📁

رواية العصفور والسمكه بقلم احمد محمود شرقاوي

رواية العصفور والسمكه بقلم احمد محمود شرقاوي

رواية العصفور والسمكه

 مراتي بدأت تصحى يوم بعد يوم بالليل على كوابيس غريبة وغير مفهومة، ودايمًا بتردد وبتقول السمك بيطير والعصافير بتعوم....

..................


الـعـصـفـور والـسـمـكـة.. القصة الكامـلـة..


كانت فيه واحدة صاحبة أختي الكبيرة أعرفها من سنين طويلة وتعتبر هي اللي مربياني، كانت أكبر مني تقريبا بـ ١٠ سنين كاملين، وحتى بعد جواز أختي وموت أبويا وأمي وقفت معايا وقفة موقفهاش أقرب الناس ليا بالفلوس والدعم النفسي وحتى الأكل والشرب كان بيوصلني يوم بعد يوم منها، كانت بتعمل معايا اللي أختي مبتعملوش، رغم إن ظروفها شبه ظروفنا أوي وأمها ميتة وأبوها تقريبًا شغال ٢٤ ساعة ومبتشوفوش خالص..


فضلنا على الحال ده سنين طويلة، بتتعامل بوِد ومحبة معايا أنا وأختي وبتصرف علينا ببذخ زي ما بيقولوا، ومع الوقت اضطريت أبيع شقتنا الصغيرة عشان أدي لأختي حقها في الوِرث وأخد أنا الباقي أحاول أفتح مشروع وأجر شقة وأحاول أعيش، وده لأن أبويا مسابش لينا أي حاجة إطلاقًا..


بس مع الوقت كانت الظروف بتضيق معايا أكتر وأكتر، والفلوس بتخلص يوم بعد يوم، وبقيت قاعد مش لاقي أي حاجة، وأكيد مش هطلب من أختي أصلًا وهي ولا حاسة بيا في الحياة، وكل ما أروح شغل أسيبه غصب عني، لحد ما كنت قاعد في مرة مع واحد صاحبي ويعتبر أقرب صاحب ليا اسمه (حسين) وقالي ما تطلب من (حلا) إنها تقف معاك وتسلفك، بصتله بتعجب وقلتله:

ـ يعني أنا بعد ما وصلت لـ ٢٥ سنة هروح لواحدة أقولها تسلفني..


لقيته بيفكرني إنها مش أي واحدة وإنها صاحبة أختك وهي اللي مربياك و و و .... ومع التفكير الكتير حسين جابلي فكرة شيطانية متجيش في عقل إبليس نفسه، قالي إن حلا بعد موت أبوها وارثة ٣ شقق تقريبًا غير حساب كويس في البنك، ورغم كل ده متجوزتش وداخلة على الـ ٣٥، ولو روحت واتجوزتها هتقبل بيك وتعيش معاها ملك، وإلا استحالة بظروفك دي تتجوز أصلًا..


ورغم جنون الفكرة إلا إنها خدت حيز كبير من تفكيري، بنت عندها ٣٥ سنة، أكيد في احتياج لراجل، أي راجل، وبالأخص لو واحد تعرفه وهيحافظ عليها، والمقابل ياخد الأمان المادي منها، ماهي هتعمل أيه بكل اللي عندها، وفضلت تلت أيام أفكر في الموضوع، لحد ما رسمت خطة بدايتها إني بعت هدية قيمة لحلا امتنانًا وتقديرًا على أنها أختي الكبيرة والكلام ده كله..


هي كانت من الناس الطيبة بزيادة، فرحت بالهدية فرحة مُبالغ فيها، وقبل ما تشكرني على الهدية كنت اختفيت تمامًا، خلتها تقلق يمكن أسبوع كامل، وبقت كل ما تبعتلي مردش عليها، كل ما تكلمني أنا مش موجود..


وبما إنها لسة لحد اللحظة دي بتعتبرني أخوها اللي ربته ويمكن ابنها لأنها لسة متجوزتش، فكلمت أقرب صاحب ليا (حسين) وبدأ النص التاني من الخطة، حسين قالها إن حالتي مش طبيعية وإني تعبان بسبب حاجة خاصة، وإنه فضل ورايا لحد ما قلتله إني بحبها وعايز أتجوزها بس مش عارف أجبهالها ازاي..


البنت في البداية اتصدمت وبدأت مشاعرها تلتهب، كنت عارف إنها هتدخل في صراع كبير وفضلت مستني نهايته، لحد ما كلمتني في النهاية، وقالتلي إنها متفهمة طبيعة مشاعري ومفيش مشكلة لو اتجوزنا، حكتلها عن ظروفي الصعبة وإني مش مستعد للجواز دلوقتي رغم إني بحبها ولعبت على وتر المشاعر بطريقة كبيرة لحد ما قالتلي إن العمر بيجري بينا ومش مهم الشكليات وممكن نتجوز في شقة من التلت شقق اللي ورثتهم عن أبوها..


واتخطبنا ببساطة، وقدام العيلة مثلت إني بحارب عشانها رغم فرق السِن اللي بينا، وفي الخطوبة رجعتها طفلة تاني، كلام رومانسي وهدايا وخروجات، حسستها إنها أجمل بنت في الدنيا، وقبل كتب الكتاب بدأت أختفي من تاني، وبدأت تكلمني مرة واتنين، عايزة تعرف أيه المشكلة، قولتلها إن العيلة كلها بتلومني إني هتجوز في شقتها، وإني كدا مش راجل ولازم أكون أنا صاحب المكان، وإني مش هقدر أكمل معاها لأن ده هيجرح رجولتي ومثلت قدامها الحُزن كما يجب أن يكون..


وبعد مشاورات كتيرة قولت إني هشتري شقة من الشقق بتاعتها، وأمضيلها كمبيالات بالأقساط وأدفعها واحدة واحدة وكل اللي معايا حاليًا ١٥ ألف جنيه هدفعهم والشقة تبقا بتاعتي عشان أبقا اتجوزت في حاجة أنا اللي دافع تمنها، طبعًا رفضت فكرة الكمبيالات وكتبت الشقة باسمي..


وفي يوم وليلة بقيت صاحب شقة كويسة جدًا، وحددنا ميعاد الفرح وعملنا الزفة واتجوزنا، وفي ليلة الزفاف فشلت تمامًا إني أقرب منها، حاولت مرة واتنين وعشرة ولمدة أسبوع وكانت هي صبورة تمامًا معايا، وراحت جابتلي شيخ وقال إني مربوط، وإني لازم أتعالج ويرقيني، وفعلًا عمل كدا واتعالجت وبقيت كويس نوعًا ما..


وفضلت عايش معاها تقريبًا شهرين كمان، كانت بتولعلي صوابعها العشرة عشان أرضى عليها، قبل ما أفكر في الحاجة بتكون حاضرة وجاهزة، لحد ما بدأت الأمور تتغير يوم بعد يوم ولأسباب غريبة وغير مفهومة..


مراتي بدأت تصحى يوم بعد يوم بالليل على كوابيس غريبة وغير مفهومة، ودايمًا بتردد وبتقول السمك بيطير والعصافير بتعوم، كنت بستغرب كلامها وبحاول أطمنها بس الخوف كان بيزيد عليها يوم بعد يوم، لدرجة إني أوقات كنت بصحا من نومي ألاقيها نايمة تحت السرير وعمالة تترعش وتقولي السمك بيطير والعصافير بتعوم..


اتكلمت مع أكتر من حد وقالي إن الشقة فيها أذى ولازم تسيبوها وتمشوا، كلمتها بهدوء عشان تروح تقعد في شقة من الاتنين التانيين وأنا هفضل في الشقة هنا لحد ما أحاول أطهرها من اللي فيها وبعدها نتجمع مرة تانية..


وفعلًا مراتي مشيت والغريب إن الأمور هديت في الشقة شوية، لحد ما نمت في ليلة وحسيت بألم رهيب وغير مفهوم، كان فيه عصفور على جسمي وعمال ينهش بمنقاره في لحمي وياكل والدم بينزف مني، صحيت من النوم مفزوع لقيته طار واختفى، بصيت على جسمي لقيت فيه جرح عميق في رجلي، قمت داويته وأنا مش فاهم أيه الجنان اللي بشوفه ده..


حاولت أتجاهل الموضوع شوية ونمت تاني ليلة، بس الغريب إني صحيت لقيت الأوضة كلها عايمة في المية وحوليا سمك كتير بيحاول يعضني، إحساس بشع ورعب ما بعده رعب مكنتش فاهم ده بيحصل ليه من الأساس، ولما فُقت من ليلة الجحيم دي قررت في النهاية، هرمي قفص العصافير اللي في البلكونة وهكسر حوض السمك اللي في الصالة، طالما دول بقوا مصدر الرعب كله اللي في حياتي..


وفعلًا عملت كدا، بس من يومها بدأت ألاقي جثث عصافير ميتة في الشقة والنمل ملموم عليها، وبقيت بلاقي سمك ميت في كل حتة رغم إني رمتهم، كلمت صاحبي (حسين) وأنا مش فاهم حاجة، وحكتله على كل حاجة وقالي إنه هيحاول يلاقي حل بأي طريقة..


أيوة أنا اللي عملت كل ده بس مكنتش متخيل إنه هيترد ناحيتي وهعيش الرعب بنفسي، أنا مكنتش طايقها من أول ما اتخطبنا، واحدة أكبر مني وحاسس دايمًا إنها أمي، بس عصرت على نفسي لمونة واتحملت، ولما خدت الشقة بقيت عايز إننا ننفصل بأي طريقة، خليت حسين يعملي سحر بالربط عشان تشوف إني مش هقدر حتى أديها حقوقها وتطلب الطلاق، وده لِأني كنت خايف شهوتي تغلبني في مرة، بس هي صبرت عليا أوي، واتعالجت غصب عني..


وخليت حسين يعمل سحر وحطيته في حوض السمك اللي بتحبه، واتحملت كتير، فعملتلها واحد تاني وحطيته في قفص العصافير عشان تتأكد إن الشقة مسكونة وتمشي، وفعلًا مشيت، وكنت هخلي شيخ يجي ويقولها إننا مينفعش نكمل مع بعض لأن فيه سحر شديد ولازم نطلق، بس اللي حصل إن أنا بقيت عايش الرعب في الشقة اللي كسبتها وكأن السحر انقلب على الساحر، وبقيت مش عارف أتخلص من اللي أنا فيه ده ازاي..


حسين قالي هيكلم الدجال ويشوف وأديني مستني، أسبوع كامل بيقولي هيكلمه وأنا خايف أسيب الشقة اللي أخيرًا خدتها، وبقيت شايف الجحيم على الأرض، مسافة ما أنام ألاقي طيور فوق راسي وأصحى ألاقي جثة عصفورة على جسمي، وبقيت بلاقي جثث سمك في هدومي جوة الدولاب والشقة كلها بقت ريحتها لا تُطاق..


لحد ما جتلي مراتي وقالتلي أنت ملكش ذنب تاخد شقة مسكونة زي دي، رجعهالي وهكتبلك شقة تانية، ونكمل حياتنا فيها، وفرحت، فرحت أوي، رجعتلها شقتها، ومضتلي على تنازل لشقة من الاتنين التانيين، بس كلها كام ساعة ولقيت ظابط شرطة جاي معاها، كان قريبها من بعيد..


طلب مني أطلقها بهدوء وإلا هيبهدلني، قالتلي إنها عرفت كل اللي عملته عشان أسرق منها شقتها، وإنها خلتني أتنازل وارجعلها شقتها ومضتلي على عقد مزور والظابط قالي يا أطلقها يا إما هلبس قضية محترمة، ومن رعبي طلقتها، طلقتها بعد ما خسرت حتى الـ ١٥ ألف اللي دفعتهملها..


وعرفت إن الشيطان حسين هو اللي عمل كل ده، كان معايا في البداية، بس حقد عليا لما لقاني متهني بفلوس واحدة وواخد شقتها، فقال يكسبها في صفه، عمل الأسحار وبعدها جددها ليا عشان يشتتني، وبعدها عرفها كل حاجة بل وقالها الطريقة اللي ترجع شقتها بيها والمقابل تتجوزه، وهي هاودته لحد ما خدت حقها وسابته، خلاص كانت فاقت لنفسها..


وسابتني عامل زي المجنون، بشوف خيالات، بشوف عصافير وسمك في كل حتة، ما أنا لسة متعالجتش، وطالما متعالجتش ومريض يبقا أي جريمة هعملها مش هتحاسب عليها، دبحت حسين، دبحته لِأنه دمرلي كل حاجة، بس لبست الجريمة كلها للأسف، جريمة دمرتلي حياتي اللي أنا دمرتها من قبل بإيديا، ظلمت أكتر إنسانة وقفت جمبي في حياتي، وطمعت فيها، وقررت أسرقها، فكان الجزاء من جنس العمل..


Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات