رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثلاثون 30 بقلم بتول عبد الرحمن
رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثلاثون 30
سالي طلعت أوضة تيم، خبطت خبطتين خفاف وفتحت الباب ودخلت، لقته قاعد على طرف السرير، ضهره محني وايديه متشابكه فوق بعض كأنه بيحاول يمنع نفسه من الانهيار، مرفعش حتى عينيه لما دخلت من كتر ما هو سرحان ومش مركز
قربت بخطوات هاديه وقالت بصوت فيه لوم وقلق
"تيم؟"
بصلها بتوهان ومردش فقالت بنبره حازمه
"كنت فين؟ وليه كنت قافل موبايلك؟"
ردّ وهو مش قادر يواجهها
"سالي... مش قادر أتكلم."
نبرتها عليت شويه وسألته
"طب ليه كلمت فريده؟ ولما بتيجي عندك بتمشيها؟! انت عايز إيه؟!"
بصلها شويه وسكت قبل ما يرد
"عايز تبطلوا أسئله."
سالي عضّت شفايفها وحاولت تسيطر على اللي جواها وقالت
"وأنا نفسي أبطل أسئله فعلا، بس في أسئله في دماغي لازم يترد عليها، وحتى لو محدش جاوبني هيجي يوم والاقيلها إجابه، بس انت؟ انت نفسك مش فاهمك، هتفضل كده؟ هتفضل حياتك كلها هربان وقافل على نفسك، مش هتقرر مره واحده بس إنك تدافع عن نفسك؟ تقول رأيك؟ تاخد خطوه، هتفضل سايب كل حاجه تضيع من إيدك؟ حتى فريده... اللي جت، ومدّت إيديها ليك كذا مره، وانت كل مره بتبعدها عنك بغبائك!"
تيم كان ساكت، مش عايز يسمع، مش قادر يسمع، ولا يتكلم، ضغط كفه في بعضه وقال بصوت واطي مكسور
"سالي... بس، اسكتي."
سالي كملت بإصرار
"ولو أنا سكت، الأصوات اللي في دماغك هتسكت؟
لو سكتني... هتعرف تسكت كل اللي جواك؟ ليه حابس نفسك السنين دي كلها؟ ليه مش قادر تعيش؟ قدامك فرصه يا تيم...فرصه تعيش، تبدأ من جديد، ليه رافض؟ ليه؟!"
صرخ فجأه، صوته كان خافت ومتقطع
"بس، اخرجي! مش عايز أسمعك أكتر."
بصتله بوجع وقهر وقالت
"هخرج، وانت خليك... خليك لوحدك دايما، رافض كل حاجه حلوه بتتقدملك، كل حاجه ممكن تغيرك، بس انت اللي مش عايز تتغير."
استنت منه يقول حاجه... حتى كلمه واحده، بس هو سكت، وكأنه بينهي الكلام
خرجت وقفلت الباب وراها، وسابت وراها فراغ تقيل، كل كلمه بتزن في ودانه زي الدبانه، فضل قاعد، نفسه تقيل وضهره محني أكتر.
بعد لحظات، عينيه لمحت حاجه بتلمع واقعه على الأرض، قرب شويه، مد إيده ببطء، وشال إسوره خيط بلون خمري باهت، فيها خرزه صغيره من الفضه محفور عليها أول حرف من اسم فريده.
وقف وهو ماسكها بإيديه، قلبه بدأ يدق أسرع، الإسوره كانت بسيطه، الاستايل اللي بتحبه.
قرّبها من مناخيره، ومن غير ما يقصد شمّها، ريحه فريده فيها.
غمض عينيه لحظه، وفضل ماسكها بأطراف صوابعه، كأنها الحاجه الوحيده اللي فاضلاله، قعد تاني على طرف السرير، ولفها على صباعه ببطء، فتح درج جانبي في الكومود، حطّها فيه بلطف، وبصلها لحظه قبل ما يقفله.
عند ياسمين
ياسمين مستحملتش، زعقت وهيا بتمسك شعر ايه بغل
"سيبيني يا اللي عامله زي الرجاله، أنا اللي هربيكي يا قليلة الأدب!"
وكل واحده ماسكه التانيه من شعرها، والشتايم شغاله
محمد اتدخل بسرعه وههو بيزعق
"بس! بس يا مجانين، ايه اللي بتعملوه ده"
ومسك ياسمين من وسطها وهو بيحاول يبعدها عن ايه بس ياسمين كانت مصممه تمسك شعرها وهيا بتصرخ
"سيبني، دي واحده قليلة الأدب!"
هدير اتدخلت وهيا بتشد ايه بس كانت بتقاوم وهيا بتشد في بلوزة ياسمين وبتقول
"أنا هوريكي يا لمامه"
أم محمد وقفت في النص وهيا بتحاول توقف الخناقه
"خلاص! بس انتي وهيا، اتلموا يا قلالات الادب"
محمد بعد ما قدر يفكهم قال بانفعال
"كفايه قرف! مش طايق أشوف خناقه تانيه! اللي مش عاجبه الوضع يمشي الكلام واضح"
ياسمين لسه بتنهج وقالت بغيظ
"أنا اللي هخلّيكوا تمشوا، يومكوا قرّب، خليكوا فاكرين"
ايه قالت وههي بتلم شعرها اللي اتبهدل
"انتي بتتمني، بس هتفضل امنيه، وانتي اللي هتشوفي نفسك برا البيت ده يوم، وقريب اوي"
أم محمد قالت بصوت عالي
"انت السبب يا محمد! جبتلنا البت دي على دماغنا، قوم طلّقها وريحنا من بلاويها!"
ياسمين دخلت الأوضه وهيا بتنهج من الغضب، شعرها متبهدل ووشها محمر من الانفعال، محمد دخل وراها علطول وقفل الباب وراه بقوه وقال بنبره فيها قرف وزهق
"عاجبك كده؟"
ردت ياسمين بغضب وغيظ
"أقسم بالله لأوريها الحربوقه دي!"
محمد قال وههو بيرفع حواجبه
"انتي اللي بدأتي أصلًا... يبقى تستحملي!"
بصتله بحده وقالت
"وكمان بتغلطني؟ بدل ما تروح تعلمها الأدب علشان مدت ايديها على مراتك؟ صدقني... هوريكوا كلكوا الوش التاني، وانت أولهم!"
محمد اتنهد وقال وههو بيقرب منها
"ياسمين، ريحي شويه، مالك داخله حاميه كده ليه؟"
صرخت فيه بقوه
"انتوا لسه مشوفتوش مني حاجه! بس أنا عارفه كويس أنا هعمل إيه!"
شد نبرته وقال بحده
"ياسمين... احترمي نفسك، انتي هنا مش صاحبة البيت، وخليكي فاكره إن معندكيش حد تروحيله لو مشيتي من هنا."
اتجمدت مكانها وقالت ببطء
"قصدك إيه يعني؟"
قال وههو بيبصلها ببرود
"يعني عقلك في راسك... تعرفي خلاصك، انتي من غيرنا مش هتلاقي حد تروحيله اصلا"
اتنهدت بمراره وقالت بصوت ثابت مليان وجع
"اتخليت عن أهلي، عن الأغلى... وأقدر أسيبك بسهوله، بس متجيش تندم على كلامك ده، خليك فاكره كويس اوي علشان هتندم عليه حرف حرف."
سكت وهو بيبصلها وشايف في عيونها قوه مش عارف مصدرها
عند سالي
نزلت وركبت جنب فريده، اتحركت بالعربيه في صمت تقيل، وكل واحده فيهم كانت غرقانه في دوامه أفكارها، دماغ كل واحده مشغوله بأسئله وقلق وتخبط مش مفهوم.
سالي قطعت الصمت وقالت بصوت هادي
"هتكملي معايا؟"
فريده بصتلها وقالت بكل ثقه
"أنا وعدتك إني هكمل معاكي للآخر."
سالي اتنهدت وقالت
"لازم أدخل الأوضه تاني وافهم أكتر."
فريده ردت بهدوء وهيا باصه قدامها
"لما نعرف الأول مين البنات دي وهما فين دلوقتي، ونتكلم مع ايه عن اللي شفناه، هيا أدري مننا"
سالي سألتها
"كلمتيها أصلًا؟"
فريده ردت
"آه، كلمتها... هنروحلها بكره."
سالي قالت
"تمام... كويس."
فريده وصلت البيت ونزلت من العربيه هيا وسالي، كانت مرهقه جدًا وملامح التعب باينه على وشها، أول ما نزلت من العربيه لقت إسلام واقف مستنيها، أول ما عينيه وقعت عليها، قرب منها بخطوات سريعه، صوته جه حاد ومليان قلق
"كنتي فين؟"
ردت بهدوء مش متعمّد فيه دفاع
"كنت مع سالي"
ضيق عينه وقال بنبره فيها استجواب
"من إمتى؟ انتي خارجه بدري من الشغل النهارده"
رفعت حواجبها وقالت بنبره مستفزه شويه
"ده تحقيق؟"
سالي قطعت التوتر وقالت بسرعه
"فريده، أنا هسبقك على جوه."
وسابتهم ودخلت، إسلام قرب منها خطوه وقال
"ها يا فريده، خرجتي بدري ليه النهارده؟ وكنتي فين؟ وليه مش بتردي على موبايلك؟"
فريده ردت وهيا بتحاول تبعد عن المواجهه بصوت مكتوم
"إسلام، أنا مش عايزه أتكلم، سيبني لو سمحت باللي أنا فيه."
قال بنبره ما بين القلق والعصبيه
"وإيه هو اللي انتي فيه؟ انتي عارفه أنا كنت قلقان عليكي قد إيه وخصوصا انك مش بتردي؟!"
قالت وهيا بتحاول تنهي الكلام
"مفيش داعي للقلق، أنا كويسه قدامك أهو"
بص في إيديها ومدّ إيديه بسرعه يمسك إيديها
"إيه الخاتم ده؟ جبتيه منين؟"
شدّت إيدها فورًا وقالت بانفعال مكتوم
"وفيها إيه يعني... لابسه خاتم عادي"
صوته علي شويه وهو بيعيد السؤال
"جبتيه منين يا فريده؟ كلامي واضح... الخاتم غالي عليكي أصلًا"
قالت وهيا على آخرها
"مش عايزه أتكلم ومش مستعده، وانت عارف إني مش هتكلم."
حاول يهدى، اتنفس ببطء كإنه بيحاول يمسك أعصابه من الانفلات وقال
"وأنا مش هقدر أقعد هادي كده وأنا مش عارف انتي كنتي فين"
قالت وهي بتبصله بنظره فيها حزن
"طب ممكن تسيبني أهدى على الأقل؟ بلاش تحاصرني كده."
وسابته ومشيت، وهو واقف مكانه بيبص وراها، مش عارف يرد، ولا حتى يهدى.
كانت أول مره يحس إنه واقف قدام فريده ومش قادر يفهمها... وعارف كويس إنها بدأت تخبي عليه حاجات.
فريده دخلت البيت، راحت قعدت شويه مع إيناس وسالي وصابرين، بتحاول تخفف من التوتر اللي جواها، وبعد شويه استأذنت وطلعت أوضتها، المكان الوحيد اللي بتحس فيه إنها محميه من العالم كله، أول ما دخلت، قفلت الباب وراها ووقفت ثواني تايهه وسط الضلمه، كانت عايزه تنهار بس مسمحتش لنفسها.
دخلت الحمام، خدت شاور دافي، حاولت تسيب الميه تغسل تعب اليوم وألمه، لبست بيچامه مريحه ومددت على السرير.
كانت مرهقه جدًا، بس النوم مش راضي ييجي، كل ما تغمض عنيها، تلاقي الأفكار بتخبط في بعضها، مش قادره توقفها، وفجأه الباب خبط.
غمضت عينيها بسرعه، مش عايزه تتكلم مع حد دلوقتي، كانت إيناس اللي دخلت، وقفت لحظه لما لقتها نايمه، وبعدين خرجت بهدوء.
أول ما سمعت الباب اتقفل، فتحت عينيها تاني وسرحت من تاني
وبعد شويه، الباب اتفتح تاني…
المره دي كان إسلام.
دخل بهدوء وقال
"مش عليّا هه، اتاخري كده؟ عايز أنام."
فتحت عينيها وقالت ببرود واضح
"عندك سرير، روح نام فيه"
قال ببرود مماثل
"أنا حر... وعايز أنام هنا، اتاخري"
قامت واتعدلت شويه علشان تسيبله مكان وهو فعلًا نام جنبها وسحبها في حضنه بحنيه، قال بحنيه
"أنا آسف إني زعقتلك... بس إنتي عارفه إني كنت خايف عليكي"
قالت بهدوء
"مش زعلانه منك."
قال بجدّيه وحنان
"ومين اللي مزعلك وأنا أروح أهينه."
ضحكت بهدوء وقالت
"مش زعلانه من حد يا إسلام، مضغوطه بس مش أكتر."
سألها
"ومضغوطه ليه؟ لو من الشغل اقعدي أجازه شويه، الشغل مش هيطير."
قالت باستنكار
"وأقعد أعمل إيه في البيت؟"
ضحك وقال
"ومين قال إنك هتقعدي في البيت؟"
استغربت وسألته
"أومال هقعد فين يعني؟"
قال وهو بيبصلها بحماس
"يعني ممكن نطلع إحنا التلاته كده أجازه حلوه في أي بلد بره."
اتصدمت وقالت بحماس حقيقي ممزوج بفرحه
"بجد؟!"
قال وههو بيبتسم
"آه طبعًا بجد."
قالت بصوت ناعم وفيه شوق
"تصدق إني فعلًا محتاجه حاجه زي كده؟"
قال بحنيه
"عارف، علشان كده قلتلك كده."
قالت بابتسامه واسعه
"طول عمرك حاسس بيا"
رد عليها وهو بيطبطب على ضهرها
"ومين هيحس باختي الحلوه لو ما حسّتش بيها؟"
قالت بحب حقيقي
"محدش... بحبك أوي."
قال بحنيه صافيه
"وأنا كمان بحبك أوي... قوليلي بقى، كنتي فين النهارده؟"
أخدت نفس عميق كأنها بتستجمع شجاعتها وقالت بهدوء
"كنت مع حسام."
إسلام ضيّق عينيه وقال بنبره استغراب وتحفّظ
"حسام؟ معاه بتعملي إيه يعني؟"
فريده بصّتله بثبات وقالت
"حسام عايز يتجوزني."
اتصدم، قعد بسرعه واتعدل في مكانه وقال
"يتجوزك؟"
هزّت راسها وقالت
"آه، عايز يتجوزني... وأنا وافقت."
صوته علي شويه وهو بيقول
"وافقتي؟ ليه يا فريده؟ انتي بتحبيه أصلًا؟"
قالت وهيا بتحاول تفضل هاديه
"آه، بحبه"
قال بسرعه وبحده
"لاء! مش بتحبيه... إيه اللي خلاكي توافقي؟! وكمان... إزاي متقوليش حاجه زي دي؟"
قالت بهدوء
"كنت هقول، بس هو لسه قايلي... وأنا شايفاه مناسب."
اتنهد بإحباط وقال
"من إمتى بتخبي حاجه زي دي يا فريده؟"
ردّت عليه بنبره دفاعيه
"مخبّتش، كنت هقول، بس أنا لسه شايفاه النهارده."
قال ولسه الغضب ظاهر في صوته
"وشوفتيه ليه من غير ما تقولي؟ افردي هو مش كويس أو..."
قاطعت كلامه بسرعه
"حسام كويس جدًا، وصاحب تيم، وسألته عليه وقالي إنه كويس، وكمان سالي قالتلي إنه محترم."
سكت لحظه وبصّلها بذهول وقال
"كل ده حصل من غير ما تقوليلي؟ روحتي سألتي الكل... وأنا آخر من يعلم!"
حاولت تشرح وقالت
"يا إسلام، أنا وال..."
قاطعها وقال بنبره فيها مراره
"ماشي يا فريده... حطي مسافات بينا أكتر، براحتك"
قام وخرج من أوضتها، سابها لوحدها وسط صمت تقيل، وعيونها بتلمع من الدموع اللي كانت بتحاول تمنعها من شويه.
تاني يوم
صحيت فريده بدري عن كل يوم، يمكن علشان النوم خانها طول الليل، أو عقلها شايل تفكير كتير، قامت من على السرير بثقل، دخلت الحمام وغسلت وشّها وبصّت لنفسها في المرايه... عينيها حمره من قله النوم والتفكير.
نزلت على المطبخ، بدأت تحضر الفطار بنفسها، ايديها بتتحرك آليًا، الجو كان هادي جدًا.
إيناس نزلت بهدوء، أول ما دخلت المطبخ وشافت فريده، حاولت ترسم ابتسامه دافيه وقالت
"صباح الخير يا فريده."
فريده مرفعتش عينيها، ردت بنبره محايده فيها فتور
"صباح النور"
إيناس قربت، وقعدت على الكرسي وهيا بتحاول تكسر البرود اللي في الجو
"صاحيه بدري ليه؟ وليه بتحضري الفطار"
ردّت وهيا مركزه في اللي بتعمله
"عادي وفيها إيه يعني"
سكتت لحظه وبعدين رصت الأكل على الترابيزه وقعدت وقالت
"اتفضلي"
إيناس بدأت تاكل وبعدها قالت بحذر
"كنتي متضايقه امبارح؟ حسيت إنك مش على بعضك"
رفعت فريده عينيها ليها للحظه، وبعدين رجعت تبص قدامها وقالت ببرود
"عادي... كان يوم طويل بس"
إيناس حاولت تبقى لطيفه أكتر وقالت
"لو في حاجه مضايقاكي قوليلي يا فريده"
فريده ردت
"مش متضايقه، متهيألك، انتي بس اهتمي بأمورك وفكك مننا احنا كويسين"
إيناس اتفاجئت من الرد، قلبها اتقبض، سكتت لحظه كأن الكلام خبطها، حاولت تقول
"فريده... أنا آسفه لو..."
قاطعتها فريده وهيا بتقوم من مكانها
"مش وقت اعتذارات دلوقتي... سيبيني ألملم يومي، ورايا حاجات كتير أعملها"
نزل إسلام بخطوات سريعه، دخل على المطبخ وقال وهو بيعدل الساعه في إيده
"صباح الخير يا ماما."
إيناس رفعت عينيها له وابتسمت بحنان
"صباح النور يا حبيبي، تعالى افطر معانا."
هز راسه برفض
"لاء مستعجل"
فريده قالت بهدوء بس فيها شويه عتاب
"طب مش هتوصّلني؟ مش قادره أسوق النهارده."
بصلها أخيرًا بس ببرود وقال
"هكلم عمو خالد يوصّلك"
رفعت حاجبها وقالت بنبره فيها غضب مكتوم
"يعني مش هتوصّلني؟"
قال بنفس البرود
"مستعجل."
ردّت وهيا بتحاول تمسك نفسها
"يعني شغلك أهم من إنك توصلني في طريقك؟"
رد
"قلت هكلم عمو خالد"
سكتت لحظه وبعدين قالت
"خلاص، أمشي... أنا هعرف أتصرف، امشي يلا."
إيناس بصّتلهم وقالت بقلق
"في إيه؟ مالكوا؟"
إسلام قال وهو بيبص في ساعته
"قدامك ٥ دقايق، مش عايز أتأخر"
فريده ابتسمت ابتسامه صغيره باهته وقالت بهدوء
"طيب، أنا جاهزه أصلًا"
راحت جابت شنطتها بسرعه وطلعت وراه
عند ياسمين
كانت صاحيه بدري، واقفه قدام المرايه بتحط اخر لمساتها من الميكب، محمد صحي من نومه بص عليها بنص عين وملامحه باينه فيها قلق وتوتر.
قال بصوت ناشف وهو بيتعدل على السرير
"رايحه فين؟"
ردّت وهيا مركزه من غير ما تبصله
"ملكش دعوه."
صوت محمد علي شويه وقال باستنكار
"يعني إيه مليش دعوه؟"
قالت بنفس الهدوء ممزوج برود قاتل
"يعني اللي سمعته... ملكش دعوه بيا."
قام من السرير بسرعه وقال بعصبيه
"انتي بتستهبلي؟!"
ردّت وهيا بتقف قدامه بثبات وعينيها في عينيه
"سميها زي ما تسميها... انت نزلت من نظري خلاص، ومبقتش قادره أقبلك، ولا أعيش معاك."
اتكلم بصدمه، صوته فيه خليط بين الغضب وعدم التصديق
"ومنين بقى؟ هتستغني إزاي عن هنا وانتي ملكيش حد؟ هترجعي لعيلتك اللي مش هيقبلوكي بينهم تاني؟"
قالت وهيا بتاخد شنطتها
"دي حاجه متخصكش... من دلوقتي، ملكش دعوه بيا، ولا بحاجه تخصني، وقريب أوي... همشي من هنا، علاقتنا انتهت خلاص"
سكت لحظه، مش قادر يرد، بس عينيه كانت مليانه بحاجات كتير... صدمه، خوف، يمكن ندم، بس الأكيد إنه أدرك إنها فعلًا مش بتهدد... هي بتنفذ علطول.
إسلام كان سايق في طريقه للمستشفى، هادي ووشه مفيهوش ملامح، فريده كانت قاعده جنبه، بتحاول تتكلم، بس بيرد عليها بفتور واضح
قالت بهدوء
"أنا... أنا آسفه إن كان الموضوع مزعلك... بس والله يا إسلام، أنا مكنتش عارفه أتعامل أصلًا... ومكنتش متخيله إنك هتتضايق كده لما تعرف... يعني غصب عني والله وكده كده كنت هقولك"
رد وهو مركز قدامه
"مش مضايق، انتي حره."
سكتت لحظه، بعد كده كملت بتوتر
"أنا كنت بس عايزه آخد وقتي... أحاول أفهم إحساسي.... يمكن كنت خايفه من رد فعلك برضو"
رد من غير ما يبصلها ببرود
"مفيش مشكله، كل واحد ليه حقه في الوقت اللي محتاجه."
نزلت عينيها، حسّت بالبرود اللي مالي العربيه وقالت بصوت أهدى
"بس بجد مش قصدي اخبي عنك حاجه، يمكن أنا متوتره لما قالي، لأنه فاجئني فعلًا، وكنت بصراحه عايزه أرفض"
سكت لحظه، وبعدين قال ببرود
"تمام، دي حياتك وانتي حره فيها"
وصل المستشفى وقال
"يومك سعيد"
بصتله شويه ونزلت بحزن، دخلت المستشفى بخطوات بطيئه، كانت ماشيه وهيا متوتره، بتحاول تمشي بسرعه بس في نفس الوقت تحافظ على هدوءها، رن فونها، كانت سالي.
ردت وههي بتحاول تتحكم في صوتها
"ألو؟"
سالي قالت
"فريده، معاد ايه؟!"
فريده قالت بهدوء
"لسه مش دلوقتي، أول ما تكلمني هكلمك نروحلها"
سالي قالت وهيا بتتنهد
"ماشي، بس بالله عليكي متتأخريش، ياسين عنده تدريب ولازم أروح معاه انهارده"
فريده قالت
"متقلقيش، هحاول نروح بدري"
A FEW HOURS LATER
كانوا قاعدين عند آيه، سالي بصّت لفريده اللي كانت قاعده جنبها، إيديها مشبوكه ومتوتره وكأن في دماغها أسأله كتير.
آيه خرجت من مكتبها بابتسامه دافيه وقالت بهدوء
"اتفضلوا، كنت مستنياكوا."
دخلوا وقعدوا قدامها، فريده أول واحده بدأت الكلام، صوتها كان مزيج بين التوتر والقلق
"إحنا كلمناكي قبل كده عن حالة تيم، عن انسحابه، وإنه منطوي وشايل حاجات كتير جواه... صح؟"
آيه هزّت راسها وقالت
"أيوه، ووقتها قلتلكوا إن اللي بتوصفوه ممكن يكون ناتج عن صدمه قديمه أو كبت مش متعالج، بس مكنتش أعرف إن في تطورات حصلت."
سالي قالت بسرعه
"إحنا اكتشفنا حاجه بصراحه، أوضه جوا أوضته، أوضه سريه، الباب بتاعها شبه الحيطه بالظبط، فريده اللي أخدت بالها، في الأول مكناش عارفين بيتفتح إزاي، بس راقبناه وشوفناه فتحه بشفره موجوده في خاتم بيلبسه على طول، وقتها خدناه منه بطريقتنا ودخلنا."
آيه بصّتلهم باهتمام وقالت بهدوء
"وإيه اللي لقيتوه جواها؟"
فريده ردت
"أوضه مليانه رسومات... مرسوم فيها حاجات كتير، في درج منهم كان مرسوم فين ١٠ بنات وبتواريخ، كل ورقه فيها رسمه لبنت شكل وبأعمار مختلفه وفي منهم بنات صغيره، وكمان في أدراج كتير بترتيب تواريخ، كل درج سنه، مترتبه من ٢٠٠٤ لحد دلوقتي."
آيه كانت بتسمع بانتباه شديد وقالت
"يعني بيحتفظ بتوثيق بصري، شبه أرشيف؟"
سالي كملت
"في درج سنه ٢٠٠٤، لقينا صور ليه مع ماما، وقتها كان هو بيديها قلبه وهي كانت بتقوله حاجه في الرسمه اللي بعدها، ده اللي إحنا قدرنا نشوفه ومعرفناش نكمل الباقي."
آيه بدأت تدون ملاحظات في ورقه قدامها وقالت
"ده مش مجرد فن، الرسومات دي وسيله تفريغ، كأن الأوضه دي هي دماغه من جوا، كل سنه فيها حاجه، كل صوره احتمال تكون حدث أو شخص كان بيأثر عليه بشكل مباشر."
فريده سألت بصوت واطي
"بس أنا مرسومه كتير جدا برضه، والرسم كأنه حقيقي وبدقه عاليه."
آيه بصّتلها وقالت بنبره تحليليه
"واضح إنك بتمثلي ليه نقطه محوريه في التوازن الداخلي بتاعه، إنتي اتحولتي من مجرد شخص بيحبه، لرمز للأمان... أو حتى للنجاه من الفوضى اللي عايش فيها، وبرغم من كده مش هيكلمك أو يقولك مشاعره، هو هيفضل عايش كده."
سالي سألت بخوف واضح
"يعني هو فعلا مريض نفسي؟"
آيه ردّت وهي بتحاول تكون دقيقه
"مش هقدر أقول كده من غير ما أشوفه بنفسي، لكن الأكيد إن عنده اضطراب واضح، ممكن يكون PTSD، لكن كل ده مجرد فرضيات دلوقتي، الرسومات دي دليل إنه بيحتفظ بكل لحظه مرت عليه بس بطريقته الخاصه."
فريده قالت بإصرار
"طب نعمل إيه؟ إزاي نوصله؟"
آيه قالت بهدوء
"أول خطوه... لازم هو ييجي، من غير إرادته مش هينفع، لو قدرتوا يبقى كده إحنا عدينا شوط كبير جدا."
سالي أخدت نفس وقالت
"مستحيل ييجي طبعًا، الحوار صعب، بس دلوقتي قدامنا فرصه نعرف منها كل حاجه، بس كنت عايزه أسألك لو ينفع إحنا نواجهه بدل ما ندور وراه ونعرف مين دول، لو قولناله إننا دخلنا أوضته؟"
آيه سكتت لحظات، ووشها كان باين عليه التفكير العميق، بعدين رفعت عينيها وبصّتلهم بهدوء وقالت
"أنا عارفه إنكوا شايلين همّه، بس لازم تفهموا إن نوع شخصيه زي تيم المواجهه المباشره ممكن تكسره، مش تحرّره، الشخصيات اللي بتمرّ بكم كبير من الكبت والضغط النفسي، خصوصًا لو عندها ميول للانغلاق والتجريح الذاتي، لما حد يواجههم بحقيقتهم بيحسوا إنهم اتعرّوا، وبيبدأوا ينهاروا أو يهربوا."
فريده اعترضت
"بس هو محتاج يتواجه، يعني أنا حاسه إنه مش طبيعي، ممكن المواجهه تشيل من عليه كتير."
آيه وضحت
"اللي مش طبيعي ده واضح إنه وسيله تفريغ، الرسم عنده مش مجرد هوايه، دي وسيله علاج نفسي ذاتي، تيم بيحاول يلاقي صيغه آمنه للتعبير عن مشاعر ممنوعه، أو مؤلمه من غير ما يضرّ حد أو يضرّ نفسه بشكل مباشر، المواجهه غلط، وخاصه لو حس إنكوا عرفتوا منه هو وإنه السبب إن السر ده يتفضح."
سالي سألت باستغراب
"طب يعني نسيبه كده؟"
آيه هزّت راسها بنفي
"لاء طبعًا، بس لازم نشتغل بحذر، أي خطوه فيها فضح لمناطق الألم اللي عنده ممكن تدفعه للانهيار أو العدوانيه أو حتى الانسحاب التام، أنا مقلقتش من اللي حكيتوه قد ما قلقت من إنه مش بيطلب المساعده، دي أخطر حاجه."
فريده سألت
"طيب نعمل إيه؟"
ايه ردت
"مش هينفع تروحوله تقولوله إحنا دخلنا أوضتك، ده هيفتح باب خوف وغضب كبير جدآ، لكن ممكن تبدأوا تسألوه بشكل غير مباشر عن حاجات عاديه جدآ، خلوه يحكي هو، افتحوله الباب من غير ما تحطوه تحت ضوء الاستجواب."
سالي عقدت حواجبها وقالت
"طب والبنات اللي شوفناهم، صورهم كانت مرسومه من سنين! نعمل إيه فيها، انا اكتشفت أن في بنت منهم انا جبتها فتره تشتغل عندنا والبنت اختفت، ولما سألت ماما قالتلي انها مش هتسمح بوجودها في البيت"
ايه ردت بحذر
"واضح إن في قصص قديمه محفوره جواه، وكل بنت من دول غالبآ مرتبطه بحاجه جواه، مش هقدر أقول علاقات سابقه طبعآ لإنها أبعد ما تكون عن كده، بس هو مش مريض خطر، هو جواه ملف متقفل من زمان ومحتاج يتفتح بحب، مش بكسر، والبنت اللي تعرفيها دي لازم تعرفي هيا اختفت فين فعلا لأن الموضوع بقا مقلق فعلا، ودي هتفتح طريق أننا نفهم اسئله كتير ملهاش إجابات"
سكتت لحظه تسيبهم يستوعبوا كلامها وكملت
"خلي عندكوا صبر، خلوه يتكلم، حتى لو بكلمه صغيره، وشوفوا إن كان ممكن يوم ييجي هنا لوحده ولا دي حاجه مستحيله، ولو رفض مفيش مانع إننا نشتغل عليه من خلالكوا… بس أهم حاجه متخوفوهوش، ومتتعاملوش كأنكم عرفتوا حاجه، اتعاملو كأنكوا شفتوا وجعه… وعايزين تضمّدوه، مش تفضحوه."
سالي اتنهدت وقالت بخوف واضح في صوتها
"ممكن توضحي أكتر؟ يعني دلوقتي نتعامل معاه إزاي بالظبط ومع الرسومات اللي شوفناها"
آيه عدّلت قعدتها وبصّتلهم بنظره فيها تركيز وحرص وقالت
"زي ما كنتوا بالضبط، بلاش تضغطوا عليه، وبلاش تحسسوه إنه مكشوف أو مفضوح، هو حاسس إن في حاجات جواه محدش يعرفها، سيبوه يفضل فاكر كده، لإنكوا فعليآ اتعديتوا على خصوصيته، ولما الشخص ده يحس إن حِصنه اتكشف، بيتكسّر، وبيفقد ثقته في اللي حواليه."
سكتت لحظه، وكملت
"اتعاملوا معاه عادي جدآ، متفتحوش موضوع الأوضه أبدآ ولا الرسومات ولا أي حاجه بشكل مباشر، لكن... بالتدريج، فهموه إن السر اللي مخبّيه مش هيقدر يفضل مستخبي طول الوقت، لمّحوا إنه هيتكشف مع الوقت"
فريده سألتها وهي حاسه إن الموضوع أعمق مما كانت متوقعاه
"ولو عرفنا حاجات تخص مامته؟ يعني مثلآ لو عرفنا هي ليه رافضه دخول أي بنات بيته؟ ممكن نواجهه بده؟"
آيه هزت راسها ببطء وقالت
"ممكن... بس حتى ده لازم يتقال بحذر جدآ وفي حاله واحده بس، هتقولوا إنكوا عرفتوا تمام، بس خلوه يفتكر إنكم عرفتوها من مصدر تاني، مش من خلاله هو، ولا من تفتيش وراه، لو حس إنكم بتتجسسوا أو بتحققوا، هيرجع لقوقعته، وممكن يقفل على نفسه للأبد، ده هيضره مش هيفيده"
سالي كانت بتسمع وتهز راسها، وفريده كانت سرحانه، عينيها فيها خوف ورغبه في إنها تساعده فعلآ.
آيه اخدت نفس عميق وبصّت لهم بنظره كلها جديه
"الحاله دي بالذات لو انهارت، ممكن تطلع منها حاجات مرعبه، وممكن تسيب أثر ميتمسحش، فلو بتحبوه بجد، حافظوا عليه من نفسه قبل أي حد تاني."
كملت بهدوء وهي بتشاور بإيدها كأنها بتحاول ترتّب أفكارها
"تيم مش بني آدم سهل، بالعكس، ده معقد جدآ، ممكن تحسوه ساكت وبارد وساعات بتحسي إنه مش حاسس بأي حاجه، بس الحقيقه إنه حاسس بكل حاجه بس مش بيعرف يعبر، وبيفضل يدفن كل حاجه جواه."
سكتت لحظه وهي بتتنهد، وبعدها كملت
"تيم مش من النوع اللي يحب يبان ضعيف، يمكن علشان كده بيزعق وبيعاند وبيتحكم، هو فاكر إنه كده بيحمي نفسه، هو عمره ما اعتمد على حد"
كملت بصوت أهدى وهي بتبص لفريده
"بس إنتي… شكلك مختلفه، عارفه تكسري الحواجز اللي محدش قدر يقرب منها، خليه يعرف إنك مش جايه تكسريه، إنتي جايه تساعديه"
فريده قالت وهي بتبص للأرض وصوتها مكسور
"بس أنا حاولت فعلآ، حاولت أوصله، وهو رافضني جدآ، بصراحه... حسام صاحبه عرض عليا الجواز، روحتله وطلبت رأيه، قلت يمكن يقول حاجه تخليني أفهمه أو أفهم موقفه، بس هو قالّي إن حسام كويس، وإني لو وافقت عليه مش هندم... فوافقت بصراحه... وقتها اتسرعت واتضايقت منه، وقولت حسام أحسن فعلآ، يمكن علشان كنت حاسه إن تيم عمره ما هيتكلم، بس بعدها... تاني يوم رنّ عليا، ولما رديت مردش، بس كنت سامعه أنفاسه... كأنه بيصارع، حسيت إنه تعبان، مش طبيعي، فقلقت وقررت أروحله، بس لما روحت، رفضني جدآ، وكان قاسي... قالّي مفيش داعي لوجودي في حياته، ولما قولتله إن لو مشيت المره دي مش هرجع، قالّي... ربنا معاكي."
سكتت لحظه، كانت بتحاول تلم نفسها، وبعدين رفعت عينيها لايه وسألتها بهدوء
"هو ليه بيعمل كده؟ ليه بيرفض يساعد نفسه؟"
إيه اخدت نفس عميق وبصّت لها بنظره فيها تفهم وقالت
"اللي حصل ده مش رفض ليكي يا فريده... ده رفض للضعف اللي حاسس بيه قدامك، تيم شخصيه بتخاف تتعرى عاطفيآ، شايف إن الحب ضعف وإنه لو حبك، يبقى بيقدّملك مفاتيح هدمه بإيده، هو كان مستني منك تمشي، لإنه شايف نفسه عبء، شايف إنك تستحقي حد طبيعي، مش حد متكسر زيه، ده احتمال، والاحتمال التاني إن مش مسموحله مثلآ"
سكتت لحظه، وبعدين كملت بتحليل أعمق
"تيم بيعاني من عُزله داخليه، ومن تراكمات نفسيه غالبآ من طفولته، هو محتاج حد يحبه من غير شروط، بس كمان من غير ما يضغط عليه، بيخاف من الفقد، وبيخاف أكتر من الحب"
فريده قالت
"طب تفتكري اتضايق إني وافقت على حسام بالرغم من إنه بنفسه قال إنه كويس"
ايه بصّت لفريده وقالت بهدوء فيه لمحه جديه
"بصي يا فريده... تيم مش زيه زي أي حد، تيم لو قال على حد كويس، ده مش معناه إنه عايزك ترتبطي بيه، هو كان بيقيّمه كزميل، مش كراجل ليكي"
سكتت لحظه وبعدين كملت
"لما وافقتي على حسام، حتى لو هو اللي قال عليه كويس، أكيد حسّ بحاجه بس مش هيقولها، هيسكت… وهيبعد أكتر، لإنه بيهرب دايمآ، بس لو بتسأليني، أظن إنه اتضايق... وجدآ كمان."
فريده سألت بتوتر
"يعني هو ممكن يكون رافضني علشان عرضت عليه أساعده مثلآ"
ايـه ردّت بنبره واثقه بس متعاطفه
"لاء خالص، هو مش رافضك علشان كده، هو بيرفض المساعده بشكل عام، بيرفض يحس إنه ضعيف، أو إن في حد بيشوفه محتاج، وده بيخليه يتصرف بخشونه أو يتهرب."
كملت
"أنهي واحد فينا يا فريده بيحب يبقى مكشوف؟ تيم بيتصرف كده لإنه اتعود يحمي نفسه، وبيخاف جدآ إن حد يشوفه وهو واقع، ولو في حد ممكن يشوفه كده، بيبعد عنه بدل ما يسيبه يقرب أكتر، متفسريش البُعد على إنه رفض ليكي... ساعات بيكون خوف من قربك."
سالي قالت بنبره يأس ممزوجه بالحزن
"يعني عمره ما هيقبل نساعده؟"
ايـه بصّتلها بهدوء، نبرتها حازمه
"دي مش هقدر أقولها بالضبط، لإن ممكن ييجي يوم كل حاجه فيه تتغير... وهو يقرر يتغير، أنا مشوفتوش، مسمعتش منه، فمقدرش أحكم بشكل قاطع."
سكتت لحظه، وبصّت لفريده وسالي كأنها بتحذرهم من عاصفه جايه وقالت
"بس اللي أقدر أقوله دلوقتي إنكم لازم تكونوا مستعدين... خلي بالكوا للي جاي، لإن اللي جاي هيكون صعب"
غيرت نبره صوتها لأوطى شويه
"الشخص اللي بيخبي نفسه بالشكل ده وبيحاول يدفن كل حاجه جواه، أكيد مخبي حاجه كبيره... حاجه وجعته أو خوّفته لدرجه إنه فضل يتفنن في إخفاءها، فخلوا بالكوا منه ومن ردود أفعاله... ومن كل حاجه حواليه."
بصّت لفريده مباشره وقالت
"أوقات اللي ظاهر لنا كـ برود بيكون جواه هلع، متخدوش رد فعله على إنه النهايه... ساعات بيكون مجرد طريقه دفاع."
يتبع.......
بارت 30
#استثنائيه_في_دائرة_الرفض
by batool abdelrahman
رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي والثلاثون 31 من هنا
اقرأ الرواية كاملة من هنا (رواية استثنائية في دائرة الرفض)