📁

رواية ورد ويوسف الفصل الثامن 8 بقلم نورهان علام

رواية ورد ويوسف عبر روايات الخلاصة بقلم نورهان علام

رواية ورد ويوسف الفصل الثامن 8

"ما تنجز يا خالد، إنت ماشي على مهلك كده ليه؟"


"١٢٠ وماشي على مهلي، والله يا حبيبي إنتِ مش راكب طيارة."


كان بيحاول يستفزني عشان أتعصب وأفرغ جزء من غضبي عليه هو، لكني بكتم عشان محوشه للغالي اللي هنططه.


وصلنا تحت بيت صغير من بيوتنا، نزلت جري وأنا بزق البوابة الحديد جامد، وشوفت عربية ياسر، طلعت على السلم بسرعة، وفي ثواني كنت عند الباب وخالد ورايا، خبطت على الباب جامد، لكن مافيش رد، مكنتش أعرف إنه جبان للدرجة دي.


"اهدى يا يوسف، أكيد مش هتكسر الباب!!"


ملحقش يكمل كلمته، والباب كنت كسرته ودخلت، الشقة صغيرة ومكنش موجود، نزلت لتحت تاني، لقيته داخل من البوابة الحديد، جريت عليه وأنا بديله بالبونية، رجع كام خطوة من شدتها وشفايفه نزفت تاني، جي خالد يحوشني عنه، لكنه قال:


"سيبه يا خالد، خليه يخرج غل الكام ساعة دول."


ضربته أقوى، كذا ضربة ورا بعض، ضربات كتير لغاية ما بدأ يرد بقوة بتزيد مع الوقت، وهو بيزعق بيقولي:


"بتضرب بس ليه؟ ما عندكش حاجة عاوز تقولها؟... لو إنت هتسكت فأنا عندي كلام كتير."


كان خالد كل شوية يدخل بينا، وياخد ضرب في جسمه من غير قصدنا.


"قول اللي عندك، خلي أجلك يبقى على إيدي يا ياسر لو جبت سيرتها."


"خلاص بقى، اسكت يا ياسر، وإنت يا يوسف اهدى."


قالها خالد وهو واقف بينا، وضربني جامد عشان أبعد عنه، خبطت بظهري جامد قوي في البوابة الحديد، وحسيت بجرح صغير من الزخارف المعدنية.


"واسكت ليه؟

أستاذ يوسف قرر حاجة يبقى هيعملها، أستاذ يوسف بقى عاوز حاجة يبقى هتتأخذ من يد أي حد عشانه."


جريت ناحيته تاني، لكن خالد رجع ورّيتي نفس الزقة تاني، وحسيت بنفس الجرح تاني.


مسكنا في بعض تاني، والقميص بتاعي اتقطع، خالد من شدنا، في لحظة كان في كشاف نور عالي متسلط علينا، بعدنا عن بعض لما اهتدينا بالنا إن دي عربية جدي، نزل منها جدي وقرب مننا، ونزل ضرب بعصيته التقيلة علينا!


إحنا الاتنين، وبعدين قال:


"اركبوا العربية... عربيتي!"


ركبنا إحنا الاتنين وخالد في النص بينا بعد ما ساب عربيته، وفعلاً اتحرك أبويّا بينا وجدي جنبه.


"اطلع على القسم يا وهدان، أنا هروح أسلّمكم بنفسي يا شوية بلطجية، خرجتم عن طوعي، إنت شوية عيال!

أبهاتكم هيعدّوا الخميس سنة، ولو بصيت بصة لهم مش هتتني بصيتي، إنتو أدي لكل واحد فيكم أربع كفوف وأفصلكم عن بعض، وفي الآخر تمسكوا في رقبة بعض!!"


"هو اللي جيه لغاية عندي يا جدي، يستحمل بقى."


بصيت له بغل، ومديت إيدي ضربت وشه في زجاج الشباك! راح ضربني بالبونية في مناخيري، وضربني بكوعه على كتفي، فضربته في بطنه، كل ده وخالد بينا بيحاول يبعدنا.


"اقف يا وهدان.. اقف!!"


العربية وقفت فعلاً، وبعدين قال:


"انزلوا... مشوفش واحد فيكم قرب بوابة القصر، والله أدوسه على وشكم... انزلوا."


نزلنا إحنا الاتنين فعلاً، وجي خالد ينزل معنا، فقال بزعيق:


"اقعد... خليهم، يمكن واحد يخلص على التاني ونخلص."


خالد فضل مكانه، وفعلاً العربية اتحركت ومشيوا!


كنا بعيد عن الشقة وبعيد عن القصر كمان!

مكنتش عاوزه أدخل في ضرب تاني، حسابنا كفاية، بس هحزنه على اليوم اللي فكر يقرب منها، لقيته ماشي ناحية طريق الشقة اللي كان فيها، وأنا نسيت ناحية القصر، مكنش معايا موبايل ولا جنيه في جيبي، حتى محفظتي كانت في الأوضة، جسمي مدغدغ ر، ومناخيري كانت بتنزف، والقميص اتقطع، وحالته كانت شبهي برضو، فضلت ماشي بشاور لأي عربية تقف، مش قادر أقف، وضغطي عالي طول اليوم، ومخدتش الدوا غير مرة واحدة، لقيت عربية صلاح أخو خالد جاية عليا، أكيد خالد اللي بعته ليا.


ركبت معاه بتعب، ورجعت الكرسي شوية.


"أول مرة في حياتي أشوفك كده."


مردتش عليه من التعب، فقال:


"بص، هندخلك من السلم اللي ورا عشان محدش من البيت يشوفك، تغير هدومك وتمشي، عشان جدك لو شم خبر إننا دخلناك، هيطردنا معاك."


"لا، مش هدخل، خالد هيجيب عربيتي من الجراج، وأخلي حد ينادي ورد، وهاخدها وهمشي."


"يا ابني، مراتك تعبانة، هتنزلها فين دلوقتي؟ تعالى خدها بكرة، لأن جدك قاعد معاها من ساعة ما اختفيت لغاية ما جالك."


"ورد مالها!!

حصل حاجة وأنا مش موجود؟"


"أنا معرفش، نهى اتصلت بيا وقالت إنها أُغمى عليها، وجدك جايب لها دكتورة وعلقت محلول باين."


"خف رجلك شوية، واتصل بخالد يجهز الدنيا عشان أطلع من ورا."


كنت قلقان قوي، وصلت واتفاجأت إن جدي موقف حد يمنعني من الدخول من ورا، رجعت دخلت من البوابة اللي كنت عارف إنهم هيبقوا متجمعين، وأمي عاملة مندبة عليا، دخلت والكل قاعد، وأمي جريت عليا.


"يا قلة بختك يا بهية، يا نور عيني، مين عمل فيك كده؟"


"أنا مش قولتلك متجيش هنا تاني!"


"مبجيش إزاي يا حاج؟ دا بيته! إيه حصل يا يوسف؟"


"امنعي الكلام يا بهية... وإنت جاي ليه؟"


"مش جاي أقعد، أنا طالع آخد مراتي وهامشي."


"ملكش مرات عندنا يا يوسف، دلوقتي فاكر إن ليك واحدة في رقبتك؟ ماشي زي البلطجي كده، ومش هامك إن في واحدة هتموت من القلق عليك؟"


"حاضر، أنا طالع أطمن عليها يا جدي وهامشي. حلو كده؟؟"


طلعت جري على فرق، وأول ما وصلت فتحت الباب، كانت على السرير وسارة جنبها، وصالح في حضنها، وكمان ليلى موجودة وفي يدها إبرة المحلول اللي خلص جنبها، أول ما شافتني اتنفضت وهي بتقوم من مكانها:


"يوسف!

إيه حصلك...!!"


قربت منها ومسكتها عشان هتقع.


"طب يلا يا صالح عشان نسيب خالو يرتاح."


قالتها ليلى وهي بتقوم هي وسارة، لكن صالح قرب مني أنا وورد، وقال بخوف عليّا:


"خالو إنت كويس؟ إنت متعور وقميصك مقطوع!"


"أنا كويس يا حبيبي، يلا روح مع ماما عشان ورد ترتاح شوية."

ثواني وكانوا خرجوا وقفّلوا الباب، وأنا قعدتها مكانها على مهل، فرحت لمست الدم اللي كان نازل من مناخيري وبدأت تعيط:


"إنت عملت كده ليه؟

مش وعدتني مش هتأذي نفسك؟ ومشيت وسبتني وأنا كنت مرعوبة!"


كانت سيول دموع وهي بتتكلم، دخلتها لحضني وأنا بقولها:


"إيه، إنتِ مستنية أجي عشان تعيطي ولا إيه يا ورد؟ اهدى يا عمري، والله أنا كويس."


"إنت حصلك كده بسببي، عشان حكيت لك."


"لأ طبعًا، أنا ما بسيبش حقك ولا حقي أبدًا."


"أنا مش عاوزة حقي يا يوسف، أنا عاوزاك إنت، بالله عليك استكفى بكده بس، الموضوع مش مستاهل."


"واحد يحاول يلمسك ويبقى الموضوع مش مستاهل؟"


"يوسف أوعدني إني مش هشوفك في الحالة دي تاني، متوجعنيش فيك."


"حاضر والله. إيه حصلك؟ ولسه المحلول ده مستريحتِيش ليه؟"


"بعد ما إنت مشيت بشوية، شوفتك رايح عند الجراج، خرجت لجدي هارون، وأنا على الباب، أُغمي عليّا، من ساعتها وجدك قاعد معايا هنا لغاية ما حابه خير إنك مشيت مع خالد، قام بسرعة ومشي."


"طب الدكتور قال إيه برضو؟"


"ضغطي كان واطي، ومع الإجهاد والعياط وكمان النزيف."


"ثانية بس... نزيف إيه؟!"


قولتها بخضة وأنا ببصّ لها بخوف، ثواني وكنت استوعبت قصدها، فرقت:


"خلاص، استوعبت، آسف."


خرجت من حضني وبعدت خالص وقالت:


"تصدق إنك إنسان حقير؟ قوم استحمى ونام على الأرض."


"مافيش نوم على الأرض تاني يا قطة، أنا ظهري بيموت، وبعدين أنا مطرود من القصر، إحنا أصلًا هنمشي دلوقتي."


"نروح فين؟"


"شقتي... شقتنا، مش معنى إني عايش في القصر إني ما ليش مكان يخصني. هاخد دش وأغيّر هدومي ونتحرّك."


"ماشي يا أستاذ المطرود، أما نشوف آخرتها معاك إيه."


ضحكت لها وقمت أخد هدوم ليا ودخلت آخذ دش، بصيت لنفسي في مرايا الحمام، وشي فيه علامات، والقميص مقطوع، وشعري متبهدل، جسمي كان مدغدغ جدًا.

لبست هدومي وخرجت، لقيتها واقفة وفي هدوم لها على السرير، فقولت لها:


"قمتي ليه؟ أنا كنت هحضّر الشنطة، اقعدي، إنتِ تعبانة."


"حوش يا واد، إنت اللي بصحتك قوي، هات شنطة السفر من فوق الدولاب يا طويل."


ضحكت وأنا بقولها:


"شكرًا يا سِتّي، عاوزة حاجة تانية؟؟"


أخذت الشنطة مني وهي بتقول:


"متشكرين، هات هدومك اللي إنت عاوزها."


"ما تجيبيها إنتِ."


بصتلي بقرف، وبعدين فتحت درفة هدومي وخرجت منها حاجات معينة، كنت مبسوط إنها بتطلع لي هدومي بالاهتمام ده.

قفلت الشنطة وارتاحت شوية، وبعدين قامت تلبس، وكنت بساعدها عشان الكانولا ما توجعهاش، وجات عند لفة الطرحة ولفتها بسرعة من غير دبوس ورا.


"أنا خلصت."


"خلصتِ إيه؟

إيه منظر الطرحة ده!

حُطي دبوس في رقبتك."


"الأعمى هياخد باله إني مش عارفة أمسك الدبوس عشان إيدي اليمين فيها كانولا، يا ظريف."


قربت منها، وأخذت الدبوس من التسريحة، فبعدت وقالت:


"يخرب بيتك، عاوز تشكني؟"


"قربي كده وقولي لي أعملها إزاي."


"لأ، أنا مش ضامناك، تغرسه في رقبتي ولا تشكني!"


"أنا؟! أنا أغرسه في قلبي ولا أشكك شكة به يا ورد، قربي تعالي."


قربت مني ورافعت رقبتها جامد عشان أشوف، وكانت خايفة، وأنا موطي جامد من قصرها، فحطيت وأنا بقول:


"إيه الضحك ده يا ورد؟ أنا ظهري وجعني وأنا موطي لطولك."


"اضحك يا باشا، اضحك، ابقى دور على كنبة تكفي طولك هناك."


مسكت إيدها السليمة وأنا بقول:


"مافيش منه الكلام ده يا قطة."


اتحركنا، وكانت ماشية بتسند عليا شوية، كنت مستغرب إنها لسه تعبانة، بس ساندتها وسحبت الشنطة، كان معظمهم موجود، أول ما عمي محمود شافنا قرب مننا:


"حقك عليا أنا يا ورد يا بنتي، والله ياسر ده هيتربى مني أنا وجده."


ما كانش منها ردّة فعل غير إنها ارتعشت، ورجعت ورايا خطوة، وضغطت على إيدي جامد قوي، بكل قوتها تقريبًا.


"معلش يا عمري، ورد لسه تعبانة، مش هتقدر تتكلم. امشي من قدامنا."


وأنا اتحركت بيها بعيد عنهم، كنت مدرك إن الكل شافنا، بس مش مهم.


"عارف لو عرفت إنها تعبت ولا زعلت، هعمل فيك إيه يا يوسف؟ هصفّيك!"


كانت كلمة جدي وتهديده ليا، وبعدها على طول شهقة أمي وهي بتقول:


"ربنا يحفظه يا حج!

ده يوسف اللي بتقول عليه ابنك؟ تقوله كده عشان واحدة غريبة؟!"


"ورد بنتي قبل الكل، وإنت فاهم ده كويس يا يوسف."


هزّيت راسي آه، واتحركت بيها تاني، كانت تعبانة، وحاسس برغبتها، فميلت عليها وأنا بقول:


"أشيلك؟؟"


"إياك تعمل كده!"


فطستني ضحك من طريقتها، وروحت مقرّب وأنا بحاول أخصرها، وب قول:


"طب اسندي نفسك بدل ما إنتِ عاملة زي البسيسة كده."


"أنا بحب البسيسة أوي... وبعدين إنت مش شايف إن حضرتك بتستهبل أوي؟"


قالتها وهي بتشاور بعيونها على إيدي اللي محاوطة خصرها، فقلت:


"لا، مش شايف."


"يبقى توسّع إيدك وتركب نظارة يا خفيف!"

قالتها ببرود وهي بتسبقني على العربية، ففتحتها لها طَبقًا،

وبعدين أنا حطيت الشنطة ورا واتحرّكنا.


كانت جنبي وبتروح في النوم،

الشقة كانت مسافة ساعة وزيادة من القصر،

الطريق عدى، وكانت بتتقلب، وأنا عيوني عليها، هي والطريق،

ومبتسم للنقطة اللي وصلنا لها.


أنا هلكان، محتاج أنام، وقبل أي حاجة، أصلي العشاء اللي فاتتني وأنا في الطريق مع خالد.


وصلنا تحت العمارة، كانت كبيرة، بس دورين، وكانت على البحر.

بلكونتها أثرية من سنين السنين.


نزلت من العربية، وفتحت الباب ناحيتها بهدوء عشان الهوا البارد.

كانت نايمة.


"ورد..."


"هممم؟"


"وصلنا، لو ما قومتيش، هشيلك وأطلع بيكي."


"يبقى توسّع إيدك وتركب نظارة يا خفيف."

قالتها ببرود وهي بتسبقني على العربية، ففتحتها لها طبَقًا.

وبعدين أنا حطيت الشنطة ورا واتحرّكنا.

كانت جنبي وبتروح في النوم.

الشقة كانت على مسافة ساعة وزيادة من القصر.

الطريق عدى، وكانت بتتقلب، وأنا عيوني عليها هي والطريق،

ومبتسم للنقطة اللي وصلنا لها،

ومهلك... محتاج أنام، وقبل أي حاجة، أصلي العشا اللي فاتتني وأنا في الطريق مع خالد.


وصلنا تحت العمارة،

كانت كبيرة، بس دورين، وكانت على البحر،

بلكونتها أثرية من سنين السنين.

نزلت من العربية، وفتحت الباب ناحيتها بهدوء، عشان الهوا البارد.

كانت نايمة.


"ورد..."


"هممم؟"


"وصلنا، لو ما قومتيش هشيلك وأطلع بيكي."


قامت بسرعة، وهي لِتغْمض عيونها جامد،

وبعدين فتحتها تدريجي وهي بتفوق،

وسندت على الباب وهي بتنزل،

فمسكت إيدها ونزلتها.


رفعت عينيها على البلكونة والمكان، وأنا بنجيب الشنطة،

وقالت بصوت عالي، نَعسان أوي:


"يوسف!

أوعى تكون دي شقتك يا ابن المحظوظة!"


ضحكت عليها، وأنا باخد إيديها وطلعت بيها السلم،

وهي مسحولة في مدخل العمارة، والتفاصيل، وفي باب الشقة.

فتحت الباب، ودخلت بانبهار.

سبتني لجون، وعيونها على لوحات الرسم، وديكورات السقف،

وعلى الحاجات الأساسية الموجودة في الشقة.

رغم تعبها، بس الانبهار بكل حاجة خلاها تنسى التعب والنوم، وهي بتشوف الشقة،

وبعدين رجعت تقولي:


"أعرف إن الشقة دي شقة أحلامي؟؟

مش هتصدق يا يوسف، في مرة..."


"عارف...

في مرة كان في كاتب بتحبيه عامل حفلة توقيع هنا، وكان مأجّر الشقة.

ولما دخلتيها، انبهرتي، ونسيتِ الكاتب والكتاب،

وصوّرتي البلكونة من الشارع، ونزلتيها وقلتي إنها شقة أحلامك.

وأنا شغلي الأول إني أحقق أحلامك، يا ورد."


كانت مصدومة.

أول مرة أقول صراحة إني عارف حاجة بالتفاصيل دي كلها.

قرّبت مني وهي بتسأل بذهول:


"إزاي؟"


"كنتِ كتبتي كده من سنتين على فيسبوك، وكان باين مدى انبهارك.

ساعتها أنا خلّصت شغلي، ونزلت على صاحب العمارة كلها،

وعرفت إن الشقة لها مالك غير صاحب العمارة.

وصلت له، ومكنش مقتنع، فتواصلت مع ابنه،

وقدِرنا نقنعه إنه يبيع."


لسه مذهولة، ويمكن أكتر.

سكتت، وبعدين قالت باستفهام كبير:


"ليه كل ده يا يوسف؟"


"عشان مينفعش حبيبتي تقع عيونها على حاجة أنا قادر أعملها ومعملهاش، يا ورد."


اتخضيت، واتكسرت من كلمة "حبيبتي"،

فقيتها بتقول وهي بتضحك ورايحة ناحية الحمام:


"لا، أنا هروح أغسل وشي عشان أرْككز مع الحلم الجميل ده."


ابتسمت لها، ودخلت الشنطة،

وبعدين اتوضّيت جنبها، صليت، ودخلت لها.

لقيتها غيرت هدومها وبتسرّح شعرها،

ومهما كانت الدنيا خربانة، لازم شعرها يبقى مضبوط.

ضحكت وأنا باصص لها، فقالت:


"اضحك على خيبتك، اضحك...

تعالى اقعد عشان أشوف وشّك المتشلفط ده."


"أنا زي الفل، ولسه محافظ على وِسمتي."


"طبعًا طبعًا، تحت عينك أزرق، ورقبتك فيها خدوش،

ده غير إن كتفك وظهرك مدغدغين، متأكد إنك زي الفل؟"


قعدت، وجات قعدت جنبي، ومعاها حاجات للجروح.

فقلت:


"والله مش مستاهل، هدهن كريم تحت عيني، والموضوع انتهى."


"يوسف، اقعد على حيلك شوية."


ضحكت على طريقتها وقلت:


"حاضر يا ست ورد."


"يحضّرلِك الخير يا عم يوسف."


قالتها باستفزاز، وبدأت تنظّف تحت عيني بقطنة مبلولة،

وبعدين دهنت مرهم برقة كبيرة وتركيز، كأنها في عملية جراحية.

وكذلك رقابتي، كان فيها خرابيش بسبب الخاتم اللي كان في إيد ياسر.


"خلصت."


"تسلم إيدك يا ست الكل."


"يوسف... أنا جعانة أوي."


"أنا نسيت خالص أطلب أكل!

تاكلي إيه طيب؟ ومعاد المحلول بتاعك إمتى؟"


"عاوزة آكل فطير أوي، والمحلول بكرة بدري، متقلقش."


"فطير الساعة 2 بليل؟

من عيوني، شوفي عاوزة إيه تاني وأنا هنزل أجيبه."


"آه، صح، الوقت متأخر.

خلاص، هات جبنة وشِبسي أو أي حاجة سريعة من سوبر ماركت، وبكرة نبقى ناكل فطير."


"لا، هنزل بجد أدور، أكيد في محلات بتسهر هنا.

شوفي عاوزة إيه تاني."


"أنا تمام كده، لو تجيب عصير هكون تمام أكتر...

وعاوزة شاي. في . هنا في بوتاجاز؟"


"شاي بعد الأكل لا.

هنزل، وإنتِ قومي اقفلي الباب ورايا، وأنا كده كده معايا مفتاح، هعرف أفتح من بره."


"لا، مش قادرة أتحرك، اقفله انت من بره.

وفي مهدئ اسمه... هاته وانت جاي."


"مهدئات لأ!

بكرة نروح للدكتورة اللي إنتِ متابعة معاها ونشوف حاجة غير المهدئات."


"امشي يا يوسف، أصلاً مش هتعرف تجيبه عشان مش معاك روشتة،

وبعدين... إنت اللي هتتفزع كل شوية."


"فداكِ يا ورد... يلا، أنا نازل، ارتاحي شوية."


قمت فعلًا، ونزلت.

فضّلت ألف بالعربية على محل فطير فاتح،

لغاية ما لقيت فعلاً، بس فطير سادة.

روحت اشتريت اتنين، ومعاهم عسل، وشوية جبن، وشِبسيهات، وحلويات لها.

وبعدين دخلت الصيدلية، اشتريت أي حاجة ممكن تحتاجها، ورجعت تاني.


فتحت الباب، ودخلت الأوضة، لقيتها نامت.

حطيت الحاجة، وقربت منها وأنا بمسك إيدها...


"الأكل جه يا قطة"


قامت مفزوعة وهي بتشهق كأنها كانت بتغرق وهي بتنادي عليا بلا وعي:


"يوسف..."


"أنا هنا يا حبيبتي، اهدِي بس."


اتنفست شوية بهدوء، وبعدين قالت:


"أنا تمام، معلش قلقتك."


"أنا قلبي وقف يا ورد، فهميني، إنتِ خوفتيني أما مسكت إيدك!"


"إنت عبيط يا يوسف؟! هخاف منك وأصحى أنادي عليك!!"


ضحكت من طريقتها الساخرة وقلت:


"يا رب على لسانك الأطول منك، قوليلي اتخضيتِ ليه؟"


"خلّي لنا الطول يا بابا، وبعدين هتقعد معايا من غير مهدئات؟ يبقى تستحمل! أنا دماغي دلوقتي بيعيش في الذاكرة القديمة وبيكرر اللي حصل في القصر، وبيدي إشارات إني في خطر، فالذعر المؤقت اللي بيحصل لي دا بيبقى غصب عني. الأول كان ممكن يحصل لي وأنا صاحية."


"يعني إنتِ بتخافي وإنتِ نايمة؟

بتخافي عشان ببقى معاكي يعني، ولا إيه؟"


كنت مش فاهم، بحاول أفهم: هل بسببي أنا بتفتكر الخطر؟

لقيتها بصّتلي بقرف وفتحت الفطير وهي بتقول:


"كُل يا يوسف، كنت بقول عليك ذكي. يا بابا، أنا مبقاش يحصل لي كدا وأنا صاحية عشان مطمئنة معاك، مش خايفة، حتى لو حد قرّب مني عادي جدًا بيتكلم، هتلاقيني تلقائي بكلبش فيك، فهمت؟؟

لكن وأنا نايمة، الموضوع بيبقى غصب عني، عشان طول عمري أصلًا بنام خايفة. تخيل بقى خوف مع خوف مع ذكريات سواد، يعني Panic Attack للصبح!"


ابتسمت لها من طريقتها وكلامها، كل حاجة عندها بسيطة. قعدنا ناكل وكانت بتاكل كتير لغاية ما خلصت وقامت تغسل إيديها، وأنا بلم الأكل وقلت:


"أنا جبت لك حاجات يمكن تحتاجيها، هتلاقيها على مراية الحمام."


لفّت ظهرها بإحراج وجريت على بره.

غابت شوية ورجعت، كنت أنا بكلم خالد عشان صالح بيعيط وخايف عليا، وليلى كمان قلقة.


"يا حبيبتي، أنا كويسة والله هناك، بس مش قادر..."


لقيتها داخلة ورافعه من حاجبيها، فقلت:


"حاضر يا ليلى، مش هعمل حاجة تاني، إنتِ ارتاحي بالله عليكِ، وقولي لصالح إنه بخير والله."


ابتسمت لما سمعت اسم ليلى، وقعدت مكانها:


"ليلى كويسة؟

تعبت أوي النهاردة معايا."


"كويسة المفروض، أصل ما تتحركش. ربنا يعين خالد، عشان هي دماغها ناشفة."


"مش هي لوحدها اللي دماغها ناشفة، ممكن نتخمد بقى عشان بنام على نفسي."


طلعت، قعدت جنبها، لقيتها بتقولي:


"يلا، ما تقومش من جنبي وأنا نايمة يا يوسف."


ابتسمت لها وأنا بقرب أضمها ومتوتر جدًا، خايف عليها حتى مني، وهي حطت راسها في حضني ونامت بسرعة كبيرة، بقى دقايق.

--------------------------------------------------------------------

كانت ليلة مليانة بشوية عياط، على نوبات هلع، وعلى فزعة يوسف وهو نايم كل شوية، على حضنه الجميل اللي ما خرجتش منه طول الليل غير لما نزل صلى الفجر ورجع.

موبايله رن، فبعد عني شوية عشان يجيبه من جنب السرير:


"نعم يا خالد، حاضر، هتلاقي في المكتب اللي في أوضتي… هاته وتعال بالله عليك، مش هينفع أسيب ورد لوحدها."


كنت سامعاه، قرّبت أنا المسافة اللي بعدت عنه، وحضنته، وما أدركتش دي غير لما انس فروة راسي وقال:


"صباح الخير يا قطة."


قمت من مكاني بتوتر، وأنا بقول له:


"إيه قطة اللي إنت بتقولها دي؟ أنا ليا اسم."


"ما إنتِ في حجم القطط بالنسبة ليا."


"أنا جعانة، انزل هات فطار وارقني شوية."


"طب أغسل وشي طب!"


حطيت إيديها في وسطها وهي بتقول:


"بقولك جعانة، هو دا اللي هتنفذ طلباتي من قبل ما أطلبها."


ضحك لي وهو بيقرب، ونظراته مش مطمئنة، وسند إيده جنبي وقال:


"ليه حاسس إني تحت الاختبار؟"


ضحكت له وأنا بقول له بحماس في دلال بسيط:


"دي حقيقة، ولو نجحت في الاختبار، هتترقى ترقية كبيرة كمان."


"يا رب، نسأل الله الدرجات النهائية."


قالها وقام بسرعة خرج عشان يغير هدومه، وبعدين نزل، وأنا بدأت أتجوّل في الشقة، مش قادرة أستوعب إني في مكان أحلامي وإنه بقى بتاعي.

كلمة "بتاعي" دي لذيذة أوي.

يوسف حد جميل أوي، وجماله مش عارفة أستوعبه.

حاسّة بحبه وحنّيته في كل نفس بيتنفسه، ومش حاسّة بخوف ولا قلق، حاسّة إني عايزة أبدأ معاه حياة جديدة ومختلفة.

نعيش حياة حقيقية.

ودا قراري لما اتكلمت مع جدو هارون امبارح بعد ما الدكتور مشي.

ق ررت قرارات جميلة أوي، وأهمها إني مش هقول حاجة منها ليوسف قبل ما أُخف وأبطل نوبات الهلع دي، عشان حقيقي هو صعبان عليا أوي.


طلع ومعاه فطار حلو، بس أنا بصيت له وأنا بقول:


"يوسف؟"


"العصير طلبته فريش، هييجي دلوقتي."


ابتسمت له بحب، خرج من عيوني، هربت بعيوني عنه، وقلت له:


"شكرًا يا أستاذ يوسف، على فكرة، إنت موتت روحي الفنية."


بص لي باستغراب وهو بيقول:


"موت إيه يا حبيبتي؟"


"روحي الفنية، إنت نسيت إني فنون جميلة ولا إيه؟

نسيت الألوان والفرش ودرجات أقلام الرصاص؟ أمنيتي إني أمسك كانفَس."


"من عيوني يا ست ورد، لو بقيتِ كويسة إلى بالليل، تعالي ننزل نشتري كل اللي إنتِ عاوزاه."


"لا يا أخويا، متشكرين لحضرتك، أنا النهاردة مش هخرج من السرير."


اليوم مر، ونزلت معاه نشتري الغدا فعلًا، وقرر إننا هنتعشى من بره.

مش من أي حتة كمان، من عربية كبدة على الطريق.

كنت فطسانة ضحك عليه.

‏

" مش قولتي قبل كدة عاوزه تركني ال BM  وتنزلي تجيبي سندويتشات من عربية كبدة "


" على فكرة هفضل فاكره ان اول عزومة عزمتها لمراتك كانت سندويتشات من عربية كبدة " 


" اعتقد دا بونس ليا "


ضحكت لانه فهم دماغي وانا بقوله


" دا كدة كدة " 

--------------------------------------------------------------------

مر اليوم علينا وطبعا قاعد يشتغل بس سايب ليا  موبيله وقاعدت اتفرج على الصور بتاعتنا في الخروجة وطول اليوم وانا كنت بصور بقالي كتير ممسكتش موبايل خالص، فتحت الصور لورا شوية وكانت صدمتي، كمية اسكرينات من الاكونت بتاعي، مش صور ليا رغم اني بنشر كتير اوووي صور ليا، كان اسكرين اكل حاجة نزلت انها بحبها اول عاوزاها او عملت عليها ريفيو، معرض الصور عنده كان كله تفاصيلي، حتى نوع الاقلام الي كنت بنزلها وفديوهات الرسم واللوحات، كنت مبهوره بيه وبتفكر كلامه ليا " المهتم بيعرف اي حاجة " 

بصيت له كان مشغول  جدا في شغله، فقومت قاعدت جنبه وقولت


" مافيش بريك خالص؟ "


" انا تمام انتِ محتاجة حاجة يا قطتي " 


" اممم والله وبقيت تحط ياء الملكية في الكلام ومحدش همك "


ضحك لي وهو بيقول


" روحي العبي بعيد يا شطورة عشان هضيف حاجات كتير او فضلتي جنبي مش ياء الملكية بس  "


بعدت عنه فورا وانا ببص له بشر وهو بيضحك عليا وبعدين فتحت الموبايل ببصمة وشه و اخذته صورك وهو بيشتغل تغفيله هستخدمها بعدين. 


" انا هقعد في البلكونة شوية "


" لفي طرحتك " 


زفرت بزهق وانا برجع افتح الشنطة عشان اخر طرحة ولفتها عشوائي فبص بطرف عينه وقال


" الدبوس يا قطة "


" انت رخم "


" لا مش رخم مبحبش حد يوسف حاجة بتاعتي " 


رفعت حاجبي وانا بقول


" لا يا واد؟

كتبني بأسمك ولا معاك عقد ملكيتي "


" تحبي اطلعلك القسيمة؟ "


ضحكت بصوت عالي وهو بصص ليا بحب وعجبته ضحكتي اول مرة اضحك كدة قصاده، سبته وخرجت البلكونة بعد ما حطيت الدبوس، فصلت قاعدة بتاع ساعة  لحد ما لقيته جي يقعد معايا، قاعد قصادي وحاط اللاب على حجره وفرد رجله جنب رجلي المفروده على الترابيزه، كان الجو صامت و مريح وانا معايا  موبيله بصورنا و بصور القمر بليل وجماله، وجمال عم يوسف وانا ببص على عيونه والروقان ايه موجود تحتها قومت جبت الكريم بتاعه ورجعت قاعدت جنبه المرة دي ومسكت وشه بأيدي فضحك وهو بيقولي


" نعم يا ورد " 


" استنى عشان هحطلك كريم تحت عينك "

سالت نفسه وعيونه عليا وانا بحطله الكريم وبعدين قولت


"  انت مش بتتعب من البحلقه في الباب و الورق طول الوقت اسمك هتتعبك "


" انا اصلا عامل ليزك ومعايا نظارة تحفظ عيني من اشعة اللاب بس انا بشتغل في كل مكان تقريبا عشان كدة ديما بنساها " 


" خلاص بعد كدة نخليها في شنطتي انا، عيونك هتعلم بجد، وبعدين يا يوسف انا في حاجة مضيقاني " 


بعد الباب وهو بيلف جسمه ناحيته وقال بهتمام وهو ماسك يدي 


" اي مضايقك طيب "


" انام فعليا عارف اني كل حاجة، انا معرفش غير اسمك وانك بتشتغل وخريج هندسة، بس لا أعرف انت بتحب اي ولا بتكره اي، معرفش فعلا اي حاجة عنك " 


" بس كدة، خضيتيني يا ورد "


" والله؟ 

ليه شايفها حاجة تافهه "


" العالم كله تافه وانتِ الحاجة الوحيدة المهمة يا ورد" 


ضحكت له في ثواني، تم تثبيتي بنجاح 


" طب الوقت اتاخر واحنا هناك دلوقتي عشان عندنا مشوار بدري "


" اي هو؟؟ "


" هتوديني القصر عشان عاوزه جدو هارون و كمان عشان ليلى تعبانه ولازم اطمن عليها، و متخفش مش هخلي جدو هارون يطردك "


قرب مني ومسك طرف الطرحة وقال 


" اطمن يعني؟ معايا واسطة "


بعدت يده وانا ببص له بشر وقولت


" طب حاسب للواسطة تقلب عليك " 


-----------------------------------------------------------------------


تاني يوم صحينا، مفزعتوش كتير على مدار الليل، كانت مرات قليلة، اتحركنا بالعربية على القصر ووصلنا ساعة الفطار، كان الكل موجود معادا ياسر وجدو هارون وكمان ليلى مخرجتش من اوضتها 


" نورت بيتك يا حبيبي نورت بيتك، اقعدي يا نور عيني وهحطلك تفتطر "


حضن امه اللي رحبت به وبعدين سلم على الكل و انا كنت متوترة ومتنشنه هو كل شوية يطبطب على ايدي  بحنية وقاعدتي جنبه وعمل ليا زي اول يوم، قاعدت يحط ليا أكل بأيده وخلاهم يحبوا عصير فريش ليا، كنت باكل لاني جعانه وعشان ابان مرتاحة جنبه وكنت بوشوه كل شوية، والسبب كان واحد بس عشان ست تاليا اللي هتكله بعنيها وهو قاعد جنبي !!


خلصنا الاكل و طلعنا اوضتنا وانا فعلا طرحتي وانا بقول


" يوسف، ما تروح تجيب صالح وتيجي، عشان حضرتك هتشتغل وانا هفضل قاعدة مع الحيطة "


" اخلص بس الخادمات دي والله هاخد اجازة شهر لاجل عيونك " 


ابتسمت له خرج فعلا واجب صالح معه اللي طار يحضني وقال


" وردتي…. واو انتِ خفيتي، شيلتي الابرة من يدك " 


" اه يا عيوني خفيت، اي رايك اقعد تسليني بدا خالك الرخم دا عشان مش بيعرف يسليني زيك " 


" اممم، يعني انا اشطر من خالو يا وردتي "


" وحياة امك؟

اضبط يا صالح بدا ما اضبطك، وبعدين مش قولت لك انها وردتي انا " 


" وانا قولت لك انها وردتي انا "


ضحكت على التحدي بينهم و قولت لصالح


"معلش يا حبيب وردتك، هات شنطتي اللي هناك دي."


جري جري يجيب الشنطة قبل يوسف،

ومسك الشنطة فعلًا، بس أما جري اتكعبل، والشنطة اتكبّت على الأرض.


مسكه يوسف ورفعه وهو بيشوف ذقنه:


"أنا كويس يا خالو… معلش يا وردتي، وقعت الشنطة."


"ولا يهمك يا عيون وردتك."

قولتها وأنا ببوس إيده وبوطي ألمّ الحاجة اللي وقعت،

وأهمهم الورقة المكتوب عليها حرف "ي".


لكنه خطفها قبلي، وهو بيقول:


"إيه الخط الجامد ده يا وردتي؟"

يتبع...

#نورهان_علام

#حواديت_تراب_القمر

انا مش مسؤول عن اي حاجة هتحصل😆

رواية ورد ويوسف الفصل التاسع 9 من هنا

رواية ورد ويوسف كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات