رواية زين عبر روايات الخلاصة بقلم رحمة طارق
رواية زين الفصل الثالث 3 والأخير
الضحكة لسه ماليه القعدة، وأنا قاعدة متصلبة على الكرسي. عيني كلها رايحة على زين... مستنية أشوف هو هيعمل إيه.
رفع حاجبه وبص لأخته وقال بهدوء بس فيه قوة:
وأيه يعني؟ هو أنا اتجوزت عشان مراتى تسمع كلامي وتكون خدامه عندي وخلاص؟ ولا عشان تكون شريكة حياتي؟
سكتوا الكل فجأة.
أخته اتخضّت وقالت:
بهزر يا زين... ما تزعلش.
هو كمل كلامه بعينين ثابتة:
أنا عارف إنك بتهزري، بس عايزكوا تعرفوا حاجة... هي مش ضعيفة. وده مش عيب. بالعكس... دي ميزة. مراتى لازم تبقى قوية، عشان أنا كمان أتعلم منها.
قلبي اتقبض وبعدين وسع في نفس اللحظة. اتفاجئت... عمري ما توقعت أسمع الكلام ده منه.
حتى أمه بصت له وقالت وهي مبتسمة:
برافو عليك يا ابني... أول مرة أسمعك بتتكلم كده.
أنا فضلت قاعدة ساكتة، عيني نزلت للأرض عشان ما يبانش الارتباك اللي في وشي.
بعد ما أهله مشوا، وأنا بجمع الأطباق، لقيته واقف ورايا.
قال بهدوء:
"إيه؟ مش هتشكريني إني وقفت جنبك النهارده؟"
التفت له وأنا باينة عليّا الصدمة:
مش مصدقة... إنت بجد قلت الكلام ده قدامهم؟
ابتسم ابتسامة دافئة:
أيوة... عشان تستاهلي. وصدقيني... مش بلعب.
عيوني لمعت غصب عني، بس خبّيت بسرعة وأنا بقول:
ماشي... تسلم.
قرب مني أكتر وقال بصوت واطي:
تسلم؟ هو ده بس؟
اتلخبطت في الكلام، وقلبي بيخبط:
"طب... شكراً."
هو ضحك بخفة وقال:
كده أحسن.
وسابني وخرج من المطبخ.
فضلت واقفة مكاني... مستغربة نفسي، ومستغربة هو.
لأول مرة حسيت إني مش لوحدي في البيت ده.
الليل جه، وأنا كنت قاعدة على السرير بقلب في الموبايل كعادتي. الباب اتفتح وزين دخل، بس المرة دي كان شكله مختلف... هادي، وعينيه فيها لمعة مشوفتهاش قبل كده
قعد على طرف السرير وقال:
إيه... لسه زعلانة مني؟
رفعت عيني له:
أنا مش فاهمة إنت بقت عامل إزاي. مرة تبقى قاسي،ومرة تهتم بيا... أنا اتلخبطت.
رد بحنان وقال:
أنا عارف إني لغبطك كتير... بس النهارده فهمت حاجة: إني مش قادر أتخيل حياتي من غيرك.
بصيت له بارتباك، وقلبي بيرتعش:
زين... بلاش كلام وخلاص.... أنا مش لعبة. يا تكون معايا بجد... يا تبعد.
قرب أكتر، عينيه ثابتة في عيني:
مش كلام...عارفة ليه؟ لأني اللي متأكد منه حاجة واحدة... إني مش عايز أخسرك عاوز اكمل باقي عمري معاكي وجنبك انتي ليه مش مصدقاني لحد دلوقت!
عيني غرقت بالدموع، حاولت أخبيها، بس هو مسك وشي بإيده ومسح دموعي.
قال بخفة، وعينيه مش سايبة عيني:
أنا طول عمري عنيد وغبي... بس دلوقتي فهمت إني لقيت الحاجة الوحيدة اللي مش عايز أخسرها... إنتي.
فضلنا ساكتين لحظة، وبعدين مد إيده وشال المخدة اللي دايما بحطها فاصل بيننا. رماها على الأرض وقال:
كفاية حواجز... أنا عايز أبدأ معاكي من جديد كأننا لسه متجوزين دلوقت
ابتسمت غصب عني، وهو ابتسم معايا.
قرب أكتر، لحد ما حسيت أنفاسه قريبة أوي مني، وقال بهدوء:
"أنا بحبك."
الدموع نزلت غصب عني، وابتسامة صغيرة طلعت من قلبي.
مديت إيدي ولمست إيده، وقلت وأنا ببصله:
وأنا كمان... بحبك.
في اللحظة دي قرب أكتر، حضني بقوة... حضن مليان دفء وأمان.
اتكيت على صدره وأنا سامعة دقات قلبه،وهو لف دراعه حواليا، حسيت إن ده مكاني الطبيعي.
غمضت عيني، وابتسمت وأنا بهمس:
أخيرًا... لقيت بيتي.
وهو رد بصوت واطي جنب ودني:
وأنا... لقيت حياتي.
<<<<<<<<<
تمت
رأيكم في النهاية
#كتاباتي