رواية خيانة ثم انتقام عبر روايات الخلاصة بقلم فونا
رواية خيانة ثم انتقام الفصل الخامس 5
ـ مريم، الحقي صورك نازلة على النت!
اتجمدت في مكاني، قلبي دق بخوف، وأول حاجة جت في بالي إن الصور اللي شوفتها في الاسكرين هي اللي نزلت!
بإيد مرتعشة، فتحت الفون بسرعة وقلبي بيتنطط في ضلوعي، عيني بتجري على الإشعارات… بس كانت الصدمة لما لقيت بنت منزلة صور ليا من عيد الميلاد، وكاتبة عليها كلام حلو عني… وقد إيه أنا شجاعة إني استحملت كل ده!
قلبي كان هيوقع من الخوف، بس لما استوعبت، حمدت ربنا من كل قلبي إن مفيش أي حاجة من اللي في دماغي نزلت… بجد أنا مش حمل أي حاجة تانية!
بصيت حواليّا، لقيت چون واقف، باصصلي وسرحان. لما لاحظ إني ببصله، حمحم بإحراج خفيف، فضحك بهدوء وقال:
ـ يلا نروح.
ابتسمت وقلت:
ـ يلا نروح.
ركبنا العربية، وأنا لسه قلبي بيدق من كل اللي حصل انهاردة. الدنيا كانت هادية،جوا العربية كان فيه صمت غريب، لحد ما چون فجأة بصلي بنظرة جانبية وهو سايق، والابتسامة الخفيفة دي ظهرت على وشه.
ـ إيه؟! بتبصلي كده ليه؟
قلتها وانا حاسة إني متوترة.
ضحك بهدوء وقال بخبث:
ـ أصل خطيبتي طلعت شجاعة أوي النهاردة!
اتصدمت من الكلمة وحسيت وشي بقي طماطم ، وبصيت بسرعة من الشباك عشان مابصلهوش.
ـ خطيبتك إيه بس! خلاص المسرحية خلصت.
ضحك وكان لسه هيتكلم فبصيت له بسرعة:
ـ چون! بطل بقى، أنا بتكسف.
ضحك أكتر، وهو عينه على الطريق:
ـ ما هو ده المطلوب، عايز أشوفك مكسوفة كده تاني.
قعدت ساكتة، قلبي بيخبط، وهو كان مبسوط من رد فعلي، وكمل السواقة وكأنه قال حاجة عادية جدًا.
قولت بهمس:
_رخم
الطريق كان هادي، بس أنا جوايا كان في دوشة. تعب جسمي بدأ يظهر فجأة، حسيت بإرهاق في كل عضلة، ووشي بدأ يبهت، بس حاولت أخفي ده عشان ما يقلقش عليا.
هو لاحظ إني ساكتة وباصّة من الشباك، صوته جالي بهدوء:
ـ مريم، إنتِ كويسة؟
ـ أيوة… تعبانة شوية بس.
ركن العربية على جنب فجأة، وبصلي بقلق:
ـ يعني إيه تعبانة شوية؟ شكلك مش طبيعي، إنتِ وشك شاحب أوي!
ضحكت بخفة عشان أطمنه:
ـ عادي شوية ارهاق مش أكتر.
هو كان باصصلي بتركيز، واضح إنه مش مقتنع، وبعدين بص كده بنظرة فيها عتاب:
ـ تعبانة ومش عايزة تقولي!
قلت بسرعة:
ـ أنا كويسه صدقني.
اتنهد:
ـ عايزك تعرفي إنك مش لوحدك… في حد هنا شايل همك أكتر منك.
الكلام وترني، بس الدوخة كانت بتزيد، فقلت بصوت واطي:
ـ ممكن نروح بسرعة عشان محتاجة أرتاح شوية.
ـ حاضر
بدأ يسوق بحرص، كل شوية يبص عليّ وكأنه بيتأكد إني لسه بخير، وأنا قلبي كان بيدق بسرعة!
وصلنا البيت، وأنا كنت حاسة إن جسمي خلاص مش شايلني، مجرد ما العربية وقفت حسيت بدوخة زيادة. چون نزل بسرعة وفتح بابي، مدلي إيده عشان أنزل.
ــ بالراحة، خلي بالك من نفسك.
مسكت إيده ونزلت، بس كنت بمشي بصعوبة. هو شال الشنطة بإيد، والتانية ماسكني بيها كأني حاجة غالية خايف تقع منه.
دخلنا الشقة ، وخالتو جت ورانا وباين عليها القلق من أول ما شافت وشي:
ــ إيه يا حبيبتي شكلك مش كويس خالص!
ابتسمت ابتسامة ضعيفة وأنا بحاول أبان إنّي بخير:
ــ لا لا أنا كويسة، بس شوية تعب من المشوار.
بس چون قاطعني بسرعة، صوته باين فيه العصبية والقلق:
ــ شوية تعب! المفروض ماكنتيش تروحي أصلاً!
خالتو قربت مني بسرعة، وحطت إيدها على كتفي:
ــ تعالي يا مريم ارتاحي شوية.
التعب كان مسيطر عليّ.
. چون مشي معايا لحد الأوضة، وهو لسه ماسك إيدي بحرص.
قبل ما أسيب إيده، بصلي وقال بهدوء:
ــ مريم، أوعديني لو تعبانة بزيادة، تقوليلي.
ابتسمت رغم الألم:
ــ حاضر… أوعدك.
بعد ما چون مشي معايا لحد الأوضة، كنت حرفيًا خلاص بطلت أقاوم التعب. جسمي كان تقيل، وعينيّ بتقفل لوحدها.
خالتو دخلت ورايا وهي ماسكة بطانية وقالت بحنان:
ــ تعالي يا روحي ارتاحي شوية، شكلك محتاجه تنامي.
ابتسمت لها ابتسامة ضعيفة، وغيرت الفستان اللي كنت لابساه ورميت جسمي على السرير كأني بهرب من العالم كله.
جون وقف عند الباب، عيونه كلها قلق، بس سايب مامته تتصرف. هي غطتني بالبطانية وقعدت جنبي على طرف السرير، بتطبطب عليّ:
ــ نامي يا مريم، وأنا جنبك متقلقيش.
كنت سامعاها بس خلاص ماكنتش قادرة أفتح بوقي. جسمي استسلم للنوم بسرعة، وآخر حاجة حسيت بيها إيد خالتو وهي علي شعري وبتقول بهدوء:
ــ نامي يا بنتي… ربنا يشفيكي ويقومك بالسلامة.
چون بص عليهم لحظة، وشه باين فيه خوف وحب في نفس الوقت، بس خرج من الأوضة بهدوء، سايب أمه قاعدة جنبي وأنا نايمة زي طفلة تعبانة.
مريم كانت نايمة بعمق، وخالتها لسه قاعدة جنبها، ماسكة إيدها كأنها بتطمنها.
برّه چون كان واقف في الصالة، إيده في جيبه، وملامحه متوترة وهو بيفكر في كل اللي حصل الأيام اللي فاتت.
أول ما مامته خرجت ، لقاها بتبص له بأسف:
ــ البنت دي محتاجة تخرج من كل اللي هي فيه يا چون… شوف وشها، تعبت قوي.
چون مسح وشه بإيده، وقال بصوت منخفض بس حاسم:
ــ عشان كده قررت خلاص… خدت إجازة من الشغل، وهنسافر نصيف كام يوم بعيد عن كل الهم ده.
خالته رفعت حواجبها بدهشة:
ــ بجد يا چون؟!
ابتسم ابتسامة صغيرة:
ــ أيوه… يمكن البحر والهوا يغيّروا نفسيتها شوية.
كانت مامته واقفة مبتسمة وفخورة، لأن ابنها اللي كان دايمًا جامد، بدأ يلين.
في تاني يوم، مريم صحيت على طرقات خفيفة على باب شقتها. كانت لسه تعبانة شوية، جسمها مرهق من جلسة الكيماوي والأحداث اللي عدّت، بس صوت چون من ورا الباب خلاها تقوم بالعافية.
ــ مريم.
فتحت الباب وهي شكلها باين عليه التعب، بس چون ابتسم لها بحنان وقال:
ــ يلا اجهزي، عندنا سفر.
رفعت حواجبها بصدمة:
ــ سفر؟! إزاي يعني؟
قال وهو بينعكش شعرها:
ــ أنا وأمي قعدنا انبارح نتكلم، وأنا خدت إجازة من الشغل. هنروح نصيف كام يوم… بحر وهواء نضيف، عشان تبعدي عن كل اللي حصل شوية.
ــ بس أنا…
قاطعها بسرعة:
ــ مفيش بس… جهزي شنطتك بسرعة، وأمي جهزت شنطتها كمان. يلا متتأخريش.
اتنهدت:
ــ چون… أنا تعبانة.
ــ عشان كده هنسافر، مش عشان حاجة تانية.
ابتسمت ابتسامة صغيرة غصب عنها، وهو حس إنها لأول مرة من أيام بتبتسم بجد.
#يتبع
#بقلم_فونا
#حواديت_مريم_وچون
#خيانة_ثم_انتقام