رواية ريان وحلا عبر روايات الخلاصة بقلم حبيبة محروس
رواية ريان وحلا الفصل الثالث 3
"3"
تاني يوم..
_ "آنسـة حلا.. هو أنا لازم أفكرك إن التقرير ده لازم يخلص النهارده قبل الساعة خمسة؟"
كل الموظفين رفعوا راسهم من شغلهم و ركزوا عليا انا و ريان بأستغراب انه جيه وقف قصادي و انا بطبع الورق بالذات..
= "بس يا فندم.. لسه ما وصلنيش الداتا كاملة من قسم المبيعات"
_ "مشكلتك إنتي مش مشكلتي.. أي حد في مكانك كان خلص من بدري"
= "أنا فعلاً شغالة عليه وحاولت أخلص الجزء اللي عندي.."
ريان رفع حواجبه باستهانة وقاطعني ببرود:
_ "تحاولي؟! أنا مش عايز محاولات يا آنسة حلا، أنا عايز نتيجة"
الموظفين حوالينا بصوا لبعض باستغراب اكبر، والكل لاحظ نبرته القاسية..
= "تمام.. هعمل كل اللي أقدر عليه"
_ "مفيش كلمة اسمها هعمل اللي أقدر عليه، في كلمة اسمها هعمله وخلاص.. فاهمة؟"
= "تمام يا فندم"
هو قلب الأوراق اللي في إيده بعصبية كأنه مش عاجبه أي حاجة..
_ "ده اسمه شغل؟ ده اللي أنا رقيتك عشانه؟"
= "حضرتك كنت شايف إني أقدر أكون في المكان ده وأنا بحاول أثبت ده"
_ "بحاول.. بحاول.. الكلمة دي بتستفزني، أنا ما برقّيش حد عشان يحاول أنا برقّي اللي يستاهل"
وشي ولع من الإحراج، كل العيون عليا..
و هو متعمد يضغطني قدامهم و انا مش فاهمة ليه..
كان هاين عليا أجري على مكتبي قبل ما اعيط بس لا انا مش غلطانة..
= "طيب حضرتك عايزني أركز على إيه بالضبط في التقرير عشان يطلع بالشكل اللي يرضيك؟"
_ "أول حاجة تبطلي تضييع وقت في حاجات مالهاش لازمة وتتعلمي تفرقي بين شغلك وبين حياتك اللي برا"
= "مع كامل احترامي.. أنا عمري ما قصرت في الشغل"
_ "أيوة؟ طب يمكن أنا اللي شايف العكس.. خصوصًا بعد المنظر اللي شوفته امبارح"
القاعة سكتت تمامًا..
وهنا قلبي وقف، هو قصده إيه؟!
= "منظر؟!"
_ "أيوة.. لما المدير يلاقي موظفته الجديدة نازلة من باب الشركة بتضحك وبتفرفش مع واحد مستنيها عند العربية.. طبيعي أفكر إيه؟"
حسيت الدم كله طلع لوشي.. إزاي بيقول كده قدام الكل؟!
= "حضرتك بتلمح لإيه؟"
_ "مش بلمح أنا بقول اللي شوفته، واضح إن عندك أولويات تانية غير الشغل"
= "مع كامل احترامي.. ده أخويا مش أي حاجة تانية من اللي في دماغ حضرتك"
ريان اتفاجئ ثواني وعينه ارتبكت لحظة بس بسرعة رجع لبروده.. والموظفين نزلوا عينيهم للأرض من الإحراج اللي ملا الجو..
= "وأنا مستغربة بصراحة إزاي حضرتك تسمح لنفسك تفترض عني افتراض بالشكل ده قدام زمايلي كمان"
هو شبك إيده ورا ضهره و عينه استقرت عليا بشكل مستفز
_ "أنا ما بفترضش.. أنا بحكم من اللي بشوفه"
= "يبقى كان المفروض تتأكد قبل ما تحكم.. على الأقل تحافظ على احترامك للناس اللي بتشتغل معاك"
= "ولو حضرتك شايف إني مش قد المكان ممكن أسلّم استقالتي وأرتاح.. بس إهانة بالشكل ده أنا ما أقبلهاش"
خلصت كلامي و طلعت من المكتب بسرعة و انا حابسة دموعي بالعافية..
دخلت مكتبي القديم جنب ماكينة القهوة..
قفلت الباب عليّ و بدأت أكتب ورقة الاستقالة..
إيدي كانت بتترعش من كمية الظلم و الاهانة اللي اتعرضت لها قدام زمايلي..
سمعت خبطة خفيفة على الباب بس طنشت، بعدها بثانية الباب اتفتح من غير استئذان.. كان هو
ريان دخل بخطوات هادية جدًا عكس العصبية اللي كان فيها فوق وملامحه بردو جامدة بس صوته أخف:
_ "آنسـة حلا.. إيه اللي بتعمليه؟"
= "واضح.. بكتب استقالتي"
سكت ثواني وهو بيبص على الورقة اللي في إيدي، بعدين قفل الباب وراه واتكئ عليه..
_ "إستقالة؟ ناوية تستقيلي بعد شهرين من شغلك بس؟"
= "بعد إهانة زي دي قدام زملائي.. أيوة"
ريان قرب خطوتين لحد ما بقى واقف قصاد مكتبي..
_ "يمكن أنا غلطت إني قلت اللي قلته قدامهم"
= "يمكن؟ حضرتك متأكد إنك غلطت ولا لسه شايفني بالشكل اللي قلته؟"
هو مسك الكرسي اللي قدامي وقعد، لأول مرة يحط نفسه على نفس المستوى في الحوار..
_ "أنا ما بفترضش قلتلك قبل كده.. لكن لما انا عرفت إنه أخوكي اعترفي إنك كنتِ مبسوطة انه كان مجرد سوء الفهم"
= "مبسوطة؟! حضرتك عارف إحساس واحدة تتبهدل قدام كل زمايلها لمجرد سوء فهم؟!"
ابتسم ابتسامة صغيرة جدًا، ابتسامة مش متعودة عليها منه..
_ "أيوة وعارف كمان إنك أقوى من إنك تسيبي مكانك عشان كلمتين"
= "دي مش كلمتين دي إهانة حضرتك"
_ "طيب انتي عارفة انك أفضل موظفة عندي"
= "مش عايزة مجاملات يا استاذ ريان"
_ "أنا ما بجاملش إنتي عارفة كده من أول يوم اشغلتي معايا.. لو مكنتيش قدها، مكنتش خليتك تدخلي أول اجتماع من أساسه"
= "طيب.. وليه عملت كده؟ ليه ضغطتني بالشكل ده؟"
هو اتنهد، بعدين مسك القلم اللي كان جنبي ولعب بيه ثواني كأنه بيكسب وقت..
_ "يمكن.. لأني اتضايقت من اللي شوفته"
= "ليه؟! هو حضرتك مالك؟!"
هو ساب القلم فجأة وبصلي بتركيز..
_ "مالي؟! يمكن عشان أنا مش متعود أشوفك بتضحكي بالطريقة دي مع حد غيرنا هنا"
= "حضرتك بتراقبني يعني ولا إيه؟"
_ "أنا مديرك طبيعي ألاحظ كل حاجة، بس المرة دي لاحظت زيادة"
= "أنا مش فاهمة حضرتك تقصد إيه"
_ "ولا أنا فاهم إيه اللي خلاني أتصرف بالشكل ده فوق"
= "طيب يعني اعترفت إنك غلطت؟"
_ "اعترفت.. بس أنا مش من النوع اللي بيقول آسف بالكلام"
= "أومال إزاي؟"
هو وقف فجأة، ورجع القلم مكانه على المكتب بخبطة خفيفة، وبعدين عدّل جاكت بدلته كأنه قفل أي نقاش زيادة:
_ "هتعرفي بكرة.."
= "بس بكرة إجازة"
ضحك ضحكة خفيفة كدة من تعليقي و بعدين طلع من غير ما يتكلم..
يتبع..
اتصدمتوا من كل اللي حصل صح؟
لسا اللي جاي صدمات أكتر اتقلوا عليا 😂
اشوفكم في البارت الجاي.