✨ بَيْنَ سُطُورٍ قَلِيلَةٍ .. عَالَمٌ كَامِلٌ مِنَ المُغَامَرَاتِ وَالخَيَالِ يَنْتَظِرُك 🪶♥️

📁 أحدث الفصول

روابة ارناط الفصل الأول 1 حور طه

رواية ارناط الفصل الأول 1بقلم حور طه

رواية ارناط بقلم حور طه

 «البارت 1»

___________

يونس استيقظ على صوت المنبه، يداه بطيئتان وهو يغلقه، جالسًا على طرف السرير. لحظة شروده تلاشت عندما لمح فريدة نائمة على الكنبة. اتسعت عيناه 


ــ فريدة نائمة في أوضتي؟! أنا بحلم ولا إيه؟" ينبض قلبه بسرعة، والغضب بدأ يتسلل داخله.


ظل يحدق بها غير مصدق، وعيناه تتبعان تفاصيل وجهها الذي كان مغطى ببعض خصلات شعرها. كانت تنام بعمق، وجهها يبدو هادئا وبريئا. لم يشعر إلا وهو يقترب ببطء، ويده ترفع شعرها برفق عن عينيها. لكن فجأة، فتحت عينيها وابتسمت

ــ صباح الخير حبيبي.


اتسحر يونس من ابتسامتها وهدوءها، جمالها أغلق على كلماته لثواني، لكن الغضب عاد يسيطر عليه، 

ـــ أنتِ بتعملي إيه هنا؟"


فريدة جلست ببطء، باردة الملامح

ــ نايمة، ولا شايفني بلعب بلاي ستيشن؟"


يونس اشتد غضبه، عينه تقدح بالانفعال

ــ والله البلاي ستيشن أحسن بكتير من إنك تنامي في أوضة شاب عازب."


فريدة ابتسمت بدلال وهي تقف وتتجه للحمام، تقرص خدوده بطريقة مستفزة

ــ خلاص يا حبيبي، ما بقتش عازب."


يونس وقف مذهولا من جراءتها، يشعر كأن فريدة هذه ليست هي التي يعرفها. قبض على يدها وشد عليها وهو يشد علي  أسنانه

ــ فريدة، إيه اللي جابك هنا ومنيمك في اوضتي؟ وإيه اللبس ده اللي لابساه؟"


لم يستطع إخفاء توتره أو تلك المشاعر التي تموج داخله عندما رأى عيونها تتحداه. سحبت فريدة يدها من قبضته ببرود وهي تنظر إليه بثبات

ــ عادي، ما هي أوضة جوزي تبقى أوضتي! والبس فيها اللي أنا عايزاه."


تركت كلمتها الأخيرة تتردد في الغرفة وهي تجري نحو الحمام، تقفل الباب خلفها بقوة. يونس وقف مكانه للحظات، الكلمات تعصف في ذهنه، قبل أن يفقد صبره ويضرب الباب بقبضة يده: "نععععم؟ جوز مييييين؟!"


صوت فريدة جاء من خلف الباب، مفعم بالتأكيد

ــ أيوه، أنت جوزي، واتكتب كتابنا."


يونس فقد السيطرة على أعصابه، ضرب الباب برجله

ــ امتى ده؟ في الحلم؟! اخرجي حالاً، افتحي الباب بقول لك!"


فريدة فتحت الباب بخوف، تطل برأسها وعينيها تلمعان بخليط من الجرأة والخجل

ــ فتحت، اهو."


يونس أخذ نفسًا عميقًا، يحاول السيطرة على غضبه

ــ فريدة، ممكن أفهم إيه اللي بيحصل؟ إنتِ بتعملي إيه في اوضتي؟"


فريدة وضعت يدها على خده بلطف، نظرتها مفعمة بالعاطفة ــ أيوه، أنا بقيت مراتك،ايه اللي مش مفهوم في كلامي؟"


يونس حاول أن يقاوم انفعاله أمام نظراتها الهادئة، لكنه لم يحتمل. سحب يدها من على وجهه وخرج بعصبية من الغرفة

ــ جدووووو!"


سعد كان يجلس على السفرة، يمضغ لقمة الإفطار بهدوء كأن شيئًا لم يحدث. رفع رأسه بهدوء

ــ تعالى يا حبيبي، أنا هنا."


يونس اقترب منه وهو يصرخ بانفعال، ملامح وجهه مشتعلة بالغضب

ــ اللي بيحصل ده يا جدو؟!"


سعد نظر إليه بثبات، لم يتأثر بصوت حفيده المرتفع. بل دعاه بجملة بسيطة، مغموسة باللامبالاة

ــ اقعد افطر، ونادي لمراتك عشان تفطر هي كمان."


يونس شعر وكأنه يواجه جدارًا. عقلُه لم يستوعب تلك الكلمات. صرخ مرة أخرى، نبرته تخترق الهدوء الثقيل

ــ مرات مين؟! أنا اتجوزتها إمتى؟!"


ـــــــــــــــــــــــــ

فتحت ليلى درج المكتب، بتدور على ورقة شهادة ميلادها. الجامعة طالبة صورة منها، وكانت متوقعة تلاقيها بسهولة وسط الورق المتراكم.

لكن اللي وقع تحت إيديها ما كانش مجرد ورقة ميلاد... كانت ورقة الجواز.


نفس الورقة اللي كتبها لهم الشيخ من شهور. وقتها كانت إيده بترتعش، وهي بتمضي بإيد مهتزة ما كانتش تعرف إنها بتمضي على خدعة.

لكن دلوقتي؟ في حاجة غلط...


نظرت في الورقة من جديد.

التوقيع مش نفس التوقيع اللي كانت شايفاه.

الختم؟

مش ختم دار الإفتاء... ولا حتى ختم مأذون.

ختم باهت، كأنه مطبوع من طابعة مكتب، شكله رخيص... كذبة مطبوعة على ورقة.


قلبت الورقة، مرتين، تلاتة. كل ما تبص عليها، قلبها يدق أقوى.


دخل أرناط من الباب، بيضحك، وشايل كيسين أكل.

صوته عادي، مرتاح، كأن مفيش حاجة:

— كنتي فين؟ كنت بدور عليكي.


رفعت ليلى عينيها له. ملامحها مش زي قبل كده. نظرة ضايعة، عنيها بتملى دموع، وصوتها مخنوق وهي بتسأله:

— دي الورقة بتاعة جوازنا… صح؟


اتسعت ابتسامته، بس مفيهاش دفء. كانت مصطنعة، جامدة:

— آه… فيها إيه؟


رفعت الورقة في وشه، كأنها بترميها في وش الحقيقة:

— الشيخ ده... كان شيخ بجد؟ الجواز ده كان شرعي فعلا؟


لحظة سكت، وبعدين رد بصوت هادي، بارد أكتر من المطر برا الشباك:

— إنتي لسه بتفكري في حاجات مالهاش لازمة؟ إحنا عايشين مع بعض بقالنا أربع شهور… يعني إيه شرعي أو مش شرعي؟ مش مهم.


كلامه نزل عليها كصفعة. حسّت الأرض بتميل. سكونها اتكسر بصوتها الواطي، المرتعش:

— كنت بتضحك عليا؟


قرب منها، عينيه تحاول تبان هادية، لكن فيها حاجة مش صافية:

— أنا حبيتك بجد… بس الجواز ده مجرد ورقة.


السكينة اللي في صوته كانت مؤلمة أكتر من أي صراخ. ليلى شهقت وهي تقول:

— كنت لعبة؟ ضحكت عليا وخليتني أصدق إننا متجوزين؟! أنا مش مراتك؟


صوته علي فجأة، لأول مرة تسمعه بيزعق كده:

— كفاية بقى! مش شايفة أنا عملتلك إيه؟ ضحيت بكل حاجة علشانك!


عنّيها اتمليت دموع وهي بتهمس بصوت مكسور:

— أنا اللي ضحيت بنفسي… لما صدقت إنك جوزي… عشرتك وأنا فاكرة إني مراتك…


سكت هو. الصمت اللي نزل بينهم كان تقيل، أبرد من الهوا، أهدى من كل حاجة.


بإيدها المرتجفة، خبطته دفعة صغيرة، يمكن من القهر، من الذل، من الغضب.

رجع خطوة، رجله اتعلقت بطرف السجادة، وقع…


دماغه خبطت في الترابيزة.


اللحظة اتحبست في عينيها.

هو واقع. ساكن. عيونه مقفولة.


نادت عليه، بصوت عالي، وهي بتقرب منه:

— أرناط؟… أرناط قوم… بلاش كده…


بس مفيش.


الــ ـدم بدأ يظهر تحت راسه.


شهقت، شهقة من جوه روحها.


— أنا قتـ ـلته؟


الساعة كانت تلاتة إلا ربع.

المطر لسه شغال، لكن الدنيا كلها سكتت، كأنها حبست أنفاسها معاها.


وقعت ليلى على الأرض، ضهرها لازق في الحيطة، عينيها مش شايفة، كل حاجة بتهتز قدامها.


إيديها مبلولة بـدمه.


قربت تمسحهم… في الملاية، في أي حاجة قدامها. بس الـدم ما بينضفش.

بيتشرب، بيغرق، بيصرخ في وشها.


جريت على الموبايل.

أقرب صوت خطر في بالها كان عاليه.


صوتها كان بيترعش وهي بتتصل:

— عاليه… تعاليلي… ضروري… أنا… أنا عملت مصيبة…


صوت عاليه جه مرتبك:

— مصيبة إيه يا ليلى؟ فهميني… إيه اللي حصل؟


نظرت ليلى للجثة اللي مرمية قدامها.

الكلمات خرجت منها بصوت مخنوق، مش قادرة تبلعها:

— لو كنتي مكاني… أكيد كنتي عملتي زيي…


عاليه حاولت تهديها:

— ليلى… حبيبتي، اهدي، فهميني، مصيبة إيه اللي حصلت؟


الصوت خرج منها متقطع، مهزوم:

— أنا قتلـ ـت أرناط… يا عاليه.


لحظة صمت…


ثم صوت خبطة على الباب.


الموبايل وقع من إيد ليلى.


الاتصال انقطع.


وبدأت الأرض تهتز تحتها من جديد


الباب خبط تاني بقوه..؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#روايه_ارناط 

يتبع

رواية ارناط الفصل الثاني 2

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية ارناط )

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات