رواية صدقًا كنت أكذب (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱية شاكر
رواية صدقًا كنت أكذب الفصل الثاني 2
- بتعملي اي هنا؟
- هه!
ارتبكت كنت عايزه أقوله إني الخدامه أو أي كذبة، كانت على طرف لساني لكن لأول مره في حياتي أبلع كلامي واتحكم في لساني، وأسكت.
وعشان يكتمل المشهد، وصل بابا ألقى السلام وهو بيقرب فشاورت عليه وقلت بارتباك:
- أهو عمي إبراهيم اللي أنا بنته وصل.
وأدي أخرة الكذب الأبيض...
كنت مرعوبه «خالد» يقول لبابا إني شغاله في مكتبه، فوقفت أقرض ضوافري وأنا بفكر في كذبه أبرر بيها لبابا لو «خالد» قال!
🍃🍃🍃🍃🍃
(٢)
اسكريبت بعنوان:
#صدقًا_كنت_أكذب
بقلم آيه شاكر
🍃🍃🍃🍃🍃
- بتستعبطي يا ذكرى حرام عليكي والله، راجعي نفسك… تخيلي لو كان خالد قال لباباكِ كان هيبقا شكلك وحش أوي، وكويس إن خالد افتكر إنك ياعيني اتلغبطتِ تخيلي لو باباكِ مكنش اسمه ابراهيم، يا كذابه.
قالتها نجاح بانفعال في الموبايل، بعدما حكيت لها.
الحمد لله الموقف مر بسلام و«خالد» مقالش أي حاجه واتشغلوا بالكلام عن الدرس وتنظيم مواعيده.
- هو أنا بكلم نفسي يا ذكرى ردي عليا!
قالتها نجاح بعصبية، فقلت:
- أعمل اي يعني يا نونه، مفيش في ايدي حاجه أعملها بس هحاول حاضر... يلا هسيبك عشان معايا رواية لازم أخلصها عشان هرجعها مكانها بكره، وإنتِ كمان هتسافري الصبح بجد هتوحشيني أوي.
هديت نجاح وقالت:
- ماشي خلي بالك من نفسك يا ذكرى… أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
كان أخر حاجه قالتها «نجاح» قبل ما أقفل الخط، حطيت ايدي على قلبي، وأنا حاسه بنغزة كل سنه لما بتسافر.
بعت رساله لمحمد:
- لو صاحي رن عليا نتكلم شويه.
رن عليا، قال:
- أيوه يا بياعه عامله ايه؟
ضحكت وقلت:
- ما خلاص بقا يا محمد، هو اي ده! وبعدين الروايه اللي اشتريتها دي تقرأها وتجيبهالي عشان عاوزه أكملها قراءه.
- حاضر بكره قابليني وخديها وعلى فكره لو كنتي قولتيلي كنت هسيبهالك تقريها يا أحلى بياعه في الدنيا…
قالها بضحك، واتفقنا نتقابل الصبح قبل ما أروح المكتبه اللي قلتله إني بشتغل فيها، وقبل ما نقفل قال محمد:
- صحيح عندي ليكي مفاجأة.
محمد كان صوته فرحان، فسألته بفضول:
- خير يارب.
حمحم وقال:
- مش أنا هجيب دهب قريب!
قلت بغبـ..ـاء وابتسامة:
- هتجيب دهب! بس اللي اعرفه إنه حرام الرجاله تلبس دهب؟ ولا هتجيب جنيه دهب؟
ضحك وقال:
- يا بت ركزي، هخطب وهجيب دهب.
اختفت ابتسامتي واتصدمت، ورغم اني حاولت أكون هادية، ما يمكن هيخطبني وعاملي مفاجأة، قلت بضحك:
- هتخطب؟! هي دي المفاجأه؟ طيب مبروك يا محمد ربنا يتمملك بخير ياخويا.
ضحك وقال:
- إوعي تكوني بتحبيني يا بت إنتِ وتزعلي بقا والجو الأوڤر ده.
- تصدق أنا عمري ما سألت نفسي السؤال ده، بس لو عايز الحق أنا اتمنيت انك تتقدملي عشان أرفضك.
وكنت بهزر لكن الوجع اللي في قلبي بيزيد، نجاح سافرت ومحمد هيخطب، ومقالش إني أنا المقصودة!
بصيت للرواية اللي على المكتب، وكأني بقولها جيالك ياللي مليش غيرك.
قفلت مع «محمد» وعشان أهرب من التفكير قعدت طول الليل أقرأ في الرواية لحد الفجر، صليت ورجعت أكمل وكانت الأحداث بقت أقوى وأعمق ومش قادره أنام، ولما النهار طلع وصلت لأخر صفحة في الرواية لكن اكتشفت إن لسه في تكمله في جزء تاني، فقلت وأنا بجاهد عشان أفتح عيني:
- حسبي الله ونعم الوكيل... ليه كده؟ على الأقل كنت حط نهايه للجزء الأول.
قمت شربت قهوه عشان أفتح جفوني اللي مصممه تقفل، وروحت المكتبة وأنا فاتحه عين ومغمضه عين... مش أول مره أسهر الليل كله بس مش عارفه مالي! عيني بتقفل لوحدها.
استغفروا 🌸
#بقلم آيه شاكر
🍃🍃🍃🍃🍃🍃
وفي المكتبة
قعدت حاطه إيدي على خدي، وباصه على الكتب، وفجأه جفوني قفلت فسندت راسي على المكتب ونمت...
عمي ابراهيم كان قاعد قصادي، قال:
- يا ذكرى، يا دكتورة؟
انتفضت ورفعت راسي، وأنا بقول:
- هه! إيه؟
- إنتي كويسه يا بنتي؟ بقالي شويه بنادي عليكي!
قالها عمي ابراهيم، فمسحت وشي، وأنا بسند ظهري للكرسي، وقلت:
- أنا مش كويسه أبدًا، تخيل يا عمو ابراهيم اللي حصل معايا، يرضيك أسهر ليله كامله على رواية وفي النهاية ألاقي انتظروا التكملة في الجزء التاني؟
ضحك وقال:
- وإنتي قبل ما تبدئي رواية مش تتأكدي هي كام جزء الأول؟ وكمان تسهري ليلة كامله دا إنتي لو بتقري قرآن كان أهون وكنا نعذرك، إنما رواية!! حرام يا بنتي تشغلي وقتك كله بالترفيه اللي المفروض نص ساعه أو ساعه في اليوم، كدا غلط يا ذكرى.
سرحت ما هو عنده حق، دايمًا «نجاح» تقولي نفس الكلام:
"لو الروايات ترفيه مباح فخلي بالك قد يتحول المباح لحرام لو شغل قلبك اللي المفروض ينشغل بالله وبطاعة الله."
كم مره عملت لنفسي ورد من القرآن ومكملتش يومين مداومة عليه، كم مرة قلت هصلي قيام ومكملتش وكأن فيه ذنب بيشدني بعيد عن الطاعه، ويمكن الكذب اللي أنا شيفاه عادي! ومش عارفه أبطله، أنا كل حياتي كذب حتى لما بحاول أهزر بكذب!
- يا ذكرى؟ يا بنتي ردي عليا؟
- هه! إيه؟
مكنتش مركزه خالص، وعمي ابراهيم كان بيبصلي باستغراب، قال كلام كتير مسمعتهوش، لحد ما قال:
- قومي روحي وريحي النهارده أنا قاعد في المكتبة.
وأصر عمي إبراهيم إني أقوم أروح، فقمت وقبل ما أخرج بصيتله وقلت:
- مع السلامه يا قلبي.
- يا قلبي!
وقفت للحظة مستغربة الكلمة اللي نطقها عمي إبراهيم وهو بيضحك، وكمل:
- إنت مش إنت وإنت عايز تنام؟ في حفظ الله يا قلبي...
خرجت من المكتبة وأنا بجد مش عارفه المفروض أروح فين ولا أعمل ايه؟ شوفت «خالد» واقف قدام السوبر ماركت بيتكلم في التلفون، ووقفت أبص عليه.
دخل «خالد» السوبر ماركت بعد ما رماني بنظرة استغراب.
فروحت أشتري حاجه أكلها لأني حسيت إني دايخه.
وقفت قدام «خالد»، وأنا شايفه الناس بتحاسب بعد ما اشترت، وببص على الحاجات اللي في ايديهم، وأنا بسأل نفسي أنا بعمل ايه هنا؟
وبعد ما كله مشي وأنا لسه واقفه زي ما أنا، سألني خالد:
- خير عايزه حاجه يا دكتورة؟
- آآ... عايزه أشتري، ممكن تديني اتنين بسكويت وإزازة مايه؟
- أكيد ممكن، لحظه واحده.
ولما أخدت منه الحاجه، اتلغبطت وبدل ما أديله فلوس خلعت شنطتي واديتهاله، وفتحت المايه وشربت.
بص خالد للشنطه باستغراب، وقال وهو ماسك ابتسامته:
- إيه أفتح الشنطة وأخد الفلوس ولا ايه؟
قلت بإحراج:
- آسفه أوي معلش مش مركزه.
مديت إيدي عشان أخد منه الشنطة فسحبها بعيد وقال:
- دا أنا ربنا بيحبني عشان عرفت امبارح إنك مش بنت عمي إبراهيم صاحب المكتبه زي ما قلتي، كنت هعمل غلطة كبيرة بسببك.
مفهمتش هو عايز يوصلني ايه ومسألتش، قلت بعدم تركيز:
- ممكن الشنطه؟
سألني:
- هو إنتِ كويسه؟
- أنا بس منمتش امبارح خالص، ومش مركزة.
حطلي الشنطة على المكتب، وحاولت أستجمع كل ذرة تركيز فيا، أخدت الكيسه اللي فيها مايه فشد انتباهي نفس الرواية اللي مع محمد ونفسي أعرف نهايتها، افتكرت محمد وإني المفروض كنت هقابله.
وأثناء ما كنت سرحانه كان خالد مشغول بيحاسب الناس فأخدت الكيسه وخرجت.
- يا دكتوره ذكري!
قالها خالد والتفتّ ليه فشاورلي على شنطتي اللي نسيتها، فرجعت أخذتها.
مكنتش أعرف إن قلة النوم ممكن تعمل فيا كده؟ اتمنيت إني أرجع البيت بسرعه لأني الحياة بقا ليها لون تاني أصفر كده وكل حاجه حوليا بتلف.
بدل ما أقول لـ خالد شكرًا، قلت بصوت عالي:
- هتوحشني.
مردش عليا وبصلي باستغراب، وباحراج لأن الناس كلها بصت علينا…
فمشيت بسرعه وأنا مقرره متكلمش تاني لحد ما أوصل البيت أو أوصل لمحمد.
اتصلت على محمد ولما رد قلت:
- إنت فين؟
قعدت في كافيه لحد ما وصل محمد، حكيتله اللي عملته مع خالد فضحك وقال:
- ليه كده يا ذكري متناميش طول الليل ليه؟ يا ستي لما تعجبك رواية قوليلي وأنا أشتريهالك بدل ما تسهري طول الليل كده.
سألته بدون مقدمات:
- هي مين اللي هتخطبها يا محمد؟
ابتسم وعينه لمعت، وقال:
- بنت إنتِ تعرفيها كويس.
ابتسمت وحسيت إنه هيقولي إنتِ، لكن اختفت ابتسامتي لما قال:
- بنت عمي، بحبها من صغري ورغم إني ابن عمها عمرها ما تمادت معايا في كلام ولا حتى وقفت معايا لوحدنا، عندها حياء فظيع، وواثق فيها يعني إذا كانت بتعمل كده معايا وأنا ابن عمها فأنا أءمنها على بينتي ونفسي.
اتصدمت وسألت بقلق:
- قصدك على نجاح؟
هز رأسه بالإيجاب وهو مبتسم، اتمنيت إنها تكون أي واحده تانيه غير صاحبة عمري! حسيت إن قلبي اتجـ..ـرح.
وكمل هو صب كلماته الحارة على جرحي:
- أنا كلمت عمي وقال لما يرجعوا من العمره هنجيب الدهب.
افتكرت لما نجاح قالتلي إنها عملالي مفاجأة لما ترجع من العمره.
هي دي المفاجأة؟! ضـ.ـربة على الدماغ.
بصيت لمحمد وكنت بتأمله وكأني بشبع منه عشان عارفه إن علاقتنا دي مش هتستمر وخلاص كلمة النهاية هتتكتب مجرد ما يخطب نجاح.
انتفضت وقمت وقفت وقلت:
- حافظ عليها يا محمد، وبلاش نتقابل تاني ولا نتكلم.
مشيت بسرعه وعيني بتدمع، ومحمد ورايا بينادي عليا، وقف قدامي، وسأل بقلق:
- ذكرى إنتِ بتحبيني؟
قلت بدموع:
- لأ يا محمد اطمن، إنت بس كتر خيرك فوقتني، يعني حبيت نجاح عشان عندها حياء ومش بتكلمك أما أنا فشايفني ايه؟ مش مؤدبه ومعنديش حياء؟! يعني أنا سهله؟
- يا بت إنتِ أختي الصغيره متقوليش كده.
سكت شويه وأنا بتأمل ملامحه، كنت حابه لمعة الخوف عليا في عينه، لكن نزلت عيني للأرض، وأنا بفتكر نصايح نجاح؛ «غضي بصرك، احفظي قلبك، إوعي ترخصي نفسك»، مسحت دموعي بسرعة وقلت:
- وصلني البيت يا محمد عشان تعبانه، منمتش ومش مركزه ولا عارفه أنا بقول اي.
- حاضر يا حبيبتي حالًا.
كل كلامة كان بيخلي قلبي يرتعش، معقوله بعد.كل الكلام اللي بيننا يطلع كان بيعتبرني أخته!
وقف محمد تاكسي وركب معايا، كنت واخده بالي إنه بيبص عليا كل شوية، وقلقان عليا… لكن يفيد بإيه القلق ما خلاص قلبي انفلق!
ولما طلعت بيتنا، رميت نفسي على السرير وغمضت عيني وماما دخلت ورايا تسألني:
- راجعه بدري ليه يا ذكرى؟
- عشان عايزه أنام طفي النور لو سمحتي يا ماما.
وطلعت ماما وسابتني أنام.
وبعد فتره مش عارفه مدتها فتحت عيني، وكل اللي حصل معايا ده كان بيدور في راسي وأنا نايمه!
- يارب يكون كان حلم.
قلتها وقعدت، بصيت على هدوم الخروج اللي لسه لبساها وقلت:
- يا خبر! ماكانش حلم!
فتحت أمي الباب بهدوء ودخلت، ولما لقتني قاعده قالت:
- صحيتِ يا ذكرى؟ محمد بره جاي يطمن عليكِ.
- قوليله إني كويسه.
قلتها بضيق، فقعدت أمي على طرف السرير، سكتت شويه وقالت بعد تنهيدة:
- مهند صاحب محمد ابن خالتك قاعد معاه بره و… ومهند اتقدملك.
- نعم!! ومحمد ازاي يجيب صاحبه ويجي كده، من غير ما يقولي؟
اتصدمت، مهند صاحب محمد كنت بشوفه معاه دايمًا لكن عمري ما كلمته، مش عارفه محمد ازاي يتصرف كده من غير ما يقولي! جايب صاحبه يتقدملي! وأنا كنت بحبه هو!
يتبع