رواية لغة بِلا أحرف عبر روايات الخلاصة بقلم روزان مصطفى
رواية لغة بِلا أحرف الفصل الثالث 3
لحظة صمت بيني وبين منصور في المُكالمة، تعدت الدقيقة، وبعدها قال بصوت رخيم: أنا جاي حالًا قوليلهُم جوزي قال هييجي دلوقتي بنفسُه.
قفل معايا من غير ما يقولي سلام، بالتأكيد عقلُه إنشغل بكلامي.. رجعت قعدت على الكُرسي وحاولت أمثِل الهدوء وأنا بقول: منصور قال جاي في السكة هيوريكُم الكاميرات بنفسُه.
هزت حماتي راسها بمعنى تمام وقعدنا، لغاية ما لقيت منصور بيتصل عليا، وقفت على جنب مرة تانية ورديت عليه: أيوة يا منصور.
منصور بنبرة غريبة: أنا تحت، إنزلي وسيبي أمي قاعدة مع الست تواسيها.
قولتله بإرتباك: حاضِر.
نزلت بعد ما قولت لحماتي، لقيتُه واقِف قُصاد بوابة العمارة وبيبُصلي بصمت، اخدني من دراعي وعداني من وسط الرجالة وهو بيقولي: إركبي.
بصيت لعادل اللي واقِف مراقبنا بعينيه، بعدها قولت لمنصور: هو مش هييجي معانا ولا إيه؟
عينين منصور برقت وهو بيقول بلهجة أمرة: بقول إركبي العربية.
ركبت في المقعد الأمامي جنبه، ولف هو وركب، بعدها ساق بينا وهو ساكِت ومغطي بوقه بصوباعين إيديه، قالي بهدوء: إيه اللي قولتيهولي في التليفون دا؟
بلعت ريقي ودعيت ربنا يسترها معايا، هقول واللي يقوله جوزي هعمله
بدأت أحكيله عن ليلتها، بالتفصيل، وقولتله كمان إن القاتِل إبن عمه اللي هيبعتوه معانا عشان يشوف الكاميرات وإني متأكدة من كدا، إنهارت وبدأت اعيط، لاحظت منصور بيضحك ضحكة اللي هو (كُنت عارِف) وقال فجأة: عشان كدا الواد مرضاش ييجي معانا.
بصيتله بإستغراب وقولتله: مش فاهمة؟
منصور بهدوء: أنا أول ما وصلت لقيته بيبصلي جامد، وبيقولي هو إنت جاي للعزا ولا مستني حد قولتله مراتي فوق وأتصلت بيا، قالي متشغلش بالك مرات عمي عقلها مش فيها من ساعة اللي حصل إحنا لا هنراجع كاميرات ولا غيره كدا كدا مش هتبين حاجة.
قولت لمنصور بزعيق: كذااب، على الأقل هتبينه قبلها بكام ساعة ماشي ناحية الأرض وبعده إبن عمه القتيل، لإن الحتة دي إحنا بس اللي مركبين كاميرات فيها بعدنا مفيش وقبلنا في كذا شارع فرعي، أنا غلطتي إني سكتت، بس والله كُنت خايفة، واللي هتقولي عليه هعمله بدون تفكير، مبقتش بعرف أنام يا منصور.
بدأ منصور يزعقلي ويقول: أنا عايز أفهم حاجة بس إزاي متحكيش ليا حاجة زي دي وتسيبيني أتصرف؟ بتخبي ليه وبتنامي جنبي في سرير واحد عادي!!!
قولتله بإنهيار: بقولك خوفت خوفت بجد معرفتش أتصرف، ما إنت عارفني.
منصور بحزم: دلوقتي هنطلع على قسم الشُرطة وتحكي كُل اللي حصل عشان حق الواد اللي مات دا، وكلمة زيادة مش عاوز.
قولتله بخضة: مش معانا اللي يثبت كلامي، أنا شوفت بس محدش هيصدقني ويمكن دا يدخلني في مشاكِل، طب على الأقل نراجِع الكاميرات الأول!
منصور بعصبية: طيب.. هلف ونرجع البيت دلوقتي، يارب الكاميرات تكون جايبة على الأقل الإتنين ماشيين في إتجاه واحِد في ميعاد مُتقارِب.
رجعنا البيت أنا ومنصور، وقعد قُصاد شاشة الكاميرات في شقتنا وهو بيراجع الليلة كُلها، لغاية ما أخيرًا لمحنا القتيل ماشي ناحية الأراضي بالفعل، بس الغريب، عادِل مظهرش خالِص!
عملت كوباية شاي لمنصور عشان طلبها مني وكان محتاج يركز، وانا بحُطها قُدامه قالي بإستغراب: شوفت يُعتبر اليوم من أوله واللي إسمُه عادِل دا معداش الجهة دي خالِص.
قعدت جنب منصور وصابتني خيبة أمل وأنا بقول: يمكِن ركِب عربية من اللي رايحين جايين بإتجاه الأراضي عشان كدا مظهرش ولما رجع من الأرض رجع مشي، أصل لو في نيته يقتل قريبه هيحرص أكيد ميظهرش.
منصور رجع ظهره لورا شوية وهو بيفكر وبيقول: طب اليوم اللي بتقولي كان واقِف قصاد البلكونة بتاعتنا تحت وباصصلك، كان يوم إيه؟
قولتله بسُرعة: اليوم اللي أم ساجدة ضربت الإنتركم فيه عشان ألِم الغسيل، يوم كذا "ذكرت اليوم"
جاب منصور كاميرات اليوم دا، وعادِل بالفعل في نِصف اليوم سند على الحيطة ووقِف يبُص على بلكونتنا كتير، شاورتلُه بصوباعي وقولتله بلهفة: أهوو شوفت بيبُص فوق كتير إزاي!!
ضيق منصور عينيه وقالي: إنتِ مُتأكِدة إنُه شافك لما كان بيتقل إبن عمُه؟
قولتله بسُرعة: أيوة عشان مج النسكافيه وقع من إيدي في البلكونة وعمل صوت، بس هموت وأعرف قتلُه ليه، ومش عارفة سكوتي صح ولا غلط..
منصور بهدوء: لا صح، أنا لما عرفت إرتبكت وكان كل همي ندخل الحكومة في الموضوع، لكن لما قولتيلي مش معانا دليل وجايز ندخل نفسنا في حوارات عرفت إن معاكِ حق، على العموم الواد دا سيبيهولي هعرف أقرره وأراقبه كويس، ومتخافيش هعمل أقفل لبوابة العمارة وكذا ترباس لباب الشقة عشان لو روحت الشُغل أتطمن عليكِ.
حسيت براحة نفسية لما منصور وقِف معايا وساندني، حضنتُه وأنا بقول بسعادة: ربنا يخليك ليا، ياريتني حكيتلك يومها بس الخوف سيطر عليا.
منصور بتعب: متخافيش طول ما أنا جنبك، أنا هقوم أريح شوية في الأوضة على ما تسخنيلي الأكل لاحسن أنا جعاان.
قومت من جنبه وأنا بقوله حاضر وراح هو ناحية الأوضة، وقفت أسخنلُه الأكل في المطبخ وأنا حاسة إن في حمل بسيط إنزاح من على قلبي، بصيت للورك بتاع الفرخه منابه وقولت أسأله أحمرهولك ولا أسيبُه مسلوق زي ما هو.
قربت من أوضة النوم لقيت بابها مردود ومنصور بيتكلم في التليفون مع حد
كتت ووقفت أسمع لقيتُه بيقول: لا إنت مش ظاهر في الكاميرات غير في اليوم اللي وقفت فيه قصاد بلكونتنا عشان تخوفها، متقلقش همسح التسجيل دا بمعرفتي سيبهالي هعرف أسكِتها..
يتبع..