رواية بلا عنوان (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف
رواية بلا عنوان الفصل الرابع 4
-إيه اللي بينك وبين يونس يا آيات؟!
_أنا؟! أنا شُفته صدفة مرة في العمارة... شكله ساكن فيها ولا إيه، معرفش..!
_وبعدين إنتي بتتكلمي كده ليه أصلاً؟!
قالت بعصبية:
-نهاية الكلام يا آيات... يونس خط أحمر! كفاية وائل عليكي قوي!
رديت ببرود:
_بجد؟ مش هرد عليكي أصلاً...
-المهم، يلا نمشي بقى، أنا اتخنقت!
-لا مش همشي، إحنا قاعدين شوية... بس ما هو أنا هستنى إيه من واحدة انطوائيه زيك؟!
قالت كلامها السُمّ كالعادة ومشيت...
كل مرة بقول مش هتأثر، بس غصب عني بتأثر... أنا بشر برضه، مش جماد!
عندي مشاعر... بحس!
مش هنكر إني حسّاسة زيادة عن اللزوم، بس دي طبيعتي... أعمل إيه؟!
الناس دايمًا شايفة الأنطوائي "غريب"، بس مش بيسألوا ليه هو بقى كده؟
بجد... عالم مريض!
خدت نفسي وخرجت من الحفلة... اتخنقت.
لا بقيت طايقة نفسي، ولا طايقة الناس.
فضلت أتمشّى لحد ما وصلت مكاني المفضل: البحر.
المكان الوحيد اللي بحس فيه براحة نفسية حقيقية.
قعدت، فتحت الموبايل، وغصب عني فتحت الكاميرا...
وبصيت في وشي...
دي مش أنا!
مش آيات!
مش هنكر إني حلوة دلوقتي، بس دي مش أنا.
أنا بحب الميكب، بس مش بحب أخرج بيه... ولو خرجت، بحط ليب جلوس وتنت وبس.
بحب الفساتين والهيلز، بس مش مريحين بالنسبالي.
براحة أكتر في اللبس الواسع والمريح عمومًا.
شعري بحبه جدًا، بس بفضّل ألمه وأنا خارجة.
دي أنا!
وفجأة... دموعي نزلت على شاشة الموبايل.
حاولت أتحكم، بس معرفتش... وعيّطت.
"بكيت لحد ما استنزفت دموعي."
-آيات، إنتي كويسة؟
لفيت على الصوت... لقيته "يونس".
فضلت أبصّله من غير ما أنطق، وده خلى القلق باين في عينيه.
-آيات، ردي عليا... إنتي بتعيطي ليه؟
-حد ضايقك في الحفلة؟
رديت عليه بكلمة واحدة وبحدة:
_ابعد عني!
قلت كده وأنا ماشية، لكنه لحقني ومسِك إيدي.
-آيات، مالك؟ فيكي إيه؟ فهميني، ليه بتتعامليني كده؟
لقيت نفسي بتكلم بانفعال، وصوتي عِلي جدًا فجأة:
_إنت مين أصلًا؟!
_هو أنا أعرفك؟! فجأة كده دخلت حياتي وبتتكلم كأنك عارفني من زمان؟!
زعقت وأنا بصرخ:
_إنتو عايزين منّي إيــــــــه؟!
_ارحمــــــــــوني!
_سيبوا آيات ف حالها...!
ما حستش بنفسي غير وأنا بيغمى عليّ، وقعت بين إيديه...
وده طبيعي، بيحصلي دايمًا بعد أي لحظة انفعال.
فتحت عيني... لقيتني في المستشفى، متعلقة ليا محاليل، ويونس قاعد ماسك موبايله.
أول ما خد باله إني فوقت، قال بسرعة:
-آيات! إنتي كويسة؟ بقيتي أحسن؟
رديت بصوت حاولت يطلع ثابت:
_آسفة.
استغرب وقال:
-ليه بتعتذري؟ إنتي مغلطيش في حاجة!
_آسفة وخلاص..
_أنا عايزة أخرج من هنا.
اتنهد وقال:
-ماينفعش تخرجي دلوقتي، لسه تعبانه، والدكتور قال ضغطك واطي و عندك هبوط في الدورة الدموية.
_يونس، ممكن تجيبلي موبايلي؟
-اتفضلي.
فتحت الموبايل... لقيت ماما باعتالي رسالة:
"أنا هبات عند خالتك."
حمدت ربنا، لأن الوقت اتأخر ومكنتش هسلم من عصبيتها...
وبابا؟ أكيد سهران بره كالعادة.
قطع تفكيري صوت يونس:
-آهممم... آيات، ممكن أسألك سؤال؟
ابتسمت بوجع... كنت عارفة هو عايز يسألني إيه.
_ماتسألش، لأني مش عندي إجابة.
-بس...
_لو سمحت يا يونس، اسكت... ومن فضلك خرجني من هنا.
اتنهد وقال:
-ماشي يا آيات..
خرج واتكلم مع الدكتور، والدكتور وافق على خروجي بشرط أروح البيت وأتابع مع دكتور.
شكرته وخرجنا، ويونس عرض يوصلني، بصراحة مكنش عندي طاقة أرفض.
طول الطريق ساكته... كل ما يحاول يفتح موضوع، برفض أرد.
وصلنا... ولما نزلت من العربية، مسك إيدي وقال:.
-آيات، كل اللي عايز أقوله إنك مش لوحدك.
-أنا معاكي دايمًا، صدقيني.
معرفتش أرد، فابتسمت ابتسامة خفيفة ونزلت.
طلعت البيت، فتحت الباب، والدنيا كانت هادية، قولت أكيد بابا لسه برّه..
ولسه هدخل أوضتي، لقيته بيشغل النور وبيزعق:
-كنتي فين يا محترمة، راجعة ليا وش الفجر؟!
رفعت له إيدي اللي فيها الكانيولا، وورّيته شنطة الأدوية اللي جبتها.
اتكلمت ببرود:
_حضرتك كنت فين؟ أنا كنت في المستشفى علشان تعبت واغمي عليا، والدكتور ركبلي محاليل!
_ياريت بقى لو خلصت تحقيق معايا، تسيبني أدخل أنام؟!
قلت له كده، وهو بص لي وسكت، ما اتكلمش، وراح على أوضته، وأنا كمان دخلت أوضتي.
رميت الهيلز على الأرض، غيرت الفستان، ونمت على السرير من كتر التعب.
صحيت تاني يوم وأنا حاسة بتعب شديد...
جسمي بيعرق بطريقة فظيعة، ودوخة غريبه، بس قلت: عادي يعني، هاخد من العلاج وهبقى كويسة.
خدت العلاج، وقمت اتوضيت وصليت، وخرجت من أوضتي، ما لقيتش حد في البيت، شكله ماما هتطوّل عند خالته.
دخلت أخدت دش يمكن جسمي يفك شوية من الوجع، وخلصت وخرجت، عملت أي حاجة آكلها، وقعدت أتفرج على أفلام لأني مش هخرج النهاردة.
شوية، ولقيت جرس الباب بيرن.
قمت أشوف مين، لقيتها "ملك"، زقتني ودخلت وهي بتتكلم بعصبية:
-إنتي إزاي تسيبي الحفلة وتمشي امبارح من غير ما تقوليلي؟!
_اتخنقت عادي، فمشيت، وبعدين ما رضيتش أقطع لحظاتك السعيدة مع صحابك!
-لا، كان لازم تقوليلي برضو، علشان وائل دَوّر عليكي كتير أوي!
_ما تجيبيليش سيرة البني آدم المريض ده، بعد إذنك... أنا مش عايزة أعرفه تاني!
بعصبية:
-لا طبعًا، ما ينفعش! وبعدين إنتي حرة، إنتي و وائل... هو كده كده حاطك في دماغه خلاص!
بصّيت لها وسكت، ما رديتش، لأني فعلًا ما كانش فيا حيل أزعق أو أتناقش معاها.
شوية، ولقيتها قعدت جنبي، واتكلمت بتساؤل:
-آيات؟
_ممم؟
-هو إنتي تعرفي يونس منين؟
_يا دي يونس! يا بنتي قلتلك معرفوش، هو بس اللي عرفته إنه ساكن جديد في العمارة عندنا!
بعصبية:
-أمال أفسّر بإيه نظراته ليكي طول الحفلة؟! عينه ما اتشالتش من عليكي، وأول ما اختفيتي، هو كمان اختفى!
اتكلمت بنفاد صبر:
_معرفش يا ملك... هو عندك، روحي اسأليه. أنا ماليش علاقة بيه، ولا عايزة يبقى ليا علاقة بأي حد.
-طيب يا آيات... مسيري أعرف برضو.
-قومي يلا البسي علشان خارجين.
_لا، اعفيني... أنا تعبانة ومش قادرة أقوم.
-لا، هتقومي... يلا يا آيات بسرعة!
كالعادة... استسلمت، وقمت وسمعت كلامها.
بس المرة دي، اخترت لبسي على ذوقي.
لبست بنطلون قماش واسع لونه أسود، وعليه توب نص كم أسود، وسيبت شعري، وما حطّيتش ميكب غير ليب جلوس وماسكرا، وخرجنا.
خدتني ورحنا مول، وفي مطعم هناك، لقيت الشلة كلها هناك...
و"يونس" كمان، اللي أول ما شافني، بص لي وابتسم، بس أنا بعدت عيوني عنه.
جيت أقعد، لقيت وائل غير مكانه، وجه قعد جنبي.
اتضايقت... بس حاولت ما أبينش.
لحد ما لقيته بيحط إيده على رجلي من تحت الترابيزة!
اتنفضت من جمبه بسرعة، وقلت بتوتر:
_معلش يا جماعة، أنا لازم أمشي دلوقتي..!
محمود اتكلم:
-ليه يا آيات؟ إنتي كويسة؟ إحنا مع بعض كلنا أهو!
_معلش يا محمود، بس أنا تعبانة شوية، مش هقدر أقعد.
لقيت وائل بيبص لي بخبث، وقال:
-خلاص يا جماعة، خَلِّيكم... أنا هوصل آيات.
اتكلمت بتوتر وبصوت عالي:
_لأااا... أقصد يعني، ما تتعبش نفسك، أصلي مش رايحة البيت، أنا رايحة عند خالتي!
_يلا، عن إذنكم!
قلت كده، وخدت بعضي وجريت من قدامهم، وأنا مش قادرة آخد نفسي.
روحت البحر، وقعدت هناك أحاول أنظم ضربات قلبي..
لأن لمسة وائل ليّا فَكّرتني بأبشع ذكرى في حياتي!
كالعادة، وأنا قاعدة، لقيت "يونس" جاي ورايا.
كنت متوقعة حاجة زي كده.
جه قعد جنبي، وما اتكلمش..
فضل ساكت، لحد ما أنا اللي اتكلمت، بهدوء عكس الحرب اللي جوايا:
_إنت عايز مني إيه يا يونس؟
بص لي بهدوء، واتكلم وهو باصص في عيني:
- عايزك يا آيات... عايزك تبقي معايا.
اتكلمت وأنا لسه باصة للبحر، لأني لو بصيتله هتوتر ومش هعرف أتكلم كلمتين على بعض:
_إنت ما تعرفش عني حاجة يا يونس، صدقني.
-حابب أعرف عنك كل حاجة يا آيات... افتحيلي قلبك.
_صعب يا يونس، صدقني... اللي جوايا من الصعب إن حد يفهمه.
-صدقيني يا آيات، إديني فرصة بس.
بصيت له في عيونه... ولأول مرة ألاحظ لون عيون "يونس"، وقد إيه هي حلوة.
اتكلمت وأنا مش عارفة أعمل إيه:
_آسفة يا يونس، بس مش هقدر.
اتنهد وقال:
-طيب يا آيات... وأنا مش هضغط عليكي. بس اعرفي إني دايمًا هفضل موجود معاكي.
بصّيت له وابتسمت، وما اتكلمتش.
فضلنا قاعدين على البحر من غير ما حد فينا يتكلم، هو بس اللي كان كل شوية يحاول يكسر الصمت، ويتكلم معايا شوية...
وأنا كنت برد على قد السؤال وبس.
شوية، لقيت موبايلي بيرن...
لقيتها "ماما"، فردّيت.
صوتها جالي من التليفون بعصبية:
-تعالي البيت دلوقتي حالًا يا آيات.
قالت كده، وقفلت الموبايل في وشي.
_سوري يا يونس، بس أنا لازم أمشي... اتأخرت، وماما رنّت عليا.
-لا ولا يهمك، تعالي نروح سوا، كده كده إحنا في نفس العمارة!
وافقت ومشيت معاه، وصلني للبيت، وطلعت على طول، فتحت الباب ودخلت.
لقيت ماما قاعدة، وأول ما شافتني، اتكلمت بعصبية:
-إنتي تعرفي "يونس" منين يا آيات؟!
يتبع..
"هستني رأيكم في الكومنتس".🦋
#بلا_عنوان_البارت_الرابع
#بقلمي_آيات_عاطف