📁

رواية نور الفصل الثاني 2 بقلم إيمان شلبي

رواية نور عبر روايات الخلاصة بقلم إيمان شلبي

رواية نور الفصل الثاني 2 بقلم إيمان شلبي

رواية نور الفصل الثاني 2

فتحت عيوني ببطئ،حطيت ايدي فوق راسي،كنت حاسة

بصداع جامد،بصيت جنبي اتفاجئت بوجود شخص في الاوضة،قاعد علي الكُرسي،في أيده فنجان قهوة،وفي الايد الثانيه سيجارة بيدخنها ببطئ وهدوء


اتنفضت من مكاني برعب:

-انت ايه اللي جابك هنا؟


رد بثبات:

-حمد لله علي السلامة


قومت قعدت وانا بحط ايدي فوق راسي بتعب:

-انا ايه اللي حصلي؟


رد بلا مبالاة:

-فقدتي الوعي بعد ما دشملتي راس سعيد


رديت بأرتباك ورعب:

-سعيد هو حصله ايه؟


-اهدي يا آنسة فايزة متقلقيش هو كويس عشر غُرز مش حكاية!


لطمت فوق خدي بتلقائية:

-عشررة!!!


رد بأبتسامة مستفزة:

-متشغليش بالك متعود علي الغُرز بقت جزء من شخصيته المهم دلوقتي أنتِ هنا ليه؟


بلعت ريقي،وشي شحب،ملامحي انكمشت من الخوف 


-ي يعني ايه هنا ليه؟


هز أكتافه وهو بيقوم يقف وبيديني ظهره:

-يعني ست محترمة زيك تسكن ليه في عمارة زي دي 


رديت بتلقائية:

-الشقه كانت مُناسبة وسعرها كويس


لف بصلي وهو بيرفع حاجبه:

-فعلاً مناسبة!


اتعصبت وانا بقوم أقف علي الطرف التاني من السرير:

-هو حضرتك جاي تحقق معايا،لو سمحت اتفضل برا 


قعد علي الكُرسي وحط رجل فوق التانيه وهو بيولع سيجاره:

-الشقه مناسبة ولا جاية مُهمة؟


رديت بثبات بالرغم من قلبي اللي بيدق بين ضلوعي:

-وده شكل واحدة جاية في مهمه!


بصلي من فوق لتحت بتقييم:

-امممم بس برضو مش شكل واحده تعيش وسط شويه مجرمين


هزيت اكتافي وانا بلف ظهري وبرد:

-و وانا مالي بيهم انا قاعدة فى شقتي ومليش دعوة بحد 


-مش خايفة؟

-هخاف من ايه محدش يقدر يقربلي هدشمله واديك شوفت اول عينه سعيد كحرته!


قولتها بثبات اكبر وانا بلف وببصله بتحدي ،ابتسم بسخرية وقام وقف مره تانيه بعدها اتجه نحيه باب الأوضة ومنها علي باب الشقه وخرج من غير ما ينطق حرف زيادة


الفون رن،جريت علي الأوضة كان محطوط علي الكومود بصيت علي الاسم طلع "عصام باشا" 


لطمت فوق خدي وانا بهمس بخوف:

-ياختاااااااي ياختاااااي 


بلعت ريقي ومسحت العرق اللي اتكون فوق جبيني 


-الو

-تعاليلي المكتب حالاً 


قال جملته وقفل الفون في وشي الراجل المشمحترم 

قليل الذوق!

اخدت نفس عميق ودخلت غيرت هدومي مع احتفاظي بهيئه الشخصيه الجديدة اللي متنكرة جواها


******************************

وصلت المكتب بصعوبة بالغة،من اول ما دخلت القسم والعيون كلها كانت معايا،الظباط كلهم بيسألوني انا مين وجايه هنا ليه،شكلي كان مُريب الحقيقه بالهيئه الجديدة اللي مضطره اتعايش واتأقلم واتقنها بكل جد!


-مساء الخير يافندم  


قولتها بعد ما خبطت باب المكتب وسمحلي بالدخول،رفع رأسه من علي الاوراق اللي قدامه وهو بيقول بتهكم:


-اهلاً حضرة الرائد اللي كانت هتودينا ورا الشمس اهلاً 


-يافندم انا......


-هششش ولا كلمه مش عايز اسمع اي مبرر الظاهر اني كنت غلطان لما اختارتك لمهمة صعبه وسرية زي دي انتِ اخرك فاضي يا حضره الرئد ياخسارة يا الف خسارة علي ثقتي فيكي!


-يافندم من فضلك اسمعني انا البني آدم ده استفزني جداً و......


هبد علي المكتب وهو بيزعق بعصبية:

-البني آدم ده جزء من خطتنا ياحضرة الرائد،واللي حصل كان اختبار بنشوف فيه مدي قدرتك وذكائك!


قعدت علي الكرسي وانا بهمس بصدمه:

-يعني ايه ي يعني سعيد كحرته مكانش....


قاطعني بحِدة:

-المكان اللي كنتِ فيه مش هو المكان الأساسي 

كان لازم اعملك اختبار قبل ما احطك في مهمه صعبه زي دي والظاهر انك فشلتي في الاختبار


كلامه جرحني،جرح كرامتي،قدر يدوس علي جوارحي بكل جدارة،قدر يحطم نجاحي،انجازاتي علي مدار خمس سنين،وثقتي بنفسي،لكن مش انا اللي ممكن استسلم،مش غلطه صغيره زي دي ممكن تضيع تاريخ كامل من الإنجازات والبطولات اللي مفيش بنت قدرت تحققها زي!


اخدت نفس عميق،مسحت دموعي بهدوء،بعدها بصتله وقولت بتحدي:

-محتاجة فرصة تانية


رد بسخرية مريرة:

-فرصة!

ياتري المره دي هتعملي ايه هتضربي المجرم الحقيقي لو عصبك ولا.....


قاطعته بضيق وانا بقوم أقف:

-لو سمحت اديني فرصه ثانيه اظن دي اول غلطه في حياتي وكلنا بنغلط


بصلي شويه وسكت بعدها سند ظهره علي الكرسي اللي قاعد عليه وقال بنبرة حادة لا تقبل النقاش:

-تمام يانور هديكي فرصه تانيه،بس صدقيني لو حصل اي غلطة مش هعفيكي من المهمه بس لا انا هعفيكي من الشغل معانا أو معايا انا بالاخص طول العمر مفهوم يانور؟!


وقفت بأستقامه،رفعت ايدي ناحيته راسي وأديت التحيه العسكريه بكل ثقه وشموخ 


-تمام يافندم 


-تمام استعدي من دلوقتي هتبدأ مهمتك


********************************

بعد مرور خمس ساعات 


وصلت المكان اللي هتبدأ فيه مهمتي الحقيقية،الحقيقه كان مكان بشع!


حارة شعبيه فقيره نائية بشكل يخض،اول مره رجلي تتوغل في مكان زي ده،في كل جانب زباله،قطط وكلاب شرسه،بني آدمين مرعبين في هيئتهم،ريحة مش لطيفة علي الأطلاق،والأحري نظرات مختلسة من الشباب المرصوصين في كل جانب بيبيعوا مُحرمات تفسد الشباب خلت قلبي يتنفض من الخوف


وصلت العمارة بصعوبه بالغة،لسه هدخل لكن كان في شخصين واقفين في طريقي 


بنت وولد  صغيرين حوالي17 سنة بالتقريب،عصافير الحب،اول الأشخاص اللي قابلتهم في مهمتي الشاقه اللي بالمناسبه هكتشف أنها مكانتش شاقه علي الإطلاق،بل بالعكس نقدر نسميها مغامرة،تسلية


كان في حوار عبثي،فُكاهي،داير بين الشخصيين 


- خلاص بقي يا حازم متزعلش والله انا اسفة!


ربع أيده الاتنين ولف ظهره للحيطة ومردش عليها 


حطت ايديها فوق كتفه وهمست برقة:

-انت بتغير عليا ياكوتي موتي  


رديت بهمس وذهول:

-كوتي موتي 


رد هو بصوت اجش وخِشن:

-انا مش حظرتك قبل كدة وقولتلك متقفيش مع حد في الشارع 


ردت بضيق وهي بتنفخ:

-ياحازم ده اخويا مش حد غريب انت مكبر الموضوع ليه 


مسكها من دراعها وهو بيجز فوق أسنانه بغيظ:

-حتي لو اخوكي متقفيش معاه في الشارع أنتِ ملكي انا بتاعتي انا و......


سقفت بحماس وانا بقول بتلقائية:

-واووووو حازم السويفي البطل القاسي الصعب الاناني اللي بيخطف البطله وينتقم منها بعدها يحبها ويغير عليها من اخوها وأبوها والقطة اللي بتحضنها،البطل اللي حياته بتتغير ميه وتمنين درجة بسبب البطله الملاك البريء 


سكت لحظه بعدها بصيت للبنت وقولت بتفكير:

-بس هما قالوا البطله عيونها كالمحيط وخدودها كالتفاح وشعرها كالحرير ورائحتها كالمسك،انما اللي قدامي شعرها سلك مواعين وريحتها زي النفتالين

مين غير مواصفات البطله انتوا طلعتوا بتضحكوا علينا يا بتوع الروايات ولا ايه!


قولت كلامي دفعة واحده وهما الاتنين واقفين متنحين وبيبصولي بدهشة واستغراب


ابتسمت ابتسامه مرتبكة وانا بحاول اتدارك موقفي الكارثي:

-ا احم هاي ا ا قصدي مساء الخير ياكتاكيت انا شوقية جارتكم الجديدة في الدور الرابع،طبعاً انا اسفة جدا اني قطعت اللحظة الرومانسيه والغيرة القاتله كالسهام بس الحقيقه اتحمست جداً قولت اشجع قصه الحب اللي ربنا ما يكتبها لألد اعدائي أن شاء الله و....


سكت وانا برجع خطوة لورا لما "حازم" بصلي بنظره مرعبة ،بصيت للبنت وانا بهمس بتوتر 


-في جيييييه هو بيتحول ولا ايه؟


-انتِ مين؟؟

-جرا ايه يا زوما بس مانا قولتلك جارتكم الجديدة انت واقع علي ودانك وانت صغير ولا ايه


قرب مني خطوه وهو بيجز فوق أسنانه:

-لو حد عرف باللي شوفتيه ده مش هيحصلك كويس!


رديت بهمس وانا ببص يمين وشمال:

-حد زي مين يا زوما


رد بحِدة وهو بيبرق:

-اي حد


شاورت علي بوقي وبنفس الهمس:

-سرك في بير


طبطب علي خدي وهو بيبتسم بشر:

-جدعة ياطنط 


مسكته من طرف قميصه وانا بهزه بعصبية:

-انت عبيط ياض ولا ايه طنط في عينك مين دي اللي طنط لاااااا انت مفكرني كيوت ولا ايه ده انا ...


"في ايه اللي بيحصل هنا؟!"


اتنفضت من مكاني وانا بسيب القميص وبرفع راسي بسأل حازم  بصوت متقطع:

-مين؟


وشه شحب وهو بيدفعني علي جنب وبيبتسم ابتسامه مرتبكة:

-ا ازيك يا عمي ح حمد لله علي السلامة 


البت بخوف:

-بابا 


بصلي وهو بيشاور عليا وبيسألهم بصوت خِشن،حاد،صارم:

-مين ديه  ياحازم وكانت ماسكاك كده ليه 


بصيت لحازم بتحذير ورديت بشفرات قدر يفهمها:

-ملكي،بتاعتي،كوتي،موتي،بوتي


الراجل بأستغراب:

-هي بتقول ايه


حازم بتوتر وإرتباك:

-د ديه شوقية ياعمي جارتنا الجديدة،كانت بتتعرف علينا وبتحكيلنا موقف حصلها،ك كانت بتمثل هي عملت ايه في الخناقة


رديت بلهفة:

-ا اه اصل اصل انا بحب الشرح يكون عملي بيتفهم اكتر ي يعني مثلا تجارب الكيميا لما بتتعمل في المعمل احسن كتير جدا من لما تتشرح ولا الفيزياء ياااااه متعه يا فندم متعهههه و......


قاطعني بضيق:

-خلاص خلاص اهلاّ بيكي يالا يا ولاد خلونا نطلع 


اتحركوا وسابوني فبصيت للشنطة لاقيتها تقيله جدا الحقيقه،ناديت علي حازم يطلعهالي 


-زوماااا 


كان علي بُعد حوالي أربع درجات مني فبصلي بطرف عيونه،ابتسمت بخبث وقولتله


-ممكن تطلعلي الشنطه ديه 

-ليه وأنتِ اتشليتي 


ابتسمت وانا بحاول اهدي اعصابي ومروحش أفتح دماغه الواد اللي مترباش اللي عامل نفسه شبح وهو في الحقيقه كوتي موتي 


سابني وطلع يجري بسرعه فبصيت لأثره وانا بجز فوق أسناني بعدها بصيت للشنطه بحسرة


******************************

طلعت الشقة،فتحت بالمفتاح،رميت الشنطه علي الارض ووقفت ابص حوليا بأستنكار،ضيق،وخنقة


الشقه كانت بشعة الحقيقه،تراب خلاني مبطلش كح،خيوط عنكبوت في كل جانب،وريحة قلبت بطني 


اخدت نفس عميق،خلعت العبايه بتاعتي،لميت شعري لفوق،شغلت قناة المجد علي التلفزيون وبدأت انظفها،

كنت مضطره اعمل كده،مش عارفه هفضل عايشه فيها قد ايه ولا عارفه مصيري في المهمه هيكون ايه لكن كل اللي اعرفه اني عمري مستسلمت ولا هستسلم،لازم اثبت لكل اللي راهن علي فشلي اني مش جبانه واني اقدر انجح


بعد تلت ساعات،اترميت علي اقرب كُرسي بتعب،كنت هلكانة بشكل ميتوصفش،من التعب محستش ونمت في مكاني 


الساعه ٨ صحيت،بطني كانت بتصرخ من الجوع الحقيقه

قومت اكلت ،بعدها عملت فنجان قهوة ودخلت وقفت في البلكونه


"أنتِ مين؟!"

يتبع...

رواية نور الفصل الثالث 3 من هنا

رواية نور كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات