رواية ريان وحلا عبر روايات الخلاصة بقلم حبيبة محروس
رواية ريان وحلا فصل إضافي
"بارت أضافي– 6"
: "حــلا.. إنتي سامعاني ولا دماغك راحت في حتة تانية؟"
= "ها؟! إيه؟"
منة كانت واقفة قصادي وهي ماسكة طرحة الفستان، بصتلي بتركيز وقالت بخبث:
: "هو في حد بيتجوز النهاردة غيرك؟ شكلك مش معانا خالص"
= "أنا.. أنا مش عارفة أقول إيه، حاسة إن الموضوع مش حقيقي"
سارة دخلت علينا وهي ماسكة وردة بيضا وقالت بضحكة فرحة:
: "أهو حقيقي جدًا واللي مستنيكي بره واقف مش راضي يتحرك من مكانه وبيقول مش هيعمل أي حاجة غير لما يشوفك"
سكتّ وأنا قلبي بيدق بتوتر، عنيا دمعت وأنا ببص لنفسي في المراية..
كنت لابسة فستان أبيض بسيط و حسيت اني سرحت في نفسي شوية..
ماما أخدت الطرحة من منة و قربت مني و قالت بتأثر و هي بتلبسها ليا..
: "الله أكبر يا بنتي.. عروسة زي القمر!"
ماما بعد ما ظبطت ليا الطرحة حاولت تمسح دموعي بسرعة بكل حنان..
: "بلاش تبوظي الميكاب كدة جوزك لو شافك هيفتكر إنك ندمانة"
= "كل اللي في الموضوع أني فرحانة بس مش قادرة أستوعب.. كل اللي حصل بينا من أول يوم شغل لحد اللحظة دي بيعدي قدام عيني دلوقتي"
سارة قربت مني أكتر وهي بتضحك..
: "وبعدين بقا يا حلا.. إنتي عارفة ريان مش سايب حد يركز في شغله من ساعة ما دخلنا القاعة كل شوية يسأل:هي فين؟ جهزت ولا لأ؟"
منة ضحكت بخبث و كملت..
: "المدير بتاعنا اللي كان محدش يقدر يرفع عينه فيه واقف بره مرعوب من عروسته.. يا بختك يا أختي!"
= "بطلوا بقى كفاية توتر.. إنتو مش عارفين أنا حاسة بإيه دلوقتي"
سكتنا لحظة و كانوا لسا هيكملوا كلام بس سكتوا لما الباب اتفتح ودخلت "جنى" صاحبتي من أيام الجامعة اللي كانت لسه جايه من السفر مخصوص عشان الفرح..
: "ايه يا مجنونة بقا أنا آخر واحدة تعرف!"
= "انتي عارفة الدنيا مشت بسرعة ازاي.. بس والله وجودك النهارده فرحني أوي"
جنى حضنتني بقوة وهي بتبص عليا بعينين مليانين دموع:
: "هو ده اليوم اللي كنتي بتحلمي بيه من زمان.. استمتعي بيه يا حلا إنتي تستاهلي"
........
في نفس الوقت بره القاعة..
ريان كان واقف وسط صحابه اللي برة الشركة لابس بدلته الكحلي الغامقة وماسك بوكيه الورد بتاعي مش راضي يديه لحد وعينيه متعلقة بالباب..
واحد من صحابه "آسر" ضربه على كتفه وقال بسماجة..
: "إيه يا عم ده أنا عمري ما شوفتك متوتر كده.. فين ريان اللي بيسكتنا كلنا بكلمة؟"
صاحبه التاني "كريم" ضحك و كمل..
: "بصراحة يا ريان عمري ما توقعت إنك تقع في الحب بالشكل ده.. إحنا متعودين عليك دايمًا مركز في الشغل معندكش وقت حتى لنفسك"
آسر زود عليه بخبث:
: "فاكر لما كنت بتقول علينا مش بنعرف نركز في شغلنا عشان البنات.. دلوقتي مين اللي واقف بيعد الثواني لحد ما عروسته تطلع؟"
ريان بص لهم نظرة نصها تهديد وقال بهدوء:
_ "كفاية هزار بقا مش وقتكم متخلونيش اندم اني عزمتكم"
وقتها صاحبه التالت "يزن" اتدخل في الكلام بهدوئه المعتاد بس في لمحة خفة في صوته:
: "لا بقى أنا مستمتع أوي باللي بيحصل محدش فيكم يسكت يا رجالة.."
آسر حب يستغل أن ريان مش مركز و سأله..
: "بس هو أنا عندي سؤال إنت هتبقى أول مرة تشوفها النهارده ولا شوفتها قبل ما نجي؟"
ريان هز راسه و رد:
_ "مشفتهاش خالص.."
كريم صفّر بكل خباثة و أستفزاز:
: "طب يابني ربنا يسترها عليك.. أنا خايف العروسة تطلع وتلاقيك واقع من الفرحة"
وقتها الباب اتفتح والقاعة كلها وقفت.. بس عيني أنا ما شافتش غيره..
ريان كان واقف في النص ماسك البوكيه و بأبتسامة على وشه اللي بقى رسميًا بتاعي، عينيه متعلقة بيا لدرجة حسيت إني أنا الوحيدة اللي موجودة..
خطوة ورا التانية لحد ما وقفت قدامه.. حسيت إن الدنيا كلها اختفت..
مد إيده بهدوء و سلمني البوكيه بعدين فجأة مال عليا وباس راسي قدام الكل..
القاعة كلها انفجرت تصقيف وهتاف بحماس..
ومنة صوتها كان أوضح صوت وسط الكل:
: "ياههه يا جماعة! هو ده الحب ولا بلاش!"
يزن ضحك ووشوشني وهو ماسك إيدي:
_ "تعرفي اني كنت مستني اللحظة دي من زمان.. تعالي بقا نكملها زي ما تستاهل"
مشي بيا خطوة بخطوة لحد الكوشة..
أول ما قعدنا الهتاف موقفش القاعة كلها اتحولت لطاقة إيجابية غير طبيعية..
بعد شوية الجو بقى أهدى شوية والناس بدأت تتحرك ناحية الأوبن بوفيه..
منة راحت لوحدها تختار أكل و انا استغربت اني ملمحتش سارة أو جنى أو باقي صحابي معاها بس طنشت..
_ "مالك مركزة على صحبتك كدة ليه مش تركزي على الأهم دلوقتي"
= "و ايه الأهم"
ابتسم ابتسامة صغيرة وقرب مني وهو بيقول ببساطة:
_ "أن جوزك عايز يقولك أنه بيحبك"
الكلمة وقعت على قلبي زي نسمة دافية، ابتسمت بسرعة وبصيت لإيدي بتوتر ووشي سخن من الكسوف..
فجأة لقيته بيرفع وشي ناحية وبنفس الابتسامة اللي متشالتش من أول ما شافني قال:
_ "انتي حتى كسوفك حلو يا حظي بيكي"
أنا حاولت أغير الموضوع بسرعة عشان أهرب من نظراته و بصيت ناحية منة اللي لاحظت أن واحد من صحاب ريان بدأ يقرب منها..
= "واضح أن صاحبك بيحاول يشقط صاحبتي"
ريان نقل نظره في نفس الاتجاه اللي كنت ببص له وبعد ثواني ضحك على آخره..
_ "ده أسر عادي"
آسر اللي كان واضح عليه إنه مش بيحب يضيع الفرص قرب من منة وهو ماسك طبق في إيده وقال بابتسامة جريئة..
: "واضح إنك خبيرة في البوفيه.. تختاريلنا إيه أحسن حاجة هنا؟"
منة رفعت حواجبها:
= "إنت مين أصلًا؟"
هو ضحك ومتأثرش من طريقتها:
: "انا آسر واحد من صحاب العريس، يعني من دلوقتي المفروض نعتبر بعض عيلة"
منة بصت له من فوق لتحت وقالت ببرود:
= "عيلة إيه؟ يلا يا عم ركز في طبقك"
هو فضل يستفزها أكتر وقرب شوية وهو بيشاور على العصير:
: "طب على الأقل ناوليني الكوباية اللي قدامك دي.. اكيد هتبقى حلوة من ايدك السكر"
ساعتها منة اتعصبت جدًا ومسكت كوباية العصير راحت دلقتها على وشه:
= "اتفضل.. أحلى سكر"
الناس اللي حوالين البوفيه اتصدمت وهو وقف مبلول بالعصير والبسمة لسا على وشه! بالعكس ده ضحك وقال:
: "واضح إنك أخطر من اللي اتخيلته.. نوعي المفضل"
منة رمت الكوباية الفاضية على الترابيزة ومشيت وهي متعصبة جدًا..
من بعيد سارة اللي كانت واقفة ساندة على ترابيزة صغيرة ومعاها طبق حلويات أول ما شافت اللي حصل انفجرت ضحك..
و لما رفعت عينها بالصدفة شافت كريم مركز معاها.. هو كمان كان واخد باله من الموقف ولما شافها بتضحك بالطريقة دي ابتسم من غير ما يقصد..
نظراتهم اتقابلت لثواني قصيرة بس كأنه قال كلام كتير من غير ولا كلمة..
سارة حسّت بحرارة غريبة في وشها وبسرعة بصّت في طبقها كأنها مش واخدة بالها، بعدين خدت خطوة عشان تلحق منة اللي مشيت متعصبة..
كريم لحق نفسه وضحك بأحراج من الموقف بعدين راح لأسر اللي كان سرحان في المكان اللي منة راحت فيه بأبتسامة..
: "اخونا المازوخي يا عم.. بقا تكب في وشك العصير و تقولها نوعي المفضل"
آسر مسح وشه بالعصبية الهادية بتاعته وقال وهو لسه مبتسم:
: "يا ابني دي نار.. والنار دي أنا بحبها"
كريم هز راسه بقلة حيلة:
: "آه نار تحرقك مش تحبك.. دي لو بصيت لها تاني هتولع فيك"
: "ما هو ده اللي مخليني مستمتع.. بنت جامدة زي دي مش هتتعامل غير بالتحدي و الأحترام"
كريم ضحك من سخافة تفكير صاحبه وبص حواليه..
عينه رجعت غصب عنه على سارة اللي كانت واقفة بعيد بتحاول تهدي منة وفجأة وشه اتغير شوية وبقى فيه تركيز..
آسر لاحظ وقال بخبث:
: "الله الله الله.. مين شدك كده؟"
كريم رد بسرعة كأن حد مسكه متلبس:
: "محدش.. ركّز في نفسك يا آسر"
آسر ضحك و هز راسه وكريم حاول يغير الموضوع ويبان عادي وهو لسه غصب عنه عينه بتدور على سارة..
فجأة الموسيقى عليت وإضاءة القاعة اتحولت ناحية الكوشة..
الكل ركز على صوت الدي جي وهو بيعلن:
: "يلا بينا نرحب بالعريس والعروسة في رقصتهم الأولى!"
ساعتها كل العيون اتوجهت علينا أنا و ريان..
هو مدّ إيده ناحيتي بهدوء وابتسامة صغيرة على وشه
حسيت وقتها إن اللحظة دي أكبر من أي حاجة..
قمت معاه وإحنا ماشيين وسط القاعة حسيت الفراشات اللي في بطني بتتضاعف مع كل خطوة..
ريان وقف قدامي في نص القاعة و مسكنا أيد بعض..
أنا همست بخجل:
= "كل الناس بصين لينا.."
هو قرب أكتر وقال بصوت واطي مش سامعاه غيري:
_ "سيبيهم يبصوا.. أنا عايزهم يشوفوا قد إيه بحبك"
خطوة صغيرة لقدام إيده لفت على خصري بهدوء، والإيد التانية ماسكة إيدي كأنها أثمن حاجة..
في لحظة قريبة جدًا مال عليا وهمس:
_ "تعرفي إنك السبب إني ببتسم بالشكل ده لأول مرة في حياتي؟"
ضحكت ودموعي لمعت في عيني وهو بسرعة رفع إيده ومسح دمعة قبل ما تنزل..
_ "مسمحش لحاجة تمحي الفرحة دي من وشك ابداً.. فاهمة؟"
خلص كلامه ولفني بحركة خفيفة ورجعني بين دراعاته تاني، وسط تركيز الكل..
أنا بقيت محمرة ومش قادرة أبص بعيد وهو ابتسم ابتسامة أمان كاملة وقال بصوت واضح للكل:
_ "من النهاردة.. إنتي قصتي كلها"
القاعة كلها وقتها انفجرت تصفيق وهتاف أكتر..
ريان شدني أكتر ليه و رافع إيدينا مع بعض قدام الناس كأنه بيعلن إننا كسبنا الحرب دي سوا..
و في وسط كل ده جنى كانت واقفة بعيد شوية وسرحانة فيهم بشكل مبالغ فيه..
الكحل بتاعها ساح من كتر ما دموعها نزلت وهي مش قادرة تمسك نفسها من المشهد اللي قدامها..
يزن لما لاحظها من غير تردد مد إيده في جيبه طلع منديل ومشي ناحيتها بهدوء..
وقف قصادها ومد المنديل وهو بيبص لها بعينيه الهادية جدًا:
: "أتفضلي.. قبل ما المكياج كله يبوظ"
جنى اتفاجئت وبصت له ثواني من غير ما ترد، بعدين أخدت المنديل وهي بتحاول تضحك وسط دموعها:
= "شكلي محرج أوي دلوقتي.. صح؟"
يزن هز راسه بنفس ابتسامته البسيطة:
: "لأ بالعكس.. شكلك متأثرة و فرحانة لفرحة صحبتك و ده شيء المفروض تفرحي بيه"
جنى اتكسفت و مسحت وشها بالمنديل بسرعة، وبعد ثانية رفعت عينيها تاني عليه..
: "شكراً يا استاذ..؟"
هو رد بنفس ابتسامته:
: "يزن.."
جنى ردت وهي بتميل راسها:
= "تشرفنا يا أستاذ يزن.. أنا"
قبل ما تكمل جملتها، فجأة موبايلها اللي كان في إيدها رن بصوت عالي..
يزن من غير قصد لمح الشاشة و شاف الاسم المتسجل "حبيبي"..
عينها لمعِت أول ما شافته والبسمة طلعت منها من غير ما تحاول تخفيها..
حطت إيدها على ودنها وهي بترد بخفة:
= "الو.. آه حاضر.. كلها شوية و الفرح يخلص و راجعة.. حاضر مش هتأخر متخافش"
رجعت تبص ليزن بسرعة وقالت بنبرة مهذبة:
= "مضطرة أستأذن.. مبسوطه إني عرفتك"
ومشت بخطوات سريعة وهي لسه مبتسمة..
يزن وقف مكانه وابتسامته اختفت بالتدريج وحس بحاجة غريبة في صدره..
مش زعل واضح بس إحباط هادي كأنه فقد فرصة قبل ما تبدأ أصلًا..
تمتم لنفسه وهو راجع يقف وسط صحابه تاني..
: "مخطوبة.. منطقي"
وقتها الدي جي شغل أغنية اغنية مختلفة أعلنت عن نهاية الفرح والناس اتجمعت ورايا انا و ريان و احنا خارجين من القاعة..
منة وسارة وجنى اتحركوا مع بعض في النص و باقي صحابي كانوا وراهم و ماما ماشية تزرغط بفرحة في الاخر..
على الجنب التاني كريم بص لسارة من بعيد من غير ما يقصد، نظراتهم اتقابلت تاني لحظة سريعة قبل ما يلف وشه..
آسر كان عايش في دماغه ومركز على منة اللي مدياله ضهرها..
ويزن ماشي بثبات ملامحه هادية بس جواه لسه متلخبط من اللي شافه من شوية..
و اخويا محمد كان واقف في زاوية القاعة بيراقبني بأبتسامة فرحة و فخر..
لما الكل خرج من القاعة الضوء هدي شوية والأغنية خفتت..
ريان شدني جنبه وهو بيضحك بفرحة وقال:
: "خلصنا الحرب دي.. يلا نجهز للجديدة"
ضحكت من غير ما أرد واللي حوالينا كلهم كانوا ماشيين بضحك و كلام ومواقف صغيرة بتبين إن كل واحد فيهم لسه قصته بتتكتب..
النهاية..
........
بارت أطول من حياتي اهو..
بما أن النهاية مكانتش عجباكم حبيت اغيرها عشان خاطركم و حابة اعرف رأيكم في كل كابل من اللي ظهروا في البارت و تحبوا الرواية الجاية نكمل مع انهي كابل فيهم؟
أسر و منة
سارة و كريم
يزن و جنى
#ريان_وحلا