رواية عمري الضائع الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نورالدين
رواية عمري الضائع الفصل الثاني 2
_ يعني إي شريف اللي طلع الكلام دا عليكِ!
إتكلمت وأنا واقفة قدامهم بغضب وقولت:
= يعني هو اللي فيك الشتات وعمل كل دا عشان نوافق عليه.
محستش بآي حاجة غير بالقلم اللي نزل على وشي من بابا وهو بيقول بكل قسوة:
_ إنتِ تخرسي خالص، ما هنصدق نسترك والواد ربتا يباركله هيخلصنا من الفضيحة بتاعتك وانتِ تطلعيلي عليه بكلام.
حطيت إيدي مكان القلم وأنا مصدومة،
بابا عمرهُ ما مد إيديه عليه من ساعة ما كبرت!
الدمعة نزلت غصب عني وقولت بقهرة:
= صح، هستنى إي منكم، هستنى إي من أم وأب رخصوني على رأيهُ وراحوا طلبوا منهُ يتجوز بنتهم اللي رفضتهُ 3 مرات.
خلصت كلامي وجريت بعدها على أوضتي وأنا بعيط ومش مستحملة آي حاجة من آي حد.
دخلت أوضتي وبعدها عياط غير متناهي ونمت من كتر التعب، عدا يومين وكنت معتزلة فيهم أوضتي ومش بخرج منها.
حتى الأكل مكنتش باكل وحصلي مضاعفات،
دخلت ماما الأوضة عليا وطلبت مني أقوم ألبس عشان ننزل نشتري الفستان، رديت عليها بقلة حيلة وإنعدام نفس:
_ إنتِ بجد يا ماما هتوافقي على كسر فرحتي ونفسي للدرجة دي!
إتكلمت بتنهيدة وحزن باين في نبرتها:
= يابنتي أنا مش بإيدي حاجة، واللي بيعملهُ أبوكِ دا لمصلحتك.
بصيتلها بعتاب وقولت بملامح بهتانة:
_ أنا بس كنت بناشدك لآخر مرة كـ أم، مفيش حاجة إسمها مش بإيدي يا أمي وإنتوا بتشاركوا بعض في ظلمكم ليا وإنتوا المفروض عارفين ومتأكدين إن بنتكم متعملش حاجة زي كدا.
قامت بعدها عشان تتهرب من الحوار كالعادة وقالت:
= يلا بس قومي إجهزي عشان ننزل نجيب الفستان عشان الوقت ميضيعش مننا، وشريف شخص كويس وبيحبك.
إبتسمت بسخرية وقولت إن توفير الكلام والإعتراض هيبقى أحسن بكتير، سكتت وقومت فعلًا جهزت.
وأنا بجهز كان صعبان عليا نفسي، صعبان عليا كل السنين اللي عيشتها معاهم وأنا بنتهم وهما في الآخر بيعاملوني بالطريقة دي اللي تخليني أنسى كل حاجة حلوة وإفتكر بس الموقف دا.
لإن الموقف دا على أساسهُ في حياة تانية مش باين ليها ملامح لسة ولكن النبذة بتاعتها واضحة إنها هتبقى أسوء من ما يمكن.
بعدها نزلنا وروحنا كذا أتيليه للفساتين،
الحقيقة مكنتش بختار، كنت تايهة، حزينة، تعيسة.
كانت والدتي هي اللي بتختار وبتحاول تخليني أتجاوب ولكن مفيش فايدة مني.
أصل حطوا نفسكم مكاني، أكتر وقت البنت بتبقى مبسوطة فيه وبتنقي فستان فرحها بشغف وفرحة وحب.
هو أكتر يوم تعيس بالنسبالي وأنا قلبي بيتعصر وأنا ببص لفساتين الفرح، في الآخر ماما إتنهدت لما زهقت وقالت:
_ وبعدين يعني يا غزل، ما تختاري فستان!
بصيتلها بهدوء وقولت بقلة صبر وعدم إهتمام:
= هاتي اللي يعجبك يا ماما يعني هي جات على دي ولازم أما اللي أختارها، مش فارق معايا!
بصت ماما للموظفة بإحراج وإبتسمت وبعدين إتكلمت بشوية حِدة:
_ لمي الليلة يا غزل ونقي واحد.
زفرت بضيق واختارت واحد عشوائي بدون نفس عشان بس أروح لإني تعبت.
روحنا بعدها وبابا كان بيبُص على الفستان وماما بتوريهولهُ وعينيه حزينة نوعًا ما.
تقريبًا الأبوة والأمومة إشتغلت لما شافوا فستان الفرح لكن الجثة اللي هتلبس الفستان نفسها مش مهم.
كنت حزينة ولكن ما باليد حيلة،
مش ههرب أكيد، هما أهلي ومهما يعملوا مش هخليهم يتيشوا طول حياتهم قهرانين من اللي عملته فيهم.
طول عمري بخاف، بخاف أظلم، بخاف أضايق، بخاف أتفهم غلط، فـ أنا فضلت إني أعيش مظلومة أحسن ما أعيشهم في حزن طول عمرهم وأسيبها على ربنا، تربيتي برضوا مبتقوليش أهرب من أهلي.
عدا بعد اليوم دا يومين كمان وكان خلاص الفرح بكرا، في نفس اليوم بالليل وقبل ما أنام بابا دخل أوضتي وأنا كنت سرحانة وتايهة لما إنتبهت ليه قعدت بهدوء وبصالهُ.
قعد على طرف السرير وقال بهدوء:
_ بكرا تعرفي إن اللي عملتهُ دا لمصلحتك، إنتِ بنتي الوحيدة واللي طلعت بيكِ من الدنيا ومش عايز سمعتك أو صورتك تتهز قدام آي حد، ودا كان أنسب حل وشريف شاريكي وعايزك بجد.
دموعي نزلت من غير آي إنذار وقولت بصعبانية على نفسي:
= بس يا بابا والله أنا معملتش كدا والمفروض أنا بنتك وواثق فيا، ودا مش مصلحتي خالص يا بابا دا شمص مريض وقالهالي صريحة إنهُ هينتقم مني بسبب الرفض!
سكت بابا شوية بيفكر وبص في الأرض وقال:
_ دا كلام بيتقال وقت عصبية يا بنتي، لكن هو في الأصل بيحبك والحب بيغلب آي حاجة تانية، إنتِ بس اللي لسة مش عارفة مصلحتك.
إتكلمت بقهرة وقولت:
= ليه بجد بتعملوا فيا كدا، أنا بنتكم الوحيدة حتى، يا بابا مفيش وقت أرجوك عشان ترجع عن القرار اللي هيدمرني دا!
إتكلم بابا بإصرار وقال قبل ما يقوم مباشرةً:
_ أنا خلصت كلامي يابنتي وبكرا تعرفي إني كنت صح.
للمرة اللي مش فاكرة عددها برضوا محدش بينصفني فيهم ولا حد فاهمني، إستسلمت للأمر الواقع وقررت أسكت.
يوم الفرح، بالفعل تم وكنت ساكتة باهتة مش بيظهر عليا آي مشاعر، كانت ملامحي جامدة، يادوب قعدنا ساعة وبعدها إتحركنا عشان ميعاد الطيارة.
وإحنا قاعدين في الطيارة إتكلم بإبتسامة شرناية نوعًا ما وقال:
_ أهلًا بيكِ في حياتك الجديدة يا عروستي.
#هاجر_نورالدين
#عمري_الضائع
#الحلقة_التانية
#يتبع