي نفسه.


---


اليوم اللي بعده، كنت واقفة مع عمّ حسن، الفلاح الكبير اللي عنده أرض جنبنا، بننقّي الزرع ونختار اللي هيطلع على السوق. الجو كان حر والشمس مولّعة، بس إحنا متعودين.


فجأة لقيت چون جاي من بعيد، إيده في جيبه ووشه فيه جدّية مش عاجباني.

قرب مني وقال بصوت فيه نبرة أمر:

ــ مريم، الجو نار… إيه اللي مخليكِ واقفة هنا في عزّ الشمس؟


بصيت له ببرود:

ــ بشوف شغلي… فيه مشكلة؟


هو عقد حواجبه:

ــ المشكلة إنكِ ممكن تتعبِي أو تتأذي.


اتنرفزت جدًا :

ــ ومين قال إنك مسؤول عني أصلاً؟


الناس اللي حوالينا سكتت فجأة، مستنية تشوف إيه اللي هيحصل. چون قعد يبصلي بنظرة ثابتة وكأنه مش فاهم إزاي برفض اهتمامه.


ــ أنا مش قصدي أضايقك… بس مش طبيعي تفضلي واقفة تحت الشمس بالساعات.


رفعت حاجبي باستهزاء:

ــ يعني إيه؟ أروح أستأذنك قبل ما أعمل حاجة في حياتي؟


كان باين إنه بيحاول يمسك أعصابه، وده ضايقني أكتر:

ــ مريم، أنا بس…


قاطعت كلامه بسرعة:

ــ لأ، اسمعني كويس… حياتي أنا مسؤولة عنها، مش محتاجة حد ييجي من المدينة يقول لي أعمل إيه وماعملش إيه.


الناس بدأت تبص علينا بنص عين، وجون واقف ساكت، ملامحه فيها غضب وكأنه بيحارب نفسه عشان ما يردّش.


مسحت عرق وشي وأنا بمشي بعيد:

ــ لو سمحت، ابعد عن طريقي… مش ناقصة محاضرات النهارده.


سيبته واقف في نص الساحة، والعيون كلها علينا، وأنا قلبي بيدق من الغيظ… بس جوايا كان في شعور غريب، خليط بين الغضب والحيرة، وكأن وجوده بيقلّب كل حاجة في حياتي.


---


بعد ما مشيت سايبة چون واقف في الساحة، روحت البيت وقلبي مليان غضب، بس الحقيقة إني ماكنتش غاضبة منه هو تحديدًا… أنا كنت مرهقة جدًا من كل حاجة.


عندي شغل في الأرض، بيت لازم يتنضف، وجارتنا عليا اللي حنتها كانت امبارح محتاجة مساعدة، وفوق كل ده أبويا بقى اليومين دول مشغول ومش لاقية حد أشتكيله.


الليل نزل وأنا حاسة إني هقع من التعب، ووشي سخن شوية.


چون كان قاعد في الساحة مع أبويا، ولما شافني معدية بصلي بنظرة طويلة، بس أنا دخلت من غير ما أقول كلمة.


بعد شوية، وأنا واقفة في المطبخ بحاول أحضر الأكل، لقيته داخل بهدوء:

ــ مريم… إنتِ كويسة؟ شكلك تعبانة.


رديت بسرعة وبحدة من غير ما أبص له:

ــ أنا بخير، ماتشغلش بالك.


وقف ساكت لحظة، وبعدين قال بهدوء:

ــ لو في حاجة مضايقاكي… ممكن تحكي.


اتنهدت وأنا بحط الأكل في الطبق، صوتي خرج واطي شوية:

ــ مفيش حاجة يا جون… بس ساعات الواحد بيتخنق، ومش ناقص نصايح من حدّ تاني.


هو ماقربش، بس صوته كان مختلف، أهدأ من أي مرة قبل كده:

ــ أنا مش قصدي أكون عبء عليكِ… أنا بس شايفكِ بتتعبي أكتر من اللازم.


بصيت له أخيرًا، نظراته كانت هادية، مش متحدية زي الصبح، وكأن كلامي وصله.


قلت بهدوء وأنا برجع أكمل شغلي:

ــ يمكن اتعصبت لأن دماغي مشغولة… بس برضه حياتي أنا اللي عارفاها.


هو ابتسم ابتسامة صغيرة وقال:

ــ خلاص… أنا هسيبكِ براحتك، بس لو احتجتي أي حاجة أنا موجود.


وخرج بهدوء، سايبني واقفة في المطبخ مش عارفة أنا ليه فجأة حاسة بالذنب.


---


كانت الدنيا هادية في الساحة بالليل، الحصان مربوط في مكانه، والنجوم منورة فوق كأنها بتضحك على الأرض. مريم كانت قاعدة في بيتها، لحد ما شمّت ريحة دخان خفيفة.


في الأول افتكرت حد بيحرق قشّ برة، لكن فجأة سمعت صهيل الحصان كأنه بيصرخ. قلبها وقع من مكانه.


جريت بأقصى سرعة للساحة، وهناك شافت النا.ر مولّعة في الركن القريب من الحظيرة، والدخان مغطي المكان. الحصان بيتخبط ويحاول يهرب، والنار حوالينه بتكبر كل ثانية.


مريم من غير تفكير جريت على الحصان، عينيها مليانة دموع من الدخان، صوتها بيصرخ:

ــ كوكو! استنى يا حبيبي أنا جاية!


الناس لسه ماخدتش بالها، الليل كان مغطي على كل حاجة، لكن مريم كانت أول واحدة هناك، ماسكة الحبل اللي مربوط فيه الحصان وهي بتحاول تفكّه بإيديها اللي بدأت تتحرق من سخونة المكان.


الحصان بيجري ويزفر بقوة، والنار بتقرب أكتر، ريحة الحر.يق ماليه المكان.


وفجأة وهي بتحاول تفكّه، جزء من الحبل اتقطّع والنار لمست طرف إيدها. صرخت من الوجع بس ماوقفتش، فضلت تحارب عشان تخرّجه.


في اللحظة دي، چون ظهر جري، شاف النا.ر وهي مولّعة وهي واقفة جوه الدخان، صرخ فيها:

ــ مريم! سيبيه أنا هخلصه!


لكنها رفضت تتحرك، فضلت تحاول لحد ما الحصان خرج أخيرًا، يجري برا الساحة والنار وراهم.


وفي اللحظة دي مريم أغمي عليها وهي وسط النا.ر

#يتبع

ياتري چون هيعرف يلحق مريم ولا لأ؟

رواية همسات الحوافر الفصل الثالث 3 من هنا

رواية همسات الحوافر كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات