رواية حب منكسر الفصل السادس عشر 16 بقلم ايه عيد
رواية حب منكسر الفصل السادس عشر 16
#حُب_منكسر
اسماء بكبرياء:ايوا... زي ما سمعتي، هنتجوز.
بصت حياه لرعد انفاسها تتعالا منتظرة منه رد، لكنه ساكت...سكوته بيقت*لها.
قالت بصوت مخنوق:ر رعد...ه هي بتقول ليه كدا؟!
بصلها بنظرة جافة من المشاعر وقال:انتي طالق.
اتصدمت، الكلام وقف في حلقها، مش قادرة تصدق ال قاله، لكن قالت بصوت متقطع موجو*ع: ر رعد، ا ايه ال قولته دا، ا انت واعي علي ال بتقوله.
ابتسمت اسماء بنصر وبعدين قربت منها و حطت ايدها علي كتفها وقالت:كلميني انا.
زقتها حياه بعصبية قائلة :اوعيييي، ملكيش دع....
لكن سكتت بخضة لما صرخ هو فيها قائلا بغضب:حياااه...التزمي حدودك.
بصتله بصدمة قلبها نبضاته بتضر*ب داخل صد*رها، مش مصدقة انه زعقلها عشانها.
ابتسمت اسماء وبصتلهم.
قالت حياه ودموعها تكاد علي الخروج:ا انت بتزعقلي!!! عشانها؟!
نظر لها بحده وجمود قائلا :دي هتبقي مراتي...مينفعش تعامليها كدا،وانا موجود.
علت صوتها بعصبية وقالت:انت كداااب، انا مراتك... مش هييي، ا انت بتقول ليه كدا!!!
مردش عليها، وقربت هي منه بدموع وقالت:رعد...قول ان دا مش صح، قول ان دا مش حقيقة، ا انت مستحيل تعمل كدا... ا انت مش هتسيبني، ا انت وعدتني.
بصلها بجمود قاتم وقال:هعملها، وهتجوزها.
حست بتلك الغصة، لكن في قلبها، كأن سكينة طعنت فيها وقالت بصوت مرتجف مبحوح:ا ا انت بتقول ايه!!! ب بتقول ايه؟!ط طب ليه، انا... ان
كانت بتتنفس انفاسها المرتعشة بالعافية كانت بتختنق، وهو واقف بارد، قاسي...مفيش رحمة في عينه.
قلبها حر*قها قبل دموعها وقالت:ر رعد...ا انا حامل....اانت...
قاطعها بحده قاسية قت*لت كل ما فيها:مش عايزه.
اتصدمت وضمت ايدها علي قلبها، بتلملم ال اتكسر....او ال بيحتضر.
واكمل هو بوجه بارد ونبرة حادة:انا مكنتش عايز عيال اصلا...وانتي ال حِملتي...وانتي اصلا كنتي مجرد نز*وة.
ضر*ب كل احاسيسها بكلامه دموعها بتنزل بغزارة وألم وقالت:رعد.
اكمل بتلك الحده الجافة:انتي فاكرة نفسك مين! انتي بنت واحده عايز انتق*م منها وبس...انا كنت عارف الحقيقة من الاول، وسِكت...سِكت عشان افكر اخد حق اخويا ازاي.
عادت بخطواتها من نظراته المخيفة وهو بيقرب منها وبيكمل كلامه وقال:اتجوزتك عشان جدي... قربت منك عشان نفسي... مكانش ليكي اي اهمية في حياتي، ولا في حياه حد.
اسماء كانت واقفة مبتسمة بشما*تة واعتلاء.
اما حياه كانت بتبصله بخوف، بخذلان، بكسرة....حطم كل مشاعرها...بقت واقفة مصدومة منه...مش مصدقة ان دا الشخص ال كانت بتستخبي في حضنه، ال كانت شايفة ضهره حِصن...بيبعد عنها الالم قبل العدو.
لكنها حاولت تبررله، تكدبه، وقربت منه وحطت ايدها الاتنين علي خدوده بحزن وقلبها بيصرخ وقالت بصوت مبحوح:ا انت اكيد بتكدب، بتقول كدا عشان حاجة، ا انت مش رعد ال اعرفه.
مسك ايدها بنظرة حاده خالية من المشاعر وقال:انتي عمرك ما عرفتي رعد ياحياه.
ابتسمت بخفة وقالت:لا، عارفاه...انت شخص مسجون بين حبك والزامك وانتقامك...مش عارف تختار بينهم، او توزنهم صح.
رجع خطوة للخلف وقال بجمود:بس انا اختارت فعلا...اختارت انتقم،مش هأذيكي وكل واحد يروح لحاله...كفاية عليكي السجن.
قالت وسط دموعها المشتعلة:متقدرش، متقدرش تعمل كدا...ا انت ،انت بتحبني انا.
قال بنبرة كسرتها:وانا من امتا كنت شايفك...انا عمري ما حسيت بذرة مشاعر معاكي...يبقي هحبك ازاي.
بصتله بدموع وانفاسها مخنوقة، وبتخرج بالعافية...صد*رها بيضيق علي قلبها وكأنه بيخنقه.
اكمل بحده اكبر وكأنه بيكسر اخر ذرة امل ليها في حبه:انتي زي امك بالظبط، مجر*مة....اخويا راح بسببها، ودلوقتي ابن عمي برضوا....بسببك،متنسيش انتي مين.
قالت بدموع وحده وهي بتحط ايدها علي بطنها:انا فعلا مش ناسية انا مين... انا مراتك، ام ابنك....ا انت متقدرش تغير الحقيقة...دا ابنك، دمك بيجري في عروقه...دا جزء منك...هتسيبه هو كمان!!!
قال بحده قاسية:- نزليه، انا مش عايزه...دا غلطة.
اتصدمت مش مصدقة انها وصلت معاه لكدا :-انت بتقول...غلطة!!! دا انت عارف ربنا، وعارف ان دا حرام.
قال بسخرية جارحة:وانتي ال هتفهميني الحلال من الحرام! ...انتي مكانش لازم تيجي علي الدنيا اصلا، مكانش علي الاقل حد قالك انك بنت....
مقدرش يكمل...ابتلع ريقه وبصلها بضيق.
نظرت للاسفل وجهها باهت دموعها بتتساقط كأنها بحر بركاني مش مائي وقالت: معاك حق...مكانش لازم اجي فعلا، انت الوحيد ال قدرت تقنعني بالكلام دا...دلوقتي.
غصة في حلقه خنقت روحه وهو ينظر لها، وجهه حاد ولكن بالداخل شخص يلعن نفسه الف مرة.
رفعت عينها وبصتله، قربت منه وقالت بصوت باهت:ارجوك، ارجوك متعملش انا فيا كدا....ا انت عارفني، انت عارف ضعفي قدامك بيبقي عامل ازاي... ارجوك يا رعد،متكسرنيش زيهم...مش هستحملها منك انت....من حبيبي.
بص امامه بجمود وسكت بضيق.
قربت منه اكتر ومسكت في منتصف قميصُه باطراف اصابعها وقالت بتعب:انت بتعمل ليه كدا؟!اط طب انا عملت ايه؟ ا انت قولت بنفسك...انا مليش ذنب.
لا رد......
كانت بتبصله وهو بينظر للامام ، عينها فيها اسئلة كتير، كلام اكتر...وجع في قلبها لا يُحتمل...كانت بتنظر لملامح وشه الباردة، القاسية، مبقتش شايفة تلك اللمعة في عينه لما بيشوفها، كأن كل حاجة ما*تت.
قالت بذالك القلب المحتر*ق :- ه هتسيبني؟! هتتخلي عني؟! ط طب وابنك، مين هيربيه؟! د دا حتة منك.
نظر لها وظل صامت...عينه حمراء حابس شيء جواه، مش قادر يخرجه.
قربت اسماء ووقفت جمب رعد ومسكت في دراعه وقالت بهدوء بارد:مش فاضيين لكلامك دا دلوقتي يا حياه، خلاص مبقاش في حاجة بينكم دلوقتي، انتي طليقته....لازم نمشي عشان نحدد يوم الفرح، متقلقيش، مش هنطول.... اقل من اسبوع بس، وهبقي مراته...علي سنة الله ورسوله.
نظرت لها حياه بعيون متعبة،وبعدين نظرت لرعد ال ساكت بجمود.
ابتسمت له بخفة خلف قلبها الذي يضر*بها بقوة من أ*لمه وغيرته وقالت:مبروك....مبروك يا رعد.
بصلها...
واكملت هي بنفس الملامح الباهتة والعيون الميتة وقالت بصوت يختنق من الالم :بس اوعي تنساني، اوعي تنسي حياه، البنت ال انت كسرت حُبها...البنت ال انت قت*لتها وهي حيّا بكلامك وقسوتك...البنت الضعيفة ال دوست عليها بدم بارد....
كملت بنبرة ضعيفة مطعونة بسكينة حامية:- احنا بقينا قصة حُب ملهاش آمل...ملهاش حياة.
عينه في عينها شاف عينها ال كانت بتلمع زمان ينتشر بها الظلام الان...مبقاش في اي روح بتتحرك جواها...قت*لها وقت*ل مشاعرها، قت*ل البنت الصغيرة بالداخل.
اسماء بصتله،وبعدين نظرت لحياه وقالت بجمود:احنا جينا عشان بس متقعديش منتظرة،وتعرفي ال هيحصل....سلام يا حياه.
حياه مبصتش ليها حتي عينها كانت علي عين رعد بثبات ونظرة ميتة.
واسماء بصتلهم، شدته بهدوء وخرجوا من المكان تحت نظراته للارض الغاضبة...المكبوتة، صوت وحش جواه بيخبط علي جدران صد*ره بقوة ليخرج....ولكنه محبوس.
نظرت له ملامحها ثابتة وباهتة ومتعبة، ولكن دموعها تعلن خروجها.
عينها علي الباب، وحطت ايدها علي بطنها.
قائلة بنبرة مكسورة من المشاعر، نبرة باهتة من اي الوان:- "غلطة، كانت مجرد غلطة...لازم تنتهي".
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر...بعد وقت.
دخلوا القصر هو واسماء وهو لسة بيبص للاسفل، بيفتكر دموع تلك الصغيرة...دموعها ال كانت زي سكاكين بتخترق جس'ده.
اسماء حطت ايدها علي كتفه وقالت بضيق:كفاية يارعد.
نظر لها بحده مخيفة ارعبتها، ومسك ايدها بقوة واتجه للمكتب، حاولت تبعد ايدها ال هتتكسر تحت ايده، لكنه كان اقوي.
دخل المكتب وقفل الباب، وضهرها بقي للحيطة، فجاة لقته بيمسك رقبتها بأيد واحده، وكان بيضغط بقوة وغضب....وكأنه بيخرج جزء من ثنايا صد"ره...جزء شرس بداخله.
كانت هتمو*ت تحت ايده وهي بتحاول تبعد ،وهو بيضغط اكتر لدرجة انه رفعها قليلا للاعلي وهي خلاص، كادت تفقد النفس،واعينها تتجحظ وتحمر من الخنق.
لكنه تركها ووقعت علي الارض تسعُل، تركها عندما تذكر بأنه يجب ان يجعلها حيا بعد....
كانت تَسعل بقوة وهي تأخذ انفاسها المتقطعة.
فجاة نزل لمستواها وامسك فكها بقوة كادت ان تكسرها قائلة بنبرة غليظة حادة:ال حصل دا...مش هيعدي بالساهل.
ابعد وجهها بقوة وقر*ف وقام وقف.
دخلت خديجة واتصدمت وبصت لرعد، وبعدين قربت من اسماء بتربت علي ظهرها بخفة.
نظر لهم بأعين حمراء حادة مشتعلة مثل البركان.
واتحرك وخرج من المكتب وخرج من القصر.
بصت خديجة لاسماء وقالت:ايه ال حصل؟!
ابتسمت اسماء وسط سُعالاها وخنقتها وقالت:طلقها.
اتنهدت خديجة وملامحها باردة،وكأنها لا فرحت ولا حزنت.
قامت خديجة وقالت:انا اقنعت امك...وهي هتلم ابوكي،عشان الفرح.
_______________________-
في العربية، خارج القصر....كان قاعد بضيق، مش بيسوق، بيفكر وبس.
بيفكر فيها وهي بتترجاه ميسبهاش....بيفتكر دموعها ال كانت زي إسهُم بتغزوا عليه.
نظر للاسفل وهو ماسك الدريكسيون بقوة، انفاسه عالية وثقيلة، عروق يده ورقبته ظاهرة، مش قادر يبعد ذكرياته وهو بيفتكرها، مش قادر ينسي كلامها....
"دا ابنك...دمك بيجري في عروقه، دا جزء منك"
"متكسرنيش زيهم... مش هستحملها منك...من حبيبي"
"احنا بقينا قصة حُب ملهاش آمل...ملهاش حياة"
كلاماتها كانت زي الرصا*ص بنسبة ليه، رصا*ص حارق يخترق قلبه المتحجر.
فجاة تجمعت دمعة علي حرف عينه تساقطت علي قدميه.
غمض عينه بقوة وتعب، حزن بينهش فيه.
رفع عينه الصقرية الحاده افتكر ال حصل.... افتكر هو عمل ليه كدا.
__________- قبل يومين -_________
دخل القصر بغضب قائلا :اسمااااااء.
مكانش في حد في القصر كلهم في المقابر بيدفنوا عصام.
لكن نزلت اسماء من فوق وقالت:كنت عارفة انك هتيجي هنا...عشان كدا مروحتش.
قرب منها بغضب وقال:وصلت بيكي لكدا....جبتي منين الخباثة دي، عارفة الحقيقة وساكتة.
كانت بتبصله بحده، بخوف...كانت متماسكة وقالت:انا معملتش حاجة غلط.
قال بغضب:انتي كُلك علي بعضك غلط...فاكرة بكدا هتستفادي ايه؟!
ابتسمت بجنون وقالت:هستفاد...هستفاد كتير اوي، هستفاد بأنك تكون ليا.
قال بحده مخيفة: الساكت عن الحق شيطان اخرس.
ابتسمت قائلة :تؤ...انا مسكتش، انا بس بحقق احلامي ال اتحرمت منها...وهي غلطت ولازم تدفع التمن.
شد اكثر علي ذراعها ال التوى تحت ايده وقال:فين الفيديوا؟!
بصتله بنظرة قوية وقالت:مش هتاخده...دليل برأتها في ايدي، وعايز تاخده مني!!!
قال بحده:الفيديو يا اسماء....حياتك هتبقي قصاده.
اتنهدت وقالت:تمام، تمام... حاضر،ال انت عايزه.
خرجت تلفون من جيبها ورفعته قدامه وشغلت فيديوا...
اتصدم بشده من محتواه كان عصام يعت*لي حياه علي الارض ومقرب منها ووجهه في رقب*تها وهي بتصرخ وبتعيط.
رعد قبض علي ايده بغضب جحي*مي.
كمل الفيديوا، لما عصام قال حاجة لحياه وبعدين رجع يكمل عملته لكن حياه مسكت السكينة من علي التربيزة وضر*بتها في بطنه.
جه بعدوا بالظبط فيديوا في الشارع لما عصام رش في وش حياه المخدر واغمي عليها واخدها في عربيته... دا دليل كافي علي برائتها.
قبل ما يمد ايده وياخد التلفون، وقعته اسماء علي الارض وداست علي التلفون برجلها بقوة، لدركة انها كسرته.
بصلها بغضب وقال:انتي اتجننتيييي.
قالت بحده:انا معايا نسخة اخيرة منه...توافقعلي شروطي وانا مش هعمل فيه زي التلفون.
بصله بغضب قادر يحر*قها، لكنه اتنهد وقال بحده:اي هي؟!
ابتسمت وقالت بثقة:نتجوز.
قال:شكلك اتجننتي بقي.
قالت:فعلاً مجنونة بيك انت...وبس.
قربت وقالت :هتتجوزني، دليل براأتها في ايدي...يعني لازم تعمل ال انا عايزاه عشان تاخده.
قال بحده:هقت*لك.
ابتسمت وقالت:مش مهم، حتي لو حاولت انا مش هديك حاجة...دا غير اني لو مُت انت مش هتوصل للدليل.
بصلها بغضب،دي ربطتت ايده ربطت تحكماته.
اكملت بخبث وغل واضح :وهتطلقها...انا مش هقبل اكون زوجة تانية.
قال بنبرة متجمدة:وايه ال يخليني اوافق...ايه ال مخليكي واثقة من انك هتسيطري عليا.
ابتسمت وقالت:هتتعدم...حياه هتتعدم لو انت مجبتش الدليل يارعد، هتستحمل تشوفها ميتة.
قبض علي يده ونظر للاسفل بغضب.
قربت من اذنه قائلة :هتقدر تشوفها بتمو*ت...هي وال في بطنها.
رفع عينه وبصلها بشده وتحدث بنبرة حاده:عرفتي منين؟!
بعدت وقالت:طنط خديجة....عرفت الكل.
نظر لها بعيون مشتعلة، وهي قربت منه وقالت:اكيد هتوافق، في روحين انت متعلق بيهم...هيا،وابنك...لازم تضحي شوية.
رفع عينه الرصا*صية ونظر لها قائلا بحده:ايه ال يخليني اقصدق انك هتديني الدليل.
ابتسمت وقالت:وعد مني، اني هديك الدليل بعد جوازنا...وقتها هتبقي ملكي، مش هحتاج حاجة تانية....بعد اول ليلة بينا، الدليل هيكون في ايدك.
سكت، لازم يعطي حاجة قصاد انه ياخد حاجة، دي مش عايزة جوازه منها وبس، دي بتطالب قربه وعلاقة بينهم كمان.
انفاسه كانت ثقيلة ومخنوقة، ونظر لها.
اسماء:انا مش شايلة اي دليل هنا، انا عارفة تفكيرك برضوا....فا قولت ايه؟موافق ولا....
بصلها بحده وقال:موافق.
ابنسمت بفرحة وقالت:وهتطلقها....قدامي.
بصلها وسكت، وهي لفت واتحركت تجري مكالمة.
وهو... هو كان بيغرق في بحر قراراته... كان بيغرق في بحر ملهوش عُمق.
تاني يوم قالو للعيلة، وحافظ موافقش نظرًا لوفاة عصام...سعاد ال كان كل تفكيرها تقهر حياه زي ما قهرتها علي ابنها.
وخديجة ال كانت موافقة، ومترددتش في الكلام.
با___________ك
فاق من شروده وعيونه الملتهبة من تلك الدموع الذي تتطالب بالتحرر....قال بصوت رجولي مبحوح :حياه...
اعاد رأسه للخلف،ومسح علي شعره بضيق وهو بيفكر فيها، بيفكر في حالتها دلوقتي.
نظر امامه بحده، شغل العربية وشد القير في السيارة وانطلق.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
____بعد اربع ايام...
في قسم الشرطة....في المساء.
كانت مستلقية علي الارض، ضامة نفسها كالطفل الرضيع، نايمة علي جمبها ووجهها للحائط.
وشها بقي شاحب جدا... التعب سيطر عليها، كانت فاتحة عينها وبتبص قدامها بلا هدف.
كانوا الستات قاعدين بيتهامشوا عليها.
-بقالها اربع ايام مش بتاكل كويس...اصلها حامل.
-دي قالت انها متهمة في جر*يمة قت*ل...يعني اعدام.
-لا يابت...دي ممكن يسبوها لبعد الولادة بسنتين وبعدين تتعدم.
-هي مش قالت انها متجوزة...امال فين جوزها دا؟!
-شكله كدا سابها ومش سائل فيها...هما الرجالة كلهم كدا.
تساقطت دمعة مكومة من ذكريات كثيرة علي خدها،ملامحها ثابتة، لكن دموعها بتعبر عن ما بداخلها.
كانت بتفتكر كل حاجة...بتفتكر ايامها معاه، ضحكها، ابتسامتها، نشاطها...حبها.
كله اختفي في لمح البصر، كل حاجة اتبخرت...ما*تت.
دموعها كانت بتنزف....بتنزف وجع، وقهر، وكسرة... كانت بتتخيل انه في حضن غيرها دلوقتي...كانت فاكرة انه خلاص، اتجوز...كانت فاكرة ان حضنه بقي لواحده تانية، مكانها، امانها... بقي لغيرها.
قلبها كان بيصر*خ من الوجع والغيرة...صوت انفاسها اتكتم، روحها بقت جثة هامدة.
فجاة سمعت صوت مشرفة السجن بتقول:حياه الجبالي...يلا اطلعي، التهمة وقعت من عليكي....براءة.
قامت قعدت وبصتلها بشده، قامت بسرعة والستات بيبصوا عليها.
خرجت مع السجّانة، واتجهوا لمكتب الظابط.... مكانتش مصدقة،هي خلاص...هتطلع من هنا، مبقاش في سجن تاني.
حاجة جواها قالتلها رعد، ونبض قلبها رجع تاني، لاخر مرة حست ان في امل.
اتفتح الباب، ولقت الظابط قاعد وشخص واقف امامه وعاطيها ضهره.
نطقت اسمه من بين شفايفها، بصوت خافت ومبحوح:رعد.
لكنها اندهشت واستغربت لما لف لها وبصتله.
ابتسم لها وقرب وقال :فاكراني...انا جون، ال كنت جاي اتقدملك.
بصتله وهي مصدومة،مش عارفة تعمل ايه...بل مش فاهمة حاجة.
اتنهد الظابط وقال: في شخص جه وقال ان هو ال قت*ل عصام الجبالي...رغم اني مش مقتنع، بس الاستاذ جون بين ادلة ان حضرتك ملكيش علاقة بال حصل...والمفاجاة،اننا كشفنا علي البصمات تاني، ولقينا بصمات الراجل ال عليها.
اتصدمت وبصت لجون، بيلبّس غيرها التهمة...عشانها.
كانت هتتكلم بس جون منعها بنظراته، وبعدين لف وبص للظابط وقال:اظن هي دلوقتي مش مجر*مة عشان تتحبس...لازم تخرج.
اتنهد الظابط قائلا :تمام، هتمضي بس علي شوية حاجات هنا.
جون مسك ايدها وبصلها وقعدها علي الكرسي امام الظابط وقال:امضي يا حياه....يلا امضي.
بصتله ،كانت مترددة، خايفة...مش عارفة تعمل ايه.
لكن جون خلاها تمسك القلم، وبالفعل نظرت مطولا للورقة وبعدين مضت بيد مرتعشة.
خلصت وجون قومها ونظر للظابط وقال:مُتشكر لحضرتك.
الظابط:بصراحة انا مش متأكد في ال حصل....بس هدور،وهعرف.
ابتسم جون وقال:ودا شغل حضرتك برضوا...عن اذنك.
جون مسك ايدها وخرج.
________امام القسم.
قالت بحده:انت مجنون، انت مُتخيل ال عملته...ا ازاي تظلم حد عشان تخرجني.
اتنهد وقال بهدوء:وانتي كنتي عايزة تفضلي كدا...في المكان دا، فوقي ياحياه...انتي كنتي عايشة في قصر، وفي الاخر تبقي في السجن.
دموعها اتجمعت في عينها، لكنها قالت بحده:-ملكش فيه...مكانش لازم تتدخل اصلا.
قال :مقدرش اشوفك في الحالة دي واسكت.
قالت بعصبية:وانت مالك؟! حد اشتكالك... انا اشتكتلك!!!
قال بحده:لا...بس مينفعش اسيبك في الحالة دي....مش معني ان رعد اتخلي عنك يبقي انا اعمل زيه.
بصتله بشده وضيق،ونظرت للارض، كأنه واجهها بحقيقة مُرة، حاولت تنساها معرفتش.
اكمل وقال:تبقي انتي محبوسة، وهو ولا شاغل باله....وبيتجوز.
نظرت له.
وهو بصلها قليلا وبعدها اخرج تلفونه وشغله علي حاجة.
قال:بصي كويس، دا بث مباشر علي ال بيحصل في بيت الجبالي دلوقتي.
نظرت للشاشة، كان من الخارج، في الجنينة....البيت متزين بأنوار خفيفة وفي ناس موجودة.... وفي المنتصف كنبة وطربيزة عشان كتب الكتاب.
شافت اسماء واقفة مع خديجة وكانت مبتسمة، ولا كأنها واحده اخوها الكبير لسة مي*ت من اسبوع....كانت لابسة فستان زفاف ابيض انيق.
كانت عينها بتروح للزاوية، عايزة تشوفه، وبالفعل لمحته واقف بكل هيبة وجمود ببدلته السودا، وواقف وراه ايمن.
كان واقف وكأنه مش شاغل بال بحد... لا بيها، ولا بأبنه ال بينمو داخل رحِمها.
تساقطت تلك الدمعة الصا*رخة من اعينها، حطت ايدها علي بقها بتحاول تمنع صوت شهقا*تها الموجوعة.
بصلها جون وقال بجمود:هو بيستعد لكتب كتابه، وانتي هنا قاعدة ايدك علي خدك....انا لو مكانك....هأذيه زي ما اذاكي.
رفعت نظرها وبصتله، كلامه دخل عقلها قبل قلبها، نار الغيرة بتحرق في صد*رها..
اخدت نفس وبصت قدامها بعيون حمراء مكسورة، ولكنها حادة.
لفت ومشيت.
نادا عليها جون وقال:حياه...طب تعالي هوصلك.
قرب منها،لكنها حطت ايدها امامه وقالت بنبرة جافة:مش عايزة حد...سبني لو سمحت.
سكت ووقف مكانه، وهي كملت طريقها في الشوارع مش عارفة تروح فين...لكن جه مكان في دماغها...هتنهي بيه كل الحكاية.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
واقف رعد وايمن وراه.
همس له رعد بحده وقال:بسرعة يا ايمن....انا مش هقدر اكمل، لاقي الفلاشة بسرعة.
ايمن:الرجالة عند بيت صاحبتها...لسة في الطريق.
قال بحده واضحة:قولهم ينجزوا.
اومأله ايمن وبعد.
قرب زيدان من رتد وقال بحده:اتمني تكون عارف انت بتعمل ايه كويس.
بصله رعد ببرود:عارف، مش هاخد اكيد النصيحة منك...ياجدي.
اتنهد زيدان بحده وقال:دي مسخرة... يبقي ابن عمك مكملش اسبوعين في قبره واحنا هنا عاملين فرح.
:خلاص ياجدو...متبوظش فرحتي.
بص زيدان خلفه وكانت اسماء بصلها بقر*ف وقال:مش مصدق انك حفيدتي...مش مصدق انك من عيلة الجبالي اصلا.
ومشي من قدامهم، وهي بصت لرعد وقربت منه مبتسمة وحطت ايدها علي كتفه وقالت:مبروك يا عريس.
مسك معصمها بحده وقال:متخلنيش اتصرف تصرف مش هيعجبك.
ابتسمت وقالت:متقلقش، هخليك تحبني بعد الجواز....اهدي عليا انت بس.
بصلها بحده ولف،لكنها قالت:رعد...كتب كتابنا بعد دقايق، خليك هنا.
مردش عليها واتحرك، خرج ووقف قدام القصر بغضب، طلع سيجا*رته وبدأ ينفث الدخان بحده، وهو بيفكر...مش هيقدر يتجوزها،مش هيقدر يلمسها، هو ملك لواحده تانية...حياه.
فجاة جت شهد بسرعة وهي بتنهج ودموعها متجمعة في عينها.
استغرب وقال:في ايه؟!
رفعت ايدها وكان بها شيء....نظر ليدها وكانت فلاشة حمراء.
بصلها.
وهي قالت بصوت مبحوح:ا انا لقيت دي في اوضة ماما... وشوفت ال فيها، دليل برأة حياه.
مسك الفلاشة بسرعة وبصلها وقال:شكرا يا شهد...انتي عملتي معايا معروف عمري ما هنساه.
ابتسمت بحزن.
وهو كاد التحرك ولكن وقفته مكالمة من هاتفه، مسك تلفونه واستغرب لما قرأ الاسم وكان الظابط.
رد وقاا:الو.
اتاه الرد:اهلت بحضرتك يا رعد بيه...احب اقولك ان المدام حياه خرجت.
استغرب وقال:خرجت ازاي؟!
قال الظابط:في شخص جه واعترف علي نفسه وانه هو القت*ل عصام الجبالي، رغم اني مش متأكد...بس الادلة بتقول عكس كدا، وهي خرجت براءة.
قال رعد :خرجت لوحدها؟!
قال الظابط:لا...مع جون وُولف.
اتصدم ،وقفل التلفون بسرعة، وجري لعربيته بسرعة....حراسه كانوا هييجوا معاه لكنه شاورلهم بحده محدش يلحقه.
ركب العربية وانطلق بسرعة، مسك تلفونه واتصل بجون ال مأخرش في الرد.
قال رعد بغضب:فين مراااتي؟!
سمع تنهيدته وقال بهدوء:مش معايا.
قال رعد بغضب: هي خرجت معاك، هتنطق ولا اجي اسحب روحك.
قال جون بحده:عايز تعرف هي فين!...هي دلوقتي قدام عيادة.
استغرب رعد وقاا بحده:عيادة ايه؟!
قال جون:عيادة نسا...بس للاجهاض.
اتصدم ، الكلام وقف في حلقه، وقلبه وقع اتشل مبقاش قادر يتحرك من الصدمة....لدرجة انه كان هيعمل حا*دثة لكنه لف بسرعة ووقف العربية.
قال جون:راحت تخلص من اخر ترابط بينكم.
قلبه وقف للحظة،مكانش قادر ينطق، لكنه اتكلم بكل قوته وبصوت رجولي مبحوح:فين، العيادة؟!
سكت جون قليلا ولكنه قال:عيادة****،حاول تلحقها بقي و....
ملحقش يكمل عليه لما رعدقفل بسرعة ورمي التلفون جمبه علي الكرسي وداس فرامل بقوة ولف العربية وهو متجه لهناك، المكان بعيد لكنه هيعافر عشان يلحقها قبل ما تنفذ تفكيرها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
امام عمارة قديمة في حي قديم فارغ، منور بتلك الانوار الصفراء الباهتة.
كانت واقفة قدامها تبص عليها رفعت عينها وجت علي الافتة الخارجة لمكان معين، وكان مكتوب عليها اسم دكتورة.
اتنهدت ودخلت للداخل وصعدت علي السلالم الفارغة، واتوجهت لداخل العيادة.
لقت السكرتيرة قاعدة.
قربت حياه وقالت بنبرة جافة:عايزة اعمل العملية.
السكرتيرة:تمام، هتدفعي دلوقتي؟!
نظرت حياه للاسورة الماسية ال في ايدها قلعتها بدون تردد وحطتها علي التربيزة قائلة :دي تكفي.
اندهشت السكرتيرة واخدت الاسورة وبصت عليها وكانت معجبة جدا بتصميمها.
ابتسمت لحياه وقالت:اتفضلي يافندم، من هنا.
اتحركت حياه واتجهت للغرفة، دخلت ولقت مكتب والدكتورة قاعدة عليه.
قامت الدكتورة وقالت:اتفضلي حضرتك.
قالت حياه بصوت مبحوح:انا مستعجلة، مش فاضية...خلينا نعمل العملية بسرعة لو سمحتي.
اتنهدت الدكتورة وقالت:تمام...طب انتي موافقة علي العملية؟! ابو الطفل موافق؟!
سكتت حياه ونظرت للاسفل، اتجمعت دموعها لما افتكرت كلامه... لكنها مطولتش وبصت للدكتورة وقالت:ايوا...مش عايزينه.
جابت الدكتورة ملف وقالت:تمام، امضي هنا...ولازم نعمل فحوصات الاول عشان نشوف هتستحملي ولا لا.
اخدت حياه الملف ومسكت القلم، عينها معلقة علي مكان الامضاء، ابتلعت ريقها، ايدها بترتعش....نظرت للاسفل برعشة في جس*دها بالداخل.
تساقطت دمعة دافئة من اعينها، ولكنها كانت محتر*قة بالنسبة لها.
ولكنها مضت بالفعل، والدكتورة اخدت الملف، واتجهوا لغرفة صغيرة فيها سرير وبعض الادوات المعدنية تخص العملية.
استلقت حياه علي السرير، وبدأت الدكتورة تتفحصها.
وحياه كانت بتبص للسقف، دموعها بتتساقط لوحدها، بحر دموعها مش بيخلص...كانت خايفة، مرتبكة، مترددة.
مش عارفة ال بتعمله صح ولا غلط.
لكنها افتكرته لما قالها"دا غلطة".
قالت في سرها بصوت مؤلم:مش هخليك تعيش ال انا عيشته... احنا غلطة...لازم كل حاجة تنتهي.
______بعد وقت.
قالت الدكتورة:تمام...هنعمل العملية،نقسيتك متدمرة الطفل مش هيكون بحالة كويسة لو كملتي، فا الاحسن انك تخلصي منه، دا غير ان عمر الجنين مش كبير....ونسبة الخطر مش كبيرة
اومأت لها حياه بروح فارغة من الاختيار، من المشاعر، من الامان.
اتنهدت الدكتورة ولفت وجابت بعض الادوات المعدنية عشان تبدأ العملية.
______________بعد ثلاث ساعات.
نزل من عربيته بسرعة وهو واقف امام العيادة.... وصل في رقم قياسي.
ماستناش وجري بسرعة ودخل، كان بيطلع علي السلالم، المكان فارغ واضواءه خفيفة، مكان باهت من كل حاجة.
طلع علي فوق وشاف السكرتيرة ال اتخضت منه ومن منظره وعروقه البارزة.
قال بغضب:هي فين؟!
قالت بتوتر:مين؟!
قال بحده:حياه الجبالي.
شاورت علي غرفة الطبيبة، بصلها وجري علي الغرفة فورا ودخل من غير ما يستأذن حتي.
لقي الدكتورة قاعدة علي كرسي مكتبها.
قال بغضب:فين حياه الجبالي؟! مراتي.
قامت الدكتورة وقالت بأسف:انت والد الطفل.
قلبه وجعه وقال بقلق:ايوا...هي فين؟!
شاورت ناحية تلك الغرفة وقالت:مدام حضرتك هناك.
نظر ناحية الغرفة، اتحرك هناك بخطوات بطيقة وثقيلة.
كان قلقان وخايف... خايف عليها وعلي ابنه من تفكيرها... ابنه ال مكانش متقبله في البداية بسبب ماضيه، لكنه استوعب انه هيبقي اب... يعني سند.
ايده كانت بترتعش لاول مرة، اتحرك هناك ومسك مقبض الباب وفتحه.
دخل واتصدم، شافها قاعدة علي الارض بتعيط وماسكة معدتها بألم،وبتبص في مكان معين في الغرفة...كانت منهارة وكأنها ندمانة، مقهورة.
ابتلع ريقه من تلك الغصة القا*تلة....عينه اتحركت ناحية المكان ال بتبص عليها.... كانت تربيزة معدنية عليها علبة معدنية كبيرة.
عينه جت علي ال في داخل العلبة واتصدم، الزمن وقف،الانفاس اتقفلت، الاحاسيس ما*تت.
كانت كتلة حمراء، مليئة بالدم الدافيء... كتلة ميتة،روح مقتو*لة.
اتصدم ،صدمته ضر*بت قلبه المتحجر بقوة جعلته يتحرك بألم.
حرك رأسه وبصلها هي، مكانتش شايفاه، عينها بس علي التربيزة وبتعيط.
عيونه اسودت، وعروق ايده ورقبته ذادت بروزاً... قبض علي ايده بقوة وهو ينظر لها، استوعب انه خطئهم هما الاثنين، لكن خطئها كان اكبر...كان تدمير لكل حاجة، لكل لحظة لكل وقت....
صدق كلامها فعلا....
وكما قالت"قصة حُب ليس لها آمل...ليس لها حياة".
#حُب_منكسر
يتيع
رواية حب منكسر الفصل السادس عشر 16
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية حب منكسر )