رواية بلا عنوان (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف
رواية بلا عنوان الفصل العاشر 10 والأخير
كنت واقف في المستشفي عمال امشي في الممر كل شويه.
مش عرف اهدي ..
قلبي واجعني عليها وهي جوا..
بعد شويه الدكتور خرج:
-الحمدلله انكم جبتوها في الوقت المناسب..
-انا بس عايز اعرف هي بتاخد ادويه ولا حاجه..
يونس رد بهدوء:
-كانت بتاخد حبوب هلوسة يا دكتور..
الدكتور بهدوء:
-كده كل حاجه وضحت..،
عموما هي شويه و هتفوق تقدر تدخلها..
الدكتور سابني و مشي وانا قعدت علي الكرسي بتعب..،
مش قادر اتخيل لو مكنتش لحقتها كان ايه اللي هيحصل..
قاطع تفكير صوت محمود وهو بيحط إيده علي كتفي:
-ما تقلقش يا يونس هي هتبقي كويسه..،
بس مكنتش اعرف انك بتحبها اوي كده؟.
اتكلمت بحب:
-بحبها دي كلمه قليله علي اللي أنا بحسه تجاهها..
افتكرت حاجه ف طلعت موبايلي و رنيت علي فارس:
-الو..، ايوه يا فارس.
-انا كويس يا فارس تعالالي بس علي مستشفي (..)
-لما تيجي هفهمك كل حاجة يلا باي..
قفلت معاه و بالفعل معداش وقت كتير ولقيته بيقرب مني و بيتكلم بسرعه:
-يونس ايه اللي حصل؟،
هي كويسه؟
رديت بهدوء:
-الحمدلله يا فارس اني لحقتها..
فارس:
-انا لازم احكيلك علي اللي عرفته ملك و..
قاطعته:
-انا عرفت كل حاجه يا فارس..
بصلي بأستغراب:
-عرفت ازاي؟..،
انا لسه وائل كان بيحكيلي..!
انا بهدوء:
-هحكيلك علي كل حاجه..،
اتطمن عليها بس الأول..
---
لما فوقت ولقيت نفسي في المستشفي..
كنت ناسيه كل حاجه..،
دماغي هتتفرتك من الصداع
بس واحده واحده ابتديت أفتكر..
يونس، ملك ،بابا..
اول ما افتكرت ان بابا هو السبب في كل ده دموعي نزلت لوحدها..
قلبي وجعني اووي مش قادره استوعب ازااي يعمل فيا كده..
فوقت من افكاري علي صوت يونس وهو بيدخل..
يونس بقلق:
-آيات..،
انتِ كويسه قلقتيني عليكِ؟
رديت بوجع:
_اه كويسه جدًا..
جه يتكلم قاطعته:
_يونس انا بجد مش عايزه اسمع منك اي حاجه..،
أنا بجد مش مستحمله..!
بصلي بحب:
-و انا مش عايز منك حاجه غير اني اكون جمبك..!
بصتله و ابتسمت وانا مش عارفه ارد عليه..
مستغربه هو ازاي متمسك بيا اووي كده..،
رغم كل العُقد اللي أنا فيها دي..!
---
علي الجانب التاني..
ملك كانت قاعده في الكافيه..،
بتقلب في كبايه العصير بتاعها بملل..
فجأه موبايلها بيرن..
تبص علي الإسم بأستغراب..
فترد و هي بتبتسم بأصطناع:
-ازيك يا عمو..
لما تسمع كلامه تتكلم بصدمه:
-يعني يونس هو اللي عمل كده؟
-طيب انا جايه لحضرتك حالًا..
قامت بسرعه لمت حاجتها وهي بتخرج من الكافيه بسرعه..
و عقلها بيقولها أنها لازم تتصرف لأن كده كل حاجه هتبوظ..
---
في المستشفي..
آيات قاعدة على السرير، ويونس جنبها على الكرسي،
بيطمن عليها وبيحاول يهزر معاها عشان يخفف الجو.
فجأة، صوت زعيق عالي جاي من بره أوضة المستشفى.
يونس بيبص ناحية الباب بحدة:
– استني هنا.
لكن آيات، رغم تعبها، بتقوم وراه بخطوات سريعة.
بيفتح يونس الباب،
يخرج للممر…
أبوها واقف، وشه أحمر من الغضب، وملك جنبه بتحاول تبين إنها هادية لكن عينيها مليانة قلق.
أول ما عينه تقع على يونس، صوته بيعلى:
– إزاي تتجرأ وتهرب بنتي من المصحه؟
إنت فاكر نفسك مين؟
يونس يبتسم بسخرية هادئة، يقرب منه خطوة:
– بلاش بقى تمثل دور الأب الطيب…
أنا عارف حقيقتك كويس.
أبوها يتوتر فجأة، ملامحه بتتغير، وبياخد نفس طويل يحاول يسيطر على نفسه:
– إنت مش فاهم حاجة…
يونس يقاطعه، ونبرته تبقى أشد:
– فاهم كل حاجة…
من أول يوم وهي بتتعذب وإنت واقف تتفرج.
آيات، كانت واقفة ورا يونس، بتقرب وتبص لأبوها بنظرة قرف:
– كفاية تمثيل…
كل حاجة اتعرفت.
ملك تحاول تفتح بوقها،
لكن أبوها ما يعرفش يرد،
صوته يخونه،
وعينيه تزوغ يمين وشمال كأنه بيدور على مخرج.
الممر كله بقى ساكت…
وكل العيون على المواجهة.
أبوها ، وهو بيحاول يلم نفسه قدام الناس اللي بدأت تبص، يرفع صوته:
– دي مجنونة!
كانت في مصحة…
هتصدقوا كلامها إزاي؟
يونس فجأة يتغير صوته من الهدوء للعصبية:
– إوعى تتكلم عنها بالطريقة دي تاني!
آيات، عينيها مليانة دموع وغضب، تخطو خطوة لقدام وتصرخ:
– اطلع برا…
وإلا والله هفضحك في كل حتة!
أبوها يضحك ضحكة قصيرة ساخرة، عينيه بتلمع بخبث:
– وإنتي فاكرة مين هيصدقك؟
محدش هيصدق كلمة من اللي بتقوليها.
يونس، بابتسامة صغيرة وهدوء قاتل، يطلع موبايله من جيبه:
– يمكن ما يصدقوهاش…
بس هيصدقوني أنا.
يضغط على الشاشة ويقرب الموبايل من وش أبو آيات…
الفيديو بيشتغل، صوته واضح، والأفعال أوضح.
ملامح أبوها تتبدل فجأة، الضحكة تختفي،
ووشه يتحول لشحوب،
وملك تبص له بصدمة وهي مش قادرة تتحرك.
يونس، وهو لسه مبتسم:
– اللعبة خلصت.
بعد ما يونس ورّى الفيديو، الجو في الممر اتغير تمامًا…
أبو آيات واقف متجمد،
العرق بيبدأ يظهر على جبينه،
وملك بتاخد خطوة لورا من غير ما تحس.
آيات واقفة، إيدها متشابكة قدامها،
وعينيها مش بتطرف، كأنها مستنية إجابته.
أبوها يرفع عينه ويبصلها نظرة طويلة،
فيها خليط غريب من الهزيمة والحنق:
– اسمعيني يا آيات…
أنا هبعد عنك. مش هتشوفي وشي تاني
هختفي من حياتك خالص.
آيات، بنبرة فيها ارتباك:
– ليه؟ بعد كل اللي عملته..
فجأة كده؟
ياخد نفس عميق ويحاول يسيطر على نبرته:
– بس بشرط ما تحكيش حاجة لجدك.
ما توريهوش الفيديو…
ما تفتحيش الموضوع تاني.
يونس على طول بيتدخل، صوته مليان اعتراض وغضب:
– إنت بتساومها دلوقتي بعد كل ده؟
إنت فاكر نفسك إيه؟
أبوها، من غير ما يبص له:
– "نا بكلم بنتي،
مش إنت.
يونس يقرب منه خطوة:
– بنتك؟!
إنت آخر واحد ليك الحق تقول الكلمة دي
بعد اللي عملته فيها.
آيات تبص بينهم، قلبها بيدق بسرعة.
هي حاسة إن يونس عنده حق،
لكن عقلها تعبان ومش قادرة تتحمل مواجهة جديدة.
تتنفس ببطء وتبص لأبوها:
– ولو وافقت…
هتختفي فعلًا؟
– أيوه هبعد عنك.
مش هتعرفي عني حاجة.
يونس يهز راسه بعدم رضا:
– آيات، إوعي تصدقيه.
ده هيكمل أذاه بطريقته.
آيات تبص ليونس بحزن:
– أنا تعبت يا يونس…
أنا مش عايزة مشاكل تاني.
أنا عايزة أعيش في هدوء،
حتى لو كان معناه إني أسيب الحق.
يونس، صوته ينخفض لكنه لسه حاد:
– الهدوء اللي بيجي من السكوت عن الحق عمره ما بيطول.
آيات، بعينين فيها دموع لكنها مصممة:
– يمكن…
لكن أنا مش قادرة أكمل حرب معاه.
أبوها يحرك راسه بخفة،
كأنه كسب الجولة، ويرجع خطوة لورا:
– كويس…
يبقى إحنا متفقين.
يبص ليونس نظرة سريعة،
فيها تحدي وصمت، وبعدين يلف ويبعد،
وملك تمشي وراه وهي لسه تحت تأثير الصدمة.
الممر يفضل ساكت لحظة…
يونس واقف مكانه،
بيبص لآيات وكأنه مش قادر يصدق إنها قررت تسيب الموضوع.
آيات تهمس:
– أنا بس..
محتاجة أتنفس يا يونس.
يونس، رغم غضبه،
يكتفي بهزة راس خفيفة،
ويقرب منها،
كأنه بيقول إنه لسه جنبها حتى لو مش موافق على قرارها.
---
دهب (بعد ٣ شهور)
يونس قاعد على صخرة صغيرة على الشاطئ،
قدامه البحر الهادئ، موج صغير بيكسر على الرمل،
وريحة الملح بتملأ الجو.
قدامه كوب قهوة نصه فاضي،
وسيجارة بتتحرق لوحدها في الطفاية من غير ما يلمسها
"عدّى ٣ شهور من آخر مرة شفتها فيها…
من يوم المواجهة في المستشفى.
من بعدها ولا مكالمة، ولا رسالة،
ولا حتى خبر يوصلني عن طريق حد."
"كل اللي سابتهولي جواب.
ورقة صغيرة، مكتوب فيها كلمة واحدة:
استناني."
يمسك ورقة مطوية،
باينة إنها اتهلكت من كتر ما اتفتحت واتقفلت،
عينه تتحرك على الكلمة الوحيدة المكتوبة بخطها…
"استناني."
يبتسم ابتسامة باهتة، يمد إيده ويحط الورقة في جيب قميصه،
وبعدين يبص للبحر من تاني، كأنه بيحاول يلاقيها وسط الأفق.
"كانت كل يوم بتيجي في بالي…
كل يوم أتخيل شكلها دلوقتي…
بتضحك؟ بتعيط؟
بتنام ولا السهر لسه صاحي معاها زي زمان؟"
يسرح شوية، ملامحه بتلين، صوته الداخلي يهدأ:
"أنا حتى مش عارف كنت مستني إيه بالظبط…
يمكن كنت مستني إني أصحى في يوم وألاقيها قدامي."
وفجأة، وهو غارق في أفكاره، يحس بإيد دافية بتلمس إيده برقة.
يتجمد لحظة، قلبه يدق بقوة، وبعدين يلتفت ببطء.
يلاقيها… واقفة جنبه،
شعرها بيتحرك مع نسمة البحر، وعينيها ثابتة عليه.
لكن دي مش نفس العيون اللي يعرفها…
مش عيون البنت المكسورة أو الخايفة.
دي عيون حد واثق حد تعافى.
فيها نور مختلف… لمعة انتصار هادئ.
تبتسم له ابتسامة خفيفة، والهواء بينقل صوتها الناعم:
– اتأخرت شوية…
بس جيت.
يونس يفضل ساكت لحظة،
عينيه ما بتفارقهاش،
وبعدين يبتسم ابتسامة حقيقية لأول مرة من شهور.
يمسك إيدها بإحكام،
وكأن الخوف من فقدها مرة تانية لسه جواه،
لكن في نفس الوقت بيصدق إنها رجعت.
البحر يفضل يهدر وراهم… لكن في اللحظة دي،
العالم كله وقف عليهم هما الاتنين بس.
آيات رفعت وشها تبصله،
والشمس عاكسة على عينيها لون دهبي،
والبحر وراها عامل هالة حوالين شكلها:
– كنت خايفة…
خايفة أرجع ألاقيك نسيتني.
ضحك بهدوء، بس ضحكة فيها حزن السنين اللي فاتت:
– أنسى روحي…
ولا أنساكي.
حست الكلمة نزلت جواها زي وعد، وعد مفيهوش تراجع.
حطت راسها على صدره،
تسمع دقات قلبه، تحس بالأمان،
بالألفة… بالإحساس اللي غاب عنها من زمان.
قعدوا كده، في حضن بعض،
والدنيا حواليهم بتمشي، الموج بيكسر،
النوارس بتعدي، والهواء بيهفهف شعرها على وشه.
مفيش حد في الدنيا، غيرهم هما الاتنين.
يونس، بعد لحظة صمت طويلة، بعد مسافة كافية عشان يشوف وشها كويس.
عينيه فيها إصرار جديد:
– كفاية بعد بقى يا آيات.
أنا عايز أتجوزك عايزنا نعيش بعيد…
بعيد عن ملك، وعن أبوكي،
وعن كل حاجة بتوجعك.
أنا عايزك إنتِ… وبس.
آيات فضلت تبص في عينيه،
تتأكد من صدقه، من الإصرار اللي مابيتزحزش.
ابتسمت ابتسامة صافية، ابتسامة بتطلع من القلب:
– موافقة.
لحظة صمت، وبعدين بصوت دافي مليان حب:
– أنا بحبك أوي يا يونس.
يونس اتسمر مكانه، عينه بتلمع، كأنه كان بيحلم باللحظة دي من زمان، ومن كتر ما استناها ما بقاش مصدق إنها بتحصل:
– إنتِ… أول مرة تقوليهالي.
مد إيده، مسك وشها بين كفيه،
صوابع إيده بتمسح على خدها برقة،
عينه في عينها، وبعدين حضنها تاني،
حضن أقوى من الأول، كأنه بيحاول يثبتها جواه:
– مش هخليكي
تبعدي عني تاني يا آياتي.
فضلوا في حضن بعض، والبحر حواليهم بيغني بلحن الموج،
والشمس بتغيب ببطء، وألوان السماء بتتحول من برتقالي لوردي.
حتى لما الهوا بقى أبرد، ما حدش فيهم فكر يسيب التاني.
كانت اللحظة دي بالنسبة ليونس مش مجرد لقاء…
كانت بداية حياة جديدة.
وبالنسبة لآيات،..
كانت أول مرة تحس إنها مش خايفة من بكرة…
لأنها عارفة مين هيمشي معاها فيه.
على شاطئ دهب، وسط الموج اللي بيكسر برتم ثابت،
والشمس اللي ودّعت يومها وهي سايبة السماء تشتعل بالألوان…
كانوا هما الاتنين واقفين.
يونس، اللي شالها من وجعها مرّة واتنين،
واللي صبر على غيابها من غير ما يسأل ليه…
وآيات، اللي أخيرًا لقت في حضنه بيتها،
الأمان اللي ملقتهوش في أي مكان تاني.
مكنش فيه كلام زيادة.
الحضن كان كفاية يشرح كل اللي اتحكى،
وكل اللي اتسكت عنه.
الوقت عدى، والليل بدأ يفرش ستارته على البحر،
بس هما ما أخدوش بالهم.
كانوا عايشين في فقاعتهم الصغيرة،
بعيد عن كل اللي كسرهم، بعيد عن الوجع،
وعن كل الناس اللي حاولت تفرقهم.
يمكن الدنيا لسه فيها صعاب، ولسه هتقابلهم تحديات،
بس دلوقتي…
هما سوا.
وده كان كفاية.
لأن بعض القصص… مش مهم تبدأ إزاي،
ولا حتى إيه اللي حصل في النص،
المهم إنها توصل لبر الأمان،
حتى لو بعد سنين انتظار.
وآيات ويونس…
وصلوا.
"ووسط صوت الموج…
وعدها إنه طول ما قلبه بيدق، عمرها ما هتضيع منه تاني."
---
"النهاية".🦋
"بس كده دي نهاية الروايه هستني بقي رأيكم في الكومنتس،
و استنوني في روايه جديدة".🦋🤍
وفر وقتك… لو بتدور على رواية كاملة وممتعة… اضغط (هنا)