رواية صفا وأحمد وريم عبر روايات الخلاصة بقلم آلاء الواقع
رواية صفا وأحمد وريم الفصل الأول 1
كان نايم في حضني وبيهمس باسمها.
_ إيه؟؟؟؟
رفعت عيني لنور، صوتي بيترعش:
_ لسه فاكرها يا نور؟
بعد سبع سنين جواز، ولسه شغّالة بالة؟
_ ممكن تهدي بس...
بس دموعي كانت سبقاها، نازلة بحرقة.
_ أهدي إزاي؟
أنا فيه نار بتاكُل قلبي من ساعتها.
أنا مقهورة يا نور.
_ صفا، علشان خاطري، براحة على نفسك. ليجرالك حاجة و...
صوت الباب قاطع كلامنا. رجع من برة، نور قامت بسرعة.
أحمد: السلام عليكم.
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
دخل الأوضة على طول.
نور: همشي وهكلمك بعدين، ماشي؟
_ مش طايقاه...
حضنتني، وقالت بحنان:
_ ربنا يربط على قلبك زي ما ربط علي قلب سيدنا موسى.
حاولي تتكلمي معاه براحة.
خرجت وسابتني، وأنا مسحت دموعي ودخلت المطبخ. غرفت الأكل، وكل حاجة جوايا بتنهار.
_ فين عمر؟ مش سامعة له حس.
_ تحت عند جدته. الأكل أهو... عايزة حاجة تاني؟
_ إيه، مش هتاكلي؟
_ مليش نفس. كل إنت.
سيبته وخرجت، قعدت في الصالة. لقيته جاي يقعد قصادي، صوته هادي بس عينينه فيها حاجة مش مريحة.
_ مالك يا صفا؟
_ ماليش.
_ إزاي يعني؟ إنتي عياطك باين. هي نور قالتلك حاجة ولا إيه؟
_ لا...
_ أومال مالك يا حبيبتي؟
_ حبيتك...
ابتسم، مسك إيدي:
_ طبعاً حبيبتي...
_ أومال ليه؟
ليه لسه فاكرها؟
بص لي، ملامحه اتبدلت، مش فاهم.
_ أنا مش...
_ ريم ...
ليه تكون في حضني، ولسه بتفكر فيها؟
ليه بتعيشني وهم الحب، وقلبك في مكان تاني؟
وشه اتغير، عيونه بقت تهرب مني.
_ ليه كده يا أحمد؟
أنا قصرت في إيه؟قولي
_ أنا آسف...
أنا مش قادر أنساها. ريم كانت أول حب في حياتي.
_ ومجوزتهاش ليه؟
_ مكنتش جاهز، وأهلها غصبوا عليها، اتجوزت واحد وسافرت معاه.
_ وأنا ذنبي ايه ؟
أنا اللي فضلت محافظة على قلبي، مستنياك، مخلصة ليك حتى قبل ما أعرفك...
كنت بعيشلك وأنت مش عارف تحبني؟
حضني وطبطب عليا، بس وجعي كان أكبر.
_ أنا موجوعة منك... وجع عمره ما هيدواي.
بس عايزة أعرف... عشر سنين!
مافيش فيهم لحظة خلتك تحبني؟
مافيش فيهم حاجة خلتك تشوفني؟
دة أنا من ساعة ما عرفتك وإنت أول كل حاجة في حياتي.
مش بنام غير لما أطمن إنك نمت، مش بصحى إلا تصحي إنت ، مش باكل غير معاك، مش بضحك غير وانت جنبي!
_ صفا، أنا...
سحبت نفسي من حضنه، بصيت في عيونه اللي بقت مليانة ندم.
_ إنت ماعرفتش تحبني. ودي حاجه مالهاش اعتذار أصل الواحد لو قدر يحكم قلبه كانت كل الناس ارتاحت.
قمت دخلت أوضة عمر، قفلت الباب، وعيطت زي العيال الصغيرة. عايزة أصرخ، أكسر الدنيا.
أحمد من ورا الباب:
_ صفا آسف... صفا افتحي الباب، لو سمحتي.
_ اسمعيني من ورا الباب بس طيب ...
قربت، سمعت تنهيدته:
_ أنا عارف إنك مالكيش ذنب...
وعارف إن حكايتي مع ريم كان لازم تنتهي من زمان.
بس صدقيني وغلاوتك عندي، وغلاوة عمر لو هتشككي في غلاوتك عندي أنا من ساعة ما اتخطبنا وأنا مفكرتش حتي أعرف عنها حاجة خلاص بقيت ست متجوزة وأنا بقي في حياتي حد.
أنا ربنا رزقني بيكي،انتي جميلة وحنينه ولو لفيت الدنيا كلها مش هلاقي حد يصوني زيك.
ولو لفيت الدنيا، مش هلاقي زيك.
فتحت الباب، وقفت قدامه. دموعي لسه على خدي.
_ كل ده... بس مش بتحبني.
قلبك ليها مش ليا.
_ صدقيني، لا...
_ أومال ليه؟ ليه لسه بتفتكرها؟
ليه تكون جنبي، وقلبك معاها؟
ليه تفضل تحلم بيها وأنت في حضني؟ لما نسيتها يا أحمد.
صوت عمر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سابته، دخلت الحمام، غسلت وشي، حاولت أهدى. خمس دقايق كأنهم سنة، وطلعت.
_ أوعي تكون غلبت تحت.
رفع إيده:
_ أنا أغلب حد؟ ده أنا مسكين!
ضحكت من قلبي لأول مرة:
_ يا واد يا مسكين، أجهزلك تاكل؟
_ إنتوا كلتوا من غيري ولا إيه؟
_ لأ، قولي تيتة عاملة إيه؟
_ زعلانة منك يا بابا، بتقول مش بتعدي عليها بقالك يومين.
قعدنا ناكل. عمر بيحكي عن يومه، وأنا بحاول ألبس وش السلام.
_ صفا، إنتي مش بتاكلي ليه؟
ابتسمت على ملاحظته:
_ باكل يا حبيبي.
_ لا، شكلك زعلانة. قولي مين زعلك وأنا هاجبلك حقك.
_ إنت؟ تجيبلي حقي؟
كشّر:
_ أيوة، مش أنا راجل؟ المفروض ما حدش يزعلك.
_ اسم الله على راجلي، ربنا يحفظة.
أنا تمام، لو حد زعلني هقولك، تيجي تجيبي حقي.
_ ماشي. أنا شبعت، ممكن أنزل تاني يا بابا؟
_ انزل بس متشاقاش، وشوية وتطلع.
طلع، قفلت الباب ورا، رايحة أوضته، لكنه وقفني.
_ استني... لازم نتكلم.
_ مفيش كلام.
لو سمحت، سيبني.
يتبع...
-آلاء الواقع.