رواية ريان وحلا عبر روايات الخلاصة بقلم حبيبة محروس
رواية ريان وحلا الفصل الرابع 4
: "قومي يا حلا في ضيوف مستنيينك برة معرفش جايين ليه"
أنا رفعت عيني من التليفون وأنا قاعدة على السرير بترينج البيت و شعري ملموم كحكة عشوائية..
= "ضيوف إيه يا ماما؟!"
ماما دخلت الأوضة وهي بتعدل طرحتها في المراية وقالت بمنتهى العادي:
"واحد اسمه ريان ومعاه مامته وأخوه الصغير"
أنا اتجمدت مكانِي..
= "ريان؟!"
: "آه يا بنتي.. في إيه تعرفيه؟"
أنا قمت بسرعة ورميت الموبايل على السرير:
= "تعرفيه إيه! ده مديري في الشغل يا ماما!"
: "مديرك؟!"
= "أنا.. أنا مش فاهمة حاجة إزاي يجي من غير ما يقولي؟!"
ماما مسكت إيدي علشان تهديني..
: "طب استني يا حبيبتي شكله جاي لخير.. ده معاه مامته وأخوه مش جاي زيارة عادية"
قلبي وقع في رجلي..
= "ماما! إنتي بتقولي إيه! إزاي يعني؟!"
: "يعني واضح مش محتاجة ذكاء يا حلا.. شكله جاي يتقدملك"
أنا كأني اتلجمت..
مخي مش قادر يستوعب، امبارح كان لسا مهزقني قدام المكتب كله.. والنهاردة جاي بيتنا مع أهله؟!
= "لا لا أنا شكلي بيتهيألي.. يمكن جاي في حاجة تخص الشغل"
ماما ضحكت:
: "شغل إيه اللي يخلي مدير يجيب مامته وأخوه معاه؟ قومي بس غيري هدومك بسرعة وتعالي مش هنسيب الناس قاعدين كده مع اخوكي لوحدهم شكله هياكلهم"
أنا فضلت واقفة متسمرة وإيدي بتترعش، ودماغي مفيهاش الا صوت واحد: ريان هنا.. ريان في الأنتريه مع مامتُه!
= "يا مااامااااا! إنتي مستوعبة اللي بيحصل؟!"
: "أيوة أنا فرحانة جدًا على فكرة، شكله شاب ابن ناس اوي ووالدته محترمة وكلامها هادي"
= "طب ازاي مينفعش.. ده مديري!"
: "وإيه يعني إنه مديرك؟ مش بني آدم برضه؟ وبعدين شكله واخد خطوة جادة و مش متردد فيها"
= "آه بس ده كتير أوي.. خطوة كبيرة كده فجأة!"
: "يا بنتي الموضوع مش فجأة يمكن هو بقاله فترة بيفكر وانتي مش واخدة بالك"
أنا وقفت بسرعة وروحت للدولاب:
= "طب ألبس إيه؟! أنا متوترة أوي"
: "إلبسي حاجة بسيطة وشيك هما جايين عشانك مش عشان اللبس"
= "خلاص هغير هدومي وانزل.. هو محمد معاهم دلوقتي"
: "ده هو أول واحد استقبلهم"
= "طب.. ريان؟"
ماما ابتسمت:
"قاعد هادي اوي.. شكله متوتر زيك بالظبط"
اتنهدت بقلق و طلعت فستان واسع من الدولاب مع طرحة بسيطة بعدين غيرت هدومي بسرعة ولفيت الطرحة كويس، و خرجت من الاوضة انا و ماما..
وأنا بقرب من الانتريه سمعت صوت ضحك عالي.. ضحك مش متعودة عليه خالص!
= "هو ده الهادي يا ماما؟!"
ماما كتمت ضحكتها وهي بترد عليا:
"انتي عارفة أخوكي بقا ينطق العفريت"
أنا اخدت خطوة لجوا ومرة واحدة ريان رفع عينه عليا.. وصوته اللي كان كله ضحك من ثواني اتغير تمامًا وبقى واطي ورزين:
_ "إزيك يا آنسة حلا"
= "الحمد لله"
مامتُه بصتلي بابتسامة هادية جدًا فيها ودّ و قالت:
: "إيه الجمال ده.. ما شاء الله"
= "تسلمي يا طنط"
أنا قعدت على الكرسي اللي قصادهم، وحسيت بدقات قلبي بتعلى مع كل ثانية..
ريان كان قاعد مظبوط في مكانه، إيده متشابكة قدامه ونظراته ما بتفارقنيش بس بأبتسامة لطيفة مش متعودة اشوفها عليه..
مامتُه قالت لماما وهي مبتسمة:
: "بصراحة يا مدام أنا مكنتش متوقعة أشوف بنت بالأخلاق دي.. ابني بقاله شهر مش بيبطل يحكي عن جدعنتها وأدبها"
أنا حسيت وشي بيولع أكتر وبسرعة بصيت لماما اللي ردت وهي بتحاول تمسك ضحكتها:
"الحمد لله يا حبيبتي، هو ده اللي بنربي عليه عيالنا"
ريان اتدخل بصوت هادي لكن مليان جدية:
_ "أنا مش بحب أطول في الكلام.. أنا جيت النهارده في خطوة رسمية يمكن هي متفاجئة منها شوية بس أنا من أول ما عرفتها وأنا شايف إنها مختلفة.. وعايز أرتبط بيها في الحلال"
أنا حسيت نفسي اتسمرت و معرفتش حتى أرد من الصدمة..
كنت متوقعة كدة قبل ما اخرج من أوضتي بس اني أسمعها منه دي حاجة مختلفة خالص..
مامتُه لمسته بخفة كأنها بتسكته، وبعدين بصتلي تاني بنفس الهدوء:
: "طبعًا القرار ليكي يا حبيبتي.. لكن إحنا جايين بنية صافية واللي عجبني إن ابني لأول مرة ألاقيه مصمم على حاجة بالشكل ده"
أنا حسيت إني مش قادرة أبص لريان.. كل ما عيني تقابله بلاقيه مركز عليا اكتر كأنه عايز يعرف رد فعلي..
محمد فجأة اتدخل وهو بيعدل قعدته وابتسامة عريضة على وشه:
"بصراحة أنا أول مرة أشوف مدير جاي يخطب موظفة من غير ما يعمل إنترفيو الأول"
الكل ضحك حتى ريان نفسه ابتسم غصب عنه.. وده خلاني أخبي وشي بكسوف من النكتة البايخة اللي اخويا قالها مرة واحدة..
مامت ريان بصتله كأنها بتشجعه وقالت بهدوء:
: "طيب يا ابني لو عايز تقول حاجة تانية قولها"
ريان عدل قعدته وهو باين عليه التوتر رغم هدوئه الظاهر و قال لماما:
_ "ممكن أطلب طلب؟"
: "طبعاً يا ابني اتفضل"
هو بصلي لحظة قصيرة وقال:
_ "ممكن أتكلم مع آنسة حلا لوحدنا دقايق بس.. قدامكم في البلكونة أو أي مكان قريب"
انا بسرعة بصيت لماما مستنياها ترفض عشان متعرضش للموقف المحرج ده بس هي قالت ببساطة:
"خدوا راحتكوا يا حبيبي.. البلكونة قدامكوا"
يعني إيه خدوا راحتكوا يا ماما بس ربنا يسامحك..
أضطريت أقوم و سبقته للبلكونة.. بعدين دخلت الاول وهو دخل ورايا و وقف جنبي على مسافة محترمة..
_ "حلا.. أنا مش عارف أبدأ منين.."
هو مركز عليا كده ليه؟! يا ربي أرحمني من الموقف ده!
_ "من أول ما شفتك وأنا حاسس إنك مختلفة.. مش زي أي حد قابلته قبل كده و حسيت إني محتاج أكون معاكي بشكل رسمي"
= "أنا.. مش عارفة أقول إيه الصراحة.." قلت بصوت واطي وبصيتله بسرعة بعدين بصيت على الأرض..
_ "مش لازم تقولي حاجة دلوقتي المهم انك عرفتي انا ايه في نيتي تجاهك"
= "الموضوع مش منطقي شوية.. احنا منعرفش بعض غير من شهرين و فوق كل ده انت مديري في الشغل يعني الموضوع باين غريب"
_ "مش غريب ولا حاجة الحب ميعرفش منطق.. و كمان مش معقول ملاحظتيش أن مفيش ولا موظف قرب منك طول الفترة اللي اشتغلتي فيها"
= "ايه؟ يعني انت.."
_ "أيوة انا حذرت الكل محدش يقرب منك ولا يزعجك و بالذات الرجالة لأني عارف نيتهم تجاه أي حاجة حلوة و محترمة"
= "بس عايزة افهم.. عرفت بيتي منين"
_ "ده سؤال برضوا.. معلوماتك كلها في ال CV بتاعك عندي"
= "إيه؟! يعني حضرتك كنت بتقرا ال CV بتاع الموظفة بتاعتك علشان توصل لبيتها؟"
ريان ابتسم ابتسامة صغيرة كده مع إنه بيحاول يبان جدي:
_ "طبعا لازم أعرف كل حاجة عن مراتي المستقبلية، مش ممكن أسيب أي حاجة للصدفة"
انا سكت على طول بعد ما حسيت وشي كله سخن..
ريان قرب مني شوية صغيرين وبصلي بعينين ثابتة قبل ما يقول بهدوء:
_ "بس في حاجة واحدة بس محتاج أعرفها منك قبل ما نرجع.. هل أنتي مستعدة تمشي معايا في الخطوة دي من غير تردد؟"
خدّت نفس عميق وقالت بصوت واطي:
= "نقدر نرجع دلوقتي"
........
: "هاا يا قلب اخوكي ايه رأيك النهائي"
= "موافقة.."
يتبع..
البارت الجاي هيبقى الاخير و طبعاً كان صعب اقفل الرواية على النهاية دي ف أستنوا بقا المفاجئة في الاخر