رواية حورية العمران الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم أروى عبد المعبود
رواية حورية العمران الفصل الرابع والثلاثون 34
أول ما فَك الحبل من على رجله وإيده، ضربُه معتصم في وشه بحركة غدر، رجع حازم لورا شوية وحط إيده على وشه بغضب... قام عمران من مكانه وهو بيحاول يتحمل وجع ضهره وقرب منُه وقال بشر:
- لسه الغدر في دمك من زمان يا معتصم!
أول ما قال كده إنقض عليه باللكمات في وشه، إبتسم معتصم بشر وضربه بعنف في ضهرُه وجنبه ضربات تلقائية لكنها جت في مكان إصابته... بِعد عمران لما حس بآلم شديد لدرجة إنه وقع على الأرض وهدومه إتملت بالدم، إتخض حازم وقرب منُه وقال بخوف:
- أنت كويس؟؟ قوم معايااا نروح المستشفى!
حط عمران إيده على ضهرُه بتعب شديد وهمس:
- ح.حا..سب يا.. حازم.
حس حازم بضربة قوية على دماغه فـ وقع على الأرض، بصلهم معتصم وهو ماسك مسدس عمران وقال بخبث:
- ايه رأيكم؟ كنتوا عايزين تقتلوني مش كده؟! هههههه أديني أنا اللي هـ....
مكملش كلامه بسبب الحارس اللي كتّفه من إيده وضربُه في رجله بقوة خلاه يركع على الأرض، إتصدم معتصم وبص ورا وقال بغضب وهو بيحاول يتخلص من قبضة إيدي:
- إبعد!!! شييل إيدك يابن الكلب!!!
قام حازم وقرب منُه وضربُه ضربة قوية في وشه خلت شفايفه تنزف، مسكه بعدها من هدومه وبصله وقال بشر:
- هندمك يا حقير، هخليك زي الكلب هنا شوية تضرب من الحرس وبعدها هجيلك يا و**!!
قال كلامه وبصله بإشمئزاز وقرب من عمران اللي كان فقد وعيه من كُتر الدم اللي نزفه والوجع اللي كان حاسس بيه، إبتدى يسّنده لحد ما طلعوا من المخزن وشاور حازم للحرس اللي بره بإشارة هما عارفينها كويس وبعدها دخلوا المخزن.... بدأ حازم يرّكب عمران العربية وركب هو كمان وبدأ يسوق على أقرب المستشفى...
• • • • • • • •
بعد ما خلص الدكتور فحصه، بصله حازم وهو بيتابع تعبيرات ملامحه وقال بقلق:
- طمني يا دكتور!
رفع الدكتور عينه ليه وقال بغضب:
- إزاي!! إزاي تسيبوه كل ده في الحالة دي؟!! أنتوا مش عارفين ممكن يجراله ايه؟؟
ضيق حازم عينه بعدم فهم، فـ بِعد الدكتور عن عمران وقال:
- هو محتاج عملية ضروري جدًا!!
رد عليه بصدمة:
- عملية؟ عملية ايه دي يا دكتور؟!!
قام وقف وبص لعمران وإتكلم:
- الواضح إنه إضرب رصاصتين في ضهرُه وحضارتكم روحتوا عند دكتور مابيفهمش ولو كان إستنى أكتر من كده كان هيؤدي لوفاته!!! أنت تحمد ربنا أصلاً إنه إتكتبله عمر جديد!! الرصاصة الأولى فعلاً من مكانها كانت سطحية لكن التانية أدت إلى إصابة خطيرة وده غير الدم اللي نزفه والدكتور اللي روحتوله ده قال إنها سطحية وكله هيبقى تمام ومفيش حاجة تمام ولا نيلة!، بقولك ايه مش هعرف أشرحلك دلوقتي!
بدأ ينده على حد فـ دخلت دكتورة وقالت بسرعة:
- نعم يا دكتور مصطفى؟
- جهزوا أوضة العمليات حالاً!!
كان واقف قُدام غرفة العمليات... وبيمشي في الطُرقة بقلق شديد على أخوه ومش بس أخوه ده روحه!! تليفون عمران كان بيرن باسم حورية اللي مر الوقت ولاحظت غيابه... وفجأة قعد على الأرض بقلة حيلة ودموعه نزلت وهو بيدعي من كل قلبه يكون كويس... قام وقف وقرب من إزاز غرفة العمليات، وفجأة إتصدم حازم وقلبه دق بعنف وهو بيراقب الممرضين بيجروا في كل أنحاء الغرفة وباين عليهم القلق الشديد... ماقدرش يشوف أكتر من كده ومسك تليفون عمران بإيدين مُرتعشة والرؤية مكنتش واضحة بسبب الدموع اللي متجمّعة في عينيه، طلّع رقم حورية وبدأ يرن عليها وهي فتحت بعد لحظات، كانت لسه هتتكلم بس هو قاطعها:
- تعالي يا حورية أرجوكي... عمران محتاجاك أوي!
إتصدمت وقلبها إتقبض بقوة وهي بتقول بخوف:
- ماله عمران؟! حصله ايه؟! أنتوااا فييين؟!
بدأ حازم يقولها على عنوان المستشفى وقفل الخط بسرعة لما الباب إتفتح، قرب منُه دكتور وبصله وقال:
- محتاج مُتبرع بكيسين دم، الحمدلله هو تمام بس فقد دم كتير بسبب الإصابة والجرحين اللي إتفتحوا
بصله حازم بعدم إستيعاب وبعدها إتنهد وقاله:
- أنا هتبرع...
هز الدكتور راسه وشاور على أوضة معينة وقال:
- طب إتفضل معايا نعمل شوية فحوصات دم علشان نشوف في تطابق أو لا.
هز حازم راسه وبدأ يروح وراه..
وبعد عِدة فحوصات إتنهد الدكتور وقال بأسف:
- للأسف التطابق مش كامل!
عقد حازم حواجبه وقال:
- هو ايه اللي مش كامل! أنا أخوه يعني أكيد زيه!!
- مش شرط حضرتك!
في الوقت ده، سمع حازم صوت حورية فـ طلع بسرعة من الأوضة وأول ماهي شافته جريت عليه وقالت بخوف:
- عمران ماله؟؟ عمران فين يا حازم؟!
بصلها حازم للحظات وبعدها قال بهدوء
- لو طلبت منك خدمة، هتعمليها يا حورية؟
- طبعًا!!
قالتلها بدون تردُد وهي لسه مش فاهمة حاجة، إبتسم وبصلها وبعدين شاور لدكتور وقال:
- عمران محتاج كيسين دم يا حورية، موافقة تتبرعيله؟!
إتصدمت وسكتت وهي لسانها متلَّجم عن النُطق، بصلها حازم بخيبة أمل وهو بيحسب إنها رافضة من سكوتها، وبدأ يلف لدكتور وكان لسه هيتكلم بس هي قاطعته:
- موافقة!!!
إبتسم حازم، فـ إتنهد الدكتور وقال بهدوء:
- طب إتفضلي معايا نشوف فصيلة الدم مُتطابقة ولا ايه!
هزت راسها وراحوا للأوضة وبدأ يعمل عليها شوية فحوصات وطلعت نفس الفصيلة، إبتسمت حورية بفرحة والدكتور بدأ يسحب منها الدم المطلوب وبعد ما خلص قال:
- كده كويس أوي، بس أنتِ محتاجة ترتاحي دلوقتي وهخلي الدكتورة تجيبلك عصير تشربيه كله علشان الدم اللي فقدتيه وميحصلكيش أي مُضاعفات!
هزت راسها بالنفي وهي بتقول:
- لا مش عايزة حاجة، شكرًا!
بصلها الدكتور بضيق وبعدها بص لحازم اللي قرب منها وقال:
- مش هينفع يا حورية، كده هتتعبي!
قلبت عينيها بملل وجت علشان تقوم من على السرير لكنها حست بدوار شديد وشحب وشها فـ سندت بإيديها على حازم... نفخ الدكتور بغضب وقال:
- إتفضلي إرتاحي يا مدام وبلاش عناد، علشان لو فضلتي واقفة أكتر من كده هيغمى عليكي وأنتِ ضعيفة لوحدك أصلاً!
بصتله بغضب وهتفت:
- قصدك ايه بإني ضعيفة؟!!! ما تتكلم عِدل يا دكتور!
بصلها الدكتور بغيظ وقال وهو بيمشي من قُدامها:
- هو أنا ناقص مجانين هنا ولا ايه!!
شهقت حورية بصدمة وإتكلمت بعدها بعصبية:
- بقى أنا مجانين يابن المجنونة!!
سّندها حازم لسرير وقال بضحك:
- إهدي خلاص... هروح أشوف عمران وشوية وجاي!
هزت راسها فـ طلع حازم من الأوضة، ودخلت دكتورة عندها وهي في إيديها إزازة عصير كبيرة، شهقت حورية بخضة وإتكلمت بعدم تصديق:
- نهااار اللي جابوكي إسووود!
رفعت حاجبها وقالت بغضب:
- بتقولي حاجة حضرتك؟!
حمحمت حورية وقالت بحرج:
- أقصد نهار اللي جابوا حضرتك إسود... المفروض إني أشرب الإزازة دي كلها؟!
بصتلها الدكتورة بغضب وحطت العصير جمبها وقالت:
- ده المفروض، ايه الـeffrontery دي!!
طلعت الدكتورة وسابتها، نفخت حورية بضيق وحاولت تتعدل بس مكنتش قادرة حتى ترفع جسمها، حست بالدوخة وسواد قُدامها وفجأة....فقدت الوعي...
بمرور الوقت "
فتح عمران عينه بصعوبة وشاف قُدامه حازم اللي إبتسم وقال:
- حمدلله على سلامتك يا بطل
ضيق عمران عينه وقال بتعب:
- هو...ااه.. هو ايه اللي حصل؟!
طبطب حازم على كتفه وقال بحنان:
- الحمدلله إنك كويس، الجرح إتفتح ونزفت دم كتير و...
سكت حازم لأنه لو قاله إن حورية إتبرعتله مش بعيد يقوم يدفنه هو والدكتور... حاول عمران يتعدل بس مكنش قادر لأنه كان حاسس بوجع رهيب بيخترق جمبه وضهرُه، فـ قال حازم:
- هشوف الدكتور وأجيلك..
همهم عمران بتعب وطلع حازم وبدأ ينادي على الدكتور اللي جيه وقال:
- فاق؟
هزله راسه بتأكيد على كلامه، فـ دخل الدكتور بسرعة وبدأ يتكلم:
- حاسس بإيه دلوقتي؟
- مش قادر!
قالها بآلم وتعب حقيقي، بدأ الدكتور يكشف عليه وبعدها بصله وقال بإبتسامة:
- معلش، طبيعي جدًا تحس بالآلم ده وكمان أكيد أنت مُرهق شوية علشان كمية الدم اللي فقدتها بس الحمدلله إتعوضت تاني بيكيسن دم..
بصله عمران وإتكلم بإستغراب:
- مين اللي إتبرع؟!
- المدام.
قالها الدكتور وهو بيكتبله على علاج في الورقة، إتصدم عمران وبص لحازم للحظات وبعد كده صرخ بغضب:
- إزااااي يا حازم!! إزاااي تعملوا كده؟!! حورية ضعيفة يا حازم مش هتستحمل!!!
رفع الدكتور نظرُه ليه وقال بضيق:
- بلاش تتعصب يا أستاذ بعد إذنك! ده غلط عليك!!
رمى عمران المزهرية اللي كانت جنبه على الطرابيزة الصغيرة وهو بيقول بزعيق:
- هو ايه اللي ماتعصبش!!! أنا عايز أشوفها حالاً!
بلع حازم ريقه وبص لدكتور اللي كان هادي تمامًا وبدأ يتكلم ببرود:
- مش هينفع تشوفها حاليًا ولا ينفع تتحرك من مكانك دلوقتي!
بصله عمران بصدمة، فـ إبتسم وهزله راسه بهدوء....
مر اليوم بدون أي أحداث تُذكر، وفي صباح يوم جديد"
فتحت عينيها بتعب على صوت حد بيصحيها واللي كانت الدكتورة، دعكت عينيها بإرهاق وقالت:
- ه.هو.. ايه.. ده... أنا.. ف..فين؟!
ردت الدكتورة عليها بغيظ:
- أغمى عليكي ياختي!
بصتلها حورية بضيق وإتعدلت شوية وبصت لساعة الحائط وقالت بلهفة:
- هو.. عمران فاق؟!
هزت الدكتورة راسها وكملت بسخرية:
- وقالب الدنيا عليكي لما عِرف إنك إتبرعتيله!
بلعت ريقها بقلق وقالت وهي بتحاول تقوم:
- ممكن تساعديني أقوم أروحله؟!
هزت الدكتورة راسها وقربت منها وبدأت تساعدها لحد ما وصلوا قُدام الأوضة اللي هو فيها، قربت حورية من الباب وقالت لدكتورة بصوت خافت:
- تقدري تمشي!
مشيت الدكتورة، أما حورية بلعت ريقها بتوتر وإبتدت تلوي أوكرة باب الأوضة اللي إتفتح من بعدها، فتح عمران عينه على الصوت وقال بإبتسامة وهو فاتح دراعاته:
- حوريتي!!
إبتسمت وجريت عليه برغم من إنها كانت حاسة نفسها هتقع بس مهتمتش، حضنته بلهفة وإشتياق وهو كمان حضنها بقوة، بعد شوية بِعد عنها وملس بإيده على خدها وقال بحنان:
- ليه كده يا حوريتي؟! ليه تتبرعيلي وتإذي نفسك كده؟؟؟
ميلت عليه وباست خدُه وقالت بحب:
- عمري كله فداك ياحبيبي، وبعدين دي حاجة بسيطة!
رد عليها وهو بيتنهد بحب:
- ربنا يخليكي ليا ياعمري.
إبتسمت وبعدها بدأت تبصله بتفحص وهي بتقول بقلق:
- أنت كويس طيب ياعمران؟، في حاجة بتوجعك؟! وايه اللي عمل فيك كده؟!
إبتسم بهدوء وقال:
- أنا كويس يا عيون عمران، وجع خفيف بس وهيروح لحاله و....
مكملش كلامه لما دخل حازم وقال بسعادة:
- معتصم إنتهى خلاص، بلغت جلال عليه بعد ما روّقتهولك وهو قبض عليه!!
ملامح الغضب الشديد إحتلت وش عمران وقال بزعيق:
- إزاي تعمللل كده؟!!! أنا لسه ماطفتش ناري منُه يا حازم!!
إبتسم حازم وطلع تليفونه وهو بيقرب منُه وبيشغل فيديو معين خلى عمران يتصدم وحورية تشهق بقوة......
يتبع...
رواية حورية العمران الفصل الخامس والثلاثون 35 من هنا
الرواية كاملة من هنا (رواية حورية العمران)