رواية أمان قلبي (ليلى وزياد) عبر روايات الخلاصة بقلم رحمة طارق
رواية أمان قلبي (ليلى وزياد) الفصل الثالث 3
كان رقم أبوها.
قلبي وقع، ما ردتش.. سابته يرن ويسكت. بس بعدها جالي رسالة قصيرة:
"إنتي فاكرة إنك هتهربي مننا؟"
إيدي كانت بترتعش وأنا ماسكة الموبايل.
زياد دخل الأوضة في اللحظة دي، شاف وشي متغير، قال بسرعة:
"في إيه؟"
مديت له الموبايل من غير كلام، أول ما قرأ الرسالة وشه اتقلب.
"يعني خلاص عارفين إنك هنا."
قعد جنبي وقال بحزم:
"إسمعي يا ليلى.. إنتي مش لوحدك. حتى لو جم لحد هنا، مش هسيبك ترجعيلهم غصب عنك."
محستش بنفسي غير ودموعي نازلة:
"أنا خايفة يا زياد.. مش عاوزة أخسر البيت اللي لقيته هنا.. ولا الأمان اللي حسيته لأول مرة."
زياد قرب أكتر وقال وهو بيبص في عيني:
"إنتي عمرك ما هتخسري طول ما أنا موجود."
عدى يومين.. والصدمة حصلت.
كنت راجعة من الشغل، لقيت عربية كبيرة واقفة قدام البيت. أول ما قربت، شوفت عمي واقف، وبابا جنبه. قلبي بدأ يدق بسرعة من الخوف وأنا برجع بخطواتي لورا.
أول ما شافني عمي صرخ:
"بقي إنتي تهربي عشان متتجوزيش ابني وتخلي سيرتنا على كل لسان؟!"
ولما حاول يقرب مني عشان يمسكني ويضربني ويخدني معاه،
وقفت متجمدة، مش قادرة أرد ولا حتى أدافع عن نفسي. وفجأة ظهر زياد واقف بكل قوة:
"إياك حد يقرب من ليلى، سامعين؟!"
عمي بص له من فوق لتحت وقال:
"وإنت مين؟ مالكش دعوة بالبنت دي.. دي بنتنا وهنرجعها غصب عنها."
زياد اتقدم خطوة وقال بصوت ثابت:
"لأ.. ليلى مش هترجع."
عمي انفجر:
"إنت مين أصلاً عشان تقرر؟ ليلى جوازها الليلة من ابن عمها ومش هيتلغي."
زياد بص له بعزم وقال:
"لو على الجواز.. يبقى خليني أنا اللي أطلب إيدها دلوقت. قدامكم."
الكل اتصدم، حتى أنا.
وقفت تايهة.. دموعي بدأت تنزل، مش مصدقة اللي بيحصل.
زياد بص في عيني بحب وقال بهدوء وسط كل الصخب:
"ليلى.. إنتي عاوزة تفضلي هنا معايا ولا ترجعي معاهم؟ القرار قرارك."
كل العيون بصة عليا، عمي بيبصلي بتحذير وأنا بدأت أتوتّر وأخاف أكتر.
حسيت إن قلبي هيقف من الخوف، بس لأول مرة قلت لنفسي:
أنا مش هخاف.. المرة دي أنا اللي هختار.
مسحت دموعي بسرعة، وبصيت في عيون زياد وقلت بصوت عالي:
"أه.. أنا موافقة. عاوزة أكون معاك يا زياد."
الصمت اتكسر فجأة.
عمي اتجنن وقال:
"إنتي اتجننتي؟! إزاي تقولي الكلام دا قدامنا؟ إنتي مخطوبة لواحد تاني!"
بس زياد وقف قدامي وقال بكل قوة:
"هي اختارت... خلاص."
باباها كان واقف ساكت، عينه مليانة دموع وهو شايف بنته واقفة لأول مرة بتدافع عن نفسها. حاول يمد إيده يتكلم، لكن عمها شده وقال:
"يلا بينا.. البنت دي خلاص خرجت مننا. مبقتش تخصنا."
مشيو بغضب، وأنا وقفت بتنفس بصعوبة، قلبي بيرتعش، بس في نفس الوقت حسيت إني أخيرًا حرة.
زياد قرب مني وقال بابتسامة دافية:
"من النهارده.. إنتي مش لوحدك يا ليلى."
عدت أسابيع قليلة بعد المواجهة.. وزياد ما ضيعش وقت. راح لأبو ليلى رسمي، وطلب إيدها قدام الناس كلها، عشان محدش يقدر يتكلم تاني.
أبوها كان ساكت، لكن عينيه كانت بتقول إنه مرتاح إنها لقت حد يحميها. وبعد يومين رجع لوحده على بيت "أم زياد"، وطلب يشوفها.
لما شوفته، دموعي نزلت وجريت عليه أحضنه:
"يا بابا.. كنت محتاجاك جنبي من زمان."
حضني بقوة وقال:
"سامحيني يا بنتي.. كنت هجوزك بالغصب لواحد إنتي مبتحبهوش، وكنت مقصر معاكي كتير. لكن من النهارده إنتي ليكي حياتك اللي إنتي اخترتيها."
اليوم اللي بعده بدأوا التحضيرات.. البيت اتملى ضحك وفرحة، وأم زياد كانت في قمة سعادتها وهي بتجهز لفرح ابنها وليلى اللي بقت بنتها ومراته في نفس الوقت.
يوم الفرح جه.. قاعة صغيرة على البحر، كلها أنوار بيضا وزغاريط ملت المكان.
ليلى لابسة فستان أبيض بسيط، بس جمالها طاغي وابتسامتها منورة القاعة.
زياد واقف مستنيها، عيونه مليانة حب وحنان. أول ما دخلت، كل الناس بصوا ليها بإعجاب، لكن هو بس اللي كان شايفها أجمل بداية لحياته.
وقت عقد القِران:
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير."
والزغاريط علت. وأبوها كان واقف بيعيط من الفرح وهو شايفها بتضحك من قلبها لأول مرة.
بعد ما خلص الفرح، والدنيا هديت، ليلى وزياد راحوا شقتهم الجديدة.
كان المكان متزين بالورود والشموع، والجو كله دفا.
ليلى كانت متوترة وبتضحك بخجل، وزياد أول ما شافها قال بابتسامة دافية:
"إنتي أجمل عروسة شافتها عيني."
نزلت دمعة من عينيَّ من غير ما أخد بالي، قرب من وشي ومسكني وهو بيمسح دموعي وقال:
"ماتعيطيش يا ليلى.. الليلة دي بداية الفرح."
قعدوا جنب بعض على الكنبة، وهو مسك إيديها وقال بحب:
"أنا مش عاوز غير إنك تكوني مرتاحة وسعيدة معايا.. أوعدك إن عمري كله هيبقى ليكي."
ابتسمت بخجل ورديت:
"وأنا عمري كله معاك.. إنت الأمان اللي كنت بدور عليه."
قرب مني وحضني، كان حضن دافي جدًا.. حضن نساني كل خوفي، وكل وجعي القديم راح خلاص.
الحضن اللي بدأ معايا حياة جديدة كلها حب وراحة.
غمضت عيني وأنا لسه في حضنه وقلت:
"من النهارده يا زياد.. حياتي كلها فرح بيك."
وهو رد بابتسامة:
"وكل يوم معاك هيبقى عيد."
وابتدت رحلتنا مع بعض… رحلة حب وأمان ما بتنتهيش.
<<<<<<<<<
النهاية
ايه رأيكم في الرواية...؟
بقلمي/رحمه طارق
#كتاباتي
#رواياتي
#أمان_قلبي