رواية بين التضحية والحب عبر روايات الخلاصة بقلم فونا
رواية بين التضحية والحب الفصل الخامس 5
_إحنا اتأخرنا… الصفقة بدأت
مريم وقفت مكانها، قلبها هيقف من اللي سمعته من چون. الصفقة بدأت؟ يعني ليلي دلوقتي في خطر حقيقي.
چون مسك مفاتيحه بسرعة وهو بيتجه للباب
_يلا يا مريم… مفيش وقت نضيّعه.
مريم جريت وراه:
_رايحين فين؟!
بصّ لها بنظرة حادة وهو بيفتح العربية:
_هتعرفي كل حاجة… بس لازم نلحقهم قبل ما المصيبة تحصل.
ركبت معاه من غير ما تفكر، وكل ما العربية بتسرع، قلبها كان بيدق أسرع.
ـــ
بعد نص ساعة، وصلوا لمخزن مهجور في أطراف المدينة. المكان مظلم، وحواليه عربيات غريبة راكنة، أصوات رجالة بتضحك وبتتكلم جوه.
چون وقف العربية بعيد، وفتح درج قدامه طلع منه مسد..س وكاب أسود لبسه بسرعة.
مريم اتجمدت مكانها
_أنتَ رايح فين!
چون بصّ لها بحزم:
_إنتِ هتفضلي هنا. مهما حصل، متتحركيش غير لما أقولك.
مريم حاولت تعترض، بس قبل ما تتكلم، چون اختفى في الظلام، بيتحرك بخفة وسط المخزن.
ـــ
جوه، ليلي كانت واقفة بتسلم سامر شنطة أكبر المرة دي، ووشها باين عليه قلق أكتر من أي مرة قبل كده.
سامر فتح الشنطة، ابتسم ابتسامة باردة:
_برافو… كده الصفقة هتتم زي الفل.
بس قبل ما يكمل، صوت طلقة في الهوا دوّى، والكل اتجمد مكانه.
چون دخل بنبرة قوية:
_محدش يتحرك! مباحث!
الرجالة اتلخبطوا، سامر حاول يشد مسد..سه، لكن چون كان أسرع، مسد..س في إيده وموجه عليه:
_جرب بس وهتندم.
ليلي اتجمدت مكانها، عينيها بتدور بين سامر وچون، مش فاهمة اللي بيحصل.
ـــ
مريم برا سمعت صوت الطلقات، قلبها هيقف من الرعب، وقررت تدخل مهما حصل.
لكن أول ما دخلت، شافت المشهد كله قدامها: چون واقف، سامر محاصر، رجالة حوالين المخزن، وليلي باين عليها مصدومة ومش فاهمة إزاي اتقفشوا.
چون صرخ وهو ماسك سامر:
_الليلة دي انتهت… بس اللي وراها لسه جاي.
وفجأة، سامر ابتسم ابتسامة شريرة وقال جملة خلت الكل يتجمد:
_فاكر نفسك كسبت يا حضرة الظابط؟ اللي فوقي مش هيسيبك… ولا هيسيب أختها. اللعبة لسه في أولها.
مريم اتجمدت مكانها، قلبها وقع… يعني في حد أكبر من سامر!!
---
المخزن فجأة بقي مليان حركة… عربيات الشرطة وصلت، رجالة المباحث قيدوا سامر ورجالته، بس الموقف كان أبعد ما يكون عن النهاية.
مريم واقفة مكانها، وشها شاحب، مش عارفة تبص على أختها ولا على چون.
ليلي مرعوبة، عينيها بتلف حوالين نفسها، وكأنها مش مصدقة اللي بيحصل.
چون قرب منهم، صوته ثابت لكنه فيه نبرة غريبة:
_مريم، خدي أختك وروحوا البيت… اللي هيحصل دلوقتي مش مكانكم.
مريم وقفت قدامه، صوتها عالي لأول مرة:
_مش هروح قبل ما أفهم إيه اللي بيحصل!
ليلي بصت للأرض، لسانها مش راضي ينطق بكلمة، بس دموعها نزلت من غير ما تحس.
چون أخد نفس عميق وقال وهو بيبص لمريم:
_في ناس فوق سامر، ناس كبيرة… أختك اتورطت معاهم من غير ما تفهم حجم اللي داخلة فيه. بس دلوقتي… اللعبة كبرت أوي.
مريم قلبها وقع:
_يعني إيه ناس كبيرة؟!
قبل ما چون يرد، واحد من العساكر جري عليه وقال بصوت متوتر:
_باشا… سامر عايز يقابلك لوحدك، بيقول عنده كلام مهم.
چون تردد ثواني، وبعدها قال:
_تمام… خدوهم على القسم، وأنا جاي وراكم.
ـــ
في الطريق للقسم، مريم وليلي قاعدين في العربية ساكتين، الجو تقيل لدرجة خانقة.
مريم عايزة مليون سؤال تسأله، بس نظرة أختها المكسورة وقفتها.
لما وصلوا، چون دخل على سامر في غرفة التحقيق، عينه فيها غضب مكبوت.
سامر كان هادي بطريقة غريبة، ابتسم وقال:
_قلتلك قبل كده… اللي فوقي مش هيسيبك.
چون شد الكرسي وقعد قدامه:
_قول اسمه.
سامر ضحك بسخرية:
_اسمه؟ أنت فاكر إنك لو عرفت اسمه هتعرف توصل له؟ الراجل ده ليه إيدين في كل مكان… فلوس، سلطة، ورجالة مستعدين يموتوا عشانه.
چون شد إيده على الطرابيزة بعصبية:
_لو ما اتكلمتش دلوقتي، عمرك ما هتشوف النور تاني.
سامر قرب بوشه وقال بصوت واطي:
_اسمه… الحج صادق.
چون اتجمد، عينه جابت لمعة غريبة، واضح إن الاسم مش غريب عليه خالص.
ـــ
برا، مريم كانت مستنية، أول ما شافت چون خارج، جريت عليه:
_مين الشخص اللي قولت عليه هناك؟!
چون رد بصوت تقيل:
_ده أكبر تاجر سلاح في البلد… ولو فعلاً هو اللي ورا الموضوع، يبقى إحنا دخلنا حرب مش تحقيق عادي.
مريم قلبها هيقف، بصت لأختها اللي قاعدة مكسورة ومش عارفة تقول إيه، وحسّت إن حياتهم كلها داخلة في طريق ماحدش عارف نهايته فين.
ـــ
چون مسك تليفونه بسرعة واتكلم مع حد بنبرة حادة:
_جهزوا الفريق… الحج صادق لازم يقع قبل ما الدم يغرق الشوارع.
وبعدين بص لمريم وقال:
_وأنتِ وأختك… جهزوا نفسكم الليلة اللي جاية.
---
الليل كان تقيل، والجو في البيت كله توتر.
في أوضة ليلي، مريم قاعدة قصاد ليلي، عينيها مليانة غضب وصدمة، وأخيرًا قررت تفتح الموضوع بصوت عالي:
_هتقوليلي ولا لأ؟ إيه اللي دخلك مع سامر والناس دي؟
ليلي عضّت شفايفها بتوتر، وبعدين قالت بنبرة مكسورة:
_أنا… أنا ماكنتش فاهمة إن الموضوع كبير كده. كانوا وعدوني بشغل، فلوس، حياة جديدة… وواحد دخلني في السكة دي، ولما فهمت كان فات الأوان.
مريم بصت لها بصدمة:
_فلوس؟! يعني ضيّعتِ حياتك وحياتي عشان فلوس؟
ليلي صوتها علي شوية، عيونها دمعت:
_مريم، أنا كنت تعبانة من كل حاجة… موت بابا، الفقر، حلمي اللي ضاع، أنا… أنا كنت ضعيفة.
مريم وقفت بغضب:
_لا… إنتِ كنتِ أنانية، ولولا چون كان زمانك دلوقتي في السجن أو أسوأ!
ليلي سكتت، وشها كله ندم، بس الكلام مش هينفع دلوقتي.
ـــ
في نفس الوقت، چون كان في القسم بيرسم خطة للإيقاع بالحج صادق.
قدامه خريطة وأسماء ناس كتير، وملف كبير عليه ختم "سري جدًا".
واحد من الضباط قال بقلق:
_باشا، الراجل ده واصل فوق ما نتخيل، أي غلطة هتخلي العملية كلها تفشل.
چون رد بثبات:
_عشان كده مش عايزين نغلط… لازم نصطاده وهو متلبس. الصفقة اللي جاية دي فرصتنا الوحيدة.
الضابط سأله:
_وإيه دور البنتين في الموضوع؟
چون سكت ثواني وقال:
_ليلي هتبقى طُعم… ومريم للأسف لازم تبقى موجودة عشان تصدق القصة. الحج صادق مش بيثق بسهولة، وعايز يشوف إن الموضوع عائلي مش أكتر.
الضابط فتح عينه بقلق:
_باشا، يعني البنات في خطر؟
چون بص له بعينين باردة:
_أنا مش بس ظابط في العملية دي… أنا مسؤول عن سلامتهم. مش هسيب شعره منهم تتأذي، بس الخطر مش هنقدر نهرب منه.
ـــ
تاني يوم، چون قابل مريم وليلي في كافيه ، قال لهم الخطة بصوت حاسم:
_الليلة الصفقة هتحصل في مخزن قديم في المينا، والحج صادق هيكون موجود. ليلي هتدخل كإنها لسه شغالة مع سامر، ومريم هتكون أختها اللي جت تساعدها عشان الموضوع يخلص بسرعة.
مريم فتحت عينها بخوف:
_يعني أنا هكون هناك؟!
چون بص لها بثبات:
_لو عايزين نخلص القصة دي، لازم نلعبها صح. وأنا هكون موجود في كل خطوة.
ليلي وشها كان شاحب، صرخت فجأة:
_لو حصل أي حاجة، أنا السبب… أنا اللي دخلت نفسي في ده.
مريم مسكت إيدها وقالت بحدة:
_عشان كده لازم نخلص.
ـــ
الليل جه… المخزن في ضلمة المينا، عربيات داخلة وناس طالعة، والصفقة كلها بتجهز.
ليلي ومريم وصلوا، قلبهم بيدق بسرعة، وعيونهم بتدور حوالين المكان.
فجأة، ظهر الحج صادق… راجل في الخمسينات، لبسه شيك بس نظراته كلها خطر.
ابتسامة باردة على وشه وهو بيبص لليلي:
_أخيرًا شوفتك… سمعت عنك كتير.
ليلي ابتلعت ريقها بصعوبة، مريم واقفة جنبها وكانت مرعوبة، واللحظة كلها كانت خانقة.
بس فجأة، چون وصل، لابس لبس مدني عادي، محدش واخد باله إنه ظابط.
عينه على الحج صادق… وعلى كلمة السر اللي هتبدأ العملية كلها.
---
قبل ما حد يلحق يتحرك، صوت رصاص فجأة دوّى في المكان…
والنور كله قطع!
صرخات في الضلمة، والعملية اتحولت لكارثة في ثواني.
---
في نص الضلمة، صوت الرصاص ما وقفش… حد كان بيجري بسرعة ناحية الباب، وصوت ليلي بيصرخ باسم مريم:
_مريـــم!!!
لكن فجأة، نور كشاف قوي اتسلط على وش الحج صادق، وظهر شخص مجهول ماسك مسدس وموجهه عليه.
الجميع اتجمد في مكانه…
صوت الحج صادق كان مليان غضب وخوف لأول مرة:
_إنت… إزاي وصلت لحد هنا؟!
بس قبل ما حد يلحق يعرف مين الشخص ده…
دوّى انفجار تاني هزّ المخزن كله!
والدخان غطّى المكان.
چون سحب ليلي بسرعة بعيد عن الانفجار.بس ليلي وقفت مكانها وهي بتقول بصدمة
_مريم جوا.
#يتبع
_ياتري مين الشخص المجهول؟!
وهل اللعبة كدا بتخلص ولا لسه؟!
وايه اللي ممكن يحصل لمريم؟!