رواية زينة عبر روايات الخلاصة بقلم فيروز عادل
رواية زينة الفصل الأول 1
-دكتور زينة في حالة جاية مع الإسعاف.
قومت من على المكتب وانا نازلة معاها للإستقبال تحت وهي بتكلمني عن الحالة اكتر لحد ما وقفت بصدمة:رصاصة!
هزت راسها وهي كمان مستغربة:ايوه بلغوني ان الحالة واخدة رصاصة ونسبة وعيه بتقل كل شوية.
كملنا المشي السريع بتاعنا تاني ونزلنا لتحت كانت لسه عربية الاسعاف بتقف قدام باب المستشفى،
لبست الجلافز وقربت منه بعد ما نقلوه للإستقبال قلبي اتخض…
معرفش ليه لكن نفضة قلبي مكانتش طبيعية ابداً.. غرقان في دمه لدرجة ان ملامحه يمكن مش واضحة اوي من كتر الدم.
لكن فوقت وبدأت اشتغل.. الرصاصة في منطقة خطر لكن ربنا ستر ومجتش في القلب.
اخدوه جري على اوضة العمليات بعد ما طلبت منهم يعلقوله محاليل دم الاول وانا بجري وراهم علشان الحق اتعقم وادخل انا كمان العمليات.. مش فاهمة حاجة بس هو لازم يعيش!
بصيت بخضة بعد ما باب اوضة التعقيم اتفتح ودخل منه رجلين واتقفل تاني.
بصيت بغضب وانا ببتدي ازعق:انتو مين وازاي سابوكوا تدخلوا كده مينفعش يا استاذ انت وهو كده!
كانوا ساكتين لحد ما انا خلصت كلام وبعدين واحد منهم اتكلم ببرود:مش هناخد من وقتك كتير يادكتورة.
حط شنطة قدامي وبعدين اتكلم:مش هتنقذيه وهتسيبيه يموت.
سابوني من قبل ما ارد او حتى افهم اي حاجة وخرجوا من الاوضة فجأة زي ما دخلوا فجأة!
قربت من الشنطة مكانش عندي فكرة عن ايه جواها، في الحقيقة انا معنديش اي فكرة عن الهم اللي انا فيه ده دلوقتي.
شخقت بخضة وانا بحط ايدي الاتنين على بوقي علشان صوتي ميطلعش لبرا:ايه كل الفلوس دي؟؟!
دخلت اوضة العمليات وقبل ما ابدأ اعمل اي حاجة بصيت في وشه اللي بقى ملامحه واضحة لما مسحوا من عليه الدم، اتنهدت وانا باخد المشرط من الممرضة وببدأ العملية اللي طبعاً قراري متغيرش ناحيتها لثانية واحدة بس جوايا الف سؤال وسؤال اهمهم السؤال اللي بقوله وقت ما عيني بتقع على ملامحه"هو انت مين!؟"
-حد جه معاه؟
-لا يدكتور مفيش.
حطيت الرصاصة اللي طلعت في الطبق اللي كانت مسكاه وبعدين اتكلمت تاني:ومين ضربه بالنار ده؟
-محدش عارف.. الاسعاف راحت بعد ما حد كلمها ولما وصلوا ملقوش اي حد هناك غيره.. غريبة اوي احنا عمرنا ما جالنا حالة زي دي قبل كده!
هزيت راسي بهدوء وانا بخيط الجرح:هنعرف كلها الصبح وهيفوق.
كنت قاعدة طول الليل انا والشنطة المصيبة اللي مليانة فلوس دي والقمر تالتنا.. مش فاهمة في ايه بس مين ممكن يدفع كل الفلوس دي بس علشان موت حد؟
ليه يعني هو مين؟
اتنهدت وانا بقوم علشان امر على المرضى بما ان الشمس بدأت تطلع وسيبت اوضته في الاخر بعد ما عديت عليه ولقيته لسه مفاقش.
خلصت كل الحالات ودخلت الاوضة كان لسه نايم،
بصتله تاني هو ازاي واحد بكل الحوارات دي ملامحه تبقى هادية كده طيب؟!
حمحمت لما بدأ يحرك راسه ويفوق وانا بدأت اتكلم:حمدلله على سلامتك نسبك كويسة بس محتاج ترتاح كام يوم علشان ميحصلش انتكاسة العملية مكانتش سهل…
قاطع كلامي وهو بيقوم من على السرير ولا كأنه مش سامعني!
-انا لازم امشي.
-يا أستاذ.
مكانش سامعني ولسه مستمر في اللي بيعمله ف سيبته علشان اللي حصل ده انا عارفاه كويس.
وقف ومسك دماغه بعد ما قام وقف وداخ،
ربعت ايدي وبدأت اتكلم فبص ليا:اتفضل نام في السرير لحد ما المحلول يخلص وارجعلك تاني.
فضل باصص ليا منكرش اني اتوترت بس فكيت ايدي وانا بشاورله بعيني على السرير:اتفضل.
سبته بعد ما نام على السرير تاني وخرجت اكمل شغلي….
-دكتور زينة في ناس بتسأل عنك المستشفى كلها.
بصتلها باستغراب:مين دول؟
لسه هتتكلم قطعت كلامها وهي بتبص على اخر الطرقة وبتشاور على اتنين ماشين يسألوا اي حد ماشي قدامهم غالبًا عليا اه.
بدأت ضربات قلبي تزيد لما افتكرتهم بصيت لهناء الممرضة وقولتلها بسرعة قبل ما امشي واسيبها:لو سألوكي عليا قوليلهم معرفش.
مشيت من قبل ما اسمع ردها وانا عارفة انا رايحة فين كويس.
فتحت الباب بسرعة اتعدل على السرير بخضة، قفلته ورايا بالمفتاح وانا راحة اجري ناحيته.
-هو في ايه؟
روحت على دولاب الاوضة وانا بطلع الشنطة اللي كنت حطيتها فيه ورميتها قدامه على السرير:لما جيت امبارح وانت غرقان في دمك وانا بجهز لعمليتك جم اتنين ببدل حطوا دي قدامي وقالولي سيبيه يموت ومتنقذيهوش ومشيوا وسابوني وحالياً بيدوروا عليا.. من حقي افهم صح؟
قام من على السرير وهو بيشيل الابرة اللي في ايده وبيقرب من الباب وانا وراه بندب ومش ساكتة:انت وقعتلي بس من انهي مصيبة هو انا ناقصة يا ابني انت مهبب ايه فحياتك ومين دول وعايزين يخلصوا منك ليه ومين اصلاً اللي ضرب عليك نار منك لله هنموت احنا الاتنين منك لله ي…
قاطعني وهو بيلف بعد ما قفل الباب تاني حاطط صابعه على بوقه كإشارة علشان اسكت:هششش اسكتي.
-اسكتي؟ يعني ايه اسكتي.
فضل يبص حواليه ويلف في الاوضة كلها وانا وراه ما انا والله ما سيباه، لحد مابص ليا تاني واتكلم:انا اسف بس لو معملتش كده هتموتينا.
وقبل ما اتكلم او حتى افهم قصده الدنيا اسودت في وشي وغيبت عن الوعي!
……..
يتبع