رواية خيانة ثم انتقام عبر روايات الخلاصة بقلم فونا
رواية خيانة ثم انتقام الفصل السادس 6 والأخير
نزلت وأنا شايلة شنطة السفر اللي فيها كل حاجتي، وأول ما چون شافني جري عليا بسرعة وخدها مني، فتحلي الباب اللي ورا وركبت، وبعدها ركب هو وبدأنا نتحرك. وإحنا في الطريق، عدى على محل وجاب لنا فطار عشان ولا واحد فينا كان فطر، وبدأنا رحلتنا لدهب.
الطريق كان هادي والجو لطيف، فتحت الشباك عشان الهوا يدخل، وچون شغل أغنية وبدأ يدندن معاها… والصراحة صوته كان تحفة!
بعد ساعات وصلنا الفندق اللي هنقعد فيه، وكان حاجز شاليه صغير على قدنا. استريحنا شوية، وبعدها نزلنا ناكل.
أنا كنت لابسة دريس أزرق عند الركبة، لامه شعري الكيرلي زي الأناناسة، وحاطة ميكب بسيط يداري إرهاقي. هو كان لابس شورت أسود وقميص أبيض بنص كم.
دخلنا مطعم وطلبنا أكل، وبعد تلت ساعة الأكل اتحط قدامنا. چون كان مهتم بيا جدًا، بيظبطلي الأكل بتاعي بعناية، وخالتو لاحظت وقالت وهي بترفع إيديها للسماء وبتدعي:
ـ اللي في بالي يارب!
بصيتلها ووشي أحمر لأني فهمت قصدها، وچون ضحك على تصرفات مامته اللي ما بتتغيرش.
خلصنا أكل وطلعنا نتمشى شوية، وچون سابنا وراح يجيب آيس كريم. أنا فضلت قاعدة مع خالتو، وقرب مننا شاب بصلي بابتسامة وقال:
ـ آنسة مريم، صح؟
بصيتله باستغراب:
ـ مين حضرتك؟
ـ أنا بشمهندس يوسف… اشتريت منك لوحة**** من فترة.
رجعت بذاكرتي وافتكرته:
ـ آه، أهلاً وسهلاً.
ـ كنت محتاج أتواصل معاكي لأننا محتاجين شغل منك، بس الرقم اللي معايا ما بقاش شغال.
ـ فعلاً ده رقمي القديم… ممكن تسيب رقمك وأنا هبقي اتواصل مع حضرتك
في اللحظة دي چون ظهر فجأة، ويوسف ابتسم وقال:
ـ أكيد هبقى على تواصل معاكم… أنا محتاج الأنسة مريم في شغل كتير ولوحات أكتر.
مشي يوسف، وچون واقف باصصلي بضيق غريب، فسألته:
ـ بتبصلي كده ليه؟
ـ هتديله رقمك عادي كده؟
بصيتله باستغراب:
ـ وانتَ مضايق ليه؟
عطاني الآيس كريم وقال بحزم:
ـ اتفضلوا قدامي.
مشينا أنا وخالتو جنب بعض، فبقولها:
ـ هو ابنك ده مجنون؟
ضحكت وقالت:
ـ ساعات بحس كده!
وفجأة قرصني چون في إيدي بخفة، فبصيتله بغيظ:
ـ ابنك قرصني اللي ينشك!
خالتو ضحكت:
ـ بعد الشر على ابني من الشكّة!
برطمت:
ـ دلع ماسخ!
ضحكت هي وقالت:
ـ ماسخ فين بس؟ ده مسكر والله… ويتحب، بس الناس حواليكِ بقت حوله.
سكت وكملنا مشي لحد ما وصلنا الشاليه. حسيت بدوخة بس مرضتش أقلقهم. دخلت أوضتي، خدت علاجي وخرجت، لقيت خالتو نايمة على الكنبة.
ـ هتنامي؟
ـ أيوه، مش قادرة… هريح شوية.
ـ ماشي، أنا هقعد على الشط شوية.
خرجت وقعدت قدام البحر، الجو كان تحفة. فجأة موبايلي فضل ينور بسبب مسدچات، فتحت لقيت يوسف باعتلي:
ـ مريم، أنا آسف على كل اللي عملته… عارف إني ضايقتك، سامحيني ونبدأ من جديد.
بصيت للشات، ودمي فار:
ـ روح اتعالج!
عملتله بلوك وقفلت الموبايل، ونفخت بضيق.
ـ بتنفخي ليه؟
كان چون اللي قعد جنبي، ابتسمت له:
ـ مفيش حاجة.
ما ضغطش عليا، مدلي كوباية عصير فخدتها وشكرته. قعدنا في صمت شوية، لحد ما سألني فجأة:
ـ كنتي بتحبيه؟
بصيت له شوية، وبعدين اتنهدت وبصيت قدامي:
ـ هتصدقني لو قولتلك مش عارفة؟
كان ساكت، فكملت:
ـ مش عارفة كنت بحبه ولا منبهرة بيه… والمشكلة إن طول السنتين كان بيعمل حاجات تضايقني، وأنا كنت أقول غصب عنه، ضغط الشغل…
اتنهدت وكملت بحزن:
ـ طلع مش راجل ومش قد المسؤولية… وعند أول مطب، سابني.
بعد ما خلصت كلامي عن يوسف، حسّيت بصمت طويل حوالينا. چون فضل يبص للبحر وهو ماسك العصير في إيده، وبعدها قال بهدوء:
ـ عارفة… أوقات الناس بتختار غلط، مش عشان هما وحشين… بس عشان لسه ما جربوش الصح.
بصيت له باستغراب، بس ما رديتش، وهو كمل بنفس النبرة الهادية:
ـ بس متخافيش… البحر بيمسح أي وجع.
مكنتش فاهمة كلامه بس سكت.
روحنا نتمشى على الشط شوية، الهوا كان بيخلي شعري يطير.
رجعنا الشاليه، ولقيت خالتو صاحية ومستنية، وأول ما شافتنا قالت وهي بتغمز:
ـ وشكم منور ليه كده؟
أنا اتكسفت وخبيت وشي، وچون ضحك.
قعدنا كلنا، وچون فجأة اختفى دقايق ورجع ومعاه شال و قال لي:
ـ الجو بارد خدي ده.
حط الشال على كتفي ورجع قعد مكانه.
في اليوم التاني، صحينا بدري ونزلنا نفطر، وچون كان ماسك الكاميرا بتاعته وبيوثق كل حاجة، حتى أنا وخالتو وإحنا بناكل. لما اعترضت وقلت له إني مش بحب التصوير، قال بهدوء:
ـ الذكريات محتاجة صور… عشان نفتكر بعدين الأيام الحلوة دي.
وبالليل لقيته باعتلي الصور اللي صورها، مكتوب تحتهم:
"أحلى فطار مع أحلى ناس."
لقيت نفسي ببص للصورة وقلبي بيدق بسرعة، ومش عارفة ليه ابتسمت لوحدي.
تالت يوم، قررنا نركب مركب ونعمل رحلة في البحر. أنا كنت مرهقة شوية، لكن هو فضل جنبي طول الوقت، كل شوية يسألني:
ـ تعبانة؟ عايزة ميه؟ عايزة ترجعي الشاليه؟
كنت مبسوطه باهتمامه بيا.
وفي لحظة الغروب، لما البحر بقى لونه دهبي والشمس بتنزل ببطء، چون وقف جنبي وقال:
ـ المنظر ده بيتشاف مرة واحدة في العمر… ونفسي أشوفه مع ناس مهمة عندي.
بصيت له، وقلبي دق. ما ردتش، لكن من جوايا بدأت أسأل نفسي… هو ليه بقى مهم بالشكل ده فجأة؟
بعد يومين في دهب، كانت مريم بدأت تحس إنها مرتاحة بطريقة ما حستهاش من زمان. يمكن عشان الهوا النضيف، أو البحر، أو يمكن عشان وجود چون اللي ما بيسيبهاش لحظة من غير ما يحسسها إنها مش لوحدها.
في ليلة، كانوا على الشط بعد العشا، خالتو نامت بدري، فبقوا هما الاتنين بس. البحر هادي، والنسيم بيطير شعر مريم بخفة. چون كان ساكت شوية، ماسك حجر صغير بيرميه في المايه كل شوية
فجأة مريم قامت وحسّت بدوخة بسيطة. چون مد إيده بسرعة عشان يسندها، صوته كان فيه قلق حقيقي:
ـ مريم! إنتِ كويسة؟
ـ آه آه، بس عشان قومت بسرعة يمكن…
قعدها على الكرسي جنبهم، جاب لها ميه بسرعة، وقعد جنبها وهو ملامحه كلها قلق.
وهي بتشرب الميه، عينيها وقعت على وشه اللي كان مركز معاها كأنها أهم حاجة في الدنيا. وفي اللحظة دي، جالها الإحساس الغريب… الإحساس اللي حاولت تنكره من يومين، لكنه دلوقتي بقى أوضح من أي وقت:
هي بتحبّه.
مش عشان هو طيب بس… ولا عشان واقف جنبها في مرضها… لكن عشان هو موجود، بيحس بيها من غير ما تتكلم، وعشان لأول مرة من سنين تحس إنها مش بتواجه الدنيا لوحدها.
بس ما قالتش حاجة. فضلت ساكتة، وهو كمان ما سألش… كأن الاتنين فاهمين إن في حاجة اتغيرت، لكن لسه مش وقتها تتقال.
اليوم اللي بعده، صحّوا بدري عشان يتفسّحوا
كان الجو جميل، والشمس لسه طالعة، مديّة لون دهبي للمياه، وصوت الموج عامل موسيقى طبيعية تخلي الواحد ينسى الدنيا كلها.
مريم كانت لابسة فستان أبيض خفيف، شعرها سايب والهوا بيلعب بيه، وچون لابس شورت أسود وتيشيرت رمادي، وماسك في إيده عصير اشتراه من كشك قريب.
وهم ماشيين، شافت مجموعة شباب بيلعبوا بالكورة على الشط، وفجأة الكورة طارت ناحية مريم. قبل ما توصل لها، چون بسرعة وقف قدامها ومد إيده ومنعها من إنها تخبط فيها.
واحد من الشباب جه يجري ياخد الكورة وقال باحترام:
ـ معلش يا باشا!
چون سلّمه الكورة، عينيه كانت لسه عليها، بيتأكد إنها كويسة، كأن الكورة دي كانت خطر كبير وهو حماها منه.
كملوا مشي، بعدها قعدوا على مقعد خشبي قريب من الشط. چون كان ساكت شوية، وبعدين فجأة قال:
ـ مريم… أنا عارف إنك اتجرحتي قبل كده… بس عايزك تعرفي إن مش كل الناس زي بعض.
بصت له وهي مش فاهمة يقصد إيه.
مريم فضلت بصّة له باستغراب، قلبها بدأ يدق بسرعة من الجملة اللي قالها، بس قبل ما تلحق ترد، هو لف نحيّتها بهدوء، وعينيه جدّية بطريقة مختلفة.
ــ مريم… عايز أقولك علي حاجة ومن زمان.
هي اتوترت، بس هزّت راسها عشان يكمل.
ــ أنا عارف إنك اتأذيتِ، وإن اللي قبلي ماكنش قدّ المسؤولية… بس الحقيقة إنّي كنت شايفك من زمان، قبل كل ده… وشايل جوايا مشاعر كتير.
مريم حسّت قلبها بيدق بقوة، فحاولت تبان هادية وهي بتقول:
ــ شايفني إزاي يعني؟
ابتسم ابتسامة صغيرة كأنه متردد:
ــ شايفك البنت اللي رغم كل التعب، لسه واقفة على رجليها… واللي قلبها طيب مهما الدنيا وجّعته. وكنت بحب فيكي الحاجات دي كلها من غير ما أقول.
بص للبحر ثواني وكمل بصوت أوطى:
ــ يمكن كنت مستني اللحظة الصح… يمكن كنت بخاف أتكلم، بس لما شوفتك بتتألمي، حسّيت إني مش عايزك تحسي إنك لوحدك تاني.
مريم ماعرفتش ترد، وفي مليون فكرة في دماغها، بس صوت الموج غطّى على كل حاجة، وكأن الدنيا واقفة عشان تسمع اعترافه.
هو بصّ لها بابتسامة فيها مزيج من القلق والأمل:
ــ أنا مش عايز رد دلوقتي… عايزك بس تعرفي.
مريم كانت قاعدة ساكتة بعد اعترافه، قلبها لسه بيدق بسرعة ومش عارفة ترد إزاي.
في اللحظة دي، عدي اتنين شباب من بعيد، واحد منهم سلّم على مريم بابتسامة واسعة:
ــ إزيك يا فنانة؟ لسه فاكر اللوحات بتاعتك اللي كانت في المعرض
مريم ردت بلطف:
ــ أهلاً… إزيك؟
بصت علي چون كان واقف مبتسم بس عينه فيها لمعة غريبة… ابتسامة متكلفة شوية. الشاب مشي، وچون قال بنبرة فيها هزار بس واضح إنه مش هزار أوي:
ــ هو كل الناس تعرفك ولا إيه؟
ضحكت مريم:
ــ لأ طبعاً… ده بس كان من معرض زمان.
ــ آه… معرض.
مريم ضحكت، وهو عينيه ماكانتش سايبة وشها. كان فيه حاجة مختلفة في نظرته… خليط من الغيرة والحب والخوف عليها.
بعدها شاف طفل صغير بيبيع ورود ماشي على الشط، فنده عليه واشترى وردة حمرا، ومدهالها من غير ما يقول كلمة.
مريم بصت له متفاجئة:
ــ دي ليا؟
ــ لأ… لأمي.
قالها بابتسامة جانبية، بس بعدها زود:
ــ أيوة ليكي طبعاً.
مريم خدت الوردة وحست قلبها بيرفرف. اللحظة كانت بسيطة بس مليانة إحساس.
قعدوا سوا على الشط، هي بتبص على البحر، وهو عينه ماكانتش بتسيبها. ولما قامت تمشي حافية على الرمل، مشي وراها، وكل شوية يمسك إيدها لما تتعب.
مريم كانت بتضحك على تصرفاته البسيطة.
عدّت الأيام بسرعة، وكل يوم كان چون بيحاول يغير مود مريم ويخليها تضحك وتخرج من الدوامة اللي كانت فيها. كانوا بيصحوا بدري يفطروا مع بعض، وبعدها ينزلوا البحر. هو دايمًا كان بيفضل يمشي جمبها، يحميها من الشمس، ويخليها تضحك حتى لو قلبها مش مساعدها.
في يوم، وهم قاعدين على الشط، واحد معدي كان بيصور الطبيعة، وقرب لمريم طلب يصورها، چون بسرعة وقف وقال بنبرة فيها غيرة:
ــ لا
مريم بصت له باستغراب:
ــ هو إنتَ وصيّ عليا ولا إيه؟
قال بحده:
ــ اه
غيرته دي ماكنتش مضايقاها، بالعكس، كان جواها ارتياح عجيب.
بعد كام يوم، رجعوا من السفر. مريم دخلت شقتها، وخالتها راحت معاها تساعدها شوية. چون كان رايح يركن العربية وينقل الشنط.
مريم كانت قاعدة في الصالة مع خالتها: اللي فضلت تدعي لها بالشفا وتقول كلام حلو. مريم ابتسمت وقالت من غير ما تفكر:
ــ ربنا يخليكي ليا. أنا بجد عمري ما اتخيلت إن ممكن أحب حد في حياتي بعد اللي حصل… بس هو… هو حاجة تانية.
سكتت فجأة، واستوعبت إن الكلام خرج منها من غير ما تاخد بالها! بصت لوش خالتها لقيتها مبتسمة ابتسامة كلها حب وحنان، وعينيها فرحانة بطريقة باينة.
ــ بتحبيه يا مريم؟
مريم اتوترت ووشها أحمر:
ــ أنا… أنا ماقصدتش أقول كده.
خالتها ضحكت بخفة:
ــ قصدتي أو ماقصدتيش، هو باين في عيونك من زمان.
وفي اللحظة دي، چون دخل شايل شنط السفر، وبص ليهم باستغراب:
ــ في إيه؟ بتضحكوا على إيه؟
مريم بسرعة:
ــ ولا حاجة!
بس خالتها كانت واقفة مبتسمة بخبث… وسايبة مريم تاكل همّ إن سرّها بقى عندها.
بعد كام يوم، كانت مريم قاعدة في الصالة مع خالتها بيتكلموا عادي عن السفر وعن الذكريات الحلوة اللي عاشوها. مريم كانت مبسوطة إنها رجعت بيتها، بس قلبها كان لسه متعلق باللحظات اللي قضتها في دهب مع چون، الضحك، المواقف اللي حسستها إنه مختلف عن أي حد قبله.
خالتها ابتسمت وقالت وهي بتصب عصير:
ــ عارفة يا مريم… أنا مبسوطة إنك رجعتي مبسوطة كده.
مريم بهدوء وهي سرحانة:
ــ هو السبب… هو اللي رجعلي الضحك من تاني.
ماخدتش بالها إن چون كان داخل في اللحظة دي عشان ياخد حاجة من الصالة، ووقف في نص الطريق لما سمع جملتها. عينيه اتعلقت بيها وهو مش مصدق الكلام اللي طلع من قلبها قبل لسانها.
مريم كملت وهي مش شايفة إنه واقف:
ــ أنا عمري ما تخيلت بعد اللي حصلي إني ممكن أحب حد تاني… بس هو خلاني أحس إني لسه عايشة.
خالتو ابتسمت بخبث وبصت ورا مريم:
ــ أهو صاحبك واقف وراكي من نص ساعة!
مريم اتجمدت، قلبها وقع، وببطء بصت لورا… لقيته واقف، عينه فيها نظرات غريبة، مزيج بين الدهشة والفرحة والخبث.
هو قرب منها بهدوء وقال بصوت منخفض:
ــ اللي سمعته ده بجد؟
مريم وشها أحمر وبتهته:
ــ أنا… أنا ماقصدتش تسمع.
هو ابتسم ابتسامة صغيرة، قرب أكتر وقال:
ــ بس أنا سمعت… وكل حاجة فيا دلوقتي بتقولك إنك مش هتندمي ولا لحظة.
قلبها كان هيطير، خصوصًا لما مد إيده وشال خصلة من شعرها وقرب منها شوية:
ــ عايزك تصدقي إني بحبك من زمان… يمكن من أول مرة شوفتك فيها وإنتي مش عارفة.
خالتو وقفت وقالت بحماس:
ــ فرحكم امتي بقي!
ضحكت هنا الاتنين علي كلام خالتها،مريم كانت واقفة تايهة، بس جواها كان فيه راحة غريبة، وكأن حمل كبير وقع من على قلبها.
الأيام اللي بعد كده كانت مختلفة… مريم حست إن حياتها أخيرًا بتتعدل، وإن الضحك اللي كان غايب عنها من سنين بدأ يرجع تاني. چون ماكانش بيسيبها لحظة، كل يوم مواقف حب وغيرة وضحك يخليها تحس إنها عايشة حلم.
اتخطبو علي طول وبعد الخطوبة بأيام قليلة، الكل بدأ يتكلم عن الفرح، وخالتها ماكانتش سايبة مريم في حالها.
كانت خالتها قاعدة عاها وهي مبتسمة:
ــ يلا يا عروسة، عايزين نفرح بيكي بقى.
لكن مريم كانت مترددة جدًا، القلق باين على ملامحها. لما چون دخل لقاها قاعدة بتبص في الأرض:
ــ إيه يا مريم؟ وشك مش مريحني،مالك.
ــ چون… أنا مش عايزة نستعجل.
هو قعد قصادها، بصوت هادي لكن فيه إصرار:
ــ مريم، إحنا عارفين بعض كويس، وعدينا بكتير سوا… إنتي لسه خايفة من الماضي؟
هي اتنهدت وقالت بخوف:
ــ آه… مش عايزة أتأذي تاني.
هو مسك إيديها وقال بثقة:
ــ بصي في عينيّ… أنا مش هسيبك، ولا هكسرك زي ما غيري عمل. أنا بحبك من أول يوم شفتك فيه، وهفضل أحبك العمر كله.
دموعها نزلت وهي بتبصله:
ــ بس الموضوع سريع قوي…
مسك ايدها وقال بحنية:
ــ عشان أنا مش عايز أضيع لحظة من غيرك. وصدقيني، هتكوني أسعد واحدة في الدنيا.
مريم فضلت ساكتة لحظة، قلبها بيدق بسرعة، وبعدين بصتله وقالت بخجل:
ــ ماشي…
بعدها بشهور قليلة اتعمل الفرح، بسيط وجميل على البحر. مريم لابسة فستان أبيض ناعم، شعرها الكيرلي سايب طبيعي، والهواء بيلعب بخصلاته. چون واقف مستنيها، وعينيه مش شايفة حد غيرها.
الناس كلها بتسقف وهما بيتقدموا لبعض، والفرح كان مليان ضحك ورقص وغناء. حتى خالتها ما وقفتش من الرقص والزغاريد.
وفي اللحظة اللي خلاص بقو زوجين، مريم كانت دموعها نازلة، مش مصدقة إن الحياة ممكن تديها فرصة جديدة بالسعادة والحب.
بعد الفرح بأيام، مريم وچون راجعين بيتهم الجديد. البيت كان بسيط بس دافي، مليان صورهم سوا من الرحلة لدهب، والذكريات الحلوة اللي جمعتهم.
في ليلة من الليالي، چون جه من الشغل وهو شايل بوكيه ورد، دخل بيه على مريم اللي كانت في المطبخ بتحضر العشا:
ــ يا ست البنات، إيه الجمال ده؟
بصت له بخجل وخدت الورد:
ــ ده عشاني؟
ضحك وقرب منها:
ــ عشان عيونك
بعدها بأيام، كانوا خارجين مع خالتها، وفجأة شاب في الكافيه بص لمريم بابتسامة. چون اتنرفز فورًا، كان لسه هيتعصب بس مريم مسكت ايده بسرعه:
_اهدى عشان خاطري
قال بحدة:
ــ مبحبش حد يبص لمراتي.
مريم كانت بتحاول تكتم ضحكها، بس قلبها كان بيدق بسرعة… الغيرة اللي عنده كانت دليل على حبه الكبير ليها.
وفي ليلة رومانسية، كانوا قاعدين على الشط، نفس الشط اللي شهد اعترافاته الأولى، چون مسك إيديها وقال:
ــ فاكرة يوم لما اعترفتلك بحبي؟
ابتسمت بخجل:
ــ أنساه إزاي؟
هو قرب أكتر وقال:
ــ كل يوم معاكي بيأكدلي إني كنت صح إني متمسكتش بيكي بس… أنا تمسكت بعمر كامل معاك.
هي بصت في عينيه، ودموعها لمعت تحت ضوء القمر:
ــ وأنا مبسوطة إني معاك.
#تمت
#الأخيرة
#بقلم_فونا
#حواديت_مريم_وچون
#خيانة_ثم_انتقام