📁

رواية أيوب ورِتال الفصل الثاني 2 بقلم ملك عبد اﷲ أحمد

رواية أيوب ورِتال عبر روايات الخلاصة بقلم ملك عبد اﷲ أحمد

رواية أيوب ورِتال الفصل الثاني 2 بقلم ملك عبد اﷲ أحمد

رواية أيوب ورِتال الفصل الثاني 2

_أنتِ طالق.


غلطي إني بتعشم في حاجات دايمًا متكونش ليّ.

الغايب، والفراغ… شعور مستوحش عليّا ببشاعة.


كل يوم ببكي لما أفتكر آخر كلمة قالها وكأنها بتتردّد صداها حواليّ.


طلع سهل عنده يخرجني من حياته.

مفيش بينا حلو يفتكره، لكن بحبّه لسه!

والنهاية كانت طلاق.


_رِتال، أنتِ كويسة؟!


_بخير.


_حبيبتي ليه قافلة على نفسك؟ طنط قالتلي إنك من يومها حابسة نفسك هنا ومبتخرجيش.


 أول ما نزلت من السفر جيتلك على طول. طمّنينى حاسة بإيه؟


_كل الحيطان زهقت مني وأنا بكرّر اللي جوايا 

لو اتكلمت تاني مضمنش هتستحملني ولا لأ.


_رِتال بلاش كده، أنتِ مش ضعيفة للدرجة دي حبيبتي، كل اللي حصل لمصلحتك.

 أنتِ كنتِ عايزة كده، ليه دلوقتي معترضة؟


دمعة نزلت مني، مسحتها بسرعة وأنا بكرّر جملة محفورة في ذكرياتي:

“بس أنتِ كنتِ عايزة كده، صح؟!”


ليه الافتراض ده؟ ليه كلهم فاكرين إن ده اللي عايزاه؟

هو أنا عايزة أوجعني وأكسرني!

ليه محدّش فهم؟ ليه هو مفهمنيش؟


”أحيانًا بنعيش وهم القُرب، مش لأن الناس فعلاً قريبين، لكن لأننا إحنا اللي بنمدّ الجسور، ونفتح الأبواب، ونبذل من وقتنا ومشاعرنا علشان العلاقة تفضل حيّة. بنكون دايمًا الطرف اللي بيبادر، اللي بيبرّر، اللي بيعدّي، واللي بيحاول يخلي وجوده خفيف، مريح، وما يطلبش أكتر من مجرد التقدير.


بس لما التعب ياخد مكان الحماس، ولما نسحب مجهودنا بهدوء، نكتشف إن بعض القلوب ما كانتش قريبة زي ما كنا فاكرين… كانت بس مستريحة لوجودنا، مش حريصة عليه.


وده بيفهّمنا درس ما يتنسيش

ما نصنّفش الناس من خلال الصورة المثالية اللي بنرسمها ليهم جوانا، لكن من خلال محاولاتهم لما إحنا نتوقف. من خلال رغبتهم الحقيقية في البقاء، من غير ما نكون إحنا دايمًا السبب.


الوجود الحقيقي ما بيتطلبش شدّ أو مجهود خارق… الوجود الحقيقي بيكمّل حتى في الصمت، حتى في البُعد المؤقت، حتى لما إحنا ما نعملش حاجة.”


_ريهام، أنا تعبت… تعبت بشكل بخليني أتنازل عن حياتي. 


أنا مش وحشة صح؟ فيه إيه مش حلو فيّ؟ أسلوبي؟ شخصيتي؟ شكلي؟ في حاجة غلط فيّ؟


_زي الفل، اسم الله عليكِ مين قال كده؟ إزاي تفكري في نفسك كده؟ أنتِ ألف مين يتمنّاكِ.


_أومال ليه ما تمنّانيش؟ ليه ما حبّنيش؟


_هو أنتِ بتحبي أيوب يا رِتال؟


_ياريت بس بحبّه! أنا متيّمة فيه، كنت مكرّسة حياتي عليه. حبيب أيامي… حبيته بشكل غريب، اتعلقت فيه. كنت بتلهف للأيام اللي بشوفه فيها.


_عشان كده وافقتِ عليه وأنتِ فاكرة إنه هيحبّك؟


_هو ما حبّنيش! هو باعني، رامى، وقرر يكافئني فطلّقني.


_من إمتى وإزاي؟


_من وأنا في الجامعة… وقتها كان فيه شراكة بين العيلتين. اتعزم عندنا مرة ومن وقتها وأنا وقعت أسيرة ليه مع نفسي

 حبي ليه محدش كان يعرفه. 


بدأت أراقبه وبدأت أتحجج إني عايزة أروح أشتغل وأتدرّب. 

بس ما كنتش عاملة حساب إني أروح شركة أعمامي… اتحطّيت قدّام الأمر الواقع وروحت. وكان من حظي وقتها إن دايمًا فيه اجتماعات بينهم، كنت بشوفه كتير لدرجة إني اتوهمت إنه بيحبني هو كمان.


لما اتقدّم ليّ واكتشفت إنه اتقدّم رغبة لوالدته، وكمان أنا كنت اختياره… ما عرفش شافتني فين وإمتى. وافقت بعبط وقلت أخيرًا حلمي هيتحقق، هيكون ليّ.

كل حاجة كانت ماشية تمام.


قبل كتب الكتاب بيوم خرجنا وهنا بدأ يحكيلي:


_محبتش أكدب في علاقتنا يا رِتال، بس كان لازم تفهمي كلامي كويس، وبعدها رأيك هو اللي هيمشي. 


أنا اتقدّمت لك بشكل رسمي رغبة لوالدتي. للأسف هي مصرة إني أتجوز تحت الضغط منها قررت أوفق، لقتها اخترت لي العروسة… واللي هي أنتِ. 


فجيت خطبتك لسبب ده. أنا مش عايز أرتبط أو أحب أو شخص يتعلّق بيّ عايز أبقى شخص حر جوازنا هيكون صوري. 


هنعيش كأخوات عادي لكن قدّام الكل أنتِ مراتي حبيبتي، مش هقدر أقدملك أي حاجة غير إني أعيّشك في مستوى كويس، طلباتك مجابة، مسؤوليتك عليّ. 


غير كده مش هقدر عارف إن الكلام جارح بس مهنّش عليّ أكذب عليكِ وتخلقي سيناريوهات أنا مش هقدر أحققها.


_تبادل منفعة يا بشمهندس أيوب.


 أنا كمان اتغصبت على الجواز منك بسبب الورث. 

مغصوبة لدرجة إني كنت بفكر أهرب لإني ما توقعتش إن حضرتك تكون مجبر عليّ. 

بس طلعنا بنعاني… أنتَ مغصوب وأنا مغصوبة.


_جواز مصلحة؟ نتفق على كده؟


_اتفقنا.


وقتها كان شعوري مليان خذلان وقهر

إزاي بيقولي كده؟! إزاي هان عليه؟!


كنت جاية مبسوطة وفرحانة… حبيب عيني هيكون ليّ.


بس فجأة كل ده اتمسح، كل الشعور الحلو خسرتُه.

أنا خسرت نفسي. خسرت أنا.


لقيت نفسي بردّد إني كمان مغصوبة وإني كنت عايزة أهرب.

كنت عايزة أكسره كمان وأعرفه إني مش عايزاه.


كنت فاكرة كده، بس اكتشفت إني قلت كده على أساس أمل صغير جوايا… على أساس إني هقدر أخليه يحبني، يقدرني، ويعرف إني الشخص الصح.


اتعشمت فيه، بس عارفة كنت غلط.

وياريتني كنت رفضت… ما كنتش دلوقتي خسرت نفسي للأبد.


_مش فاهمةحاسة كل حاجة غلط. أنتِ غلطتي، ما كانش ينفع تجازفي بحياتك وأنتِ مش واثقة في حبه. هو غلط كمان، لكن هو من البداية عرّفك فهمك إن اختياره غلط. متزعليش… لو كان خيرًا لبقى. 

لو ليكِ نصيب فيه هيرجعلك سيبيها على الله. أنتِ قومي عشان تعيشي حياتك ما تقفليش على نفسك بالشكل ده شهر بحاله وأنتِ كده… كفاية على نفسك كده.


اتمسكت في أمل أخير جوايا وسألتها:


_مسألش عليّ؟ من وقتها وهو ما جاش هنا؟


ردت بنفي:


_معرفش. المفروض أسألك السؤال ده أنتِ وبعدين لو جه هتعملي إيه؟ في إيدك إيه؟ هو يعني لو ردّك ليه هترجعي وتسامحي؟!!


اتصدمت أنا ما فكّرتش في ما بعد.

أنا حزينة وجوايا أسئلة كتير

ليه ما حبّنيش؟

كان حبّني وأنا كنت هتمسك فيه.

كان حاول عشاني وكنت هتمسك.

كان… بس كان.

لكن في الأصل ما عملش، ما حاولش.

هو يعتبر كان فراغ حواليّ… ما حسّتش بيه.

بس قلبي لسه بيحبّه.


دخلت مرات عمي عندي وبصّت لي بغموض:


_حماتك تحت عايزاكِ.


جملتها قصيرة، متعجبة، زلزلت كياني وأنا بقول:

_ ليه!


ضربات قلبي عليت وأنا بحاول أستجمع نبرة صوتي قدامها.

قاعدة قصادي، باين عليها الحزن والتوتر، لكن مازال قلبي قاسي ناحيتهم.

ليه جاية؟ عشان إيه؟! وبعد إيه… شهر كامل غياب!!


_إزيك يا رِتال، عاملة إيه؟


_بخير.


كان باين إني مش مستلطفة القعدة وإن وجودي غصب.

لكن مهما كان، أنا ما شفتش منها حاجة وحشة.

تعاملها معايا كويس، كانت بتحبّني جدًا.


حسيت بالإحراج من كلامي وردّيت بعدها بسرعة:


_الحمد لله بخير أخبارك إيه يا طنط؟ وحشتيني.


لمحت نظرة سخرية في عين ريهام، ويعني عندها حق… من شوية كنت منهارة في العياط بسبب ابنها.

بس الحق، هي مالهاش ذنب.


_في زحام من النِعَم، الحمد لله يا حبيبتي.


جايالك النهارده عشان أيوب أنا عارفة إنه غبي، بس معلشي والله بعاني من غباؤه من زمان ولسانه فالت منه، بس التمسي له العذر.


_التمس له العذر!! ابنك طلقني يا طنط!


_مش قلتلك غبي؟


_الغباء عمره ما يوصل لكده. معرفش بس ابنك أناني لنفسه مستكتر يدي وقته وحياته وحبه ويستهلكها مع حد تاني. عايز كل حاجة لنفسه هو استكتر عليّا حبه! استكتر عليّا كتير.


_والله لأ، ده عمره ما يستكتر حاجة لنفسه ده بيحبك يا رِتال.


_ضحكت بسخرية: 


_ بيحبني!! ده اللي وصّلهولك للأسف إن حياتنا بيرفكت ومثالية، والحقيقة إننا كنا أغراب في بيت واحد.


_كنت فاكرة إنه بيقول الحقيقة فكرتِه نسي، بس طلع بيمثل علينا كلنا… إلا في حاجة واحدة.


_آه عارفها، حبيبته اللي يعرفها مش فاهمة مادام بيحب واحدة ما تجوّزهاش ليه؟ ليه اخترتيني وما اخترتِش حبيبته!


_أنا ما اخترتش فعلًا، لأنه هو اختار حبيبته.


رِتال… الحاجة الوحيدة اللي ما مثّلش فيها هي حبك.


_كِدب! هو ما حبّنيش نهائي هو بيكرهني.


 أنتِ ما تعرفيش اللي بينا وإزاي كنا بنتعامل مع بعض.

 وأكبر دليل… طلاقه ليّ.


_هو ردّك يا رِتال.

يتبع...

ملك عبدﷲ أحمد

#نَـهْــر 'ر 

#أيوب_و_رِتال

رواية أيوب ورِتال الفصل الثالث 3 من هنا

رواية أيوب ورِتال كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات