📁

رواية صفا وأحمد وريم الفصل الثاني 2 والأخير بقلم آلاء الواقع

رواية صفا وأحمد وريم عبر روايات الخلاصة بقلم آلاء الواقع

رواية صفا وأحمد وريم الفصل الثاني 2 والأخير

قوليلي ايه الي صابك يحبيبة بابا.... مالك يصفا؟ 


_ مفيش يا بابا. 


قعد جنبي على السرير وقال بصوت كله قلق:


_ دمعتك من ساعة ما جيتي ما نشفتش. جوزك جالك أكتر من مرة وإنتي مش راضية تطلعي له.

هو زعلك في حاجة يا صفا؟ ما بيرضاش يقولي حاجة، وطمني قلبي عليكي. أول مرة أشوفك كده.


حضنته وعيطت أكتر، صوتي كان مكسور وأنا بقول:


_  أنا عايزة أطلق من أحمد، طلقني منه يا بابا.


خرجني من حضنه، مسح دموعي بإيده وقال:


_ طب افهم، عمل إيه؟


_ وجع قلبي.


بصيت له بعين مليانة قهر وقلت:


_ وجع قلب بنتك، طلقني.


_ طب اهدي... علشان عمر، ابنك اللي برة، اهدي وفهميني إيه اللي حصل.


---


في الكافيه...


_ طلبتي تشوفيني ليه؟


_ اقعد يا أحمد.


_ أهو قعدت، ياريت تقولي عايزة إيه.


_ وحشتني... عمري ما نسيتك لحظة.


_ ريم، الكلام ده ملوش لازمة دلوقتي. إنتي متجوزة، وأنا كمان.


_ أنا اتطلقت.


_ إيه!


_ من أول ما رجعت وكلمتك، كنت بطلب الطلاق من فاروق، والنهاردة اتطلقت رسمي.

معرفتش أحبه... حاولت، بس معرفتش أحب غيرك. رجعتلك.


_ أنا متجوز دلوقتي، وعندي ابن.


_ طلقها.


_ لا.


_ بتحبها؟


_ أيوه.


_ كدّاب.


_ أنتي عايزة إيه؟


 رجعتي ليه؟


_ علشان لسه بحبك، وعايزة نرجع لبعض. دي فرصتنا.


_ متأخر... متأخر أوي يا ريم.

إنتي اطلقتي ليه؟


_ علشان عمري ما قدرت أحبه، كان دايمًا فيه مشاكل... كنت مستنية منه رد فعل زيك، شبهك.

أنا لسه بحبك يا أحمد، وعايزة نكمل سوا. وأنا موافقة بأي وضع المهم أبقي معاك.


_ بتقولي إيه؟ 


_ بقولك، لو كنت زمان بحبك شوية، فدلوقتي بحبك أكتر بكتير.


---


عمر دخل عليا ووشه متضايق:


_ صفا، أنا عايز أروح بيتنا.


_ كلم بابا ييجي ياخدك.


_ لوحدي؟ وإنتي مش هتيجي معانا؟


_ لا.


_ ليه؟ بتعيّطي ليه؟


_ عمر، لو سمحت، اطلع برة دلوقتي.


أحمد قال بهدوء:


_ سيبني مع  ماما شوية، يا عمر.


_ طب أنا هروح ألبس علشان نمشي، خلي ماما تلبس وتيجي معانا.


_ ماشي، يلا روح.


عمر خرج وقفَل الباب، وأنا سحبت اللحاف على وشي. مش عايزة أشوفة ، مش عايزة حتى أتنفس جنبه.


_ وحشتيني على فكرة. 


أسبوع من غيرك كتير. البيت فاضي من غيرك.


 أبويا وأمي مش راضين يكلّموني علشان زعلك... أنتي بقيتي بنتهم، مش بس مرات ابنهم.


فضل ساكت لحظة، وبعدين قال:


_ صفا، أنا عارف إني غلطان، وأنا مش جاي أبرر، بس أوعدك إنها مش هتتكرر تاني.


أنتي وعمر دلوقتي كل حياتي.


جتلي مسدج ، فتحتها... أول ما شفت الصورة، إيديا ارتعشت. هو اتخض من رد فعلي.


_ انتي كويسة؟


_ إزاي قادر تمثل كده؟ 


إزاي؟!


رميت الموبايل قدامه وصرخت:


_ سبّيبة انتي  الأول بدل ما هو يسيبك. لسة متفقين على الجواز. 


_ دي كدّابة. 


_ كدّابة؟ وإيدك اللي ماسكها دي كذب كمان؟


_ أنا...


_ أنت بتخوني، وكذبت. لو سمحت، زي ما دخلنا بالمعروف، طلّقني.


قرب يلمسني، رجعت خطوة وقلت:


_ ابعد عني. 


_ أنا عارف إنك موجوعة وزعلانة، عارف كويس. بس اسمعيني، إديني فرصة أتكلم للمرة الأخيرة.


مسحت دموعي في كم عبايتي، وقلت:


_ كمل كذبك، اتفضل.


_ أنا عمري ما كدبت عليكي. حتى لما سألتيني عنها ، قلتلك.

 بس من يوم ما اتقفل علينا باب واحد، وعهد الله ما فكرت فيها لحظة، حتى وهي الي رجعت  تكلمني.

أنا غلطان إني رديت عليها، بس ما حصلش بينا حاجة صدقيني .


_ أومال كنت بتنادي اسمها في نومك ليه؟


_ علشان كانت بتكلمني اخر فترة وغصب عني دماغي افتكرت حاجات ... 


 أنا فعلا قابلتها  بس علشان أقولها إنه مفيش حاجة بينا ومش هينفع تكمّلمني. 


_ قابلتها؟! ومسك إيدها؟! والله أعلم حصل إيه كمان!


_ والله ما حصل حاجة


أنا مش عايز أخسرك، صفا. مش عايز حياتي من غيرك.


دخل عمر وقال بفرحة:


_ خلصت، يلا. 


_ عمر، استأذن قبل ما تدخل.


_ بس ده لو حد غريب...


_ لا، أي مكان مقفول لازم تستأذن، فاهم؟


_ ماشي... يلا البسي علشان نمشي مع بابا.


_ روح مع بابا، أنا هقعد مع جدو كام يوم.


_ ليه؟


_ علشان قاعد لوحده بقاله كتير.


_ بس أنا مش هينفع أسيبك هنا.


أحمد قال بصوت هادي:


_ قولها يا عمر... البيت مابقاش بيت من غيرها.


_ معلش يا حبيبي، روح دلوقتي.


حضنني، باس إيدي، ومشي بهدوء. وأنا تنفست نفس عميق، دخلت الحمام، اتوضيت، وقعدت أصلي. بدعي ربنا يهوّن على قلبي. 


---


بابا ناداني:


_ صفا؟


_ نعم يا بابا.


_ عملت كوبايتين شاي، تعالي نشربهم سوا في البلكونة.


_ جاية يا حبيبي.


---


أحمد بيزعق لريم:


_ متخربيش حياتي زي ما خربتيها زمان. 


_ أنا بحبك يا أحمد،ليه مش عايز تفهم. 


_ وأنا بحب مراتي وابني، ومش هسيبهم علشانك.

إنتي معرفتيش تصوني جوزك، هتصنوني أنا؟


_ بس أنا مكنتش بحب...


_ انسيني خالص. ومتبعتيش  لمراتي أي حاجة تاني، وإلا هعرف أهلك.


---


قعدت مع بابا، وقاللي بهدوء:


_ عايزك تعرفي إني معاكي في أي قرار. بس نتكلم بالعقل شويه 


جوزك غلط؟ آه، غلط. بس اسألك سؤال... قبل كده جاب سيرتها؟


_ بصراحة... لا.


_ يبقى لما جابها،  كانت هي اللي رجعت تلف عليه.


_ أنت بتبررله يا بابا؟


_ لأ، بتكلم بالعقل. كلنا بنغلط مش هنمسك لبعض علي الواحدة 


 وقت الزعل، بنشوف بس الوحش، وننسى الحلو فكري فحياتك معاة كان فيها حلو قد اية؟ لو لاقيتي الحلو اكتر من الوحش حاولي تعديلة . وفكري في عمر كمان قبل ايه قرار تاخدية .


_ وأنا؟ مين يفكر فيا؟ مين يفكر  وجعي وكرامتي؟


_ هو... هو اللي جه وقالك. صراحته تشفعله. كان ممكن يخبي، بس مجاش في باله يكذب.


_ ياريته خبّى... صراحته دي هتموتني.


_ استهدي بالله وفكري علي مهللك....


استهدي بالله وفكري على مهلك وبلغيني قرارك...


– يا  عمر تعالي كُلّ اسمعي الكلام


– مش عايز يا تيتة


يسرية بحنان: طب عايز إيه وأنا أجيبهولك؟


عمر بزعل: عايز ماما


يسرية: طب إيه رأيك تاكل لحد ما أدخل أغيّر هدومي ونروح لها؟


عمر بفرحة: بجد يا تيتة؟


– بجد، بس تاكل كويس، بقالك يومين بتاكل زي العيانين كده


– هخلص كل الأكل كله أهو...


ريم: لا مبيزهقش، أنا هفضل أحاول نرجع زي زمان


– وأنا مش عايز، افهمي، فات عشر سنين على الكلام ده، كل شوية هقولك: امشي يا ريم مطرح ما جيتي...


– وحشتيني أوي


حضنته جامد


– وإنت كمان وحشتني يا عيوني، طمّني عليك


– الحمد لله، هروح أسلم على جدو


– نورتينا يا ماما


– البيت منوّر بناسه، بصي يا بنتي، ربنا هو بس اللي يعلم غلاوتك في قلبي، وأنا ست وعارفة إنتي حاسة بإيه، حقك تزعلي وتخربي الدنيا على أم ابن... بس برضو متبقيش عبيطة وتخربي بيتك بإيدك


 واحدة ناقصةو بتصطاد في المية العكرة، تقومي إنتي تساعديها وتسيبي لها البيت؟


 اغضبي في بيتك، اقعدي معاه في نفس البيت وحرميه من كل حاجة هو متعود عليها منك، خليه يتجنن، مش تسيبيه يهلّبة


– بس...


– مبسش بقى، ارجعي معايا وليكي عليا هطلع عينه معاكي، يا بنتي خراب البيوت مش بالساهل، وإنتي عاقلة وعارفة


– هفكر


– أخص عليكي يا صفا، هتمشيني من بيتكم زعلانة كده؟


سكتت ثواني وبعدين قالت:


– هستأذن من بابا الأول واتصلي عليه ييجي ياخدني


يسرية بفرحة: أيوه كده. 


استأذنت من بابا، ودخلت أوضتي غيرت هدومي وطلعت قعدت في الصالة لحد ما جه. أول ما دخل باس راسي وحضني، بس بعدت عنه، ومسكت إيد عمر ونزلنا ركبنا العربية من سكات لحد ما وصلنا.


– ورانا homework كتير


– هنعمله سوا، وكمان لازم تتعلم تعمله لوحدك


– لا، نعمله سوا


– عمر، سيب ماما تستريح


– طب هنزل ألعب تحت لحد ما تستريح؟


– إنت مبتزهقش لعب؟


– لا، أنزل؟؟


– أنزل


– أنا مبسوط إنك رجعتي


– أنا راجعة بس علشان عمر


– وأبو عمر؟


– معرفش، ممكن مضغطش عليا و.. 


– ثواني أشوف مين على الباب وجايالك


خرج من الأوضة وأنا طلعت هدوم جديدة ألبسها، فضولي خدني أشوف مين برة، بصيت من ورا الحيطة لاقيته واقف مع واحدة وبيحاول يمشيها، ولكن هي دخلت. مسكت نفسي علشان ما أعيطش، ودخلت الأوضة تاني، حطيت لبستك أحمر ورشيت البرفان بتاعي المفضل، وفتحت أول زرارين من البيجامة، وفردت شعري وطلعت.


– مين يا حبيبي؟


أول ما شافتني بصّتلي بعينها اللي يندب فيها رصاصة من فوق لتحت

فقربت منه وبعدت إيديها عنه وقلت:

– مين دي؟


رد عليا بتوتر: ددد... دي...


فردت هي بجرأة: أنا ريم، حبيبته الأولى


– بجد والله؟


 وأنا مراته وحبيبته الأخيرة، مش كده يا حبيبي؟


حضني وباس إيدي وقال: كده طبعًا


– ها بقى، ما قلتيش منورانا ليه؟


وشها احمر، وقالت: 

:

– أنا وأحمد بنحب بعض و...


قاطعها وقال بهدوء:


 أنا بحب صفا، امشي


عيطت بحرقة وقربت تلمسه، فبعدتها عنه بسرعة


– معلش أصل بغير على جوزي، ابعدي إيدك دي، بصي بقى، قصة زمان دي تنسيها من دماغك، وتبطلي تكلميه وتطلبي تقابليه علشان عيب، وانتي أكيد عارفة الواحدة اللي بتعمل كده مع راجل متجوز إحنا كستات بنسميها إيه، تحبي تكوني كده؟... لو تحبي وليكي غرض عادي، بس مع واحد غيره، علشان أنا مش هسمحلك، سامعة؟


– بس هو مش بيحبك


– ما هو لسه قايلك بيحب صفا، قولي تاني يا حبيبي يمكن سمعها تقيل


– بحبها يا ريم، امشي بقى، امشي


– معاه حق، علشان شكلك بقى وحش خلاص


طلعت من حضنه وروحت ناحيتها، مسكت إيدها وقربت من ودانها وقلت بهدوء:


– اسمعي يا بنتي، إنتي الأولى، وكان بيحبك، وكل الهري اللي بتقوليه ده ميساويش بصلة، عارفة ليه؟ علشان هو دلوقتي معايا أنا، وعايش معايا أنا أكتر من سبع سنين، وعندنا ولد زي القمر،  دة حتي بفكر أجيب له أخت ولا أخ كمان.


 فاسمعي، البيت ده أنا قاعدة سنين بحافظ عليه بعيني، ما تجيش إنتي بشوية كلام خايب عايزة تبوظيةه وفاكرة إني هسكت؟ لا... لا يا حبيبتي، ده أموتك فيها... يلا من غير مطرود، وجودك هنا مش مرحب بيه... برة


عيطها زاد وبصّتله


– سمعتي أنا قلت إيه؟ برة


اتحركت ناحية الباب، وأول ما طلعت قفلت وراها، ودخلت الأوضة لاقيته جاي ورايا


أحمد بانبهار: لا، الشخصية دي جديدة عليا

– علشان دي واحدة بجحة، إزاي تيجي لحد هنا؟... جت وأنا مش هنا؟

– لا، خلص بقى، صفحة واتقفلت، بلاش نفتحها تاني في حياتنا

– أنا لسه مش مسامحاك

– طب أعمل إيه علشان تسامحيني؟

– معرفش


من يومها ولحد شهرين وأنا بتجاهله تمامًا، وده عكس معاملتي ليه زمان


– مش كفاية كده؟

حطيت صينية البطاطس في الفرن وقلت:

– كفاية إيه؟

رد بضيق وقال:

– كفاية معاملتك دي، من إمتى وإنتي قاسية عليا كده؟

– ما أنا كنت حنينة، عملت إيه إنت بقى؟

– غلطة وحرمت من بعدها، خلاص بقى، اصفي من ناحيتي، ده إنتي حتى اسمك صفا

– لا


قرب خطوتين وميل عليا، طبع بوسة على خدي وقال: 


– سماح المرة دي


– لا، لسه موجوعة منك، وسيبني أكمل عمايل الأكل، زمان الواد جاي

– أخص عليا بقى أنا أوجع صفا حبيبة قلبي


– شوفت بقى؟


– طب شوفي إنتي إيه اللي يرضيكي ويحنّن قلبك عليا من تاني وأنا أعمله


ابتسمت على طريقته ومحاولاته إنه يصالحني طول الفترة اللي فاتت، أصل جوزك لو إنتي منكدة عليه وخصمتيه هيفرح، إنما لو العكس وبعدتي عنه هيدور إزاي يصالحك بأي طريقة علشان ترجعي تهتمي بيه وتدلعيه.


– هي صعبة كده؟


ابتسمت وقلت:


– ممكن أسامحك، بس توعدني وتعاهد ربنا إن ده ميتكررش تاني، لو في يوم جيت لاقيت نفسك مش قادر تكمل عيشة معايا، تيجي تقولي بكل صراحة


– عيوني، بس صدقيني، أنا عمري ما هزهق من عيشتي معاكي


– متوجعنيش تاني يا أحمد، علشان مش هقدر أسامحك ساعتها أبدًا مهما عملت

حضني وباس راسي وقال:


– حقك علي قلبي والله


دخل علينا عمر وهو شايل الكتاب وقال:

– إنتو بتعملوا إيه؟


– رد عليه بقى


ضحك وبعد عني وقال:


– أصل ماما إيديها اتلسعت وأنا كنت بطمن عليها


– يا خبر، وريني كده


شدّته من إيده وهو بيخرج من المطبخ


– أنا شوفتها، بسيطة، متقلقش، تعالي بس قولي......


ابتسمت وتنفسّت براحة بعد مدة كبيرة متعبة عدت عليا، بعد ما اتأكدت إنه خلاص، كانت نزوة في حياته وعدت، وإنه لما اتحط في اختيار، اختارني أنا.

وسامحته، لأن رصيده عندي يشفع له، لا عمره أهانني بلفظ، ولا مد إيده عليا، وبيسمعني وبيساعدني في البيت لما بكون تعبانة، وحاجات كتير مش معقول أسيبهم وأمسك في غلطة، خصوصًا إنه ندمان.


– مش هناكل بقى؟


– نادي على بابا


– بابا بنفسه جه، يلا!


قعدوا على الترابيزة وكل واحد ممدلي طبقه


– بقيت نمرة اتنين، يعيني عليا

ابتسمت وقلت:

– علشان هو صغير


– ماشي يا عم عمر، أمك راضية عنك؟


– علشان بسمع كلامها ومش بزعّلها


اديته طبقه، وخدت بتاع أحمد غرفتله، وقعدت أنا كمان، وأنا بدعي إن ربنا يديم وجودهم، ويديم علينا الهدوء والحب في بيتنا.


كان يا مكان... الحب مالي بيتنا.


تمّت.

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات