رواية وهم عبر روايات الخلاصة بقلم الست ورد
رواية وهم الفصل الأول 1
"مالك في إيه؟"
كان لِسّه جاي من برّه.
ملامحه غريبة… حزينة.
مش ده جوزي اللي أعرفه.
كنت خايفة عليه.
قرب مني وأنا بحط إيدي على خدوده،
بعد إيدي بقوه، وكانت عينيه حمرا.
"إنتِ طالق."
"إيه؟"
اتصدمت، والدموع اتجمعت في عيني،
إيدي بدأت تترعش.
"عاوز لما أجي ما لاقيكيش هنا."
حاسّة روحي هتطلع من مكانها.
كان ماشي ناحية الباب،
جريت عليه وأنا بمسك إيده.
"مالك في إيه؟ إزاي تطلقني؟!
ده أنا ورد… حبيبتك."
"ورد ماتت بالنسبالي."
قالها وهو بيبعد إيدي عن كتفه بقوة،
وخرج وهو بيرزع الباب.
أكيد حلم وهصحى منه.
مستحيل… ده جوزي.
مستحيل.
كنت تايهة… مش عارفة أروح فين ولا أجي منين.
الانهيار وصل لآخره… خلاص مش قادرة.
حاسّة إني هقع وأغمى عليّا.
عارفين شعور إن كل حاجة اتنين؟
والدنيا بتلف بيكم في دوامة؟
أنا كنت أمرّ من كده.
صرخت من كل قلبي.
الناس اللي في دماغي مش راضيين يسكتوا.
المشتّتات… الأصوات… كل حاجة.
دموعي بتنزل بغزارة.
لميت هدومي كلها تقريبًا.
مكنتش حاسّة بأي حاجة.
أنا يتيمة… لا أب ولا أم.
ما عنديش مكان أروحه.
ولأول مرة حسّيت إني لوحدي،
من غير ضهر أستند عليه.
الدنيا مطرت بشكل غريب.
كنت بحب المطر… بس لأول مرة أكرهه.
طلقني من غير ما أعرف السبب.
كل واحد ليه سبب للطلاق… إلا أنا.
رنيت عليه، رد من أول مرة.
كنت ببكي.
هو كان صوته مليان خوف.
"ورد، في إيه؟"
"أنا… مش كويسة."
قولتها وصوت بكائي عالي.
"طب اهدي وقوليلي… إنتِ فين؟"
"أنا في الشارع."
"خلاص، استني… أنا جايلك."
ما كملتش نص ساعة وكان واقف قدامي.
قرب مني وهو بيتفحصني بخوف.
"إيه اللي نزلك في الوقت ده؟
وإيه الشنطة دي؟"
"مالك… طلقني يا مصعب."
"طب اهدي…"
قالها وهو بياخدني في حضنه.
تشبّبت فيه وبعيط بحرقة.
أخدني وركّبني عربيته.
حط الشنط ورا في شنطة العربية.
طول الطريق ساكتة.
كان ماسك إيدي… يطمني ويهديني.
أكيد ده حلم…
وهصحى ألاقي مالك جمبي.
أو يطلع مقلب.
بس لا… مفيش مقالب في الطلاق.
غمضت عيني،
ولما فتحتها لقيت مصعب بيصحيني.
جسمي متكسر، مش قادرة أقوم.
هو شالني وطلعني شقته.
كنا غرقانين من ميّة الشتا.
"ورد، فوقي يا حبيبتي.
خدي شاور دافي… عقبال ما أجيب الشنط.
غيّري هدومك ودفّي نفسك… وأنا هعملك حاجة دافية تشربيها."
مكنتش حاسّة بنفسي.
دخلت أخدت شاور.
لبست من شنطتي.
لقيت مصعب جايبلي شوربة دافية.
"اشربي الشوربة دي… هتدفّيكي."
"مليش نفس يا مصعب."
"علشان خاطري… مش بحب أشوفك تعبانة."
"صدقني… مليش نفس."
"خلاص… هشربك أنا."
مسك المعلقة… وقربها.
"الطيارة رايحة فين… فين؟"
فتحت بُقّي وأنا بضحك.
بيرجعني طفلة تاني.
طفولتي اللي اتحرمت منها…
هو بيحاول يعوّضني عنها.
خلصت الطبق.
"أشطر كتكوت والله."
دخل المطبخ، رجع بالإستيشوار.
… وبدأ ينشف شعري.
كنت مبسوطة وحزينة في نفس الوقت.
"عدي الجَمايل."
"عداهم."
قولتها وأنا ببتسم.
بعد ما خلص كان هيمشي.
"ممكن تحكيلي حدوتة عشان أنام؟"
"ممكن جدًا."
قالها وهو بينام جمبي على السرير.
كان فرحان… نمت على كتفه وهو بيحكي.
"كان يا ما كان، في قديم الزمان…
كان في بنوته عسل، عندها خمس سنين.
كانت بتلعب في الشارع مع إخواتها.
فجأة شافت فراشة جميلة،
جريت وراها، وبعدت عن إخواتها.
شافها راجل كبير… قالها هودّيكي لماما.
سمعت كلامه ومشيت معاه.
لكن أخوها الكبير كان أكبر منها بثلاث س
شافها، وجرى وراها.
قرب منها وهو بينده عليها.
الراجل ضربه بآلة حادة في بطنه.
مات… علشان صغير.
والبنوته كانت بتستغيث بأخوها… و…"
سكت فجأة.
بصّ لها… لقاها نايمة بعمق على كتفه.
مسح دمعة نزلت من عينه،
حط إيده على بطنه.
بعد عنها بهدوء… وغطاها،
وطفى النور وهو خارج من الأوضة.
صحيت من النوم… جسمي متكسر.
بصيت في الساعة… لقيتها وحدة الظهر.
إزاي نمت كل ده؟
غمضت عيني تاني…
لكن صحيت على صوت عالي بره.
قمت وأنا مش قادرة أفتح عيني.
قلبي دق بسرعة… خايفة على مصعب.
اتجهت ناحية الصوت.
كان عند باب الشقة.
لقيت مالك واقف، صوته عالي.
ومصعب واقف مانعه يدخل.
أول ما شافني،
ضحك بسخرية.
"أهلا بالخاينة."
.. يتبع..
ياتري ورد فعلا خاينه؟
ومين مصعب ده؟
#وَتَعانَقَتِ_الأَرْواحُ𐭩ᡣ
#السِت_وردَ
#وهْم