📁

رواية زين الفصل الثاني 2 بقلم رحمة طارق

رواية زين عبر روايات الخلاصة بقلم رحمة طارق

رواية زين الفصل الثاني 2

صحيت تاني يوم وأنا مش مطمنة... فضلت طول الليل أفكر في كلامه: "يمكن أتعلم أبقى هو."

يعني إيه يقصد؟ بجد ناوي يتغير ولا بيهزر؟


قمت لقيته واقف مستنيني وهو لابس قميص شكله شيك، أول مرة أشوفه لابس كده من يوم ما اتجوزنا.

بصلي وقال:

يلا، متأخرناش.


لبست بسرعة وأنا متوترة. وأنا طالعة معاه من البيت سألت:

إحنا رايحين فين؟


بصلي بنظرة فيها مكر:

استني وهتعرفي.


قعدنا في العربية، والجو كان ساكت أوي. أنا كنت مشغولة أني أبص من الشباك عشان ما أبانش إني متوترة.

بعد شوية وقف قدام مطعم كبير شيك جدًا.


التفت له بدهشة:

إيه ده؟ إنت جايبني هنا ليه؟


نزل من العربية وفتحلي الباب كأنه فارس من العصور القديمة، وقال:

أهو قولت أغيرلك الجو... بدل القعدة في المطبخ.


دخلنا المطعم، وقعدنا على ترابيزة صغيرة في ركن هادي.

جالي إحساس غريب... أول مرة أحس إنه عاملني كزوجة بجد، مش كواحده متجوزها غصب.


قعد يطلب أكل، وأنا قاعدة مستغربة المشهد كله.

وبعدين فجأة قال:

أنا عارف إني طول الوقت بضايقك، وبقولك كلام سخيف.. بس صدقيني، يمكن دي طريقتي في الهروب.


بصيت له باستغراب:

الهروب؟ من إيه؟


اتنهد وهو بيبعد نظره عني:

من نفسي... من فكرة إن الحب كله وجع وفراق وتعب انا من لما أبويا اتوفى وأنا شايف امي حزينه عليه وشايف قهرها وكل دا عشان بتحبه وبيحبها كنت خايف اتجوز واحب عشان ميحصلهاش زي اللي حصل لأمي من قهر وحزن ولا عيالي يتيتموا من بعدي وتحصلهم مشاكل كتير في غيابي دا  


قلبي دق بسرعة وأنا مش عارفة أرد. هو رجع بصلي وقال:

يمكن أكون غبي... انا عارف ان دي سنه الحياه بس أنا من فراق أبويا وأنا بقيت اخاف احب... بس لما شوفتك واتجوزتك حسيت انك هتكسري حاجزي دا وهتخليني احبك وأنا مش عاوز كدا عشان كدا كنت مضطر أتعامل بالشكل دا عشان انتي حتى متحبنيش وتتوجعي بعدين بسببي .

 


فضلت ساكتة، مش عارفة أقول إيه.

قطع الصمت فجأة وهو بيضحك:

"بس أوعي تتغرّي... لسه مش بحب الملوخية!


ضحكت غصب عني، وحسيت إن الحاجز بيننا بدأ يتكسر حبة صغيرة.


بعد الأكل، وإحنا راجعين بالعربية، قال فجأة:

عاوزة أودّيكي مكان تاني.


بصيتله بخوف:

إيه تاني؟ أنا كده كفاية مفاجآت.


ابتسم وقال:

آخر مفاجأة... أوعدك.


لف بالعربية لحد ما وقف قدام كورنيش هادي. نزلنا وقعدنا جنب الميه.

الهوا كان لطيف، والليل هادي، والنجوم منورة فوقنا.


بصلي وقال:

"أنا عارف إني ما استاهلش فرصة تانية... بس ممكن... أجرب معاكي الحب؟"


قلبي وقع، وكلامه خلاني مش قادرة أقول غير كلمة واحدة:

"جرب."


ابتسم ابتسامة صغيرة وأنا أول مرة أشوفها صافية كده، من غير سخرية.

لأول مرة، حسيت إني يمكن... يمكن فعلاً حياتي معاه تاخد شكل تاني.

>>>>>>>

رجعنا البيت متأخر. كنت طول الطريق ساكتة، عقلي مليان بكلامه اللي قاله على الكورنيش. مش متعودة منه على الصراحة دي، فقلبي مش عارف يصدّق ولا يكذب.


دخلت الأوضة عشان أغير هدومي، لقيته واقف عند الباب بيتابعني بعينه.

قلت له بحدة:

فيه إيه؟ واقف كده ليه؟


رد بهدوء:

مفيش حاجة... بس شكلك أول مرة تبسطي النهاردة.


بصيت له وأنا بحاول أخفي ارتباكي:

مبسوطة عشان خرجت من جو البيت، مش عشانك.


قرب مني بخطوة، صوته واطي:

 يعني حتى مش بسببي شوية صغيرين؟


 حسيت بدقات قلبي بتعلى وانا ببصله وعينه مثبته في عيني، فقعدت بسرعة على السرير وأنا بغير الموضوع:

مش هتنام ولا إيه؟


ابتسم بخبث:

هنا؟ في نفس الأوضة؟ ولا لسه عايزة ترميني على الكنبة؟


رميتله المخدة اللي جنبي:

آه طبعًا... الكنبة مستنياك.


مسك المخدة وضحك:

طب ماشي...بس متاخديش علي كده هااا.


اتنهدت وأنا مدارية ضحكة صغيرة:

روح نام يا زين قبل ما أغير رأيي واخليك تنام برا البيت كله.


خرج من الأوضة، وبعد دقيقة سمعت خطواته راجع تاني. فتح الباب وبصلي وقال:

على فكرة... أنا مبسوط إنك وافقتي تديني فرصه رغم سوء تعاملي في الاول


وسابني وخرج.


قعدت أبص للسقف وأنا بتساءل: هو بجد ناوي يتغير؟ ولا ده مجرد كلام حلو يتقال بالليل وينسى تاني يوم؟


غمضت عيني على أمل... وأول مرة من يوم ما اتجوزته، حسيت إني ممكن أنام وأنا مش متضايقة.


>>>>>>>

صحيت الصبح على صوت التليفون بيرن. لقيت أمه بتكلمني:

يا بنتي، احنا جايين النهارده نتغدى عندكم

رديت بأحترام وترحاب:

تنورونا.


قفلت التليفون وأنا مغمورة بتوتر. مش عارفة أفرح عشان يبان إني ست بيت كويسة قدام أهله، ولا أتعصب عشان كل حاجة بقت فوق دماغي.


طلعت من الأوضة لقيت زين قاعد على الكنبة بيتفرج على التلفزيون.

قلتله بحدة:

أهلك جايين يتغدوا. والظاهر إني أنا لوحدي اللي هشيل الشيلة كالعادة.


بصلي بهدوء وقال:

تمام... عايزة أساعدك في إيه؟


وقفت مصدومة:

إيه؟ إنت؟ تساعدني؟


ابتسم بخفة:

أيوة... ما هو مش معقول أقعد أتفرج عليكي وانتي لوحدك.


بصراحة مشيت للمطبخ وأنا مش مصدقة. وبعد شوية لقيته داخل وواقف جنبي.

قلت بسخرية:

كويس... يعني هتقشر بصل ولا هتقف تتفرج عليا بردو؟


مد إيده للبصل:

هاتيه وأنا أوريكي.


قعد يقشر، بس عينه دمعت وهو بيضحك:

يا ساتر... هو ده العذاب اللي بتعيشيه؟


ضحكت غصب عني:

أيوة يا سي زين. ست البيت مش بس طبخ وأوامر.


هو بصلي بابتسامة صافية وقال:

أنا عارف... عشان كده بحاول أتعلم.


الكلمة دي لمستني بشكل غريب. حسيت لأول مرة إن في فرق بين زين بتاع أول يوم وزين اللي واقف جنبي دلوقتي.


بعد ساعات من الشغل والضحك نص نص، خلصنا الأكل وجه أهله. المرة دي كانوا قاعدين بيضحكوا ومبسوطين، وأنا كنت حاسة إن زين مختلف... بيشيل معايا، بيتكلم معايا قدامهم من غير ما يسخر ولا يتجنبني في نفس الوقت.


لكن... لحظة الاختبار الحقيقي جت بعد الغدا.

أخته الصغيرة قالت قدام الكل:

إيه يا زين، مراتك دي شكلها جامدة عليك. مش بتسمع الكلام زي ما العرايس بيعملوا.


الكل ضحك.

أنا حسيت الدم بيغلي... وفضلت أراقب زين.


هل هيضحك زيهم ويسيبني؟

ولا هيثبت إنه بجد بيتغير؟

<<<<<<<<<<<<<<<<<<

يتبع...

رواية زين الفصل الثالث 3 والأخير من هنا

رواية زين كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات