📁

رواية خذلان الماضي الفصل الثاني 2 بقلم آلاء محمد حجازي

رواية خذلان الماضي الفصل الثاني 2 بقلم آلاء محمد حجازي 

رواية خذلان الماضي الفصل الثاني 2

 الدنيا وقفت…

الصوت اختفى…

القاعة كلها بقت زي صورة ثابتة…

وكل اللي كان بيتحرك جواها هو قلبها…

قلبها اللي كان بيدق بقوة مؤلمة… كأن كل نبضة فيه بتفكرها إنها كانت لعبة… كانت غلطة… كانت اختيار مؤقت في حياته.


نسرين حطّت إيدها على صدرها، بتحاول تفهم…

بتحاول تستوعب…

بتحاول تنكر إن اللي شايفاه ده حقيقي.


أحمد… عريس؟

أحمد… اللي من أسبوع كان بيعيط قدامها وبيقول: أنا مش هسيبك…؟


حست الدنيا بتلف بيها، مش بسبب الصدمة… لأ…

بسبب الخيانة…

بسبب الوجع اللي رجع أضعاف أضعاف…

بسبب الحقيقة اللي خبطتها فجأة من غير رحمة:


هي كانت بتتعالج…

وهو كان بيتجوز.


وقفت نسرين في مكانها، مش قادرة تتحرك.

جسمها اتجمد…

أنفاسها اتقطعت…

وحاجة كتمت صدرها… 

 اتكسرت للمرة التانية… بس المرة دي أعمق. 


رفعت عيونها تاني للكوشة…

ولقته بيبص ناحية الناس… وبيضحك بخفة.

ضحكة هادية…

ضحكة كانت بتحبها…

ضحكة دلوقتي بتحرق قلبها.


حسّت دمعة عنيدة طلعت غصب عنها… مسحتها بسرعة قبل ما حد يشوفها.

مش عايزة حد يشفق…

مش عايزة حد يسأل…

ومش عايزة حد يعرف إن قلبها اتكسّر…

للمرة التانية… من نفس الشخص.


كانت هتمشي…

كانت هتهرب…

بس رجلينها اتثبتت في الأرض… كأنها مش قادرة تهرب من الحقيقة. 


فضلت واقفة بتاخد نفسها بصعوبة، بتحاول تثبت على رجليها، وكل خلية في جسمها بتصرخ: امشي… امشي بكرامتك قبل ما تقع.

بس قلبها…

القلب اللي اتعذب بسببه…

كان واقف، متجمّد، مش قادر حتى يدي أمر واحد لجسمها.


حاولت تبص بعيد…

حاولت تلهّي نفسها بأي تفصيلة…

بالإضاءة… بالموسيقى… بالمعازيم…

بس عيونها كانت بتتسحب له من غير إرادة.

كأن روحها متربطة بيه… حتى وهي بتنهار.


وأكتر لحظة ما كانتش مستعدة لها…

حصلت.


أحمد لفّ رأسه ناحية المدخل…

وعينه وقعت عليها.


لمعت عينه فجأة…

وكأن الزمن وقف وراه…

كأن كل صوت اختفى…

كأن كل الناس اختفت…

وما فضلش في الدنيا غيره هو… وهي.


نسرين وقفت أكتر…

نفسها اتقطع…

قلبها اتعصر حرفيًا…

بس هي ما حرّكتش عينها.


هو اتصدم…

وعيونه واسعت…

ارتبك…

اختفت ابتسامته…

اتعدل في قعدته…

كأنه شاف حاجة كان مستحيل يشوفها النهاردة، في اليوم اللي كان المفروض يبقى أسهل يوم في حياته.


العروسة جنبه كانت بتضحك، بتبص للكاميرا…

وهو؟

مش مركز غير علي شخص واحد نسرين؟ 

اللي وقفت قدامه كأنها صفحة اتقفلت زمان… ورجعت تفتح غصب عنه.

هي بقت تتنفس بسرعة…

تحس حرارة بتطلع من جسمها…

وجع… كرامة مكسورة… قلب محروق…

وكل ده بيتمرّغ قدامه وهو قاعد جنب واحدة تانية…

واحدة مش هي.


شدت نفسها، رفعت رأسها، ووقفت كإنها بتحارب انهيار داخلي محدش شايفه.


هو نطق باسمها من بعيد… بصوت واطي…

بس موجوع…

عارف إنها سمعته رغم الزحمة:


نسرين؟


قلبها اتقبض.

رجليها اتخدّرت.

بس وشها… وشها فضل ثابت.

وش احترام… وش قوة… وش واحدة اتكسرت كتير لدرجة إن الوجع مبقاش يخوفها.


لفّت…

لفّت بكل هدوء…

وبكل كرامة…

وبدون ما ترد…

ولا تبص وراها.


وهي ماشية… حسّت قلبها بيدق… بس بشكل مختلف.

مش وجع…

وجع أعمق…

وجع قوي…

وجع تعلمت منه.


ولما وصلت للباب…

وقفت ما زال  بيحاول ينادي عليها:

نسرين!

نسرين استني!


لكنها خرجت.

خرجت وهي عارفة إن الرجوع مش هيحصل…

إن اللي اتكسر جواها مش هيتصلّح تاني.

-----------------------------------

نسرين كانت ماشية على البحر بعد ما خرجت من الفرح،

قلبها تقيل…

خطوتها بطيئة…

وعينيها لسه شايفة صورة أحمد على الكوشة.


الهوا كان بيخبط في وشها،

بس برده ما كانش قادر يطفي الحرق اللي جواها.


وهي ماشية،

لمحت ناس واقفين في دايرة صغيرة،

وشاب بسيط واقف في النص…

مش شيخ… لبسه عادي… شكله عادي…

بس صوته… صوته مش عادي.


كان خارج من قلب فاهم…

قلب موجوع على البنات…

قلب نضيف.

وبحنية نادرة


فجأة لقت نفسها وقفت…

اتسمرت…

كأن الكلام اللي جه على أول ودنها شدّها شد.

كأن رجلينها اتثبتت.

القلب اللي موجوع حسّ إن الكلام ده ليه.


الشاب قال بصوت هادي، وثابت:

إحنا ساعات بنتعلق بحد… ونفكر إن ده قدر.

نقول يمكن الظروف تتعدل… يمكن يكمل…

بس اللي يبدأ غلط… بيوجع.

حتى لو اللي قدامك طيب.

حتى لو بيحبك بجد.

العلاقة اللي من ورا الأهل… من ورا الباب…

بتبتدي حرام وتنتهي وجع.


نسرين رفعت راسها ليه من غير ما تقصد.

الكلام دخل جوّاها بدقة.


البنت لما ترتبط بحد في السر…

هي اللي بتدفع الثمن.

بتدي كتير… وتاخد أقل.

بتخسر وقت… وعمر… وكرامة…

وتفتكر إنها بتكسب حب.


كمل، وعينه بتتنقل بين الوجوه:

والراجل اللي يقول أهلي مش موافقين…

طب ما تتعلّقش ببنت من الأول!

ليه تفتح باب وجع وتسيبه مفتوح؟

ليه تِدخل حياة بنت وتخرج منها،

وتقول الظروف؟

الظروف ما بتمنعش محترم من إنه يخاف على بنت.


نسرين عضّت شفايفها،

وإيديها بتفركهم مع بعض.

كانت سامعة أحمد بين السطور.


الشاب خد نفسه وقال:

اللي يحب بنت بجد…

يدخل من باب أهلها.

يطلبها…

يحارب عشانها…

مش يخليها تحارب لوحدها.

مش يخليها تسهر… وتعيط… وتدعي…

وهو واقف مستني يشوف أهله هيعملوا إيه.


سكت لحظة…

وبص للبحر كأنه شايف حكمة فيه:

ليه يا بنات بترخصوا نفسكم؟

ليه العلاقة الغلط بنعتبرها قدر؟

حتى لو هو ناوي خير…

العلاقة دي من أولها غلط.

وغلط يعني وجع…

وغلط يعني ربنا هيصرفه…

حتى لو هو كويس.

وبعدين لما العلاقة تقع…

نفضل نقول: القدر مش رايد.

لأ…

القدر رايد…

بس رايد يحميكي.

رايد يبعد عنك اللي مش هيصونك.


الراجل اللي بجد…

اللي محترم…

اللي يحب…

ما يتخبّاش.

ما يستخباش ورا كلمة الظروف.

اللي عايز بنت…

يدخل من باب أهلها.

مش من باب تليفونها.


البنت لما تدخل علاقة في الخفا…

حتى لو كانت بتحب…

بتفتح على نفسها باب وجع كبير.

مش عشان هي وحشة…

لأ…

عشان العلاقة دي من الأول ربنا مش راضي عنها.

والحاجة اللي ربنا مش راضي عنها…

عمرها ما تكمل.


نسرين دموعها نزلت…

بس كانت دمعة مليانة صحوة، مش انهيار.


الشاب كمّل بصوت أعمق:

ومافيش راجل هيكون بيحبك

ويسيبك مش سنه ولا شهر حتي في علاقة مخبية،

الراجل اللي يخوّن… يخوّن.

واللي يظلم واحدة… يظلم التانية.


الكلمة جرّحت قلبها،

لكن جرّحت صحّ.


وبعدين كمل وقال: 

اختاري راجل يحافظ عليكي قبل ما يحبك.

راجل يِعرف إن الخطوبة ربنا عملها حماية،

مش تعقيد.

وفترة الخطوبة ليها ضوابط:

زيارة بوجود الأهل…

احترام…

حدود…

مفيش أسرار…

مفيش كلام بالليل…

مفيش خروج من غير علم أهل.

عشان البنت غالية…

ومش لعبة في إيد حد.


نسرين حسّت روحها بتتهز…

حسّت إن ربنا بيقول لها:

فوقي… القلب ده أغلى من اللي أعطيتيه له.


الشاب أنهى كلامه بنبرة هادية:

وإحنا كلنا بنغلط…

بس الغلطة اللي ما نتعلمش منها…

بتتحول كارثة.

وربنا أوقات بيكسر حاجة…

عشان ينقذك من خراب أكبر.

وعشان يرزقك بحدّ يستاهلك.


نسرين أخدت نفس طويل،

للأول مرة تحس إن الألم بيهدى،

وقلبها بيتفتح لبداية جديدة…

من غير أحمد،

ومن غير وهم،

ومن غير سر. 

 فضلت ماشية على البحر…

تفكر في كل كلمة قالها الشاب قبل شوية…

حاسة بجدّيتها… وبالهدوء اللي كان فيه…

والروح اللي وصلت لها بدون أي محاولة لفت انتباه.


فجأة سمعت صوت واطي من وراها:

يا آنسة… آنسة!


لفّت شويّة وقالت بهدوء:

نعم؟


الشاب جري شوية ووقف قدامها…

وبص في عينيها وقال بصوت هادي:

أنا شفتك وأنا بتكلم هناك…

كنت عايز أقول لك إن ما فيش حد… مهما كان… يستاهل دموعك.


ابتسمت ابتسامة قصيرة…

ورفعت عينيها…

هو قالها أخيرًا:

أويس.

نعم.... مش فاهمه


اسمي أويس

وبدون ما ينتظر رد…كان مشي


نسرين وصلت البيت، وخطواتها تقيلة…

القلب لسه موجوع… والوجع مش سايبها…

دخلت أوضتها بسرعة، وقفلت الباب وراها.

رميت نفسها على الكرسي، ومسكت رأسها بإيديها…

دموعها نزلت من غير ما تحاول تمنعها.


افتكرت كلام الشاب على البحر…

ما فيش حد مهما كان يستاهل دموعك.

كل كلمة رجعت لها اللي حصل مع أحمد…

اللي اتكسرت المرة التانية… المرة دي أعمق…


مسكت تليفونها واتصلت ببنت خالتها عائش…

من أول كلمة كانت بتعيط:

عائش… أنا… أنا تعبت… مش قادرة… كل حاجة وجع…


نسرين فضلت تعيط شوية…

تحس كل الحزن اللي كان متراكم جواها بيطلع…

وبعدين حكت ليها كل حاجه حصلت النهاردة  الندوة… كلام الشاب… كل اللي قاله… كل النصائح اللي وصلت لقلبها…


بعد فترة، أخدت نفس طويل…

حست إن لازم تبدا من جديد…

تفكر في مستقبلها… في شغلها… في حياتها… مش في أي حد غلبها أو كسّر قلبها.


قالت لعائش:

عائش…أنا لازم أبدا من جديد… لازم أفكر في مستقبلي… وهرجع  آخد اجازة الفترة دي… أرتب نفسي.


عائش ردت بحنية:

بالظبط. ولازم تركزي  على شغلك… وعلى كل اللي انتي محتاجاه عشان نفسك.

ما تهديش دماغك في التفكير في حد… حتى لو فاكرين بيحبك.


نسرين ابتسمت رغم دموعها:

صح عندك حق… أنا هرجع الشغل تاني… بس قبل كده هعمل طلب نقل… عشان خاطر أحمد.


عائش ضحكت بخفة، وقالت:

تمام… عندك حق. ركزي على نفسك الأول.


قفلوا المكالمة…

ونسرين حسّت لأول مرة بعد وجع طويل، إنها أخدت خطوة صغيرة، لكنها مهمة… خطوة إنها تسيطر على حياتها وتبدأ من جديد.

----------------------------------

نسرين دخلت الشغل الجديد…

على أمل تتعرف على ناس جديدة، تبدأ صفحة جديدة بعيد عن كل اللي فات.

لفتت حواليها  تتفرج علي المكان، وخبطت على الباب ودخلت…

كان واقف شخص مديها ظهره.


رفعت راسها بسرعة وقالت بخفة:

أنا نسرين… زميلتكم الجديدة.


لفّ فجأة…

وصمت خنق المكان…

حست إن كل حاجة حواليها اختفت…

والوقت كأنه وقف.


همست في سرها:

هو… أنت؟

----------------------------

#يتبع. 

يترا اي حكاية أويس ده؟ 

ويترا نسرين شافت مين في المكتب؟ 

وهل حكايتها هي وأحمد انتهت فعلاً؟ 

كل ده هنعرفه في البارت الجاي باذن الله ♥

بقلميّ /آلَاء محٍمدِ حٍجٍازْي

#خذلان_الماضي. 

#الحلقة_الثانية

#حواديت_لُولُـــو. 💗🎀

#AlaaMohammedHijazi

رواية خذلان الماضي الفصل الثالث 3

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا (رواية خذلان الماضي )

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات