📁

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل السابع والعشرون 27 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل السابع والعشرون بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل السابع والعشرون 27

 الفصل 27

#عشقت بودي جارد #الفستان #الأبيض 

#الكاتبة #صفاء #حسنى 

الدكتورة هزت راسها وقالت:

ـ "لأ، هي مش مريضة سكر. اللي حصل إن ضغطها واطي جدًا، وده سبب الإغماء. لكن…" وقفت لحظة وبصت على إيد رحمة، وبعدين كملت:

ـ "في حد استغل إنها كانت غايبة عن الوعي وحقنها بمادة بتلخبط هرمونات السكر في الدم. الحركة دي كانت ممكن تقتلها!"


مرة واحدة، وكأن الدنيا وقفت، عيون طاهر اتسعت، وقرب منها بسرعة وضماها بين دراعاته وهو بيقول بصوت مخنوق:

ـ "الحمد لله… الحمد لله إنها بخير. يا رب لطفك. بس مين يقدر يعمل كده؟ وليه؟"


في نفس اللحظة، كانت العاملة بترد على المكالمة:

ـ "لأ يا فندم… العينة سليمة، مفيش حاجة."


صوت الشخص اللي على التليفون اتعصب:

ـ "إزاي!؟ مش انتي قولتي الحقنة دي هتخلي يظهر إنها عندها سكر؟"


العاملة بارتباك:

ـ "أكيد في حد تاني حقنها بمادة مضادة، عشان كده المفعول اختفى."


المتصلة اتجننت وصرخت:

ـ "إزاي بس!؟ كده هتسافر وتقرب من طاهر!" وقبل ما تكمل قفلت الخط بعصبية.


وفجأة دخل إياد وهو بيصفق بسخرية، وقال ليمنى:

ـ "دلوقتي… لم أفرجهم على الفيديو وانتي بتحاولي تقتلي رحمة… يكون العيب عليا أنا؟"


-

يمنى اتجمدت مكانها لم شافت إياد واقف قدامها، ماسك الموبايل وبيوريها الفيديو، صوته مليان تحدي وسخرية:

ـ "متعدلين يا يمنى... مش أنا لوحدي شرير ومفترى، انتي كمان. عشان حبك لطاهر، كان عندك استعداد تموتي مراته عشان بس يبقى ليكي."


عينيها اتسعت من الصدمة، وبصت له باستنكار:

ـ "انت بتخرف! بتقول إيه؟ لا طبعًا... أنا ماليش علاقة!"


ضحك إياد وهو يهز الموبايل قدام وشها:

ـ "نسيتي إني مخرج البيت وأعرف كل كبيرة وصغيرة؟ شاهدي بنفسك..."


فلاش باك

يمنى واقفة ورا الشجرة، بتراقب رحمة وهي مع حنين. الشر بيرقص في عينيها، لمّت البخاخ، ورشته جنب رحمة اللي وقعت مغمي عليها. وبعدها جريت تجيب الحقنة من أدوية نامق... الحقنة اللي تسبب خلال في الإنسولين. لمحتها حنين، لكن يمنى كانت أسرع. ضحكت بخبث لم نادت على كنان، وخططت تخلي حنين تخرج، وفي اللحظة دي دخلت يمنى الغرفة وحقنت رحمة وهي نايمة... لكن ما كانتش تعرف إن كل خطوة متسجلة بعين إياد.

باك


إياد رجع يقرّب منها، نبرة صوته فيها خبث ممزوج بندم:

ـ "إيه رأيك يا قلبي أبعت الفيديو ده لطاهر؟"


تنفست يمنى بغضب:

ـ "عايز إيه مني؟ مش بتزهق؟ مش عندك دم؟ ليه مطاردني دايمًا؟"


ضحك إياد، بس عيونه فيها وجع:

ـ "أنا بعمل زيك يا قلبي... بمشي ورا قلبي. عمري ما كنت أتخيل إن يمنى البريئة تبقى قطة شراسة. تجرحني، وتضيع مستقبلي، وتحقني بنت مسكينة بحقنة تخليها تنهار... وبعدين تظهري بريئة قدام الكل. محدش حاسبك، الكل خاف عليك. وأنا اتدمرت!"


شدت يمنى نفسها، وحاولت ترجع قوتها:

ـ "محدش هيصدقك. الكل عارف إنك أستاذ فوتوشوب، وتقدر تركّب صور وفيديوهات. وملامحي مش واضحة في الفيديو... يعني ممكن تبقى أي حد."


ابتسم إياد ابتسامة مرة:

ـ "ممكن... لكن ليه نرمي التهم على أي حد؟! خليني أقولك، أنا مش جاي أبتزك. أنا ندمان، آه... بس برضه مبرري الوحيد إني بحبك. زي ما مبررك دلوقتي إنك بتحبي طاهر."


صرخت يمنى، عينيها مليانة دموع وغضب:

ـ "انت ماعندكش إحساس ولا دم! عمرك ما هتتغير... بقولك بكرهك! بكرهك يا إياد، وأنت مصر تمسك في رقبتي!"


إياد تنهد بوجع:

ـ "غلطت إني افتكرتك تستحقي الحب. تمام يا يمنى... انتي طلاق. وافتكري كلامي، هييجي يوم تتمنّي إني أرجعلك، وساعتها أنا اللي هرفض. اجري ورا طاهر وضيع عمرك... لكن أنا؟ أنا عرفت هدفي وهكمل طريقي."


سألته بسرعة، بصوت مرتعش:

ـ "والفيديوهات؟"


ابتسم بخبث:

ـ "ميخصكيش... انتي واثقة إنك مش موجودة؟ يبقى خلاص. سلام يا قلبي."


سيبها وخرج، وهي وقفت مكانها متوترة... نصها خايفة من تهديده، ونصها فرحانة إنها أخيرًا اتطلقت، وبتفكر إزاي ترجّع طاهر ليها.


---


في نفس اللحظة

كان طاهر واقف قدام الدكتورة، عيونه مليانة شكوك:

ـ "يعني إيه انخفاض السكر بفعل فاعل؟ ممكن أفهم؟"


الدكتورة بصت له بجدية:

ـ "مراتك اتعرضت لحقنة بدواء بيعمل خلل في الإنسولين. ده مش طبيعي، دي محاولة إلحاق ضرر متعمد."


طاهر حس الدنيا لفت بيه، قلبه وقع جوه صدره، وبص ناحية الغرفة اللي رحمة فيها... عارف إن ورا القصة دي سر كبير، واللي حاول يموتها مش هيسيبه يرتاح.


---


---


كانت يمنى واقفة في البلكونة، إيديها متشابكة وهي بتحاول تسيطر على أعصابها. فجأة لقت إياد واقف وراها، صوته هادي بس مليان سخرية:

ـ "عارفة يا يمنى... أنا أكتر واحد حبك بجد، وأكتر واحد اتبهدل عشانك."


لفت له بسرعة، عينيها متقدة:

ـ "حب إيه اللي بتتكلم عنه؟! إنت دمرت حياتي وخليتني أكره نفسي قبل ما أكرهك."


ضحك إياد وهو بيقرب منها خطوة بخطوة، عيونه مليانة ثقة:

ـ "يمكن... بس على الأقل حبي كان حقيقي. مش زي حبك لطاهر... حب من طرف واحد. شايفاه بيتفتفت بين إيديكي، ورايح ناحية تانية."


تجمدت يمنى مكانها، قلبها اتخبط من الكلمة، لكنها رفعت راسها بتحدي:

ـ "إنت مالك؟ هو مش ليك دعوة بيا ولا بيه!"


مد إيده ولمس سور البلكونة، عينيه متعلقة بعينيها:

ـ "ليه مشاعرك بتتلخبط كل ما بجيب سيرته؟ عشان جواه رحمة... واضح قوي، مش محتاج شرح. وصدقيني، عمرك ما هتقدري تمحيها من قلبه."


اتنفس بصوت عميق وكمل يغيظها:

ـ "سيبيه يا يمنى... سيبيه يعيش الحب اللي عمره ما حس بيه معاكي. خليكي صريحة مع نفسك، كل خططك وألعابك مش هتخليه يختارك. هو بيشوفك... بس كألم. لكن معاها؟ بيبان عليه إنه لقى الأمان."


دموع قهرت يمنى غصب عنها، مسحتها بسرعة وقالت بحدة:

ـ "اسكت! إنت آخر واحد له حق ينصحني. انت اللي كسرتني وضيعت عمري."


إياد ابتسم ابتسامة مرة، فيها غيظ وحنين:

ـ "وإنتي برضه آخر واحدة أديتها قلبي... ولسه، رغم كل اللي عملتيه فيا، لسه بغير عليكي من مجرد ذكر اسمه على لسانك."


قرب منها أوي، صوته انخفض:

ـ "بس بقولك أهو... لو فضلتِ ورا طاهر، مش هتلاقي غير وجع. أما أنا... فأنا أكتر شخص حبك بصدق."


---


---


سكتت يمنى ثواني، قلبها اتقبض من كلامه، كأن كلمة "أكتر شخص حبك" فتحت جواها جرح قديم لسه بينزف. غصب عنها دمعة نزلت من عينها، مسحتها بسرعة وهي تبص بعيد عنه وتقول بسخرية:

ـ "حبك؟! هو ده الحب اللي مليان أذية وفضايح؟ لو ده حبك يا إياد... يبقى يا ريتني ما شُفتوش."


إياد ابتسم ابتسامة مرة وهو بيقرب أكتر، صوته واطي بس حاد:

ـ "إنتي ممكن تلعبي بالكلام زي ما تحبي، بس عيونك مش بتكدب. انتي لسه متأثرة بيا... ولسه مش عارفة تكرهيّني زي ما بتقولي."


هزت راسها بسرعة، كأنها بتهرب من الحقيقة:

ـ "أنا؟! أنا عمري ما هحب غير طاهر. هو الوحيد اللي يستاهلني، هو اللي كان لازم يكون ليا من الأول."


ضحك إياد بخفة فيها غيظ:

ـ "يبقى استني... استني لحد ما تشوفيه بيحضن رحمة، وبيحميها بنفسه اللي كنتي بتحلمي بيه. ساعتها يمكن تفهمي إنك كنتي بتجري ورا سراب."


اتشنجت يمنى من كلامه، بس جواها كان في حاجة اتكسرت. لفّت وشها بعيد وقالت بحدة وهي بتحاول تهرب:

ـ "ابعد عني يا إياد، وجودك نفسه بيوجعني."


مد إيده ولحقها قبل ما تمشي، صوته اتغير وبقى مليان حنين:

ـ "أنا أكتر واحد حبك يا يمنى... ومهما تنكرتي، في يوم هتفتكري الكلام ده."


سيب إيدها فجأة ومشي، وسابها واقفة تتنفس بسرعة، متلخبطة بين وجع الحقيقة وجنون العند اللي جواها.


......... 


تنهّد طاهر وقال بقلق:

ـ يعني رحمة بخير ومش عندها السكر، صح؟


هزّت الدكتورة راسها:

ـ آه، بخير… مجرد خلل بسبب الحقنة. وبعد فترة الدم هيتطهر وهتكون كويسة.


قاطعها طاهر بسرعة:

ـ طيب ممكن تبلغيها إن عندها السكر؟


اتسعت عيون الدكتورة بدهشة:

ـ معنى كده إنك إنت السبب في اللي حصل لها؟


رفع إيده يبرّئ نفسه:

ـ لا… مش كده. بس أنا عاوز أعرف مين اللي عمل كده. لو عرف إنها بخير، هيحاول يحقنها بنفس المادة تاني. ومش عايزين رحمة تعرف الحقيقة، نخلي الموضوع طبيعي.


وفي اللحظة دي اقتربت رحمة بخطوات مترددة وسألت:

ـ النتيجة طلعت إيه؟


ابتسم طاهر ابتسامة مصطنعة، وقال بهدوء:

ـ إن شاء الله بخير… الدكتورة قالت تظبطي أكلك وما تبذليش مجهود عشان السكر ما ينخفضش تاني.


نظرت له رحمة بعين حزينة:

ـ يعني كده مش هينفع أتبرع بالعينة عشان عملية ماما؟


وضح طاهر:

ـ ماما هتعمل العملية، وده اتفقنا عليه قبل أي تبرع. أنا كلمت الدكتور المتابع امبارح، وعرفته إني لاقيت متبرعة تانية، واتبسط جدًا.


رحمة ماكنتش مقتنعة، سألت بقلق:

ـ هنَسافر امتى؟


تنهّد طاهر:

ـ يوم الخميس بإذن الله.


سكتت لحظة وبعدين رمته بكلمة كسرت قلبه:

ـ وهتطلقني بعدها؟


اتصدم طاهر:

ـ إيه؟ هو إنتي مستعجلة أوي على الطلاق؟ مش اتفقنا إنه لمدة سنة؟


شهقت رحمة وهي مش مصدقة:

ـ إنت بتقول إيه! إمتى الموضوع ده؟ أنا اللي فاكرة إن الاتفاق كان لحد ما القضية تخلص. ولسه عرفت النهارده إن إياد اتنازل عن القضية وكمان مضى عقد مع شركة تمثيل، وقدّم في معهد التمثيل. يعني كل مشاكلك اتحلت… ويومين وهيطلق يمنى!


مسك طاهر إيديها بقوة وسحبها وهما خارجين من المستشفى. استغربت رحمة، وقالت:

ـ إنت ماسك إيدي ليه ومتعصب ليه؟ هو اللي بيقول الحق بيزعل؟


وقف فجأة، جثى على ركبته وسط الناس، مسك إيديها وقال بصوت عالي:

ـ أقدّم الناس كلها… تقبلي تتجوزيني يا رحمة؟


رحمة اتجمدت مكانها:

ـ إنت بتهزر، صح؟ قوم يا طاهر، بلاش تحرجني!


هز راسه بعناد وصرخ:

ـ لأ! أنا بحبك يا رحمة… أقسم بالله بحبك. هتقولي شوفتك من يومين تلاتة، وإن الحب محتاج وقت وتعارف. بس أنا حبيتك، خطفتي قلبي من أول لحظة. انتي مش بس أنقذتيني من الموت… انتي دخلتي قلبي، وانسي الاتفاق كله. أقطعه قدام الناس كلها واخطبك دلوقتي.


رحمة ابتسمت رغم دهشتها، مدّت إيدها على راسه وقالت بخفة:

ـ واضح إنك سخن، صح؟ تعال أوديك للدكتور.


رفض طاهر بعناد:

ـ إنتي الدكتور بتاعي وعلاجي وكل حاجة ليا. ليه مش مصدقاني؟


رحمة وقفت بتحدي، رفعت راسها وقالت:

ـ طيب، اتفق معاك اتفاق.


هز راسه بسرعة:

ـ موافق على أي حاجة هتقوليها.


ضحكت رحمة ضحكة موجوعة:

ـ من اللحظة دي… إنت متعرفنيش. هترجع بيتك زي ما إنت، وأنا وماما وأختي هننتقل على بيت تاني.


وقف طاهر مصدوم:

ـ بقولك بحبك، تقوليلي تسيبني؟ إنتي ليه مش مصدقاني؟ ليه فاكرة إن استحالة أحبك؟


تنهدت رحمة ونزلت دموعها:

ـ عشان إنت متعرفنيش… ولا تعرف حاجة عني. وأنا ما ينفعش أظلمك معايا.


اقترب طاهر بحيرة:

ـ تظلّميني إزاي بقى؟


بلعت ريقها بصعوبة وقالت:

ـ مش شايف غريب إن أمي توافق نتجوز بالساهل كده؟ وتسيب بيتها وكل اللي عاشت فيه وتستحمل أي حاجة؟ شايف ده عادي؟


طاهر اتعجب:

ـ ممكن توضيح؟ أنا مش فاهم حاجة من كلامك.


رجعت راسها للخلف بوجع، وقالت بصوت مكسور:

ـ أمي وافقت تتجوزني منك… وتوافق على كل اللي عرضته عليها، عشان تستر عليّا.


ابتسم طاهر يحاول يهون:

ـ أي أم تحب تستر على بناتها… ده طبيعي.


رفعت عينيها له وقالت الكلمة اللي وقعت زي الرصاصة:

ـ لأ… مش طبيعي. لأني مش بنت بنوت يا طاهر.


وقف طاهر مصدوم، إيده ارتخت وسب إيديها، صوته خرج متقطع:

ـ إنتي… بتقولي إيه؟


رحمة كانت متوقعة رد فعله، دموعها غرقت عينيها، وبدأت تحكي:

ـ إنت عارف إن أبويا مات وأنا صغيرة… والمكان اللي قعدنا فيه كله صيع وحشاشين. وفي يوم وأنا راجعة من الدرس في ثانوي أنا وصحابي… طلعوا علينا شباب مش في وعيهم، وفضلوا يضايقونا.


صوتها كان بيرتعش وهي تكمل:

ـ أنا صرخت، واتصلت بالشرطة من تليفوني، وفتحت الاسبيكر عشان يسمعوني. وبالصدفة كان في دورية قريبة، جم وأنقذونا. بس…


قاطعها طاهر بصوت مبحوح:

ـ بس إيه يا رحمة؟ كمّلي…


رحمة بصت له بعيون فيها وجع عمره ما شافه قبل كده، وابتدت تحكي والدموع نازلة:

ـ "لكن… مش كل مرة الشرطة كانت قريبة. في يوم، وأنا راجعة من الدرس لوحدي، وقفتلي عربية، كانوا تلاتة شباب… مش في وعيهم. حاولت أصرخ… محدش سمعني. حاولت أجري… مسكوني. و..."


اتكسرت الكلمة في حلقها، حطت إيدها على وشها وفضلت تعيط بصوت مكتوم.


طاهر كان واقف مشلول، دماغه رافضة تستوعب. صرخ وهو مرعوب:

ـ "كفاية يا رحمة! متكمليش… بالله عليكي."


لكن هي مسحت دموعها بسرعة وكملت بعناد، كأنها عايزة تجرّحه بالحقيقة:

ـ "لازم تعرف، عشان متقولش إني خدعتك. أنا يومها اتدمرت… كل حاجة اتكسرت جوايا. ماما لما عرفت، انهارت. ومن يومها عايشة بس عشان تستر عليا… ولما عرضت عليها الجواز منك وافقت فورًا. قالتلي: يمكن ده يكون ستر من ربنا."


طاهر وقع على الكرسي اللي جنبه كأن رجليه مش شايلة. دموعه نزلت من غير ما يحس، كان حاسس إنه بيتقطع نصين.


بص لها وهو مش قادر يتنفس:

ـ "يعني… إنتي فاكرة إني هبصلك نظرة وحشة؟ فاكرة إني هسيبك؟ رحمة… إنتي أنضف من مليون واحدة عايشة في القصور. اللي حصل غصب عنك… وإنتي ضحية مش مجرمة."


رحمة هزت راسها بيأس، الدموع مغرقاها:

ـ "أنا مش ضحية بس يا طاهر، أنا وصمة عار في نظر المجتمع… حتى لو إنت صدقتني، بكرة يطلع غيرك يفتكر اللي حصل. أنا مش عايزة أعيش اليوم اللي أشوف في عيونك نظرة شفقة… أو قرف."


طاهر وقف، وقرب منها وهو بيترجّاها:

ـ "بصّي في عيني… شايفة إيه؟ شايفة إني بشفق عليكي؟ أنا شايف ملاك ربنا بعتهولي. إنتي مش عارفة قيمتك… مش عارفة إنتي بالنسبة لي إيه."


رحمة وقفت وهي بتتهز من البكا:

ـ "كفاية يا طاهر… أنا خلاص حكيتلك عشان تفهم إننا مننفعش. أنا مش هقدر أكمل في لعبة الحب دي."


هو مسك إيديها من تاني، بقوة وهو بيبص لها بعناد:

ـ "دي مش لعبة، دي حياتي. إنتي حياتي يا رحمة، ومهما قلتي أو بعدتي… عمري ما هسيبك."


انهارت رحمة، وقعدت على الكرسي وهي حاطة وشها في إيديها، وطاهر واقف قدامها حاسس إنه لو سابها لحظة ممكن تضيع منه للأبد.


---

يتبع

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثامن والعشرون 28

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات