📁

رواية لغة بِلا أحرف الفصل الأول 1 بقلم روزان مصطفى

رواية لغة بِلا أحرف عبر روايات الخلاصة بقلم روزان مصطفى

رواية لغة بِلا أحرف الفصل الأول 1

من كام يوم، كُنت شاهدة على جريمة قتـ ل من وأنا في بيتي، وربنا يسامحني إني متكلمتش لغاية إنهاردة.. 

بقالي سنة متجوزة، وعايشة في بيتي كافية خيري شري لا بنزل كتير ولا بروح في حتة غير يوم واحِد في الأسبوع بجيب طلباتي.. 

لما بخلص شُغل البيت وبخلص شُغلي على الفون بعملي كوباية نسكافيه وبطلع أقف في البلكونة شوية عشان أشِم هوا وأفُك عن نفسي

اليوم اللي شهدت فيه الجريمة دي كان جوزي واخد أجازة ونايم، وأنا مجاليش نوم فـ وقفت في البلكونة كـ عادتي بمج النسكافيه

المنطقة بتتميز بالهدوء والنور الخافِت فـ بتريحني نفسيًا

وسط إندماجي مع الجو اللي أبتدى يبرد وشكل السما الحلو

سمعت صوت أنين ألم مكتوم. 

بصيت ناحية مصدر الصوت بسُرعة لقيت شابين، واحد لابِس تيشيرت أصفر وبنطلون أزرق چينز، والتاني تيشيرت سماوي 

اللي لابِس تيشيرت أصفر كان مُنحني إنحناءة بسيطة لقدام وماسكة بطنُه بإيد والإيد التانية سانِد بيها على التاني، قولت يمكِن عندُه مغص انا مش شايفة كويس الإضاءة خفيفة، لكِن اللي سببلي الخوف هو صوت تمزُق وطعن.. وإيد اللي لابِس تيشيرت سماوي بتبعد عن الشاب التاني وبتضربه أقوى

المج إتهز في إيدي، وعشان النسكافيه كان لسه سُخن لما المج أتهز وقع منُه نُقط على رجلي لسعتني فـ المج بسبب اللسعة ورعشة إيدي وقع مني على أرض البلكونة، إتكسر وعمل صوت، ولأني كُنت مرعوبة ومتوترة ملحقتش أوطي أو أجري على جوة.. بالتالي القاتِل شافني! 

لما تمالكت أعصابي بالعافية جريت على جوة وقفلت البلكونة، خلعت الأسدال وروحت داخلة جنب جوزي في السرير وأنا باصة في الضلمة للسقف وبترعش، هو ياعيني بيرجع من الشغل تعبان فـ مبيبقاش واعي بيكون جعان نوم. 

فضلت باصة للسقف كدا لغاية ما سمعت صوت الفجر بيأذن، كان بقالي فترة قاطعة صلاة لكني المرة دي قومت إتوضيت وأنا ببُص لوشي الأصفر المرعوب في المرايا، خلصت وضوء وصليت ودعيت ربنا القاتل يتكشف عشان أنا قلبي واجعني ومرعوبة أقول أني شوفت حاجة لاحسن أتسحِب في حوارات ماليش دعوة بيها، للأسف سكتت مش قاظرة أفهم ليه عملت كدا. 

فات يوم، يومين، اليوم الثالِث جه جوزي وقالي إنه مسافر يومين شُغل مع قريبُه اللي بيشتغل معاه، تبع الشركة بتاعتُه ومُضطر يسيبني لوحدي في الشقة، لكِن مرات أخوه اللي هي سلفتي هتبقى تروح معايا السوق عشان تشجعني مخافش. 

سابلي الفلوس ومشي. 

ثلاث أيام مدخلتش البلكونة، لغاية ما لقيت الجرس بتاع شقتي بيضرب. 

الأنتركم رديت عليه لقيت جارتي أم ساجدة بتقولي: يا مريم شيلي غسيلك المنشور بقاله ثلاث أيام كل ما أعدي ألاقيه، شيليه أتملى تراب مِن الشارع. 

بلعت ريقي وأتضايقت من حشريتها وفي نفس الوقت اللي حصل نساني الغسيل فـ قولتلها: طيب هدخُل البلكونة أهو أشيله. 

قفلت الأنتركم وروحت ناحية البلكونة فتحتها، لقيت المج لسه واقِع متكسر وبقية النسكافيه ملزق على الأرض وملموم عليه نمل، طبعًا لميت الغسيل بسرعة ورشيت بودرة نمل عليه لغاية ما مات وبدأت أكنس المج وألمه، مسحت البلكونه وخلصت ولسه بدخل وبسحب باب البلكونة عشان أقفله، لقيت شاب سانِد على حيطة العمارة اللي قصادي، واقِف بيدخن سيجارة وبيبُص ليا بنظرات مش مفهومة

مُريبة، مُخيفة، كإنه بيتفحصني، هيئتُه مش غريبة عليا، لكن مش فكراه، ولأني في حالي دخلت بسُرعة وقفلت باب البلكونة، حماتي كانت في البيت اللي جنبي بيت العيلة، جوزي جايب عمارة من بابها عبارة عن ثلاث أدوار ليا ولعياله مستقبلًا، فـ أنا متعوظة أطبخ وأوديلها من طبيخي فـ وقفت عملت البامية وسلقت اللحمة وأنا بقلب في الأكل، وبغرز الشةكة في اللحمة أتأكد إستوت ولا لا أفتكرت صوت الطعن اللي أتعرضله الشاب، أعصابي بدأت تتلف أكتر وقفلت غطا الحلة وأنا متضايقة.. 

سمعت صوت مفتاح بيتحط في باب شقتي وبيفتحها.. 

عينيا برقت ووشي إصفر وأنا طالعة من المطبخ ببُص على باب الشقة، لقيت جوزي داخِل! 

 إستغربت روحت طالعة بسُرعة وأنا بقوله بهدوء: مش كان المفروض مسافِر يومين؟ 

حسيته تعبان وهو بيحُط المفاتيح وبيقولي: لا ما هُما كلفوني بشغل تاني هنا في المحافظة وكلفوا غيري بالسفرية دي، كدا أريح أنا إتهلكت في الشُغل اليومين دول. 

شم ريحة الأكل فـ قالي: الله، تصدقي نفسي كانت رايحة للبامية. 

إبتسمت وقولتله: ما عشان حماتي تاكُل من إيدي أنا متعودة أطبخ عشانها وعشان أدويتها. 

باس راسي وضمني ليه وهو بيقول: ربنا يخليكِ ليا يا حبيبتي، على ما تجهزي الغدا وتوديه لأمي أكون خدت دوش وغيرت عشان نتغدى أنا وأنتِ سوا. 

قولتله بسُرعة: حالًا. 

جهزت الصينية بتاعة حماتي وغطيتها ونزلت عشان أوديهالها. 

أول ما خرجت من مدخل العمارة بتاعتي لقيت الشاب إياه لسه واقِف! ولسه على وشه نفس النظرات، بلعت ريقي بخوف وأنا ببُصله وهو مثبت نظراتُه عليا كإنُه شيطان، بس بعدها تمالكت نفسي وجمدت قلبي وقولت أنا في وسط النهار والناس رايحة جاية هيعملي إيه يعني. 

خرجت من عمارتي وسرعت خطواتي ودخلت عمارة حماتي، بيت العيلة، لقيت سلفتي قاعدة قدام التليفزيون بتاع حماتي بتاكُل ترمس وحاطة صينية على الترابيزة فـ أتنهدت لأنها مش من عادتها تطبُخلها، قولتلها بهدوء: إزيك يا سُمية، أومال فين ماما؟  (حماتي) 

قالتلي من غير ما تبُصلي: بتتوضى جوة، إقعدي إتغدي معانا أنا عملالها لوبيا وفراخ محمرة. 

إبتسمتلها ببرود وقولتلها: تسلمي أنا طبخت، كمان عشان منصور جه من الشغل هنتغدى سوا. 

حماتي خرجت من الحمام ووشها مبلول وحاطة الطرحة على راسها وهي بتقول: تعالي يا مريم خشي. 

بعدت صينية سلفتي وحطيت صينيتي وأنا بقولها: الغدا يا ماما بالهنا والشفا. 

قالتلي بتقدير: يابنتي والله عندي أكل متبقيش تعملي وتتعبي نفسك شايلة الصينية رايح جاي على حيلك. 

قولتلها بهدوء: تعبك راحة مفيش حاجة. 

قعدت حماتي على المصلية وهي بتلف الطرحة كويس وبتقولي: صحيح إبقي خلي منصور يجيلي بعد الغدا عوزاه في موضوع. 

قولتلها حاضر وخرجت، ملقتش الشاب إياه فـ حمدت ربنا ودخلت عمارتي وقفلت البوابة كويس

حطيت الغدا وقعدت مع منصور نتغدى سوا، لقيته بيقولي: في شاب مُختفي بقاله كام يوم وأهله قالبين عليه الدُنيا هنا في المنطقة. 

عينيا برقت ووشي إصفر، معلقة الرُز إتهزت في إيدي وأنا بقول بتوتُر: يعني إيه إختفى؟ 

كان منصور بياكُل بنهم فـ قال: مش عارف، الحكومة مبتقبلش تعمل تحريات غير لما يعدي 24 ساعة، الكاميرا اللي قصاد بيت الشاب دا جيباه وهو راجع من برا وكان داخل بيتهم، جاتله مكالمة وقف يتكلم قصاد البيت وبعدها رجع تاني مشي ومن ساعتها مرجعش، دا اللي مسبب الذُعر لأهله. 

ببعت ريقي بخوف وقولتله: لا ربنا يرده بالسلامة. 

كان بيمضغ وهو بيبُص ليا ومضيق عينُه، فجأة قالي: مالِك في إيه؟ مش على بعضك ليه؟ 

سيبت المعلقة وفركت جبيني نش عارفة أقوله ولا لا، فضلت أسكِت فـ قولتله: أنا مبحبش حد يتدخل في حياتي يا منصور. 

منصور بإستغراب وتساؤل: يعني إيه الكلام دا؟ حد ضايقك عند أمي ولا إيه؟ 

قولتله بسرعة: لا لا، بس الست أم ساجدة دي، ضربت عليا الإنتركم مخصوص عشان تقولي لمي غسيلك! هي مالها أصلًا. 

منصور فضل باصص ليا وسكت شوية بعدها قال: مريم، الست كتر خيرها بتنبهك يمكن تكوني نسياه عشان ميتبهظلش من التراب، لا تدخُل ولا مش تدخُل، ويمكن قلقت يكون حصلك حاجة بحُكم إني بغيب في شغلي وبسيبك لوحدك، متعمليش عداوة مع الناس إكسبيهم إحنا مش ناقصين. 

قام من على الترابيزة فـ رفعت راسي وقولتله: إقعد طيي كمل أكلك. 

قالي وهو رايح يغسل إيده: الحمدلله يادوب أنام ساعتين عشان أنزل للشغل أخلصه وأرجع. 

قومت بغسل المواعين وكانت خلاص الشمس بتغرب، سمعت بيذيعوا في ميكروفون البلد (البقاء لله، توفي إلى رحمة الله تعالى فقيد الشباب ياسر عبد المجيد أيوب) 

غسلت إيدي من صابون المواعين وقفلت المياه عشان اسمع كويس، خرج جوزي من الحمام وهو بينشف بوقه وإيده بالفوطة وبيسمع هو كمان مستغرب وفجأة لقيتُه بيقول: لاحول ولا قوة إلا بالله، أهو دا الشاب اللي بقولك مفقود خرج ومرجعش. 

شهقت شهقة لجوة، بسيطة وصامتة وأنا بغطي بوقي وبترعِش. 

قرب مني منصور وهو بيقول: مالك يا حبيبتي وشك أصفر إنهاردة ليه ومش على بعضك؟  

قولتله بصوت بيترعش: مفيش حاجة، مفيش أنا بس زعلت إنه مرجعش لأهله غير جثة. 

قالي بأسى: الله يرحمه أهله كانوا قالبين عليه الدُنيا، يلا يا حبيبي هتعوزي حاجة؟ حتى الساعتين إتحرمت منهم لازم أنزل الشغل دلوقتي، لو عوزتي حاجة من برا إبعتيلي واتس

خرج جوزي وسابني لوحدي في الشقة، إنهارت على الكنبة وفضلت أعيط، إحتقرت نفسي جدًا وقولت لازم أحكي عن اللي شوفته الوقت مفاتش، مينفعش أكون جبانة في حق شاب زي الورد.. لكن الخوف رجعلي وحسيت أن الدُنيا بتلف بيا، وعشان أتمالك نفسي شوية قولت هدخُل أخُد دوش 

وقفت تحت المياه كتير، فين وفين على ما فوقت وبدأت أخُد دوش بالفعل، وأنا بنشف شعري بالفوطة لقيت جرس الباب بيضرب، باب الشقة مش العمارة! 

يمكِن منصور نسي المُفتاح؟ 

لبست الجلابية بتاعتي هي حلوة وواسعة لكن عشان جسمي مبلول لزقت فيه، لونها وردي فاتح، ولفيت الطرحة على راسي بسُرعة وروحت ناحية باب الشقة، مفيش عين سحرية فـ قولت بخوف: مين؟ 

_أنا مُنصِف يا مريم إفتحي. 

مُنصِف دا جوز سلفتي، أخو جوزي يعني.. أخوه الوسطاني

فتحت الباب وأنا بقول بتوتُر: إنت جبت مفتاح العمارة منين؟ 

قالي ببرود: منصور سابه لأمي عشان النجار هييجي الصبح هنغير الكوالين، في واحد إتقتل في المنطقة والناس خايفة. 

خوفي زاد فـ مديت إيدي وأنا بقوله: طب هات الصينية كتر خيرك. 

مد إيدُه ناحية صدري، مخدتش بالي إن أزرار الجلابية مفتوحة من كُتر توتري، ومتوقعتش إنه بني أدم غير مهذب لمس الفتحة دي وهو بيقولي: متطلعيش البلكونة ولا تفتحي لحد كدا، ياكلك وإنتِ واقفة

معرفتش أزعق، أنا عندي مرض الخيابة 

ماليش صوت ولا نفس

لا في شهادة الحق اللي شوفتها بعيوني اللي تجيب حق الشاب، ولا في حق جسمي اللي إستباحه أخو جوزي ولمسه

تحـ# ش بيا في غياب أخوه

والمُصيبة 

إنه..

يتبع..

رواية لغة بِلا أحرف الفصل الثاني 2 من هنا

رواية لغة بِلا أحرف كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات