📁

رواية أيوب ورِتال الفصل الأول 1 بقلم ملك عبد اﷲ أحمد

رواية أيوب ورِتال عبر روايات الخلاصة بقلم ملك عبد اﷲ أحمد

رواية أيوب ورِتال الفصل الأول 1 بقلم ملك عبد اﷲ أحمد

رواية أيوب ورِتال الفصل الأول 1

_اترفضت.


_من الشغل؟!


_تُؤ، من حبيبي.


قولتها وأنا بضع إيدي على خدي وكأنها مزحة، مستنية الكل يضحك عليها، لكنها كانت الحقيقة للأسف.


ردت واحدة من الموجودين باستغراب:


_هو مش مهندس أيوب زوجك؟! اترفضتِ من عنده إزاي؟


_شغل أطفال والله بالله، أنا همشي لأن ببساطة زوجي رفضني. 

هتوحشوني والله يا بنات، إلى اللقاء لما نتطلق أنا وهو وأرجع هنا تاني.


_علاقة البشمهندس أيوب بزوجته رِتال أغرب من علاقة القط والفار.


ده حقيقة الكل مطّلع عليها، مش إشاعة.

 لكن عادي هو بالفعل ما يهمنيش بس منه لله على موقفي الوحش قدام كل الشركة بعد ما اتعرف برفض مدير الشركة العمل لزوجته، لا وكمان طردها. 

ده طردني يا ريهام، عينه في عيني كده، مفيش دم، مفيش إحساس، إيه جبل من الجليد !


_ما خلاص يا رِتال بقى، من وقت ما وصلتي وأنتِ في نفس الموضوع.

 وبعدين تعالي هنا، مالك زعلانة كده؟ هو إنتِ كنتِ طايقة يعني تشوفيه في البيت والشغل أربع وعشرين ساعة قصاد بعض تخيلي السيناريوهات اللي كانت هتحصل!


سكتُّ بهدوء. عندها حق لكن جوايا كنت متضايقة من العلاقة اللي أنا فيها.

ليه الإنسان مضطر يستحمل عشان إنسان غيره؟

مش كفاية اللي فيَّ يا رب!

يعني هو وأنا تحت مستوى بير السلم والله في علاقتنا.


ردّيت بتبرير:


_بس هو جوزي، يعني برضه لازم يقدّر ده.


قربت مني باستغراب:


_هو إنتِ مالك كده؟ حاسة بإحساس مش صح ليكِ هو إنتِ بتحبي أيوب؟!


شرقت مش من المية، من الكلام أنا بحبه!!


_صلي على النبي يا ست قال بحبه قال! يعني بالله عليكِ ده شخص يتحب هو حتى لو مش موجود الحب، لازم يكون فيه احترام وتفاهم مش يكون دبش في التعامل إيه اللي رامِني على الهم ده يا رب!


_قلبك الطيب يا حبيبتي.


_من اليوم ده هيكون شرير مع الناس.


_المهندس الدكتور العظيم وصل. يا أهلاً وسهلاً بحضرتك شايفة يعني إن يومك كان حلو أوي النهارده لا وإيه مالها الابتسامة اللي مالية وشك دي لتكون ربحت اليانصيب وأنا معرفش؟


_ليه الكلام الكتير! بطلي كلام فاضي وخليكِ في حالك.


_الله، مانا في حالي حد قالك إني بشد شعر اللي قدامي؟ تحب تجرب يا زوجي العزيز؟


_لا متشكر. وسّعي الطريق كده خليني أدخل يا زوجتي العزيزة.


_الله، ما الكلام سهل أهو “زوجي” و”زوجتي العزيزة”! أومال ليه سي السيد الصبح في الشركة وشوية كلام غبي؟


_قال للحرامي احلف.


_بقى أنا اترفض يا أيوب!!


بص لي بنظرة عابرة وتحرك من قصادي وهو يتمتم ببرود:


_آه.


وقفته من إيده بعصبية:


_هو إيه اللي “آه”؟ ما تبطّل برود يا أخي ليه ده كله هو إحنا بنلعب؟!


_غريبة، أومال إحنا بنعمل إيه؟


صمتُّ بهدوء وحاولت أتغاضى لكني فشلت، وردّيت باستنكار وعصبية:


_بنلعب فعلاً! بس إنت بتلعب في حرق الدم. برود أعصابك، رخامتك، اللامبالاة، استفزازك… مش فاهمة إنت شايف إيه أكتر مني؟ وبعدين يعني إيه بترفضني من حياتك؟ هو أنا عروسة لعبة؟ أول ما تزهق منها ترميها؟!


_جوازنا مصلحة، ما تعيشيش الدور.


مصلحة ليك مش ليّ لو فاكر إن هي دي الحياة اللي هنمشي عليها يبقى بعتذر، مش هكمل في تمثيلية دورها باطل.


_أنتِ وافقتي من الأول جايه ليه تعارضي دلوقتي بعد ما الوقت فات؟


_أنا وافقت من الأول على مبدأ معين، ومتوقعتش كل ده الموضوع كان بيزنس لينا. اتقدمت ليّ عشان حضرتك عايز تخلص من زن والدتك وتتجوز، وأنا وافقت عشان الورث اللي في العيلة.

أنتَ كسبت، وهما كسبوا، وأنا؟! لعبة بس ماشية تتحرك مع كل واحد شوية عشان أحققله رغبته بس أنا فكرت…


_فكرتي إيه؟!


سكتّ هقول إيه؟ إني فكرت إنه هيحبني! هيتقبل فكرة جوازنا في يوم هنعيش الباقي من عمرنا مع بعض، هيعرف إني بحبه من زمان.


_فكرت إني هيعدي وقت ونتطلق بعدها، لكن ما حصلش ده.

فأنا بطلب الطلاق طلقني وكل واحد فينا من طريق.


تعبيرات وشه اتغيرت، كأنه انذهل أكيد زعل عشان مامته، هي ست طيبة جدًا وبتحبني كانت فرحانة جدًا بالزواج، وكانت هي الطرف الأكثر حماسًا خاف على زعل مامته عشان ده هيكون صدمة ليها طول عمرها بتحلم تشوف أحفاد ليها.


_أنتِ اقفلي على الموضوع ده نهائي، فاهمة؟ وكلمة كمان صدقيني أنا مش هتحمل عواقب أفعالي.


_أنتَ إنسان مش سوي. أنا مش هكمل معاك فاهم؟ ومش هتعرف تمنعني، ولو حاولت هخلعك يا أيوب.


ابتسم بهدوء وكأني بغني مقطع بيحبه مش خلع يعني! لكني ما استحملتش كم البرود.


_أنا بكرهك، بكرهك يا أيوب.


_مش أكتر مني يا رِتال.


„طال الليل لعمرٍ كان ملكك.

لكن ليلًا جاء يتبعه نهار،

وشمسٌ تُنير صباحًا،

وقمرٌ يُبدّد عتمةً،

وأنتَ لم تأتِ…

لم تُلقِ صباحًا أو مساءً.


نزح نجمٌ من موضعنا… تاركًا أثرًا.

ليته أنتَ.

حينها سأعلم أن فقدانك كان حيًّا،

أن الغياب لم يكن قرارًا،

بل حتميًا لا فرارًا.


وأنا… أترقّب عودةً في منتصف ليلي،

علّني يومًا ألمح طيفك.„


عدّى شهر كامل من غير ما نتقابل، لأنه ساب البيت ومشي من آخر مرة.

أنا متعودة دايمًا على تصرفاته من وقت جوازنا أي مشكلة تحصل بينا يسيب البيت تفكيره غريب.


_هو شخص غريب، حتميًا غريب.


_مش عارفة يا رِتال ليه عملتي في نفسك كده من الأول قلتلك عارضي وبلاش.


أنتِ لو كنتِ رفضتي قدامهم وقدام الكل، واختارتي حياتك بدل الهم اللي أنتِ فيه، حياتك بقت معدومة أنتِ رِتال أنتِ! حرام عليكِ نفسك.


بكيت وأنا بنهار من كل اللي حصلي.

مش فاهمة أنا صح ولا غلط.

كنت غلط أكيد.

هي مش هتفهمني، هي فاهمة نص الحكاية.

الكل فاهم نص الحكاية.

لكن في الأصل أنا اللي غلطانة.

أنا اللي جريت ورا سراب كل اللوم عليّا أنا المشاعر، الذنب، أنا محصلة الندم لينا.


_حبيبتي بطّلي عياط هو ما يستاهلش واللهِ أنتِ تستاهلي أحسن منه كلها مسألة وقت وهتتطلقوا وبعدها عيشي حياتك زي ما أنتِ عايزة.


_هو مش راضي نتطلق. مش فاهمة ليه هو مش بيطقني يا ريهام، بيكرهني طلبت منه كتير نتطلق لا بيرفض ولا بيوافق يفضل يزعق وبعدها يسيب البيت ويمشي. أنا مش فاهمة هو عايز إيه رابطني جنبه ليه وهو مش عايزني؟ لو على مامته يتجوز غيري أو يتجوز اللي بيحبها بس يسبني.


_هو أيوب بيحب حد؟!


_مصرّحش بكده طبعًا، بس دايمًا بيتعمد يظهرلي إنه في حياته واحدة.


_طب ليه ما اتفقتوش على الطلاق من الأول؟!


_ما كنتش أعرف إنه مغصوب على الجوازة دي. فكرته عايز يتجوزني أنا يستقل بحياته ويعمل أسرة وعيلة.


_بس أنتِ كنتِ مغصوبة يا رِتال، ليه ما صرّحتوش بكده على الأقل كنتوا وصلتوا لحل.


_اللي حصل حصل مش هيفرق مين كان المفروض يصارح النتيجة واحدة.


_بس النهاية ممكن تتغير.


_تفتكري؟


„كيف السبيلُ إلى ملجئي هنا؟

أترحلُ كي تنعمَ بمن جاورتها؟

أأتركُ عهودي كما فعلتَ؟

لكن لو سرتُ إليك مرة،

هل سأصلُ إليك؟

أدركُ وجودك، لكن مقصدي هو النفاذُ إلى قلبك.

أنتَ الذي عاهدتَ، وأنتَ الذي خالفتَ.„


الأيام بتعدي ببطء وأنا مقيمة في البيت، مش بخرج منه.

إزاي حياتي بقت بالشكل ده؟

طول عمري بنت طموحة عندي أحلام كتير.

واقع كنت لسه ببنيه، ومن يوم وليلة كلّه اتهد.


اتقالي يلا عشان تتجوزي.

وزي الهبلة جريت ووافقت.

ونسيت… نسيت إن محدش هيدمَّر غيري.


لقيت باب الشقة بيتفتح، عرفت إنه هو أكيد.

لكن ما حاولتش أبادر وأقوم

خلّيتني قاعدة ومنتظرة العرض. 


_السلام عليكم.


ردّيت السلام ببرود وأنا لسه بحالتي.

قرب مني وقعد قصادي

هنا عينينا اتقابلت.


شفت فيها الخوف والتوهان والتعب.

جه في بالي ممكن يكون إيه حصل مشاكل في الشغل، تعبان…

فشلت أعرف، لكن في نفس الوقت اتصنعت إني مش مهتمة.


_إزيك يا رِتال عارف إني طولت الفترة دي في الغياب بس من آخر مرة وأنا فضلت البُعد. حاولت أشوف حلول ما لقيتش.

أنا حاولت عشانك، عشان عارف إني بظلمك كتير، بس فشلت.

عشان كنتِ أنتِ الأمل الأخير ليّ.


التوتر كان ماسكني.

“أمل وآخر وبظلمك”؟!

مش فاهمة حاجة.

وحسيت وقتها إني بدخل منعطف تاني من حياتي المأساوية.

إيه قصده؟!

هل ممكن نتطلق؟

طب ما أنا كنت عايزة كده!

ليه دلوقتي بدعي وبقول لا؟

ليه قلبي نبضاته سريعة؟

ليه!!


فضلت الصمت لأني داخليًا بنهار وحاولت أداري خنقتي.


_أنا… آسف وبعتذر، بس والله ما كنتش عايز أربط بنت بيا وأعلّقها وأنا عارف إني مش هفضل معاها قلبي مش هيكون ليها بس تحت ضغط والدتي قررت أوفق، بس من جوايا كنت بقول لا، بس اتحطيت قدام الأمر الواقع.


تفكيري وقتها كان إزاي أكرهك فيَّ وأفضل أعمل تصرفات عشان تكرهيني وتطلبي الطلاق.

مش هقدملك أي حقوق، وأنتِ كذلك مش هتقدمي لي أي حقوق.

هنفضل تحت سقف واحد لكن كل واحد فينا بعيد عن التاني

وده اللي حصل.


كمان كنت بسيب البيت لأوقات كتير عشان أشكّل كل صفات الكره فيّ.

وكان بيها.

رفضتك من شركتي وكمان رفضتك من حياتي وإنك تكوني زوجة ليّ.

ما قدمتش ليكِ حاجة حلوة تشفع ليّ بيها، بس أنا قررت أوقف اللعب.


لو حد كان بيجلدني ما كنتش هحس بالإحساس البشع ده.

كنت عارفة إنه هييجي اليوم ده، لكن كان عندي أمل واحد، دعوة واحدة، رجاء واحد.

بس هو ببساطة محاه، دفنه في أعماق قلبي، وكأنه بيثبت لي إني صعب أتمنى كتير.


_ليه؟!


_أنا آسف، بس أنتِ كنتِ عايزة كده، صح؟!


الحقيقة إن مش دايمًا اللي بيظهرلنا صح.

والحياة أبوابها مش سعيدة.

سعادتك إنتَ لازم تحارب عشانها.

ما تقفش بعيد وتظهر خفايا وتنتظر.

وقتها هتخسر نفسك، آمالك، حياتك الوردية اللي إنتَ بتشكّلها.


زاد جوايا الوجع والكسرة وردّيت باستنكار وخنقة:

_آه فعلًا. كنت عايز توجعني، تكسرني أصل فيها إيه يعني؟!

اتجوز واهنها، واسيبها وارجع أطلقهاعادي يعني!

حياتها مش مهمة قوي عشان ما أكسرهاش

ده أهلها باعوها جات عليّ أنا نلعب معاها شوية وبعدها نرميها.


لعبة بقى محدش بيسأل فيها

 أهلها باعوها عشان الورث

هتمسك أنا فيها؟

بس تصدق، عندك حق والله

أنا لو منك هعمل كده برضه.

مدام حياة الناس لعبة، إيه يعني أدمرها


لاء، برافو عليك يا بشمهندس أيوب.


_رِتال، آسف بس ما فكرتش في كده ولا عمري أفكر أذي حد بس الظروف بتكون أقوى مننا. أنتِ فاهمة غلط، بس في نفس الوقت مفيش حقيقة هتتغير هي نفس الحقيقة ونفس النتيجة اللي هتحصل.


"المخزي أنّ قسوتك ما زالت تزداد، كأن غيابي لا يعنيك.

ألستَ أنت من كنتُ أُصدّق أنّه سيقاتل لأجلنا؟

أين ذهبت وعودك بأن تبقى، بأن تحتمي بدفء قلبي؟

فقدتُ روحًا كانت ترى فيك نجمًا يهتدي به، ومع ذلك لم تمدّ يدًا، لم تحاول حتى أن تُنقذ ما تبقّى.

وأنا، ما زلتُ أتعثر في رماد حبٍ يحرقني وحدي، بينما أنتَ لم تلتفت حتى لصوت احتراقي." 


_هو إنتَ، مادام بتحب غيري وعايزاها، ليه اتجوزتني أنا؟!

هي قبلت إزاي حبيبها يتجوز غيرها؟

أو إنتَ ليه اتجوزتني مادام بتحب حد؟!

كنت خايف على مشاعرها ومش خايف على مشاعري؟

آه أكيد دي حبيبتك أومال أنا؟ واحدة لا تفقه في المشاعر حاجة عادي يعني لو نلعب معاها كم لعبة ونرميها ونكسرها.


طب قولي ليه، أسبابك إيه؟ عرفني ما أكيد فيه أسباب.


_مفيش أسباب، مفيش نصيب بينا


_ده بجد؟! أقنعتني يا أيوب، فعلًا مفيش أسباب.


_إنتِ ليه حزينة من كلامي؟ مش ده كان مرادك إنتِ؟

إيه اتغير؟. مش إنتِ بتكرهيني؟! بنفذلك اللي عايزة.


_تنفذ لي إيه؟!!


_أنتِ طالق.

يتبع...

 #نَـهْــر 'ر

رواية أيوب ورِتال الفصل الثاني 2 من هنا

رواية أيوب ورِتال كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات