📁 أحدث الفصول

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل التاسع عشر 19 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل التاسع عشر 19 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل التاسع عشر 19 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل التاسع عشر 19

إسلام شافها بتتخبط... قدامه.

صوت الخبطة دوّى في ودانه، وكأن الدنيا وقفت، وقف فجأة، رجليه اتجمّدت، قلبه وقع مكانه.

فريده قدّامه...مرمية على الأرض.

صرخ بصوت عالي وهو مش مستوعب

"فريدة!!!"

جري ناحيتها، قلبه بينهار وهو شايفها مرمية، الناس حواليها دم كتير... جسمها مبيتحركش... إيدها مفكوكه ومرخيه، وقع على الأرض جنبها، صوته بيترعش وهو بينادي

"فريدة... فريدة لا... بالله عليكي لا..."

إيده كانت بتتهز وهو بيشيل راسها بإيده، بس الدم كان ملى إيده وهدومه، بص حواليه، الناس واقفين، حد بيكلم الإسعاف، الراجل اللي خبطها قرب وهو مرتبك، وقال بصوت متوتر

"أنا كلمت الإسعاف... في الطريق!"

إسلام بصله بعيون مولعة

"مش هستنى الإسعاف أنا!! أختي بتموت!!"

الراجل قرب وقال

"خلاص، تعال نشيلها بسرعة على عربيتي، نوصلها أقرب مستشفى."

إسلام حاول يشيلها، بس إيده كانت بتتهز، وحس إنه مش قادر يشيلها، كان خايف.

الناس حواليهم قالوا

"إحنا هنشيلها احنا" 

شالوها بالراحه وإسلام كان صوته بيترعش، ودموعه نازلة وهو بيقول 

"بالراحة... بالله عليكم، متوجعوهاش اكتر... بالله عليكم..."

شالوها بالراحه حطوها في العربيه وبسرعه وصلوا لأقرب مستشفى

نزل المسعفين بسرعة،إسلام رفع عينه فيهم وبيصرخ

"الحقوها! بتنزف كتير، بسرعه"

حطوها على الترولي، والدم بينزل من دراعها وراسها،

وهو بيجري جنبهم، إيده ماسكة إيدها رغم محاولاتهم يبعدوه

قال بقهر

"أنا معاها! مش هسيبها! افتحي عينيكي يا فريدة... افتحي عينيكي بس!!"

وصلوا لغرفة العمليات ودخلوها وهما بيمنعوا اسلام بالعافيه، لقا الممرض بيقفل الباب في وشه، مد إيده بسرعة قبل ما الباب يتقفل

"لو سمحت... بالله عليك... طمني... بالله عليك!"

الممرض بصله 

" الحاله حرجه، ادعيلها"

الباب اتقفل وهو رجع خطوتين، حاسس أنه هيتجنن، كان واقف قدام الباب بيتنفس بسرعة، قرب منه راجل كبير في السن وست باين عليهم الخضة ومتوترين، والست ماسكة إيد الراجل بقوة وعينيها باين فيها الندم والخوف.

الراجل قال 

" يبني، انا مكنتش قاصد... انا لقيتها في وشي مره واحده وحاولت اوقف بس العربية فلتت مني... احنا مستعدين نتحمل أي حاجه "

إسلام رفع عينه للراجل، نظرته كلها وجع وانكسار، ملامحه مكسوره، نفسه سريع وعينيه حمره

بصله بنظرة مطفية وقال

"أنا... أنا مش عايز منك حاجة... لو حصلها حاجة... لو حصلها حاجة أنا... أنا..."

صوته اختفى، الدموع غرقت وشه، إيده كانت بتترعش، مش عارف يعمل إيه، حاسس بالعجز

الست قربت خطوة، صوتها كان بيترعش

"والله ما كنا قاصدين... والله ما كنا قاصدين..."

لف حواليه زي التايه، عنيه بتدور على أي حد، عايز يتطمن، نفسه مش قادر ياخده، صدره بيتحشرج، كأنه بيتخانق مع الهوا علشان يتنفسه

الراجل قال بصوت مكسور

"احنا هنا... مش هنمشي... هنفضل هنا لحد ما نطمن عليها، ومستعدين نتحمل أي حاجة."

الست قربت خطوة تانية، مدّت إيدها تلمس دراع إسلام وبتقول

"حقك عليا يا ابني... ان شاء الله هتكون بخير "

رجع يبص للباب تاني، وبيتحرك لقدام ولورا، زي اللي مش عارف يقعد ولا يقف، صوت الصفارات جوة بيكسر قلبه أكتر،

الراجل والست قعدوا على كرسي بعيد، الست بتستغفر، والراجل حاطط وشه في إيده وبيدعي تكون بخير 


عند ايناس

كانت قاعدة على الكنبة في حالة هدوء غريب، عينيها ثابتة على الباب اللي اتقفل بعد ما هاني خرج اخيرا وقرر يمشي بدون رجعه، قلبها كان مقبوض، فريده خرجت وبعدها اسلام ولسه مرجهوش، كانت بتسأل نفسها هما فين، اخدت فونها ورنت على اسلام، رن كتير، وإسلام رد أخيرًا، صوته كان مبحوح ومخنوق

"أيوه يا ماما..."

قالها بهدوء وهو بيحاول يبان طبيعي

"إسلام... إنتو فين؟ فريدة راحت فين؟ إنتو مجيتوش ليه لدلوقتي؟"

سكت، نفسه بس اللي مسموع في السماعة، مش عارف يبدأ منين، مش عايز يقولها، بس مش هينفع يخبي عنها

قال بصوت هادي على قد ما يقدر

"ماما... اسمعيني... مش عايزك تقلقي"

صوته خلاها تقف من مكانها فجأة وهيا بتقول بقلق 

"في إيه يا إسلام؟ في إيه؟!!"

قال بسرعة

"ماما بالله عليكي... اهدى... فريدة... فريدة ، عملت حادثه بس هتكون كويسه"

ايناس حست الأرض بتتهز تحت رجليها، قالت بصدمه

"حادثه؟! يعني إيه حادثه؟! فريدة فين يا إسلام؟!! فريدة فين؟!! بنتي حصلها ايه رد عليا؟!!"

صوته كان بيرتعش وهو بيتكلم

"انا مستني حد يطلع يطمني عليها، إحنا في المستشفى اللي قريبه من البيت، انتي بالله عليكي اهدي... فريدة هتكون بخير إن شاء الله..."

قفلت مع إسلام بسرعه، وخرجت بسرعه من البيت وهي بتدعي أن فريده تكون بخير

وقفت اول تاكسي قابلها بسرعه وركبت وهيا حاسه ان قلبها هيطلع من مكانه، قربت توصل، الموبايل في إيديها، اتصلت بإسلام وهي في التاكسي، صوتها كان مبحوح

"إسلام... فين بالظبط يا إسلام؟!"

رد عليها بسرعة 

"عند باب الطوارئ يا ماما..."

قالت 

" انا خلاص وصلت، خليك عندك"

قفلت بسرعة وهي بتحاول تاخد نفسها، التاكسي وقف قدام المستشفى، نزلت بسرعة وهي مش شايفة قدامها من الدموع، جريت ناحية باب الطوارئ، شافت إسلام واقف قدام الباب، هدومه كلها دم...

وقفت مكانها ثانية، شهقة خرجت منها غصب عنها، وبعدين جريت عليه وهي بتقول بصوت عالي

"إسلام!!!"

بص لها إسلام بعينين حمرا من كتر الدموع، مش قادر يتكلم، شفايفه بتتهز.

مسكته من دراعه

"فين فريدة يا إسلام؟!! ده دمها... دمها ده؟!! رد عليا يا إسلام!!!"

إسلام حاول يهديها وهو بيترعش

"ماما... بالله عليكي... اهدى... فريدة جوة في العمليات... بيحاولوا... بس... بس هتكون بخير إن شاء الله... هتكون بخير يا ماما..."

صرخت بصوت عالي

"عايزة أشوفها... عايزة أشوفها دلوقتي!!!"

قال وهو بيحاول يمسك إيديها اللي بتترعش

"مش هينفع دلوقتي... الدكتور قال الحالة حرجة... ادعيلها بس يا ماما... بالله عليكي... ادعيلها..."

إيناس انهارت، دموعها نازلة، مسكت وشها بإيديها وهي بتدعي ربنا بقهر

قعدت على الكرسي اللي جنب الباب، باصه للباب، كل ثانية بتمر كانت نار، وكل اللي في قلبها دعاء


الدقايق كانت بتمر ببطء، كل شوية عينهم تتحرك للباب، وكل ما الباب يفتح يقفوا بسرعة وبعدين يكتشفوا انها ممرضه او ممرض خارجين عادي

إيناس كانت قاعدة على الكرسي، ماسكة إيد إسلام وهيا بتدعي، وبعد شويه الباب اتفتح وخرج الدكتور، وشه باين عليه الإرهاق والجدية.

إيناس وقفت بسرعة، عينيها مليانة دموع، قالت بسرعه

"بنتي عاملة إيه؟! طمني بالله عليك!!"

إسلام كان واقف جمبها، عينيه مركزة في الدكتور مستنيه يتكلم وقلبه بيدق جامد

الراجل والست اللي خبطوا فريدة قربوا يسمعوا الدكتور، كانوا واقفين بحرج، باين عليهم التوتر

الدكتور بصلهم بهدوء وقال

"الحالة حرجة جدًا... النزيف كان شديد جدًا... حاولنا نوقف النزيف وفعلاً وقفناه، بس..."

إيناس قالت برعب

"بس إيه؟!!!"

الدكتور أخد نفس وقال

"فقدت كمية دم كبيرة جدًا... محتاجين دم بشكل عاجل، ودمنا هنا مش كافي، عندنا كيس واحد بس، ومش هيكفي."

إسلام مسك شعره بعصبية

"طيب نجيب دم منين؟!! قول نعمل إيه؟!! اروح اجيب منين طيب"

الدكتور قال

"لو في حد من العيلة نفس الفصيلة، محتاجينه يتبرع فورًا... ضروري جدًا وبسرعه"

إيناس قالت بسرعه

"أنا... أنا نفس فصيلتها... خدوا مني... خدوا مني الدم كله لو عايزين... المهم بنتي تعيش... خدوا مني بالله عليكم!!"

الست قربت وقالت

"إحنا ممكن نساعد بأي حاجة... هنتبرع"

الدكتور رفع عينه وقال

"جزاكم الله خير، بس لازم نعرف فصيلة دمكم علشان لو مطابقة نسحب"

الراجل قال بسرعة

"فصيلتي O+، وهيا كمان O+."

الدكتور هز راسه وقال بأسف 

"للأسف مش متطابقة "

ايناس قالت بلهفه

" انا متطابقة يا دكتور"

الدكتور حاول يهدّيها

"هنسحب منك يا مدام، بس مش هنقدر نسحب كميات كبيرة."

إيناس بصت له بترجّي

"مفيش حاجة أهم من فريدة... خد مني اللي تقدر عليه"

الممرضة جت بسرعة، خدت إيناس علشان تدخل غرفة التبرع.

إيناس كانت قاعدة على الكرسي، إيديها بتترعش، والممرضة بتحاول تهديها وهي بتربط الدراع علشان تسحب الدم.

الممرضة قالت بهدوء

"مدام حاولى تهدي، ان شاء الله هتكون كويسه"

الممرضة بدأت تسحب، ولما خلصت، الممرضة ساعدتها تقف، أدّتلها عصير وقالتلها

"اتفضلي اشربي، محتاجه تعوضي دم"

خرجت إيناس من غرفة التبرع، راحت ناحية غرفة العمليات، اسلام راحلها وقال بصوت متوتر 

"انتي كويسة يا ماما؟!"

إيناس هزت راسها 

"أنا كويسة... كويسه المهم فريده"

خرج الدكتور من باب العمليات، رفع نظره ناحية إيناس وإسلام وقال بصوت جدي

"إحنا محتاجين ٦ أكياس دم ومفيش دلوقتي غير ٢، لازم نجيب ٤ كمان ضروري"

إيناس قربت بسرعة وقالت 

"طب ما أنا اتبرعت، خدوا مني تاني، خدوا مني لحد ما تبقى كويسة."

الدكتور هز راسه وقال بصوت هادي

"مينفعش يا مدام، إحنا أخدنا منك كيس، مينفعش ناخد أكتر، ده خطر على صحتك."

سكت لحظة وقال

"لازم تجيبوا ٤ أشخاص بنفس فصيلتها بسرعة علشان نتدارك الوضع، قدامكم ساعة بالكتير، لازم نلحقها."

مشي الدكتور وسابهم واقفين، ايناس قلبها وقع في رجلها، هل ممكن بنتها تروح منها علشان شوية دم؟!

إسلام قرب منها بسرعة، كان صوته متوتر لكنه حاول يثبت نفسه 

"ماما، أنا هكلم كل صحابي، اكيد هلاقي حد نفس الفصيلة، بالله عليكي اهدي."

إيناس مسحت دموعها بسرعة وقالت وهي بتحاول تلم نفسها

"وأنا هكلم صابرين... أكيد حد من ولادها نفس الفصيلة..."

اخدت نفس طويل ورفعت الموبايل، دورت على رقم صابرين بسرعة ورنت 

لحظات وصابرين ردت

"ألو... إيناس؟"

إيناس صوتها كان بيترعش

"صابرين... فريدة... فريدة عملت حادثة... حالتها حرجة... في العمليات دلوقتي... محتاجه دم بسرعه، اكيد حد عندك نفس الفصيله بتاعتها اكيد"

صابرين اتصدمت وقامت وقفت وقالت

"إيه؟! إنتوا فين دلوقتي يا إيناس؟!"

إيناس خدت نفس وقالت بسرعة

"إحنا في المستشفى اللي جنب البيت عندنا... بس... بس يا صابرين، فريدة محتاجة نقل دم ضروري... بسرعة..."

صابرين قالت بسرعة

"طب فصيلة دمها إيه يا إيناس؟!"

إيناس بلعت ريقها وقالتلها فصيلتها

صابرين ردت بسرعة

"تيم ويونس نفس الفصيلة!"

إيناس قالت براحه "الحمد لله... الحمد لله..."

صابرين قالت بحسم

"هجيب تيم وهكلم يونس، وهنيجي حالًا، مسافة الطريق يا إيناس... اثبتي... اثبتي فريدة هتعدي منها بإذن الله."

إيناس قالت

"مستنياكي يا صابرين... بالله عليكي بسرعة..."


صابرين بسرعه رنت على يونس وهي بتاخد نفس عميق كل شوية علشان تقدر تتكلم.

يونس رد في الآخر 

"ألو... أيوة يا ماما؟"

صابرين صوتها خرج متلغبط وهي بتحاول تسيطر على نفسها

"يونس... يونس يا حبيبي... فريدة... فريدة عملت حادثة..."

يونس قال بسرعه

 "إيه؟! حادثة إيه يا ماما؟! إنتي بتقولي إيه؟! انا لسه مكلمها من شويه "

صابرين قالت بسرعة

"عملت حادثة وحالتها حرجة... هيا في المستشفى دلوقتي..."

يونس قال بصوت متوتر

"فين؟! فين يا ماما؟! إنتي معاهم؟!"

صابرين قالت 

"لا... لسه، إيناس مكلماني، في المستشفى اللي جنب بيتهم... والدكتور بيقول محتاجة دم ضروري."

يونس قال بسرعة

"طب فصيلتها إيه؟! محتاجة دم قد إيه؟!"

صابرين قالت

" زيك انت وتيم، نفس الفصيله "

يونس أخد نفس وقال

"طب خلاص، أنا هروح المستشفى على طول... وإنتي قولي لتيم وخلّيه يروح، إحنا هنلحقها بإذن الله."

صابرين قالت بسرعة

"أنا هقوله حالًا... متتأخرش يا يونس بالله عليك."

يونس قال

 "خلاص يا ماما، مسافة الطريق."


صابرين خرجت بسرعة من أوضتها بعد ما قفلت مع يونس، قلبها كان بيدق بعنف، خطواتها كانت سريعه وهي رايحه ناحية أوضة مكتب تيم اللي كان قاعد على مكتبه، عينيه مجهدة، بيحاول يركز على قد ما يقدر.

فتحت الباب بسرعة، وهو رفع عينه ليها باستغراب، قال ببرود 

"خير؟ في إيه يا ماما؟"

قالت بسرعه

"تيم... فريدة... فريدة عملت حادثة يا تيم..."

سكت، كأنه مسمعهاش، الورقة اللي في إيده وقعت، ايده بقت بتترعش وهو مش مستوعب، رفع وشه،  نفسُه اتسحب بقوة، صوت قلبه بقى مسموع جوا ودانه، وقف بسرعة، الكرسي وقع وراه وهو بيقول بصدمه

"إيه... إيه اللي بتقوليه ده؟ حادثة إيه؟! ازاي؟!"

صابرين قربت منه وقالت 

" فريدة في المستشفى، حالتها حرجة... محتاجة دم... والدكتور قال لازم حد يتبرع بسرعة... إنت ويونس نفس فصيلتها يا تيم..."

تيم اتجمد مكانه لحظة، وكان حاسس بإحساس عمره ما حسه قبل كده، اتحرك بسرعة رهيبة، فتح درج مكتبه بسرعة وطلع مفاتيح عربيته، وقع المفتاح من إيده، أخده تاني بسرعه وخرج بسرعة بدون ما يغير هدومه حتى، صابرين خرجت وراه بسرعه تحاول تلحقه، ركبت جنبه بسرعة قبل ما يتحرك

داس بنزين بأقصى سرعة، صابرين مسكت طرف الكرسي بخوف وهي بتقول

"تيم، في ايه للسرعه دي اهدى شويه "

تيم كان سايق بأقصى سرعة فعلا، العربية بتطير على الطريق، صوت الموتور عالي، وصابرين ماسكه طرف الكرسي بقوة، بتحاول تمسك أعصابها، كل شوية تبصله، بس هو باصص قدامه، نفسه بيطلع وينزل بسرعة، إيده ماسكة الدريكسيون بقوة لدرجة أن عروقه كانت بارزه.

وصلوا قدام المستشفى، لسه العربية موقفتش كويس، تيم نزل منها بسرعة رهيبة، الباب خبط في الرصيف وهو بيفتحه بعنف، وصابرين نزلت وراه وهي بتناديله، دخل المستشفى بسرعه، عينيه بتدور في المكان لحد ما شاف إسلام واقف بعيد، قرب بسرعة وهو بيقول بصوت عالي، صوته فيه حدة ولهفة

"فريدة فين؟! هي فين؟! هيا كويسه"

إسلام رفع عينه حاول يرد

"لسه... لسه في العمليات... الدكتور قال محتاجين دم... المفروض ناقص ٤ أكياس، انت كيس ويونس كيس واتنين من صحابي جايين بعد شويه"

تيم بص حواليه، وقال بصوت خشن

"فين... فين المكان اللي هتبرع فيه؟!"

إسلام نده للممرضة، تيم راح وراها بخطوات سريعة، شمر دراعه وهو بيبص للأرض، مفيش ذرة تردد. 

الممرضة جهزت الإبرة، وهو شمر دراعه ومده ليها بعنف

"يلا... بسرعة."

بدأت تسحب، بصت للعداد وقالت

"مش هنقدر نسحب أكتر من كده."

تيم رفع عينه بسرعة، صوته عالي ووشه متعصب

" مفيش حاجه اسمها مش هتقدري، اسحبي لحد ما تكفي الدم اللي هيا محتاجاه"

الممرضة قالت بصوت حازم

"كده غلط عليك! مش علشان ننقذ حد نخسر حد تاني!"

اتشنج، نفسه بقى عالي، وقال بغضب

"ملكيش دعوة... اسحبي وخلاص!"

باب الاوضه اتفتح بسرعة، يونس دخل وهو بينهج، عيونه مليانة خوف ووشه متوتر، قال بصوت عالي

"أنا هنا! أنا هتبرع..."

الممرضة بصتله بسرعة وقالت

"اسمك إيه وفصيلتك؟"

يونس قال وهو بيحاول يلم نفسه

"يونس... فصيلتي نفس فصيلتها..."

الممرضة قالت

"لازم تحليل سريع قبل السحب."

يونس مد دراعه بسرعة وقال

"يلا... بس بسرعة بالله عليكي..."

جهزت الإبرة وخدت منه العينة بسرعة، واتحركت بسرعة ناحية الجهاز، وقفت لحظات، صوت الجهاز بيطلع وهي بتبص للنتيجة، وشها اتغير، بصت ليونس وقالت بصوت واطي بس حازم

"مينفعش نسحب منك دلوقتي."

يونس اتجمد وقال بصوت متقطع

"إيه؟! ليه؟!"

الممرضة قالت وهي بتتنهد

"في نسبة كحول عالية في جسمك، مينفعش نسحب منك دم، هيكون خطر عليها"

يونس فتح عينه بذهول، رجع خطوة لورا

قال بصوت مبحوح

" طب اتصرفي، لو هينفع اي حاجه حتى"

الممرضة هزت راسها وقالت

"مش بإيدي، مينفعش، دي حياة بني آدم."

يونس بص لتيم، لقا تيم بيبصله بنظرة كلها لوم، قال بصوت واطي، صوته جامد بس مهزوز

"جدع... جدع اوي..."

تيم رجع راسه لورا وهو قاعد على الكرسي، يونس خرج من الاوضه وهو حاسس بندم

تيم بص للممرضه وقال 

" اسحبي مني، انا هكمل الباقي"

رفضت وقالت

"مقدرش! سحبنا كفايه، أكتر من كده خطر عليك."

تيم بصلها بنظرة كلها تهديد، صوته كان جامد وهو بيقول ببطء

"قولتلك... اسحبي... انا مش فارق معايا."

الممرضة اتوترت وقالت

"مش هقدر، والله مش بإيدي..."

تيم قام من على الكرسي، ضرب الكرسي برجله بعيد وقال بصوت عالي

" وانا بقولك اسحبي، انتي مالك انتي "

الممرضة اتوترت، خرجت بسرعه ندهت بصوت عالي 

"دكتور! دكتور لو سمحت!"

الدكتور دخل بسرعة، قال بصوت هادي

" في ايه؟!"

الممرضة قالت بسرعة

"هو مصمم نسحب منه تاني... ومش راضي يفهم أن ده خطر!"

تيم بص للدكتور، عينيه كلها إصرار وقال بصوت خشن

" انا حر، محدش ليه دعوه"

الدكتور قرب خطوه، قال بهدوء

"لو ده قرارك، لازم تمضي إقرار إنك المسؤول لو حصل أي حاجة... المستشفى مش مسؤولة."

تيم قال بسرعه 

" موافق، همضي"

الدكتور بص للممرضة، وهي جابت ورقة بسرعة، إيد تيم كانت بتترعش وهو بيمضي اسمه بخط مهزوز

الدكتور أخد الورقة وقال للممرضة

" تمام"

تيم رجع قعد على الكرسي وهو بيتنفس بسرعة، الممرضة بدأت تسحب الدم ، تيم حس الدنيا بتلف بيه، الرؤية بتتهز قدامه، بس كان مسك طرف الكرسي بقوة.

سحبت لحد ما الجهاز بيّن إن جسمه بدأ ينهار، جابتله عصير بسرعة

"اشرب... اشرب حالًا"

تيم أخد العصير بإيده اللي كانت بتتهز، بص للعلبه لحظة وهو بيتنفس بسرعة، شرب كميه صغيره ،كان باين عليه الدوخة وهو بيرجع ضهره للكرسي.

الممرضة قالت بهدوء

"هتحتاج تقعد شوية هنا لحد ما جسمك يستقر، متقومش دلوقتي."

تيم بصلها بنظرة ثابتة وقال بصوت واطي 

"كفاية كده؟... كده الدم هيكفي؟"

الممرضة أخدت نفس وقالت 

"إن شاء الله، خلاص، دي الكمية اللي نقدر نسحبها، متقلقش هتكفي"

تيم قعد ساكت، بيحاول ينظم نفسه، حس برجليه تقيلة وراسه اتقل، عضلاته كانت مرخية.

بعد شويه قام وقف ببطء، الممرضة قالت بسرعة 

"استنى... إنت مش مستقر، لازم تقعد أكتر وتشرب العصير كله."

تيم قال بصوت هادي

"عايز اتطمن عليها"

قالتله بلطف

" لسه شويه، لو حصل حاجه هقولك

اتنهد، شرب باقي العصير، وشه كان باين عليه التعب، عينه مغمضة وهو بيحاول يتنفس.

الممرضة بصتله وقالت 

"استنى 10 دقايق، بعد كده تقدر تخرج"

تيم مردش، بس اكتفى بهزة خفيفة.

فضل قاعد مكانه، مغمض عينه، بيحاول يسيطر على الدوخه اللي حاسس بيها


يونس خرج من أوضة التبرع، لقا صابرين واقفة مستنيه جنب ايناس، عينيها مليانة قلق ولهفة، قربت منه بسرعة وقالت بصوت متوتر

"يونس؟! طمني... اتبرعت؟!"

يونس وقف مكانه لحظة، بص بعيد وهو بياخد نفس، وقال بصوت واطي

"مخدوش مني..."

صابرين بصتله بصدمة، سألته

"ليه؟!"

يونس عض شفايفه وقال وهو بيحرك إيده بعصبية 

"في كحول...قالوا مينفعش... لو اتسحب مني ممكن يضرها..."

صابرين بصتله لحظة، وقالت وهي بتحاول تتمالك نفسها

"يا يونس... يا يونس..."

يونس قال بسرعة، صوته مبحوح

"ماما... والله ما كنت أعرف... كنت فاكركوا مش هتحتاجوني... والله ما كان قصدي اكيد... اعرف منين انا..."

صابرين مدت إيدها ولمست دراعه بلطف وقالت 

"خلاص يا حبيبي... مش وقته دلوقتي... المهم نلاقي حد غيرك"


خرج تيم، خطواته كانت تقيلة، عينيه شايفة الناس بس مش شايفاهم بوضوح، الرؤية مهزوزة، شد نفسه، وقف في مكانه بياخد نفس عميق، حس إنه مش قادر يملى صدره بالهوا كويس، إيده كانت بتترعش وهو بيحطها في جيبه، عايز يخبي أي علامة تعب على وشه.

مشى ببطء ناحية الكراسي اللي قدام العمليات، محدش واخد باله إنه مش ماشي ثابت.

قرب منهم، صابرين أول ما شافته بصتله وقالت 

"اتبرعت؟"

هز راسه بهدوء وهو بيحاول يثبت نفسه، قال بصوت مبحوح

"آه... خلصت."

مد إيده وسند نفسه على الحيطة من غير ما حد يلاحظ، حس برجليه بتضعف تحته، بس رفض يقعد، حاسس لو قعد مش هيقدر يقوم تاني.

نبضه كان عالي وبيخبط في ودانه، حاسس أن الدنيا بتلف حواليه، والأصوات بقت بعيدة شوية، حاول يركز نظره على الأرض علشان ميزغللش.

إسلام قرب منه وقال 

" شكرا يا تيم... والله ما عارف أقولك إيه."

تيم ابتسم ابتسامة باهتة، مردش، بس رفع إيده، وقال بصوت واطي

"المهم تبقى كويسة..."


دخلوا اتنين من صحاب إسلام بسرعة، كان باين عليهم القلق، اسلام قرب منهم بلهفه وهما كانوا مستعدين يتبرعوا، اسلام نده للمرضه.

الممرضة بصتلهم وقالت بهدوء

"مفيش داعي خلاص... مش محتاجين تبرعات تانية."

كلهم بصوا لبعض باستغراب، صاحب اسلام قال 

"إزاي يعني؟! ما أنتوا كنتوا محتاجين دم ضروري!"

إسلام قرب منها وقال وهو متوتر 

"ليه؟! مش كنتوا بتقولوا محتاجين أربع أكياس؟!"

الممرضة بصت لتيم بسرعة، وبعدين رجعت تبص لإسلام وقالت

"الأستاذ اتبرع بالكميّة كلها."

الكلام وقع في المكان زي الصدمة، صابرين اتجمدت مكانها، بصت لتيم بذهول، قالت بسرعه 

"تيم... إيه؟! إنت عملت ايه؟"

إسلام بص لتيم، وشه اتشد وقال

"إنت اتبرعت... لوحدك؟! إنت مجنون؟!"

تيم كان واقف ناحية الحيطة، نفسه سريع، راسه بقت تقيلة، وكل جسمه بيترعش، حاول يرد بصوت واطي

"مكانش في وقت... كان لازم."

رجليه بدأت تضعف، حط إيده على الحيطة علشان يسند نفسه، بس حس إن الحيطة بتتحرك قدامه، العرق كان سايح على وشه، عينه بقت تغمض وتفتح، وكل الأصوات حواليه بقت متقطعة.

حاول ياخد نفس عميق، بس النفس اتحبس في صدره، رفع عينه يبص لصابرين، شاف ملامحها اللي مليانة قلق، بس صوته طلع واطي جدًا

"م... ما تقلقيش... انا كويس"

حس إن رجليه خلاص مش شايلاه، وقع على ركبته، حاول يقوم بس معرفش

إسلام جري عليه بسرعة وهو بيقول

"تيم! تيم فوق! حد يجيب دكتور بسرعة!"

بس تيم كان فقد وعيه تماما....

يتبع......

#استثنائيه_في_دائرة_الرفض

by batool abdelrahman

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل العشرون 20 من هنا

اقرأ الرواية كاملة من هنا (رواية استثنائية في دائرة الرفض)

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات