رواية زهرة العاصي الفصل الثامن 8 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي بقلم صفاء حسني
حصري الكاتبة صفاء حسني
قيد الكتابه
زهرة كانت مستغربة من سؤال نيفين، عينها اتسعت بشوية ورموشها ارتفعت وكأنها بتحاول تفهم، "أنتِ ازاي كدة؟". زينة دخلت وراها، ضحكت بخفة وطلعت صوتها عالي شوية "مفهمتش تقصد ايه؟". نيفين ابتسمت بخجل، "طيبتك يا زهرة، عفويتك، ثقتك في الناس اللي حواليك، أنتِ عارفة طيبتك دي أنقذتك من شر كبير. عفويتك ومساعدتك ليا خلتني أفوق على نفسي". زينة بصت لنيفين وكأنها فهمت، ونبرة صوتها كانت حاسمة "روحي ردّي أنتِ يا زهرة على طنط، وأنا مع نيفين".
زهرة خرجت وردّت على وردة، صوتها كان هادي وواضح "معاكي يا ست الكل". وردة زعقت بغضب وعيونها اتوسعت، "كله ده مبترديش عليا؟ كنتِ فين؟". زهرة بلعت ريقها، وهي حاسسة بالخوف من غضب امها، بدأت تحكي لوردة عن تعب نيفين.
وردة سألتها بفضول، "معندكيش حاجة تانية تحبي تخبريني بيها؟". زهرة كانت مترددة، وجهها اتملّأ بالحيرة من كلام نيفين، "لم آجي يا أمي احكيلك". وردة زعقت بغضب شديد وصدرها كان بيتنفس بسرعة، "جدك عرف كل حاجة يا بنت عمري اللي مشرفني، بدل ما تاكلي الكتب اكل عشان تاخدي الشهادة الكبيرة، رايحة تاكلي ودان الناس بالمواعظ والحكمة، أنتِ مال أمك؟ أنتِ اللي تلبسي محزقة أو ضيق، واللي تمشي مع شاب أو تنام مع حد؟ هو أنتِ هتغيري الكون ليه؟ خليتي بت متسوي تحطك في دماغها، وكمان رايحة تحب حبيبها".
زهرة انصدمت وبصت لزينة، عيونها اتملّأت بالدموع. وردة زعقت "متبصيش على زينة، نظرتك اللي تقتل، دي البت بتحبك وبتخاف عليكي من الهوى الطيار، ولولو أني عرفت وخبرت جدك، كان زمانك كتب كتابك بكرة على سليم".
زهرة تنهدت بوجع وكسرة وحزن، وقالت "وأنا موافقة يا أمي". وردة انصدمت وقالت بغضب "موافقة على ايه؟ فوقي يا زهرة، اوعي تضيعي مستقبلك". زهرة تنهدت وكملت "أبوي كان عنده حق يا أمي، أنا مليش غير الجواز والستر، وأي بنت كده مهم طلعت أو نزلت ملهاش غير بيت وأسرة، وتكون أم، لكن أنا شطحت بأحلامي بعيد، فربنا أفاقني".
وردة نفخت بضيق على استسلام زهرة، وسألتها "حبيته أوي كده يا قلبي أمي؟ عشان كده عاوزة تهربي منه؟". زهرة هزت راسها بالنفي، بصوت مكتوم "يا أمي، أنا عارفة من أول يوم دخلت فيها الجامعة إني لازم أقفل قلبي بالمفتاح عشان أكمل حلمي وحلمك".
وردة ضمتها بيدها على ظهرها وقالت "وهو عيب إن القلب ينفتح يا بنتي، ولا عيب ولا حرام، أنا كمان بعشق أبوكي صالح، ميغرقيش نقارني ليل ونهار، ده محبة ونغش علشان الحياة تستمر".
زهرة نزلت دموعها بوجع "فاكرة يا ماما لم كنت صغيرة وكنت بضفر شعري وتغني ليا أغنية "امايه يا امه"؟ عاوزة أجيلك دلوقتي وأترمى على حجرك وتغنيها ليا".
زهرة العاصي -
حصري الكاتبة صفاء حسني
قيد الكتابه
حست وردة بوجع بنتها وكسرتها، وبدأت تغنى ليها:
"امايه يا امه
شدى الضفاير
شدى رباطها .. عصبينى
لو قادرة يا امه
تقيديها .. قيديها
وقيدينى !!
شعورى موجة
كانت بتغنى زهرة معها ودموعها بتنزل
عماله تلعب
فوق جبينى
... شعورى شوق
وبشوقى حايرة
ما انا عارفه ماشية
ما انا عارفه طايرة
وكلام فى سرك
وبقولها مُرة
عذاب بحسه
عذاب وثورة
امايه يا امه
شدى الضفاير
شدى رباطها .. عصبينى
لو قادرة يا امه
تقيديها .. قيديها
وقيدينى !!
امايه يا امه
جوايا ليه
امايه يا امه
جوايا ايه
جوايا حيرة
جوايا ضلمة
جوايا طير
قلقان فى عشُه
لا انا قادرة اشيله
ولا قادرة اهشُه
وكلام فى سرك
وبقولها مُرة
عذاب بحسه
عذاب وثورة
امايه يا امه
شدى الضفاير
شدى رباطها .. عصبينى
لو قادرة يا امه
تقيديها .. قيديها
وقيدينى !!
زهرة وامها خلصوا الغناء والبكاء، ومسحت كل واحده دموعها. وردة تنهدت، "بكرة تعالي يا بنتي عشان جدك عايزك، فاهمة؟ وقولي ذى مابقولك كده بالظبط، اوعى تجيب سيرة عشق او حب، مفهوم؟ موضوع غيرة بنات مشي اكتر عشان صديقه عزيز جاي عندنا هو كمان علشان يوضح الا بيحصل، ووقتها نشوف لو هتكمل حداكى (عندك) او تعودى (ترجعى)."
زهرة هزت راسها بالموافقة "حاضر يا امه، اشوف وشك بخير". زهرة قفلت مع امها. راحت عند زينة ونيفين وهي بستجوبها "أنتِ اللي عملتيها صح؟ أنتِ اللي خونتى امانة السكن مع بعض وصورتي بنت زيك، وطبعا ياسمين حبيت تتخلص من الدليل الا معاكي، وكانت النتيجة كسرت ايدك، وعشان كده كنت هتجننى تفتح حسابك. اتفخس عليك يا ما حظرونى منك والتعامل معاكي، لكن للاسف زهرة كانت مشي مصدقهم، وقالت حرام نخرجها من الدور بتاعنا، وامنتك على مملكته الصغيره الا عملتها هنا، وكانت النتيجة تصوريها."
زهرة شهقت وهى بتسمع كلام زينة "أنتِ اللي صورتينى يا نيفين؟ يعني ياسمين معها صور ليا؟" وقبل ما تكمل كلامها فقدت توازنها وقعت على الارض.
زينة صرخت "ممرضه دكتور، حتى يلاحقنى". نيفين قربت منهم ودموعها نازلة وندمانة "زاحت ايدها زينة، ابعت ايدك النجسة ده عن زهرة".
نيفين أوضحت "منكرش انى وحشي وزباله، وكمان جيت عندكم عشان مزقوق من ياسمين، عشان اعرف كل كبيره وصغيرة عن زهرة."
زينة وقفتها عن الكلام "ممكن تسكت دلوقتي، ولينا كلام بعدين".
بالفعل جات الممرضه حملوا زهرة على غرفة وتم الكشف عليها، الدكتور قال "ضغطها انخفص، هو السبب في الاغماء، اعملها شوية تحليل، وهنعلق ليها محلول ملح وفاتامينات".
بالفعل علق المحلول واعطها مهدى.
طلبت من نيفين "روحي هاتي العلاج الا طلبه الدكتور، بعد اذنك".
نيفين هزت راسها بالموافقة، و فعلا راحت تجيب علاج.
في نفس الوقت بدات تفوق زهرة، قربت منها زينة "سلامتك ياقلبي".
زهرة هزت راسها وسالت "هو ايه اللي حصل؟".
زينة ردت "هنعرف دلوقتي كل الا حصل، أنتِ اعمل نفسك لسه نايمه، وافتح تسجيل التليفون، اوكى؟".
زهرة هزت راسها بالموافقة.
نيفين رجعت بالعلاج، وسالتها "فاقت زهرة؟".
زينة هزت راسها بالنفي "لسه، احكيلي بقي ايه الموضوع، هما عايزين ايه من زهرة، والسبب الحقيقه".
نيفين تنهدت "عايزين يعرفوا مد القربا ما بينهم وبين المدير عزيز خيرات".
زينة استغربت وسالتها "وايه السبب؟ يعني عادى قربته او لا، مركزين اوى كده ليه؟".
نيفين تنهدت "علشان شكين انها تكون بنت ابنه".
زينة شهقت "بتقولي ايه؟".
.......
عزيز أغلق مع محمد، وهو بيتنهد وقال "طلب مني نروح عنده يوم الجمعة".
عاصي استغرب "انا فعلا مستغرب، ليه نروح لحد عنده عشان موضوع زى دى؟".
عزيز شرح ليه "هو احنا مرحنيش هناك عشان بس موضوع زهرة، اني رايح عشان اعرف السر".
عاصي استغرب "سر ايه؟ انت مخبي عليا حاجه؟".
الجد هز راسه وقال "يا ابنى انا علاقتى ب محمد من زمن الزمن، وابنى كان بيتعلم حداهم (عندهم)، وعاش معهم اربع سنين، بعد كده سافر بلاد برا واتجوز مراته هناك، ولم رجع كان حاله متغير جدا، مبقش ابنى الا اعرفه، وكان دايما متلخبط، بعد كده سافر البلد ورجع بحالة صعبة، وفضل فترة كده، بعد كده جاتلها ازمة قلبي ومات. ولم سالتى محمد قالي يقولى فى الوقت المناسب، ولم كلمته قالي تعال الوقت المناسب حان".
.....
نيفين تنهدت وكملت "معرفش كل الا سمعته ان لم عرف جده جابها وجابك هنا، وكمان موصي عليها، كانوا مدخلينى فى وسطكم، وفي نفس الوقت بعتوا زياده يلعب عليها، عشان لو طلعت حفيدته يعني معنى كده كل العز ده ملكها هى وبس".
زينة استغربت كلامها وصرخت فيها "هى حصلت؟ كملي يا نيفين، ليه كانوا متاكدين ان زهرة حفيدت عزيز بيه، وليه خايفين تكون هى؟".
نيفين تنهدت "عشان ابن عزيز المرحوم منصور كان كاتب وصية او مذكرات انه عنده بنت، وكتب كل املاكه ليها. وبعد كده زهرة ظهرت، والشبه الكبير ما بينها وبين منصور خالهم صدقوا هما زور الوصية وكتبوا كل حاجه ب اسم مراته، لكن هما عارفين ان فى ورق تانى يظهّر، وعشان كدة كانت الخطة محكمة، زهرة تقع فى حب زياد، تعمل علاقة معه، ويصورها، وبعد كده يبتزها هى واهلها لحد ما يتنازلوا. وطبعا زهرة مسلمتيش ل زياد واكتشفت حقيقته."
زينة سالتها "وطبعا انتى الخطة البديلة، تجيب ليها صور وهى عراينة يا وطى؟".
نيفين هزت راسها بندم "اه، لكن مقدرش اقسم بالله، كان كل يوم معاكم قلبي يتعلق ب زهرة، جدعنتها وكرامها، وكان الكل بينفرنى، لكن هى الوحيدة كانت تخلينى اشاركها اكلها وشربها، وحتى ملابسها، وقتها ضحكت على ياسمين وقولت ليها ان الكاميرا باظت من المية وادتها فيلم بايظ متشوش مظهرش فيه غير تشويش."
زينة كانت مصدومة وسالته "والحقيقى احتفظت بيهم على حسابك، وعلشان كده كنت هتجننى وتفتح حسابك؟".
زينة شهقت "نشريتهم على حسابها صح؟ ردى عليا".
نيفين هزت راسها بالنفي "لا طبعاً، انا مسحتهم، عشان لم معروفش يلوث سمعتها، خططوا ل قتلها."
زينة شهقت وهى بتستوعب "شربة الخضار كان.. كان في ايه؟ يعني كنت ممكن اموت او زهرة منكم لله. وبعد كده افتكرت: "يعني ياسمين السبب في الا حصل فيك لما عرفت انك نهيت المهمة في نفس اللحظة، بعتت الا يخلصى عليك او يكسر اي دليل يكشف كل رسايلكم صح؟".
نيفين تنهدت "غبية مخلتنيش اكمل كلامي، لكن الأهم دلوقتي الناس ده مشي سهلة، وكل ما في شك أن زهرة حفيدة عزيز بيه مشي يرحموها."
زينة ضحكت بسخرية "كدة فهمت؟ بصي انتى برضو مجرمة، وكل الا قولتيه دلوقتي ميعفكيش عن شرك وحقدك، ونصيحة تخرج من هنا وتطلب نقلك من الدور بتاعنا وتنسي زهرة."
نيفين شعرت بندم "لكن انا عاوزة اكون معاكم".
زينة نظرت لها نظرت غضب "لا انا مبترجش فيك يا حلوة، كل اللى قولته اتسجل بالحرف صح يا زهرة؟".
زهرة فتحت عيونها وهزت راسها "صح يا زينة". وبدأت توجه كلامها ل نيفين "هو اه انا طيبة، لكن حفيدة محمد الصعيدي فاهمة، يعنى بنت حلال، وغباء الناس الا معكم للأسف معملتش تحيرتهم الكاملة، وبعنيهم يعرفوا مين حفيدة عزيز بيه ليه وقته، وهتظهر وهتطلب بحقها، والحمد الله على قد كدا، بس زى ما زينة قالت تطلبي نقلك بالذوق او بسبب اعترفتك هتخرج من الجامعه ومستقبلك يضيع زى ما كنت عاوزة تضيع مستقبلي، يلا بعد إذنك اخرج من حياتنا كفاية."
نيفين خرجت وهى نوعن ماء حسي برحة من اعترفتها، ومفرقيش معها يستخدموها والا لا، المهم ان رايحة ضميرها وليها حساب تانى مع ياسمين والا معها.
.....
زهرة نزلت دموعها بوجع، اقتربت منها زينة وضمتها "بتعيط ليه دلوقتي؟ ب التسجيل ده كشفنا انك بريئه، حتى لو اقدم جدك عشان ميجبركيش على الجواز".
زهرة هزت راسها ب استسلام "هو تسجيل برائتى، لكن مكنش عشان جدى، عشان سمعتى في الكلية، عشان كل كلمة اتقالت في حقي".
زينة سألتها "نوية علي ايه يا حفيدة الصعيدي؟".
زهرة تنهدت "اجيب حقي يا حفيدة العزيز، اعترفتهم وخوفهم أكد ان ليك حق، وان كمان جدك بريئ وميعرفش حاجه، وجدك يزورنا الجمعة، وضح جدى ناوي يعترف ليه، لازم تجيب حقك وترفع راسك اقدم الكل".
زينة تنهدت "وانا مشي عاوزة".
تتبع...
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا (رواية زهرة العاصي )