رواية غزال (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيلا
رواية غزال الفصل الثاني 2
سمع صوت غناء عذبٍ قادم من المطبخ:
" دول عاير.وني و قالولي...يا اسمر اللونِ يا لالالي
صحيح أنا أسمر و كل ال...بيض يحبو.ني يا لالالي"
تتبع مصدر الصوت و ما إن وقعت عيناه على صاحبة الغناء حتى خرج الكلام من فمه تلقائياً:
_أما صحيح اللي عا.يرك أ.عمى...
التفتت إليه و ما إن رأته حتى وسعت عينيها و تحدثت بذهول:
_أ..أستاذ لؤي؟!
__________________
فلاش باك قبل عشر سنوات:
تحدثت بصر.امة موجهة حديثها للص.غيرة:
_اسمعي بجى، انتِ من هنا ورايح هتجعد.ي في بي.تي و بما إنك جاعدة في بي.تي كل اللي هجو.له يتن.فذ بالحر.ف الوا.حد فا.همة و لا لع؟!
ابتلعت غزال بخو.ف و هزت رأسها بالموافقة فأكملت الجدة:
_من هنا و رايح هتب.جي خد.امة في البيت دِه.
أد.معت أ.عين الصغ.يرة لكن جدتها لم تأ.به لدمو.عها و تابعت دون أ.ي تعا.طف معها:
_عايزة تعرفي ليه؟ هجولك، عشان انتِ سو.دا و احنا عندنا السو.د يبجوا خد.امين مش نتجو.زهم زي أبو.كِ ما عمل!
قب.ضت غزال على يديها بق.لة حي.لة عا.جزة عن الرد في حين أكملت العجو.ز:
_هتطلعي مع زُهرة دلوج عشان توريكِ أوضتك في سكن الخد.امين و حسك عينك..أي حد يعر.ف إنك تب.عنا ولا تجر.بيلنا، سامعة؟!
هزت الص.غيرة رأسها بالموافقة فتحدثت بصو.ت مر.تفع موجهة حديثها لمربية المنزل زُهرة:
_خد.يها من هنا، تعلميها ازاي تن.ضف و تط.بخ و زيها زي أي واحدة تاني في الس.كن.
انحنت زُهرة لتأ.خذ غزال و تذ.هب بها و ما إن ابتعد.تا حتى اقتربت من العجو.ز ابنتها الكبيرة ( عمة غزال) و تحدثت:
_هو صحيح البت سمر.ا بس مش شا.يفة إنك ز.ودتيها حبتين؟ يعني دي لسه عندها ع.شر سنين ازاي هتخليها تن.ضف و تط.بخ؟
جع.دت العجو.ز ملا.محها بض.يق و تحدثت:
_اهي مصير.ها تتعلم زيها زي غيرها.
تحدثت ابنتها باعتر.اض:
_أيوا بس يا أمي لما يجي حد و يسأ.ل عن غزال بنت أدهم هنجوله ايه؟ هنجوله مبي.تينها في سكن الخد.امين؟!
د.قت العجوز الأر.ض بعصا.ها الخشب.ية التي تتكأ عليها و تحدثت بحز.م:
_لع، هنجولهم ما.تت!
____________________
عودة للحاضر:
تحدثت إحدى الخاد.مات بينما تطعم الدجاج موجهة حديثها لخاد.مة أخرى أكبر منها سناً:
_شفتي يا اختي البت اللي اسمها غزال حص.لها ايه النهاردا؟!
أجابت الأخرى بفضو.ل:
_لع، حص.لها ايه؟!
تلفتت الخاد.مة الصغيرة يميناً و يساراً لتتأ.كد من عد.م و.جود أ.حد بالجو.ار قبل أن تتحدث:
_نجلو.ها في أو.ضة لو.حدها بع.يد عن با.جي الخد.امات!
_أ.حسن، بلا و.كسة، مش عار.فة أنا فا.كرة نفسها مين و هي بتتكلم من خش.مها اكده ولا كأ.نها ب.ت أكا.بر.
_لا و لا كمان الت.علبة اللي سحبا.ها معاها في كل حتة و بتكلمها أ.كنها صا.حبتها، أجولك الحج؟ البت دي با.ينلها مجنو.نة و الحمد لله إنها غا.رت في د.اهية بع.يد عننا.
_أيوا، سي.بك منها، خدي مني بجى الأخبار اللي تفتح النفس بحج و حجيجي.
_ايه؟
_حفيد الست هانم خلص علامه في القاهرة و راجع النهاردا البيت..
_أما صُح؟ لؤي ابن البيه زياد؟!
_إيوا هو، بيجولوا كبر و شكله بجي ج.مر و الست هانم عاملاله مأ.دبة كبيرة و.اصل!
_يا حلا.وة يا و.لاد يعني هنا.كل النهاردا براحتنا أما نش.بع.
ضر.بتها على رأ.سها فتأو.هت بأ.لم و تحدثت:
_يد.ك تج.يلة يا شمس، بتضر.بيني ليه؟!
تأو.هت شمس بق.لة حي.لة و تحدثت:
_يا بت...يا بت انتِ كل هم.ك على بط.نك؟ ركزي معايا شوية و فتحيلي مخك ده، بجولك حفيد الست هانم، شا.ب أعز.ب لسه متخرج و ج.مر...
أجابت بعد.م مبا.لاة:
_إيوا يعني عايزة تجولي ايه؟ مستحيل يب.صلنا احنا الخد.ام السو.د و يس.يب بجية الهو.انم!
_مين عالم؟ ربك جادر يغير الجلو.ب في لحظة و يمكن يبجى من نص.يب وا.حدة فينا.
تأو.هت الأخرى بم.لل و تحدثت:
_يا ستي ابعد.ي عني بتخيلا.تك دي هتو.دينا في دا.هية.
أجابت شمس بسخر ية:
_ايوا ايوا، خليكِ انتِ في كر.شك و سيبيني انا في تخيلا.تي اللي تف.تح الن.فس، بدل الع.يشة المر.ة اللي احنا عا.يشينها دي!
__________________
صر.خت بصو.ت مر.تفع في أنحاء المنزل:
_غزااال، انتِ يا ز.فتة يا غزال فينك؟!
و ما هي إلا دقائق معدودة حتى تقدمت نحوها بخطوات بط.يئة، بقو.امٍ ممشو.ق و بشرة سمراء لامعة مع أعين عسلية تعكس لون الشمس، وقفت غزال أمامها قبل أن تتحدث بم.لل:
_أفندم؟!
_ساعة؟ انا كام مرة أقولك لما أند.هلك تيجي بسر.عة؟!
_و تند.هيلي ليه أصلاً؟ بسيطة، اعملي لنف.سك اللي انتِ عايزاه، انتِ مش مك.سحة ولا مشلو.لة!
وسعت عينيها بصد.مة و تحدثت:
_بقى كدا؟ طيب أنا هقو.ل لتيتا عليكِ و أخليها تحر.مك من الأ.كل النهاردا عشان تعرفي قيم.تك كو.يس يا ح.تة جر.بوعة!
_خلصتي شت.يمة؟ أنا عارفة قي.متي كو.يس، قولي بقى عا.يزة ايه عشان مش فا.ضيلاك ور.ايا طب.يخ قد كده، هعمله بإ.يديا الإتنين دول و هدو.قه عشان أتأ.كد إنه حل.و زيي كدا بالظبط!
طالعتها بحاجب مرفوع قبل أن تتحدث با.ستنكار:
_انتِ حل.وة؟! نص ثق.تك في نفسك يا شي.خة، ا.مشي غو.ري مش عا.يزة حا.جة من و.شك خلاص، سد.يتي نف.سي!
تنهدت غزال و سارت د.ون إيلا.ء اهتما.م لها و ما إن رحلت حتى اقترب مؤيد من أخته الكبرى ليتحدث:
_بر.احة عليها شو.ية يا رؤى، متبقيش انتِ و ستي عل.يها!
تحدثت رؤى بحاجب مرفوع:
_أنا اللي بر.احة عل.يها؟ انت مش شا.يف كانت و.اقفة تب.جح فيا ازاي؟ دي كان نا.قص تيجي تلط.شني قل.مين ولا كأ.ني أنا اللي خدا.مة مش هي!
_بس انتِ عارفة إن غزال م.ش خد.امة أصلاً! ولا انتِ بتعملي كدا عشان غير.انة منها لأنها أ.حلى م.نك؟!
ضحكت رؤى بسخر.ية عدة مرات قبل أن تتحدث:
_بقى أنا..رؤى...البيو.ضة أم عيو.ن خضر.ا هغ.ير من حتة جر.بوعة زي دي؟ دي مت.جيش ض.فري حتى!
قلب مؤيد كفيه معاً و تحدث:
_أنا مش عار.ف انتوا بتشو.فوا ازاي، ربنا يشفيكم والله!
__________________
كانت تجلس أمام والدتها في غرفة المكتب قبل أن تتحدث المرأة العجو.ز فجأة بغ.ضب:
_كيف يعني تتصر.في من دما.غك و تنجُليها لأو.ضة كا.ملة لو.حدها؟!
اقتربت مها منها و تحدثت:
_ساو.متها عليها في مُجا.بل إنها متج.يبش سير.ة للؤي إنها تبجى بنت عمه.
صر.خت العجو.ز باعتر.اض:
_الله! ما تجوله، هي هتهد.دنا إياك؟!
تحدثت مها بنبرة هادئة في محاولة لتهدئة وا.لدتها:
_يا أمي لؤي لو عر.ف هيجو.ل لأبوه و انتِ عارفة زياد مهيسكتش و هيخر.ب الد.نيا و يفض.حنا! اليومين دول بس لغاية ما يا.خدوا بعضهم و يم.شوا من هنا و هي كلها حتة أو.ضة مع.فنة فو.ج السطو.ح و محدش جا.عد فيها مفر.جتش جو.ي يعني!
تحدثت أم زياد بلكنة تحذ.ير:
_طيب، هم كلهم اليومين دول بس و بعدين تر.جعيها مكا.نها مع با.جي الخد.امات! معايزينش حد ي.شك في حا.جة ولا يجول اشم.عنى و مشمعنا.ش.
أجابت مها:
_حاضر، حاضر يا أمي، بس خلي اليومين دول يعدوا على خير بس!
____________________
الساعة الرابعة عصراً:
كان يجر حقيبة سفره خلفه بينما يتوجه ناحية المنزل، قرع جرس الباب مرتين قبل أن تفتح له الخاد.مة التي ما إن رأته حتى تحدثت بار تباك:
_أ..أستاذ لؤي؟ ايه اللي جا.بك بد.ري؟ مش معاد رجوعك المفروض الساعة ستة؟
أجابها بمزاح:
_أروح أمشي و أرجع ستة يعني ولا ايه؟!
تحدثت بار.تباك:
_ل..لع، عد.م المؤا.خذة يا أستاذ، مجصد.يش حاجة، ا..اتفضل، تحب تشرب ايه؟!
أشا.ح بيديه متحدثاً:
_لا أنا عايز شوية مياه بس، قوليلي المطبخ فين و هدخل أنا أشرب بنفسي على ما تنادميلي عمتي مها و ستي من فوق.
_ط..طب أدخل أجيبهالك أنا الأول و بعدين..
قا.طعها:
_لا لا ملوش لزو.م، روحي انتِ نادميهم بس و ملك.يش د.عوة.
أشارت له على طريق المطبخ ليسلكه و على الرغم من أنه تا.ه في البداية و دخل إلى عد.ة غر.ف لا علا.قة لها بوجهته و لكنه في النهاية وصل إليه و ما إن خطت قدماه داخله حتى سمع غناءً عذباً:
_"دول عاير.وني و قالولي...يا اسمر اللونِ يا لالالي
صحيح أنا أسمر و كل ال..بيض يحبو.ني يا لالالي"
اقترب ببطئ من مصدر الصوت و ما إن وقعت عيناه عليها حتى خرجت الكلمات من فمه بتلقائية:
_أما صحيح اللي عا.يرك أ.عمى..
توقفت عن الغناء و التفتت إليه لتوسع عينيها بصد.مة قبل أن تتحدث:
_أ..أستاذ لؤي؟!
_______________
يتبع....