اسكريبت رسائل ورقية بقلم ٱيات عاطف
كنت قاعدة في أوضتي بهدوء غريب
ما حسيتش بيه من زمان.
فنجان القهوة قدامي،
وصوت الأغاني شغال في الخلفية كأنه بيحضني،
مخليني في حالة سكون وراحة نفسية،
كأن الدنيا كلها أخيرًا قررت تسكت شوية.
مفكرتش في حاجة معينة…
بس سايبة نفسي أتنفس مع اللحن،
وببص لبخار القهوة وهو بيطلع بهدوء.
وفجأة، الهدوء ده اتقطع بخبطة
خفيفة على باب الشقة.
رفعت عيني باستغراب، أنا مش مستنية حد.
قمت بخطوات هادية ناحية الباب،
وقلبي بيدق بسرعة مش مفهومة فتحت الباب.
مفيش حد.
الممر ساكن، الحيطان صامتة،
والضوء الأصفر الباهت مش مبيّن غير السكون.
كنت خلاص هقفل الباب،
بس عيني وقعت على ظرف أبيض
صغير مرمي على الأرض قدامي،
كأنه حد سابه وجري.
انحنيت وأخدته ببطء،
قلبي بيدق جامد وأنا مش عارفة ليه.
دخلت جوه وقفلت الباب ورايا،
ولسه دقات قلبي مش بتهدى.
حطيت الظرف على الترابيزة،
اترددت شوية، وبعدها فتحته بحرص.
طلعت رسالة مكتوبة بخط إيد.
فتحتها و كان محتواها:
«أكتبُ لكِ، لعلّ الكلمات تُوصف ما أشعر به تجاهكِ،
ولأنني أعلم أنكِ تُحبين الرسائل الورقية…
فهي بالنسبة إليكِ أكثر شاعرية.
اشتقتُ إليكِ.»
فضلت أقرأ السطور كذا مرة،
كأني بدوّر في الحبر على سرّ مستخبي.
عيني بتتنقل بين الكلمات، وأفكاري بتتلغبط ببعض:
مين اللي كتب ده؟ وليه؟
الرسالة دي ليا أنا فعلًا؟
ولا بالغلط اتسابِت قدام بابي؟
غمضت عيني لحظة،
وحسيت برجفة صغيرة ماشية في جسمي.
في دفء في الرسالة، بس غامض…
كأنها مش بتاعتي، ومع كده لمستني أوي.
همست لنفسي وأنا برجع الورقة جوه الظرف:
"أكيد غلط الرسالة دي مش ليا.
اكيد حد سابها هنا بالغلط."
رجعت مكاني، مسكت فنجان القهوة،
وحاولت أرجع للهدوء اللي كنت فيه،
بس عيني كل شوية تروح ناحية الترابيزة…
ناحية الرسالة اللي مرمية هناك،
كأنها مصممة تسرقني من واقعي.
---
عدّى أسبوع كامل…
وأنا لسه مش فاهمه إيه اللي بيحصل.
كل يوم الصبح أو بالليل،
بلاقي ظرف أبيض متساب على باب الشقة.
جوا الظرف ورقة صغيرة،
مكتوب فيها كلام يخصّني أنا…
حاجات محدش يعرفها غيري!
أنا بستغرب جدًا…
هو مين اللي يعرف إنّي بحب
أشرب قهوتي من غير سكر؟
أو إني لما بزعل بفضل ساكتة
بالساعات ومش بحب أتكلم مع حد؟
إزاي يعرف إني بقعد أكتب
قبل ما أنام عشان أفضفض مع الورق؟
في الأول خوفت قلت يمكن حد بيراقبني.
بس مع كل رسالة كانت بتيجي،
الخوف بدأ يختفي وبدأ مكانه يسيطر عليا فضول غريب.
لحد ما جت الرسالة الأخيرة…
فتحتها بتوتر، ولقيت مكتوب فيها:
"لو عايزة تعرفي أنا مين،
هستناكِ النهارده الساعة 8 في المكان
اللي انتي متعودة تقعدي فيه كل يوم هستناكِ."
وقفت مكاني مصدومة…
قلبي دق جامد.
المكان اللي متعودة أقعد فيه؟!
يا ترى قصده البحر؟!
طب إزاي عرف إني كل يوم بنزل أقعد هناك،
قدام الموج؟!
قعدت أفكر أروح ولا لأ؟
الموضوع غريب ويمكن يكون خطر.
بس جوايا كان في حاجة بتشدّني…
حاجة بتقولّي "روحي".
يمكن عشان عايزة أعرف مين الشخص ده
اللي دخل حياتي فجأة وخلاني أفكر فيه طول الوقت.
دخلت أوضتي وقفت قدام الدولاب.
طلعت الهدوم،
وعيني وقعت على فستان نبيتي
كنت بحبه من زمان… سحبته وعلقته قدامي.
بعدها قعدت قدام المراية،
حطيت ميكب بسيط شوية كحل يبرز عيني،
وروج هادي، وسيبت شعري مفرود زي ما بحب.
بصيت في الساعة كانت 7 ونص.
أخدت نفس عميق،
قلبي لسه بيدق بسرعة قفلت الدولاب،
ولبست الفستان.
وقفت ثانية قدام المراية…
كأني بسأل نفسي:
"هو أنا بعمل الصح؟"
بس مكنش عندي إجابة…
كان عندي بس رغبة إني أعرف.
مسكت شنطتي وخرجت.
وأنا ماشية حسيت كأني داخلة
على مغامرة مش عارفة هتنتهي بإيه.
---
وصلت البحر الجو كان هادي،
والموج صوته واخدني معاه،
كأني واقفة قدام صديق قديم بيحكيلي أسراره.
بصيت حواليّا مفيش حد.
وقفت على الكورنيش،
الهوا بيحرك شعري، وأنا مستنية.
الدقايق بتعدي وأنا كل شوية أبص في الساعة.
8:5.. 8:15.. 8:20.. وبرضه مفيش.
بدأت أحس إني اتضحك عليا.
رفعت عيني للبحر، وكأني بكلمه:
" شكلها لعبة ولا إيه؟ إزاي أصدق وآجي؟"
كنت خلاص هاخد نفسي وأمشي…
بس قبل ما أتحرك، سمعت صوت ورايا…
صوت رجولي، دافي، وكأنه بيرجعني سنين لورا:
-كنت متأكد إنك هتيجي يا ليلى.
اتخضيت! اتجمدت مكاني،
قلبي وقف لحظة وبعدين رجع يدق بسرعة جنونية.
بصيت ورايا بسرعة…
ولما شُفته عيني اتسمرت.
كنت واقفة مصدومة معرفتش حتى أتنفس.
شُفت الوش اللي عمري ما نسيت ملامحه،
اللي كان بيرافقني في أحلامي طول السنين.
همست وأنا مش مصدقة، عيني كلها صدمة وحنين:
_آدم!
ابتسم، وعينيه بتلمع بحب:
-وحشتيني يا ليلى.
أنا ماعرفتش أرد. كل حاجة جوايا اتلخبطت.
ده آدم حب طفولتي، صديقي،
اللي اختفى من حياتي من ٦ سنين كاملة!
سافر، وانقطعت أخباره، ومقدرتش أوصله.
وصلت لمرحلة فقدت فيها الأمل إني أشوفه تاني…
أو حتى إنه يفتكرني.
صوته رجعني للواقع قالها
بنبرة كلها شوق ودموع في عينيه:
-وحشتيني أوي يا ليلى…
ما تعرفيش أنا قعدت قد إيه بدور عليكِ
من بعد ما روحت بيتك القديم و لقيتك عزلتي.
ولما لاقيتك، قلت لازم ظهوري يكون مميز.
أنا عارفك بتحبي الرسائل الورقية…
فاكرة زمان لما كنتي دايمًا تقوليلي:
عارف يا آدم إن الكلام على الورق بيوصل
المشاعر أكتر من أي رسالة على الموبايل؟
عمري ما نسيتك يا ليلى…
ولا نسيت أي حاجة تخصك.
كنت لسه واقفة مش مستوعبة،
دموعي واقفة على طرف عيني…
فجأة لقيت نفسي بجري عليه وأحضنه.
هو اتصدم من رد فعلي،
واقف ثابت كأنه مش مصدق…
بس بعد لحظة، حضني هو كمان…
حضني أقوى كأنه خايف يسيبني أضيع منه تاني.
قلت وأنا في حضنه،
صوتي مليان دموع وفرحة:
_وحشتني أوي يا آدم عمري ما نسيتك.
كنت دايمًا حاسة إنك هترجع.
حضني أقوى،
وقال وهو صوته بيترعش من الشوق:
-أنا بحبك يا ليلى.
ابتسمت وأنا دموعي نازلة، وبصيت له:
_وأنا عمري ما بطلت أحبك يا آدم.
ساعتها بعدني شوية من حضنه،
مسك وشي بإيده، ومسح دموعي وهو بيبتسم.
وبعدين فجأة ركع على ركبته قدامي.
إيدي اتجمدت على بُقي من الصدمة…
طلع خاتم من جيبه،
وعينيه مليانة حب، وقال:
-وعشان أنا عارف إنك دايمًا كان
نفسك اللي يتقدملك يتقدملك
بطريقة رومانسية وعلى البحر.
ليلى تقبلي أكون جزء من أيامك وتفاصيلك؟
دموعي نزلت أكتر…
ابتسمت من قلبي وبصيتله،
وقلت بصوت بيترعش بالحب:
_أقبل..
أقبل أوي.
لبسني الخاتم، وقام بسرعة،
مسك إيدي وباسها.
وقال وهو عينيه مش سايباني:
-أوعدك طول ما أنا موجود،
هخليكِ سعيدة دايمًا.
مسكت إيده بقوة،
وقلتله بابتسامة وسط دموعي:
_وجودك جنبي هو سبب سعادتي.
الهوا لعب في شعرى وأنا واقفة قصاده…
وقلبي لأول مرة من سنين
حاسس إنه رجع مكانه الصح.
---
"كأنني وجدتُ في كلماته مرآةً لروحي،
فأدركتُ أنّ للقدر لغةً لا تُكتَب بالحبر،
بل تُرسَم في نبض القلب.
ربما لم يكن اللقاء مصادفة،
بل رسالةٌ من السماء تقول:
إنّ الأرواح التي تبحث، لا بدّ أن تلتقي."
---
"هستني رأيكم في الكومنتس".🦋
دي البيدج بتاعتي Ayat Atef 🦋
#اسكريبت_رسائل_ورقيه
#بقلمي_آيات_عاطف
#روايات_واسكريبتات_مميزة