📁 أحدث الفصول

رواية حكايات جدو إدريس " سودة بنت الشيطان " الفصل التاسع 9 بقلم ريتا

رواية حكايات جدو إدريس " سودة بنت الشيطان " الفصل التاسع 9 بقلم ريتا


رواية حكايات جدو إدريس الفصل التاسع 9

 جات في دماغي اسألة كتيرة ملهاش أجابة، لكني كنت فاهم حاجة وحدة ومتأكد منها، وهي ان اللي شفته اكيد حقيقي، ونومتي الغريبة على السرير كانت هي خير دليل، قطة سودة كانت حاضرة .. قطة إيه .. دي عفريتة اصلاً .. المهم انا في يومها قمت إتوضيت وصليت الفجر مع ابوية في الجامع، وبعدما خلصنا صلاة وخرجنا لقيت ابوية باصص ناحيتي بأستغراب، وهو يسألني؟.....


****************** التكملة👇******************


لقيت أبوية باصص ناحيني بأستغراب وهو بيسألني: 

وله يا ادريس .. إيه الي في وشك ده يا وله .. مين الي عمل فيك كدة ؟.

رديت على ابوية بأستغراب، وانا بمسح على وشي وبقول: 

_إيه يا حاج .. مالو وشي انا توضيت قبل ما اجي الجامع !.

_يا أبني توضيت إيه، دا وشك ورقبتك عليهم اثار حروق غريبة، معقول انت مش حاسس بيهم ؟

_والله يا حاج ما عارف الحروق دي جات منين خلينا نوصل البيت الاول، ونسأل الحجة ام حمدان يمكن يكون عندها تفسير للموضوع .

وصلنا البيت، وبصراحة وقتها وقبل ما ابوية يسألني اصلاً، انا كنت حاسس إن وشي بيحرقني لكني مكنتش اتوقع أني انام واصحى الاقي وشي زي ما يكون اترشت عليه نقط زيت سخنة، لما دخلت البيت، روحت بصيت في المراية، كنت مصدوم من منظري، ساعتها افتكرت لسعة النار اللي


 حسيتها بالليل وانا واقع على الارض، ومكنش عندي جرئة اني اقولهم اللي حصل، عشان كده هما افتكروا، إن الاثار دي سببها حمة او مرض، ومن الليلة دي، قررت ابطل ازور سودة، وأقنعت أمي تروح بدالي، بحجة أني الست سودة مش عايزة رجل يعتني بيها، وفعلاً حصل، وأمي بدأت تعمل الواجب وتزور سودة مرتين في الاسبوع، وبعد حوالي


 ثلاث شهور، صحيت انا واهالي المنطقة على خبر صدمنا كلنا، والخبر دا هو إن بيت سوده اتحرق وأتفحم، الكل جري نحية البيت، وبدأنا نطفي الاماكن اللي كانت لسا مولعة والنار شابة فيها وبعدما الحرارة خمدت، دخلنا انا وابوية


 واخوية حمدان، دورنا على سودة او جثتها في كل حتة في البيت، لكن للاسف مكنش ليها اي وجود، سودة اختفت كلياً، بعد اليوم المشؤوم ده، بدأت تحصل كوارث في المنطقة بتعتنا، البيوت اللي كانت قريبة من بيت سوده، كانت بتولع لوحدها ومن غير سبب لحد ما ناس لمحت قطة سودة، على واحد من البيوت اللي ولعت ساعتها الكل قال


 إن دي لعنة بيت سودة، وانها ست وجودها كان شؤم، وان قرينها لسا في المكان، وهو الي اخذ شكل قطة وبدء يحرق البيوت، ومن بين البيوت اللي اتحرقت، بيت الحرامي سلامة، ودا كان رجل صاحب كيف وبيشرب المنكر كل يوم، بصراحة محدش كان طايقه حتى مراته هربت هي وعيالها بسببه وبسبب ظلمه ليها، المهم بقى سلامة ده كان


 بيستضيف في بيته ثلاث اشخاص وهما ( مناف .. وزياد .. وعلي ) كانوا يفضلوا طول الليل سهرانين بيسكروا لحد ما الصبح يطلع عليهم، والصدفة الغريبة هنا، ان بيت سلامة وصحابه، من بين البيوت اللي اكلتها النار ودا خلاهم


 يستحلفوا، إنهم يمسكوا قطة سودة ويقتولها، لكن محدش فيهم عرف يعمل ده، والسبب انهم كل ما كانوا بيمسكوا القطة، بتهرب منهم بطريقة غامضة ومش مفهومة، في مرة زياد حط شبكة فوق السطوح، وبالليل اكتشف ان القطة جوى الشبكة كانت بتعافر عشان تخلص نفسها، بس


 معرفتش، زياد جا نحيتها وشالها وهي جوى الشبكة ونزل بيها عشان يغطسها في حوض الميه ويخلص منها، بس لما نزل تحت، اكتشف ان القطة اختفت كان مستغرب، ازاي طلعت من الشبكة، وكانت كل مرة تعرف تهرب منهم، وكأنها كانت بتتسلى بيهم" جدو أدريس سكت شوية بعدها قال: 

_بت يا ريتا .. انتي نمتي ولا ايه ؟.


_لا يا جدو .. أنا معاك بس اندمجت في القصة أصلها بصراحة قصة غامضة وغريبة نوعاً ما ؟. 

_ما غريب الا الشيطان يا طبيبة، انا افتكرتك نمتي اصلي مش متعود على سكوتك، فلو عندك سؤال اسألي دلوقتي ؟.

_لا يا جدو مفيش عندي اي اسئلة، عندي بس فضول .. اعرف الست سودة راحت فين ؟!.



_هقولك، بعد الكوارث اللي حصلت بشهر واحد، الست سودة زي ما اختفت فجأة، ظهرت كمان فجأة.

  _ظهرت!، ينهار مش فايت، طب ازاي وهي كانت فين كل دا ؟.

كمل جدو ادريس وقال: 

_بصي يا طبيبة، بعد ما استمرت الحرايق لشهر كامل، كنا كل يوم بنجري نطفي بيت من البيوت اللي كانت قريبة من بيت سودة، بس في يوم سودة خرجت من بيتها اللي كان متفحم وهي بتصرخ باعلي صوت، وبتقول الحقوني بيتي أتحرق، اولاد الحرام حرقوني وحرقوا بيتي، طبعاً الناس كلها التمت وهما مش مصدقين إنها لسا عايشة، ومش


 فاهمين هي كانت فين كل دا ؟، المهم بعد ما سودة هديت، قعدت ع الارض وهي بتعيط، وقتها ابوية قرب منها وسألها، عن سبب عياطها وإيه معنى كلامها دا ومين اللي حرق بيتها، والاهم من كل دا هي كانت مختفية ليه وفين ؟، جواب سوده وقتها كان صدمة لينا كلنا ! .. سودة قالت: 



_انا مرحتش حتة، ده انا كنت نايمة بالليل، وسمعت صوت حد دخل بيتي، لما بصيت لقيته سلامة والشلة اللي معاه وقتها دخلوا، وهما مفكرين إني مخبية فلوس كتيرة من شغلي زمان، قعدوا يضربوني ويطلبوا مني اطلع الفلوس


 اللي مخبيها عندي وانا كنت بحلف لهم إني معنديش ولا مليم، وهما بعدما فتشوا البيت، وإتأكدوا ان مفيش حاجة، قرروا يمشوا، بس قبل ما يمشوا ربطوني وولعوا في البيت، وكل دا عشان مرحش ابلغ ابو حمدان واقوله اللي حصل واللي عملوه معاية، أنا كنت هموت لولا ربنا بعتلي ست


 معرفهاش طلعتني من هنا، هي لحقتني وأخذتني لبيتها اللي في القرافة، فضلت عندها ساعة زمن، ورجعت هنا تاني عشان الاقي بيتي مدمر، حبسي الله ونعم الوكيل فيك يا سلامة أنت وصحابك !.


بعد ما سودة خلصت كلامها، ابوية سألها عن مواصفات الست اللي ساعدتها، وهنا جواب سودة كان: 

_شكل الست كان حلو، شعرها كان مخبي جزء من وشها، كلمتني وطلبت مني استنى، ومخرجتش من بيتها لحد ما هي ترجعلي، وهو دا اللي حصل، هي رجعت لبيتها وانا رجعت بيتي. 


كانت قصة رجوع سوده قصة صعب تتصدق، هي كانت فاكرة أنها غابت ساعة، لكن في الحقيقة هي كانت غايبة اكتر من شهر، ولما ابوية ومختار المنطقة، جابوا سلامة والشلة اللي معاه وقرروهم اعترفوا فعلاً بالحاجات اللي


 عملوها مع الست سودة وهنا كان دوري ادور وافهم سر الست دي، وسر القطة او الجنية اللي معاها وبتحرسها ديماً، فقررت اسألها، في اليوم ده انا نظفت البيت، واشتريت للست سودة شويه فرش جديد وشوية حاجات ممكو


 تحتاجها في البيت، وهي كانت مبسوطة، خلصت عندها النهار، ولما الشمس غابت انا حطيتلها اكل  وكنت بتلفت وانا مستغرب اختفاء القطة اللي كانت بتظهر عند سودة، هنا الست سودة فهمتني وابتسمت وهي بتقولي: 


_بدور عليها مش كده، بص يا أبني دي واقفة جنبك بقالها ساعة، ومبسوطة منك اوي" 

هنا بصيت فعلاً، لقيت القطة واقفة جنبي بكل هدوء  وباصة ليا بنظرة غريبة وملفتة في نفس الوقت، انا يومها ما أظهرتش أي خوف، وسألت سوده وانا بقولها: 


_احكيلي يا حاجة، هي إيه حكاية القطة دي بالضبط، وإيه حكايتك انتي كمان، يعني في رأي مش معقول دي تكون قطة عادية وطبيعية، وانتي كمان حاسس ان وراكي سر كبير رافضة حد يعرفه، أو يمكن محدش حاول يسألك او يعرف منك السر ده، انا مش بحاول استجوبك، لكن حقيقي نفسي اعرف قصتك والي مريتي بيه زمان، عشان تحصلي على المكانة دي عند الجن !.


لما قلت كلامي ده للست سوده، ما اظهرتش اي ردة فعل، وكأنها كانت مستنياني اسألها واعرف حكايتها ايه، وهنا هي شاورت للقطة بأديها، وفي ثواني القطة جريت نحيتها، وقعت في حضنها، كانت عمالة بتمسح على ظهر القطة، وهي باصالها  بحزن بعدها رفعت رأسها نحيتي وقالت: 


_اوعدني يا ادريس، ان الكلام اللي هتسمعه مني دلوقتي، ميطلعش لحد طول ما انا عايشة ؟.

_اللي تؤمري بيه يا ست سودة، انا اوعدك، محدش هيعرف اللي هتحكهولي ولو على موتي .

_ماشي يا أبني، هحكيلك اصل حكايتي وبدأت ازاي في البداية انا كنت عايشة مع ابوية وامي في البيت ده، وحياتي كانت ماشية تمام، لحد ما بلغت 14 سنة، هنا لاحظت إن أمي بتمنعني اني افضل مع ابوية في مكان لوحدنا، كانت ديماً لما تخرج تأخذني معاها، ووقت ما تشوفني لابسة لبس خفيف او ضيق تطلب مني اغيره،


 وديما بتوصيني إني مقربش من ابوية كتير، فضلت اسمع الكلام دا لمده اربع سنين، من غير معرف اسبابه، لحد ما بقى عندي 18 سنة، وهنا اكتشفت إن الرجل اللي عايشة معاه بيكون جوز امي، ومش ابوية الحقيقي  على الرغم من إن الرجل ده عمره ما حسسني اني مش بنته، لكن خوف


 امي منه، خلاني احاول استفسر وأعرف السبب اللي مخوفها، وهنا سألتها وضغطت عليها عشان تحكيلي كل حاجة، ساعتها بس أمي أتكلمت وقالت: 


بصيلي وافهمي كلامي كويس يا سودة، وخليه حلق في ودانك، جنس الرجالة دول جنس خوان وملهمش أمان، ايأكي تأمني لرجل، أو تحطي ثقتك وأمانك فيه  يا بنتي دول شياطين ومتسلطة علينا"


بصراحة مكنتش فاهمة كلام أمي، ولا عارفة معناه  لحد ما في يوم أمي تعبت وكانت بتموت، هنا امي اعترفت لي  بالحقيقة المرة اللي كسرتني، امي قالت ان انا اتولدت في بيت ساحر، ساكن في محافظة تانية، وأن هي كانت


 بتشتغل معاه في الإعمال السفلية اللي بتكون عن طريق العلاقات غير الشرعية والمحرمة، وحصل اثناء الجلسات دي حمل، مكنتش المفروض يحصل، وبعد ما امي عرفت إنها حامل فيا، طلبت من ابوية الساحر انه يتجوزها ويعترف بالجنين اللي في بطنها، بس هو رفض، ومش بس كده، ده


 حبسها لغاية ما خلفت أما هو بقى، فكان ناوي يقدمني هبة للشيطان، كان يعتقد إن ولادتي هي رغبة الشيطان، أو الاصح انا بكون بنت الشيطان ومش بنته هو، كان شايفني الكنز اللي هيخليه غني وصاحب سلطة وجاه، كان مقتنع تماماً إني من نسل الشياطين، والسبب انه كان متجوز اكتر


 من ست ومخلفش منهم، بعد ما أمي فهمت ان نيته معاية سودة، قررت تهرب منه  ومن حسن حظها المساعد اللي بيشتغل مع الساحر ساعدنا نهرب انا وامي، ومش بس كده، هو كتب عليها وسجلني باسمه، سجلني باسمه عشان هو كان عقيم، الحقيقة دي امي قالتها ليا، ولحد دلوقتي بحاول


 استوعب الصدمة، أمي ماتت وبعدها بفترة ابوية اللي رباني كمان مات فضلت وحدي وأبتديت احس اني مليش لازمة، مشيت في سكته الغلط، أبتديت اعمل حاجات تغضب ربنا، لحد ما كبرت وبقيت ضعيفة وعاجزة، ومحدش كان بيسأل عني او يبص في وشي، وهنا انا قررت بعدها إني أتوب واستغفر ربنا واقرب منه، كنت عارفة إن قلبه


 حنين ومش هيتخلى عني وهعذرني ويغفرلي، كنت كل ليلة اقعد لوحدي اكلمه واسأله، يا ترى انا بنت الشيطان فعلاً، يا ترى انت هترميني في نار جهنم، هترميني بسبب ذنب انا مليش يد فيه، كل ليلة اعيط بحرقة، لغاية ما في ليلة من الليالي دي خرجت على صوت كلاب بتنبح جنب


 باب بيتي، اول ما فتحت الباب لقيت قطة دخلت بسرعة وهي غرقانة في دمها، اول ما دخلت انا قفلت الباب، قبل ما الكلاب تدخل وراها وتأكلها، القطة كانت خايفة بتترعش قربت بالراحة وانا بكلمها وبطمنها وأبتديت ادويها كانت


 مسكينة، وحدة من عينها كانت طالعة من مكانها للأسف، انا فضلت اعتني بيها فترة اسبوع لغاية ما هي خفت وبقت عايشة معاية، ومن ساعتها حسيتها زي بنتي، بس فجأة القطة دي إتغيرت، بقيت احسها مش قطة عادية، كنت ديماً بكلمها بالليل، وساعات بتخيل أنها بترد عليا، لحدما أبتديت


 الاحظ ان القطة دي بتتحول بالليل، لبنت جميلة شعرها اسود طويل مداري عينها اللي متعورة مكنتش مصدقة اللي كنت شايفاه، عرفت بعدها ان دي جنية، محكوم عليها بالموت من عشيرتها وبعدما هربت عندي محدش قدر


 يقربلها، هي بدأت تخدمني وتسمع كلامي، من غير ما اعرف السبب في البداية انا قلت يمكن دا عشان أنا ساعدتها، وهي عايزة ترد الجميل، لكن اتضح بعدين إن الوشم اللي في كتفي هو السبب، ولو هتسألني وشم إيه، هقولك ان ده وشم بنجمة سداسية، واحرف غريبة بتخلي


 أي جن يكون خاضع ليا خضوع كامل، والطلسم دا اتكتب على كتفي من عمر السبع ايام، واللي كتبه ابوية الساحر، كان بيجهزني عشان اكون الأداة اللي بيحارب بيها الجن، او السجن اللي بيحبس فيه اي شيطان يعصيه، انا يبني عشت اسوء فترات حياتي، كنت بحارب نفسي وافكاري، اللي


 دايما تأخذني لحتة إني بنت الشيطان ومصيري جنهم، لكن ساعات بقول ان ربنا قبل توبتي، وبعتلي جنية صالحة تعتني بيا، اكيد دي نعمة كنت بشكر عليها ربنا، اهالي القرية كانوا كارهين شوفتي لكنهم مكنوش يعرفوا إن القطة كانت بتلف بيوتهم وتجيبلي اسرارهم ومشاكلهم، وكنت ساعات احلم اني رحت ودخلت البيوت دي، واشوف حاجات


 هتحصلهم في المستقبل، وبيكون اللي شفته حصل فعلاً في الحقيقة، ياما ساعدت ناس وطردت عن بيوتهم حجات وحشة كانت ساكنة معاهم ومعشعشة في مساكنهم، وياريت حد قدر دا، اهو كله عند ربنا  وهي دي حكايتي يا أبني، حكايتي اللي صعب حد يصدقها  او يستوعب احداثها.


سوده أنهت كلامها معاية، ومن غير اي سؤال مني،  أنا شكرتها إنها شاركتني سرها ده، واستأذنت وخرجت من عندها، وانا محتار ومش قادر استوعب حقيقة الموضوع، لكني مكنش ينفع انكر او اكذب اللي هي قالته، وعدت الايام، لحد ما سمعت خبر زعلني، وهو ان سودة ماتت،


 رحت بيتها وشلتها وطلعتها انا وكم شخص، وبعد ما امي غسلتها ودفناها، رجعت بيتها عشان اقفله، بس قبل ما اقرب من باب بيتها، لمحت من بعيد بنت بشرتها بتنور من شدة البياض، شعرها اسود مغطي جزء من وشها، كانت


 واقفة قدام الباب وهي لابسة اسود اول ما شافتني دخلت، وانا خبطت على الباب ودخلت وراها، وهنا لقيت قطة سودة ميتة، كانت ميتة في نفس المكان اللي سودة ماتت فيه، هنا فهمت ان الجنية دورها في البيت ده انتهى، طلعت القطة ودفنتها، وبعدها قفلت الباب، بس وانا باصص نحية


 البيت شفتها، انا شفت القطة واقفة فوق السطح وهي باصة نحيتي وبعدها اختفت، ولحد دلوقتي بحس اني كنت عايش جوى حلم صعب يتفسر، وانا اول مرة في حياتي احكي الحكاية دي لحد، وانتي يا طبيبة اول وحدة تسمعها مني !.


بعد ما جدو ادريس خلص كلامه، أنا رديت عليه وقلتله: 

_شرف ليا يا جدو اني اكون اول حد يسمع حكايتك، بس لو تسمح اني اخليها ظمن القصص المستوحاه من احداث حقيقية، عشان اسيب مساحة للناس اللي هتلاقي صعوبة تصدق كل التفاصيل اللي حضرتك ذكرتها ؟.

 

_معنديش مانع يابنتي، أعملي اللي تشوفيه مناسب وعلى العموم انا مش بجبر حد يصدق الحكاية، الايام كفيلة تثبت كل حاجة، واللي يعيش يبنتي ياما هيشوف"


_عندك حق في كلامك يا جدو ادريس، فعلاً اللي يعيش ياما هيشوف، بس تعرف يا جدو، بجد الظن حاجة وحشة اوي، انا اول مرة سمعت فيه عنوان قصة سودة بنت الشيطان، كنت متخيلة ان سودة دي هتكون ست وحشة وشيطانة ومصدر الشر في القصة، وكنت مستنية منك


 تحكيلي حقيقتها ومتخيلتش ولو للحظة، إنها هتكون ضحية ومجني عليها، حقيقي قصتها مؤثرة، وانا اخذت عبرة وعظة عظيمة من حكايتها، والعبرة دي هي اننا مش لازم نحكم على حد، من غير ما نعاشره ونقرب منه ونحاول نسأل عن احواله، مينفعش نصدق كل حاجة نسمعها، حتى لو الشخص دا كان عندو ماضي سيء، محدش عارف ايه اللي ممكن يكون بينه وبين ربنا .


_الله ينور عليكي يا ريتا، انتي جبتي المفيد، وزي ما قال ابن القيم رحمه الله ( فليتك تحلو والحيــاة مريرة، وليتك ترضى والأنام غضاب، وليت الـذي بيني وبينك عامر، وبيني وبين العالمين خـراب، إذا صح منك الود فالكل هين، وكل الذي فـوق التراب تـراب، فلا إله إلا الله" 


 ودي يا جدو اجمل حاجة، ممكن اختم بيها حكاية الليلة، بشكرك جداً على السهرة الحلوة دي وتصبح على الف خير ..


ولحد هنا أكون خلصت سلسلة حكايات جدو أدريس بشكر كل حد كملها للأخر، استنوني في حكايات كتيرة ومميزة ومرعبة من حكايات طبيبة الجن ( ريتا سليمان) 


#ريتا_سليمان

يتبع

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية حكايات جدو إدريس )

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات