رواية فرحة لم تكتمل عبر روايات الخلاصة بقلم ليالي ديسمبر
رواية فرحة لم تكتمل الفصل السادس 6
الدكتور – بنبرة مشجعة:
"ويمكن ده أول اعتراف حقيقي…
إنك مش عايزة تهربي تاني."
(مريم قامت من مكانها، حسّة بخفة بسيطة رغم التعب… كأن قلبها اتفتح شوية، ولو حتى بسطر واحد جديد.)
(مريم وقفت تفتح باب العيادة، وخطواتها كانت بطيئة… كل كلمة الدكتور لسه في ودانها، بس جوّاها كان في عاصفة ما تهداش.)
(طلعت على الرصيف، الهواء كان بارد، والسماء ملبدة بغيوم سودا، كأنها مرآة لحالها.)
(شافت في المراية الجانبية للعربية صورة نفسها… العينين اللي كانوا فيها دموع، دلوقتي شبه غُربال بيتسرّب منه كل أمل.)
(بتهمس لنفسها بصوت خافت، لكنه مليان كراهية وحيرة:)
"أنا مين؟
ليه كل ده لازم يحصل؟
ليه الدنيا بتكسرني وأفضل أنا اللي اتكسرت؟"
(وفي اللحظة دي، موبيلها رن. كانت رسالة من يوسف.)
(فتحت الرسالة، وكان فيها صورة قديمة ليهم، وهتافه بسيط:
"لسه فاكر أيامنا، يمكن نرجع نكون زي زمان؟").......
(مريم وقفت في نص الشارع، التليفون في إيدها بيترج… الرسالة دي رجعت الطفلة جواها، رجعتها للحوش اللي كانوا بيلعبوا فيه، لضحكتها اللي كانت من القلب، قبل ما الدنيا تعلمها تبكي بصمت.) (بس بسرعة، رجعت لأرض الواقع") (قررت متردش، قفلت الموبايل، ومشيت بخطوات سريعة… كأنها بتهرب من نفسها.)
(الليل دخل، والدنيا سكتت… وهي رجعت بيتها، دخلت أوضتها وقفلت الباب وراها بهدوء… بس جواها صوت عالي بيصرخ.)
(قعدت قدام المراية، وبصت لنفسها… وشها شاحب، عينها فيها حزن ساكن بقاله سنين.) مريم – وهي بتهمس: "أنا مش ضعيفة… أنا موجوعة، وده مش عيب."
(رفعت تليفونها، وبدال ما ترد على يوسف، بعتت رسالة للدكتور هشام.)
مريم: " أنا محتاجة أبدأ أكتب. روايه كل اللي جوايا. يمكن الكتابة تكون باب الهروب الوحيد اللي مش هيقفل في وشي." (جاله الرد بعد دقيقة واحدة بس.)
الدكتور هشام: الدكتور هتكتبي روايه عن نفسك عن حياتك دلوقتي عن اللي جاي واللي فات "ابدأي… اكتبي، ولو حتى كلمة واحدة كل يوم.."
(ومن اليوم ده، مريم بدأت تكتب… كل ليلة، سطر جديد.)
(كتبت عن الوجع… عن آدم، عن أحمد، عن اللي استغلها، واللي كسرها، عن صمتها وعن دموعها، عن الطفلة اللي كانت بتدور على حضن، ومالقتش غير ضهر متداري.)
(ومع كل سطر، كانت بتحس بحاجة بتتغير… حاجة صغيرة بتترمم جواها.)
(وفي يوم… وبعد شهور من الكتابة، راحت تدي للدكتور هشام دفتر مليان حكايات .)
مريم – وهي بتبتسم لأول مرة من قلبها: "خلصت روايتي." م
ريم لا ده الجزء الاول من حكايتي كتبت كل اللي حصل من يوم ما اتولد لغيت دلوقتي عاواكز تنشره
الدكتور هشام – وهو بيقلب الصفحات: "دي مش مجرد رواية… دي قصة نجاة."
(وهو بيقرا، عينه دمعت… كانت كل جملة فيها وجع، لكن كمان فيها نور.)
مريم – بصوت ثابت: الجزء التاني من الروايه "عايزك تبقه تختم النهاي في الجزء التاني لو مبقت موجوده عشان اختمه أطبعها، وأنشرها. يمكن بنت زيي تقراها، وتحس إنها مش لوحدها." (وسكتوا… بس الصمت كان مريح، كأن قلبها أخيراً لقى مكانه.)
(مرت شهور… والرواية الجزء الاول انتشرت، وبنات كتير بعتولها رسائل، بيشكروها على إنها حكت… على إنها خلتهم يحسوا إنهم مش وحدهم. وبيطلبه بالجزء التاني )
(وكانت آخر صفحة من الرواية جملة واحدة بس…) كتبت الروايه بأسماء مستعاره لكي لايعرف احد ان هذه حياتي.. لسة النهاية هناك جزء اخر مجهول .
الدكتور مريم انتي ريحه بعد اسبوع عاوزك تكوني شطره ومش مهم اي حاجه تانيه
مريم ببتسامه
الدكتور بسوال هو يوسف كلمك
مريم اه بس انا خيفه احب تاني ومش هسمح لي ايه حد أنا فعلاً خلاص… مش هقدر أحب… ولا حد يحبني." أنا مش ورقة فاضية كل واحد يكتب فيها عقدته…انا هخاف علي قلبي
(الدكتور هشام سكت شوية، وفضل يبصّ لها، كأنه بيقرأ ما بين السطور، مش الكلمات بس.)
الدكتور هشام – بهدوء:
"يا مريم… اللي اتكسر جواكي مكنش حب، كان خيانة مغلفة بحب كداب.
بس إنتي… إنتي حب تمشي على الأرض."
(مريم بَصت له، عينيها فيها دمعة مش قادرة تنزل، ومش قادرة تتحبس.)
مريم:
"بس أنا مش مستعدة… أنا خايفة… وكل ما حد يقرب، بحس إن قلبي بيتراجع خطوتين لورا."
الدكتور هشام – بابتسامة حنونة:
"الخوف طبيعي… بس متخليش الخوف يمنعك تعيشي.
اللي جرحك مش بيحدد قيمتك… واللي جاي ممكن يكون أحن بكتير من اللي راح.
بس لازم تكوني جاهزة… تكوني شُفتي نفسك، وعرفتي إنك تستاهلي أكتر."
(في ليلة هادية، كانت مريم قاعدة قدام الشباك، شايفة السما، بتحاول تفكر في اللي جاي. كان في رسالة جديدة جاية من يوسف.)
(فتحت الدفتر من جديد… وكتبت.)
مريم – في الورق:
"أنا مسامحة… مش عشانك، عشان أنا محتاجة أرتاح.
بس الحب؟
الحب دلوقتي لازم يكون مختلف…
لازم يكون أمان مش خوف، حضن مش واجب، دعم مش استغلال."
(قفلت الدفتر، وحطته جنبها، ونامت… ووشها فيه هدوء.)
(بعد أسبوع، دخلت مريم العيادة تاني… شكلها متغير، لبسها بسيط، بس عينيها فيها نور جديد.)
الدكتور هشام – وهو بيضحك:
"شُطرة… زي ما قلتلك."
مريم – وهي بتضحك بهدوء:
"أنا بدأت أكتب الجزء التاني…
بس المرة دي، مش عن اللي وجعني…
عن اللي خلاني أقوى."
الدكتور هشام:
"والنهاية؟"
مريم – وهي بتبص من الشباك:
"النهاية؟ هسيبها مفتوحة… عشان أنا لسه بكتبها، كل يوم… من حياتي."
(أول يوم في الكلية… الدنيا زحمة، وشوش كتير، ضحك عالي، وناس بتتصاحب بسرعة… بس مريم كانت مختلفة.)
(دخلت المدرج، قعدت في أول صف، طلعت كشكول المحاضرات وسكتت… كانت بتحاول تركز، تهرب من دوشة العالم بكلمات الدكتور على السبورة.)
(ولما المحاضرة خلصت، بدل ما تمشي أو تقعد في الكافيتريا زي باقي البنات، راحت على طول المكتبة.)
(اختارت ركن هادي في آخر المكتبة، طلعت دفترها… وبدأت تكتب.)
مريم – في الورق:
"أنا مش بس بدرس… أنا بحاول أفهم نفسي من أول وجديد. يمكن بين السطور ألاقي اللي ضاع.
(عدت أيام، ومريم نفس الروتين… محاضرات، بعدين المكتبة، كتابة، وسكوت.)
(وفي يوم، وهي خارجة من المحاضرة، سمعت صوت بنات بيضحكوا وبيقولوا لها:)
بنت – بابتسامة:
"إنتي جديدة؟ شكلك مش بتكلمي حد خالص."
مريم – بلطف:
"آه… جديدة شوية."
بنت تانية:
"طب تعالي اقعدي معانا شوية، إحنا دايمًا بنذاكر سوا، يمكن تحبي الجو."
(وافقت مريم، وشافت إن مش غلط تجرب تبقى وسط ناس.)
(في وسط القعدة، كانت واحدة من البنات، شكلها هادي ومختلف، معاها رواية في إيدها.)
البنت – بحماس:
"حد فيكم قرأ الرواية دي؟ اسمها (فرحه لم تكتمل … أنا حبيتها أوي! حسيت الكاتبة دي حكت حكايتي!"
(مريم اتجمدت، قلبها دق بسرعة.)
(بصّت على غلاف الرواية… كان نفس الغلاف اللي اختارته بنفسها، بأسم مستعار.)
بنت تانية – وهي بتبص لصاحبتها:
"هو أنتي لسه ماسكة الرواية؟ دي تقطع القلب… بس فيها أمل مش طبيعي."
البنت – وهي بتقرا سطر من الرواية بصوت عالي:
"أنا مش ورقة فاضية… كل واحد يكتب فيها عقدته."
(مريم غمضت عينيها للحظة، كأنها بتحاول تبلع مشاعر كتير جت فجأة.)
واحدة من البنات – بتبص لمريم:
"هو انتي بتكتبي؟ حسيتك بتحبي الكتابة؟"
مريم – وهي بتضحك ضحكة صغيرة:
"شوية… بحب أكتب."
البنت اللي ماسكة الرواية – بتقرب منها:
"أقسم بالله، لو عرفت مين الكاتبة دي، هحضنها! هي غيرت فيا حاجات كتير… نفسي أشوفها."
(مريم بَصّت لها، وسكتت… جواها حاجة بين الفخر والخوف.)
(بس مكنتش مستعدة تقول… لسه.)
البنت – بضحكة:
"إحنا لازم نبقى أصحاب بقى… دي فرصة مش هتتعوّض!"ء
(ومن اللحظة دي، بدأت مريم تندمج شوية شوية… مش كتير، بس كفاية تحس إنها مش لوحدها.)
(بعد العصر… وهي خارجة من الكلية، الشمس بتغيب، والدنيا فيها هدوء عجيب… فجأة وقفت مكانها لما شافت يوسف واقف، وساند على عربيته.)
مريم – وهي بتشد شنطتها على كتفها:
"يوسف؟ بتعمل إيه هنا؟"
يوسف – بابتسامة خفيفة:
"مردتيش على رسالتي… قولت أجي أسمعها لايف."
مريم – بتشد حواجبها:
"إيه الرسالة اللي مستاهلة تيجي لحد الكلية؟"
يوسف – وهو بيضحك:
"عاوز أرتبط بيكي."
ايه .....
........بتابع