📁 أحدث الفصول

رواية سر الوجه الآخر الفصل الثاني 2 بقلم ياسمين دياب

رواية سر الوجه الآخر الفصل الثاني 2 بقلم ياسمين دياب

رواية سر الوجه الآخر بقلم  ياسمين دياب

 #سرـالوجةـالأخر

الفصل الثانى مش صدفة :


كانت ندى قاعدة على أول دكة في المدرج، الكرسي الخشبي بيصرّ بصوت خفيف كل ما تتحرك.

الدكتور بيتكلم بحماس عن أمراض القلب، لكن عقلها كان في مكان تاني تمامًا…


ندى (في سرها):

مين كان الشاب ده؟ وليه حسيت إني شفته قبل كده؟


عينها وقعت عليه من بعيد… نفس الشاب اللي خبطها الصبح، واقف في آخر المدرج، باين عليه مش مرتاح.

بيسأل طالب جنبه عن حاجة في الجدول، وباين عليه تايه.


سلمى (بصوت واطي):

"ده سيف… تقولي نازل من فيلم مش من المحاضرة! شكله جديد ومش بيكلم حد."


ندى تجاهلت التعليق، لكنها فضلت تراقبه من بعيد، بدون ما تحس.


المحاضرة خلصت، والدكتور خرج.

الطلبة بدأت تتحرك، وسلمى راحت بعيد عن المدرج


ندى وقفت تشيل شنطتها، رفعت رأسها… لقت "سيف" واقف على بعد خطوتين منها.


سيف (بنبرة هادية):

"أنا آسف على اللي حصل الصبح… ما كانش قصدي."


ندى (بابتسامة خفيفة):

"ولا يهمك، بتحصل."


سيف:

"أنا جديد هنا… ولسه مش عارف أي حاجة.

اسمك ندى، صح؟"


ندى (باستغراب بسيط):

"عرفت منين؟"


سيف (وهو بيشير ناحية سلمى):

"صحبتك كانت بتنادي عليكي من شوية."


ندى (بابتسامة بسيطة):

"آه… تمام."


سيف (وهو بيعدل شنطته):

"لو مش هتضايقك، ممكن أستفسر منك عن حاجة في الجدول؟"


ندى سكتت لحظة، ثم هزت راسها بهدوء:

"أكيد، قول 


سيف (وهو بيقلب ورقة الجدول):

"أنا اتلخبطت في المحاضرات… كل دكتور بيغيّر المكان من غير ما يبلغ.

إنتوا دايمًا بتبقوا في المدرج ده؟"


ندى (وهي بتراجع الجدول في دماغها):

"أغلب المحاضرات هنا… بس العملي بيتقسم على مجموعات."


سيف:

"أنا مجموعتي (جـ)… ماعرفش حد فيها، وبصراحة مش متأكد حتى إمتى أول سكاشن."


ندى: 

هو انت جديد ازاى واحنا اخر سنة عادى دة 

سيف : 

كنت مسافر بدرس برة وحصل ظروف عندى اتضطريت ارجع اكمل آخر سنة هنا 

ندى : اهاااا تمام "ممكن أساعدك تشوف اسمك في الجروب… في لستة بتتعلق في مكتب شؤون الطلاب."


سيف (بامتنان بسيط):

"شكراً… واضح إنك فاهمة الدنيا هنا."


ندى (بابتسامة خفيفة):

"بعد ٣ سنين ، غصب عني لازم افهمها ."


اتبادلوا نظرات قصيرة، فيها ود ما اتقالش بالكلام.


سيف (وهو بيبتسم):

"أنا سيف على فكرة… بما إننا بنتكلم كده."


ندى (بهدوء):

"أنا ندى… رسميًا المرة دي."


ضحكوا هما الاتنين، ضحكة بسيطة كسرت حاجز التوتر.


سيف:

"تشرفت يا ندى."


ندى:

"وأنا كمان."


لحظة صمت قصيرة، لحد ما جت سلمى من بعيد.


سلمى (وهي بتنده):

"ندى! مستنياكي برا!"


ندى (بسرعة وهي بتشد شنطتها):

"أنا لازم أمشي… بالتوفيق يا سيف."


سيف:

"إنتي كمان."


خرجت ندى، وسيف فضل واقف مكانه لحظة…

يبص للمكان اللي كانت واقفة فيه، كأنه بيدوّر على إجابة مايعرفش


الشمس كانت ضاربة فوق مباني الكلية، والطلبة متفرقة في كل ركن، البعض بيذاكر، والبعض بيضحك، والبعض بيعدي الوقت على موبايله.


نهى كانت قاعدة على دكة حجر، ماسكة كشكول الميكانيكا، بتحاول تركز… لكن عينيها كل شوية تطلع على باب المعمل اللي واقف عنده المعيد نور


شاب طويل، لابس نظارة سوداء ش، شعره دايمًا متسرّح بعناية… دايمًا ضحكته جاهزة، ودايمًا محاط ببنات.


صوت صديقتها (ضحى):

"مش عارفة إزاي عاجبك يا نهى… ده عامل فيها فان دام على الفاضي، وبيوزّع ضحكاته على كل البنات."


نهى (ببرود مصطنع):

"أنا؟ عاجبني؟! انتي بتتخيلي كتير أوي."


ضحى (بابتسامة عارفة):

"آه طبعًا… عشان مش بتبصي عليه خمسين مرة في الدقيقة."


نهى تجاهلتها، لكن قلبها كان بيزيد دقاته لما شافته جاي ناحيتهم.

نور (بصوت خفيف وهو بيعدّي):

"مش كنتي في سكشن ١؟ حلّيتي الواجب؟"


نهى (بهدوء):

"آه… كنت هسلّمه في المحاضرة الجاية."


نور (وهو بيرفع حاجبه):

"لو عايزة تراجعيه معايا قبل ما تسلّميه… أنا موجود في مكتبي بعد المحاضرة."


رمقها بنظرة غامضة قبل ما يكمل طريقه.


نهى سكتت، وبصت لضُحى، اللي كانت بتبص لها بضحكة مستفزة.


ضحى:

"شايفة؟… الراجل بيصطاد بنظراته، وانتي بتقعي عادي خالص."


نهى (بصوت واطي وهي بتقلّب في الكشكول):

"أنا عارفة هو إيه… بس مش عارفة أهرب من حتة جوايا شايفاه غير كده."


المكان هادي، في آخر الطرقة، باب خشب عليه لافتة صغيرة:

"م. نور عبد السلام – مساعد تدريس"


نهى وقفت قدام الباب لحظات، قلبها بيخبط، وسؤال جواها:

"هو مهتم فعلاً؟ ولا بيلعب؟"


طرقت الباب بخفة...


نور (من الداخل):

"اتفضلي…"


دخلت. المكتب بسيط، مكتبة صغيرة على اليمين، مكتب مرتب، وجهاز لابتوب شغال.


نور (بابتسامة):

"إزيك يا نهى… كنت مستنيك."


نهى (بحذر):

"جيت أراجع الواجب…"


نور :

"أكيد، بس… مش لازم دايمًا نكون بنتكلم عن الميكانيكا."


سكت لحظة، وبص لها بنظرة مباشرة خلتها تشيح بعينها.


نور  (بصوت خافت):

"أنا ملاحظك من أول السنة… انتي مختلفة."


نهى (متوترة):

"مختلفة إزاي؟"


نور (وهو بيقف ويمشي ناحية المكتبة):

"مش زي باقي البنات… بتحبي تفكري، وده عاجبني."


سكتت، لكنها حسّت إن الجو بقى تقيل شوية. في حاجة مش مريحة، لكنها مش قادرة تهرب.


نور(بهدوء):

"بس خليني أقولك حاجة… انتي تستاهلي حد يشوفك على حقيقتك. لو احتجتي أي حاجة، سواء في الدراسة أو غيرها… أنا موجود."


كلماته كانت ناعمة… زيادة عن اللزوم.


نهى (وهي بتحاول ترجع للواجب):

"تمام… تحب نبدأ نراجع دلوقتي؟"


رجع قعد، وبدأوا يراجعوا، بس هي كانت سرحانة… مش في المعادلات، ولا في الشرح،


ندى قاعدة على سريرها، لابسة بيچاما قطن، بتحاول تراجع درس في التشريح على اللابتوب،

طرقات خفيفة على الباب… نهى دخلت، حاطة شنطتها، باين عليها إنها سرحانة.


ندى (وهي بتبص لها):

"أهلاً يااستاذة … مالك


نهى (بفتور):

"بلاش سخرية يا ندى… دماغي مصدعة."


ندى (بقلق بسيط):

"خير؟ حد ضايقك في الكلية؟"


نهى (بتحاول تتهرب):

"لا… بس يوم طويل، ونور كان بيشرح لي حاجات وأنا مش مركزة."


ندى رفعت حاجبها : نور كدة من غير القاب

 حسّت إن الموضوع مش مجرد شرح.


ندى:

"نور ؟ المعيد اللي مش بيسيب بنت إلا وابتسم لها؟"


نهى (بعصبية خفيفة):

"مش للدرجة دي… هو لطيف… وذكي… ومهتم."


ندى (بهدوء):

"اهتمامه بيدور على إيه؟ ده السؤال."


نهى سكتت. أول مرة تحس إن في صوت جواها بيحذرها، وصوت تاني بيهمس:

"يمكن المرة دي مختلفة؟"


ندى (بابتسامة خفيفة):

"خلي بالك يا نهى… في ناس بتمثل الحب وهم مش شايفين غير نفسهم."


نهى اكتفت بهزة بسيطة في رأسها، وقالت:


نهى:

"أنا مش طفلة يا ندى… خليكى فى نفسك انتى اصلا عديمة الاحساس


ندى : شكرا يا اختى أنا والله خايفة عليكى مش عايزة مشاعرك تترمى لاى حد وخلاص

نهى : خلاص بقا نقفل الحوار دة 


ندى: عموما براحتك 

"وأنا دايمًا جمبك… حتى لو كنتِ بتخبّي عليا." نهاية الفصل الثانى

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات