سيناريو لا يكفي الحب عبر روايات الخلاصة بقلم ملك عبدالله أحمد
سيناريو لا يكفي الحب الفصل الثالث 3 والأخير
_طال الغياب يا عائـِش.
هل فيه مهرب من هنا؟ أنا ما عنديش شعور،
مش عايزة أواجه أو أعاتب وأجادل.
أنا اتخنقت منّي ومن كل اللي حواليا.
لأول مرة أحس بشعور التيه، مكان غريب، بشعر بالضياع.
ويودّ المرء في تلك اللحظة الهرب.
– ماطلش يا آصف، أنا موجودة ما هربتش زي غيري.
ابتسم بمرارة، وقعد جنبي بهدوء.
طال الزمن بينا بدون كلام كنت يائسة من قعدتنا.
طب جاي ليه مادام مش هيتكلم ولا هيهرب زي كل مرة؟
قال وهو بيبص بعيد:
– أنا ما هربتش يا عائشة، أنا بس سبتلك المساحة اللي كنتِ عايزاها.
ما فشلتِش يوم تأكديلي إن ده اللي يناسبك.
ولما جه الوقت، نفذتلك طلبك.
نظرتله بحدة:
– يمكن أنا كنت غلط، وكنت محتاجة اللي يرشدني للصح مش يأكدلي غلطي ويمشي.
– تنكري إني محاولتش؟
– المحاولة عندي بتكون للمرة المليون... مش الألف.
– يمكن نفسي مش طويل... ويمكن وجعي خلاني أوقف.
ضحكت بسخرية:
– فعلاً؟ الوجع انتهى صح؟!!
– ولو قلت لأ؟
– اتعايش مع الواقع.
– ما بلاش اللف والدوران يا عائـِش.
– اسمي عائشة وكمان تلتزم بالألقاب يا دكتور.
– دكتور؟ امممم... طيب، إيه اللي جابك هنا يا عائشة؟
توترت، اتشتت، وبصيت حواليّا وكأني بدور على إجابة:
– شغلي.
– من إمتى؟ إنتِ ما كنتيش بتحبي الشغل ولا السفر.
– الحياة بتعلمنا... وبنتغير مش بنفضل ثابتين على هوانا.
سكت لحظة...
– إيه رأيك نرجع؟!
وقفت، وبدأت أتحرك بشكل عشوائي.
الصدمة شدتني من جوه:
– نرجع فين؟! إنتَ مستوعب كلامك؟
المفروض تستوعب إننا خلاص انتهينا.
مفيش رجوع بينا.
إنتَ بنيت حياتك، وأنا كمان
وبعدين، أنا مستحيل أوافق.
بطل تعيش في أوهام.
ابتسم، وقال:
– أنا قصدي نرجع مصر.
جالي إدراك إن كله انتهى، ووشّي لونه بقى باهت، وكأني لِتو خارجة من معركة كان خسارتها معروفة.
بس حزنت بشكل مميت.
أنا دايمًا مش بفكّر في الكلام ولا بستنى أفهم مقصده،
حسيت وقتها إنه كفاية... كفاية إهانة لنفسي، كفاية وجع كنت أنا السبب فيه.
الحزن كان قاتل.
_ جالي لحظة توهان واختلط الموضوع.
المهم أنا فعلًا هنزل يا آصف.
كنت فاكرة إن المكان هيريحني، وإنّي هلاقي نفسي هنا، لكن كنت غلط.
لا المكان مكاني ولا الراحة هنا
بصلي وقال بهدوء:
– دي حقيقة بحتة...
ولا أنا مرتاح هنا، ولا لاقي مكاني.
مكاني في وجودك، يا عائِش.
رفعت حاجبيّ بدهشة:
– إنتَ بتقول إيه؟!
– نقعد نتصافى!
ضحكت بسخرية:
_ يعني إيه؟! نتصافى فين ولِمين؟! إحنا مش لبعض
– يعني الغايب معلمكيش؟
– علّمك ؟!
– ده علّمني... وحضرت فيه دكتوراه، متقلقيش.
عائشة، إحنا لازم نتكلم.
قسوتنا على بعض كانت مؤذية...
بنجرح بعض وبنأذي نفسنا.
وأنا وإنتِ... في إيدينا الدوا.
بعدت عنه خطوتين.
مش قادرة أتقبل لا كلامه... ولا وجوده.
مش حاسة إني عايزة أصالح، ولا أعاتب.
أنا كنت عايزة نكمل في الجفا.
_بعد إيه؟! متنسيش سبنا بعض إزاي وليه، وحضرتك عملت إيه.
_ متخرجي من دور الضحية يا عائشة.
أنتِ غلطانة والسبب الأول والأخير في انفصالنا.
بلاش حجج وبلاش تعاطف من الكل حواليكِ.
– أنا السبب؟!!!
– هتنكري؟!
– إنتَ عايز إيه؟!
– نعاتب بعض... ونفهم الخلاف.
– العتاب للحبايب، لللي ليهم قيمة في حياتنا.
مش قصتنا دي...
حلو، كلام مظبوط ومثالي...
لكن لا أنتَ تلزمني ولا أنا ألزمك.
– ليه بتقفليها؟ كل مرة بتعاندي وتحاولي تستفزيني... ليه؟
سكت.
مش لاقية رد.
هو عنده حق؟
هو أنا فعلاً بعيش دور الضحية؟
هو أنا بلفّ وبدور؟
أنا ارتحت بعده...
ليه رجعت؟ ليه بفتح جروح قديمة؟
– وبعدين يا آصف؟
رفع عينه في عيني، وقالها... لأول مرة:
– أنا بحبك، يا عائـِش.
قلبي دق... دقة قوية.
مش عشان الكلمة...
لكن علشان الصدق في عيونه.
– لو بتحبني، كنت عملت بحُبك.
قرب مني الخطوتين اللي بعدتهم واتكلم وكأنه أخيرًا لقى الوقت اللي يفصح فيه عن كل مشاعره وأسبابه.
كل اللي مرينا بيه ست شهور عاشنها مع بعض لخصهم في كَم جملة!
_ معملتش بجد! بعترف من الأول إني محبتكيش حب لكني كنت معجب بيكِ.
كان غلط إني صارحتك بكده.
كل اللي كان في دماغي هو إني أأسس عيلة.
لكن الحب وكل أساسيته هييجوا لوحدهم ولو طال الزمن.
لكن مادام فيه مودة واحترام بينا فخلاص فين المشكلة؟
لكن طلع لأ...
أو يمكن علاقتنا مكنتش ده حلها.
اكتشفت إنك مختلفة عني وأنا مختلف عنك
أسلوبنا، شخصيتنا، حياتنا ورتمها.
لكن أنا كنت بحاول أعدي وأكمل على أمل إن الوقت يغيرنا أو إحنا نتغير.
بدأتي تعنفي معايا سواء في الكلام أو الأسلوب، وكأني مش زوجك وليكِ حقوق عليّا.
عائشة، أنتِ كنتِ أنانية معايا في كل حاجة.
معرفش السبب.
مرة واحدة بقيتي كده.
بتتعامليني كأني مش زوجك، كأني ضيف تقيل.
قلتله بمرارة:
_ أنتَ محبتنيش...
إزاي كنت واثق إني هكمل وأكيد هيجي يوم تحب فيه؟
يعني إيه مش بتحب؟
هو ده حقيقي؟
هل فيه إنسان مش بيحب؟
حاجتين كانوا بيستحوذوا عليّا
الأولى إنك أكيد مش بتحبني بس هتلاقي اللي تحبها غيري.
التانية إنك أكيد مش بتحبني بس لسه بتحب شخص غيري واتجبرت عليّا.
أنا مش مطلوب مني أعيش في تخيلات وأوهام توجعني يا آصف.
– بس أنا بحبك.
دلوقتي... وبصدق.
– بعد ما دمّرت كل حاجة؟!
_عرفتي إن الحب لا يكفي.
استغربت جملته.
يعني مش يكفي؟
الأكيد إن الحب هو الأهم.
_إزاي؟!
_ أنتِ حبتيني لكنك معدتيش اللي بيحصل.
بدأتي تهملي فيّا وتجادلي وتشتكي رغم إنك بتحبيني.
أنا يمكن محبتكيش في الأول لكن اديتك كل الاهتمام، الود، والاحترام.
كان ممكن نكمل بعض ونعدّي لكن محصلش.
أنتِ كنتِ عايزة الحب بجانبهم وأنا كنت محتاج الاهتمام منك.
_ قصدك إننا تعادلنا في الغلط؟
_ مش قصدي حاجة...
بس أنا تعبت.
من بعدك وأنا بحتاج ليكِ كل لحظة وثانية.
عايزاك تكوني الأمل ليّا، حياتي والمسرّات اللي بعيش فيها.
دموعي نزلت، بس قلبي فضل متحفظ.
– بس الوقت فات.
مفيش رجوع.
– مين قال؟
أنا عايز.
إنتِ مش عايزاني؟
– مش ضامنة...
حكايتنا مش ضامنها.
– ثقي فيّا... لمرة واحدة.
بس ثقي.
سكت لحظة... تنفست ببطء...
– هثق، يا آصـف.
أوعدك إني هتغير.
مش هملّك...
مش هقسى.
_أوعدك إني هعوضك عن الحب في كل ثانية وكل دقيقة بينا.
هحبك لآخر العمر.
واعرفي إنك الشخص الوحيد اللي حبيته، ولو جه متأخر لكن أنا حبيتك أنتِ.
أنتِ الحكاية... أنتِ أصل الحكاية♥.
كتابة وسيناريو: ملك عبدﷲ أحمد
نَـهْــر 'ر
#سيناريو_لا_يكفي_الحب
#نَـهْــر 'ر
#تمت