📁

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل السادس والعشرون 26 بقلم صفاء حسنى

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل السادس والعشرون 26 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل السادس والعشرون 26

 #عشقت

#بودي جارد #الفستان #الأبيض

#الفصل 26

#الكاتبة #صفاء #حسنى 


طاهر كان واقف قدامها، ملامحه مشدودة، عيونه مش قادرة تسيب وشها. فجأة لفت نظره حاجة خلّت أنفاسه تتلخبط… شفايفها.

كانت حمرا زي الكريز، طرية ولامعة بطريقة مجنناه، وهو مكنش قادر يتحكم في نفسه. مد صباعه بخفة على طرف شفايفها وسألها بصوت مخنوق:


ـ "رحمة… إيه ده اللي على شفايفك؟"


انتى هتخرجي كده؟!.. قالها طاهر بصوت مرتفع، نبرته فيها غيرة واضحة.

رحمة استغربت وسألته:

ـ "كده اللي هو إزاي يعني؟"


رد طاهر وهو بيزعق أكتر، عيونه معلقة بيها:

ـ "وانتي حاطة ميكب!"


ضحكت رحمة بخفة وهي بترفع حواجبها بدهشة:

ـ "ميكب إيه؟!.. أنا عمري ما حطيت ميكب."


مد طاهر إيده ولمس شفايفها بطرف صوابعه، قلبه بيتخبط بسرعة وهو بيسألها بنبرة غيورة:

ـ "طب إيه اللي على شفايفك ده؟"


ردت رحمة ببراة وهي مرفعة راسها شوية:

ـ "دي زبدة كوكو.. لونها أحمر بس مش ظاهر أوي على فكرة."


طاهر كان عيونه معلقة على شفايفها اللي شبه الفراولة في وسط طبق كيك، نفسه يقرب أكتر ويذوق طعمها. اقترَب منها خطوة، وشم ريحة جميلة بتفوح منها، خليت أنفاسه تتلخبط. سألها بسرعة:

ـ "وحطّة برفان كمان؟!.. وإيه اللي على وشك ده؟"


رحمة اتنهدت وقالت بهدوء:

ـ "ده كريم بشرة واقي من الشمس على فكرة، وأنا أصلًا ما بحطش برفان عشان حرام.. دي مجرد زيوت طبيعية، ربنا محلاها: زيت مسك على نعناع، على قرنفل، على جنزبيل.. بجمعهم في زجاجة فاضية وبدهن بيهم جسمي. ريحتهم خفيفة."


وبعد ما خلصت كلامها، لمحت طريقة نظرته وقالت وهي بترفع حاجبها:

ـ "هو إنت مالك؟!.. بتستجوبني ليه من الصبح؟ فاتح تحقيق معايا؟"


اتخيل للحظة طاهر مد إيده ولمس شفايفها بخفة، كأنه بيتأكد إن ده مش لون، وإنها فعلًا طبيعية كده. قلبه كان بيخبط جوه صدره بسرعة، وريحة الزيوت الطبيعية اللي مستخدمها غرقته، قرب منها خطوة كأنه مسحور بيها.

إنه شدها بين دراعاته، وصوته خرج صادق لأول مرة من غير خوف:

ـ "أنا بحبك يا رحمة… إنتي السبب اللي خلاني أسيب الدنيا كلها وعايز أعيشلك إنتي وبس."


واتخيل ردها وهي بتبصله بعنيها الواسعة، مبتسمة بخجل، وبتسيب نفسها في حضنه. حس قلبه بيخفق أكتر لما اتخيل شفايفها قريبة جدًا من شفايفه…


لكن فجأة رجع للواقع، رحمة بعدت وشها بسرعة وقالت بارتباك:

ـ "إنت بتعمل إيه يا طاهر!؟"


وقف مكانه متجمد، مش عارف يرد، ووشه اتغير كأنه اتفضح، ولسه بيدور على كلمة يبرر بيها، اتقطع الموقف وفاق ونفخ طاهر بغيظ وقال:

ـ "من غير رغي كتير.. ادخلي اغسلي وشك وامسحي شفايفك، وغيري الهدوم دي اللي باين فيها ريحة الزيوت دي كلها... بسرعة!"


نفخت رحمة بضيق وقالت بعناد:

ـ "ليه إن شاء الله؟!.. شايفني لابسة لبس رقصات لسمح الله؟! وليه عايش دور الشيخ عليّا؟!.. ولا ناسي إنك كنت في فرح العيلة وشفت الملابس القصيرة والمكشوفة، والميكب اللي مغير ملامحهم على الآخر؟!"


طاهر وقف للحظة، ونظر لها بنظرة حب صافي، عيونه قالت قبل لسانه:

ـ "بس أنا عايز واحدة بس... اللي كانت مختلفة وسطهم. حالة استثنائية بطبيعتها، ملابسها  البسيطة  والمحتشمة ، وحجابها من غير ما يبان منها خصلة شعر. بوجهها الهادي اللي كان باين عليه التعب والإرهاق، لكنه كان طبيعي. وبعيونها... اللي سحروني من أول مرة."


رحمة حسّت للحظة إنها ممكن تصدق كلامه، قلبها دق بسرعة، لكن بسرعة فاقت من نفسها وقالت:

ـ "حليك حليك... إنت متأكد الكلام ده ليا أنا؟"


طاهر وضح بابتسامة هادية:

ـ "طبعًا، مش مراتي  أقوله ل مين غيرك."


رحمة سألته بخبث:

ـ "بجد يعني؟!.. من حقي أمسك إيدك؟"


ابتسم طاهر وهو بيقرب منها:

ـ "طبعًا، أنا كله ملكك."


رحمة كملت وهي بترفع إيده بين إيديها:

ـ "ومن حقي أرقص معاك زي ما كل بنت بترقص مع عريسها في الفرح؟"


أكد طاهر بصوت واطي مليان شوق:

ـ "أكيد... عندك شك في ده؟"


رحمة قالت بخفوت وهي عينيها بترتعش:

ـ "ولما أكون مخنوقة، من حقي أجري عليك وتفتح دراعك وتحتويني؟"


تنهد طاهر، وفتح دراعاته بكل حب وقال وهو بيقرب منها:

ـ "أكيد... وهضلل عليكي وأحميكي حتى من نفسي."


رحمة ابتسمت أخيرًا، واقتربت منه بهدوء، ومدّت إيدها، ومسكت إيده وهي حاسة بأمان ما لقيتوش قبل كده.


---رحمة لفت حوالين طاهر كأنها بترقص في فرح، عينيها بتلمع من شقاوتها، وبعدها سابت إيده فجأة وقالت وهي بتهزر:

ـ "مراتك آه صح، عيشنا قصة حب جميلة، جيت طلبتني بعد ما كنت حبيبتي، واتخطبنا، والأهل اتعرفوا على بعض وكانوا سعداء بيا، لبست فستان ولبستني الشبكة، وبعدها كتبنا الكتاب... فعلا قصة فظيعة، وبعد كده بعدت عنك."


وانفجرت ضاحكة لدرجة إنها فطست من الضحك، وقلدت نانسي عجرم وهي بتغني:


ـ "قول تاني كده، مين؟ تقصدني أنا؟ حبنا عشقنا؟ هو انت بتتكلم عننا؟"


فضلت تغني كلمات الأغنية وهي ماسكة إيده وبتلفها كأنها بترقص، وصوتها فيه خفة دم طفولية، لحد ما وقفت وقالت بنبرة مسرحية:

ـ "توت توت خلصت الحدوتة على رأي هيفاء وهبي."


طاهر كان واقف قدامها، مبهور باللي بتعمله، ضحك وقال بنص جدية:

ـ "خلصتي التريقة بتاعتك؟ طيب... امسحيهم قبل ما امسحهم أنا بطريقتي."


عندت رحمة ورفعت راسها بتحدي:

ـ "مش همسح... ورينا بقى هتمسحهم إزاي."

وفجأة قرب طاهر منها بسرعة، عيونه متسمّرة على شفايفها اللي لفتت انتباهه من أول ما شافها. كانت حمرا زي الكريز، مغرية بشكل مكنش قادر يقاومه. قلبه دق بعنف، وكل تفكيره صرخ إنه لازم يجرّب اللحظة دي.


مد إيده بلطف، مسك وشها بين كفيه، وقبل ما تقدر تستوعب، كانت شفايفه لامست شفايفها… قبلة دافية، مليانة شوق كان محبوس جواه من غير ما يعترف.


رحمة في الأول اتفاجئت، حاولت تبعد، لكن إحساسه، حضنه القوي اللي لفها بين دراعاته، خلاها تستسلم للحظة. قلبها اتلخبط، أنفاسها اتسارعت، وحست إنها بتضيع في حضنه، وإن الدنيا وقفت للحظة على همسة حب مسروقة.


دموع صغيرة تجمعت في عينيها من شدّة الإحساس، ورجعت تبادله القبلة بخجل، كأنها غصب عنها مندمجة معاه… لحظة صافية من غير أي عقل ولا منطق.


لكن فجأة، كأنها فوقت من غيبوبة، بعدت بسرعة وهي لسه في حضنه، إيدها على شفايفها وعيونها متسعة بخوف:

ـ "إنت… إنت إزاي تعمل كده يا طاهر!؟"


طاهر كان لسه ماسكها، صوته واطي ومرتجف وهو بيقرب منها تاني:

ـ "مقدرتش أمنع نفسي… والله غصب عني يا رحمة… أنا بحبك."


رحمة كانت لسه في حضنه، صدرها بيرتفع وينزل بسرعة من أثر اللحظة اللي ضعفت فيها. دموعها نزلت غصب عنها، حسّت إنها اتكسرت، وإنها سلّمت قلبها للحظة مسروقة مش من حقها.


ضحكت بسخرية وهي ماسكة دموعها، وبسرعة شدّت نفسها ورجّعت عقلها مكان قلبها، وقالت بجدية، صوتها مهزوز:

ـ "الكلمة دي مش لي يا طاهر... أنا مجرد زي ما قولت بودي جارد ليك. بحمي قلبك إنه يفكر في يمنى. دوري هيخلص قريب، وهي هترجعلك، وتبقوا عيلة جميلة."


طاهر ما نطقش، لكن عيونه فضلت معلقة بدموعها، كأنه مش قادر يتنفس وهو شايفها بتبعد عنه بالكلام وهي لسه دافياه في حضنه.

رحمة وقفت عاجزة، دموعها بتنزل بغزارة وهي بين حضنه وكلامه، قلبها بيتخبط كأن الدنيا كلها بتنهار جواها. للحظة ضعفت وسيبت نفسها لحرارته، بس فجأة حسّت إن ده مش من حقها… إن الحب ده حرام عليها.


دفعت صدره بيديها بكل قوتها، وصوتها اتكسر في صرخة مليانة وجع:

ـ "كفاية يا طاهر! كفايةاا… بلاش تظلمني. أنا مش ليك… فاهم؟ مش ليك!"


طاهر اتراجع خطوة، عيونه متصعوقين من وجعها، من الدمعة اللي نزلت على خدها وهي بتنهار.


رحمة مسحت دموعها بعصبية، وهي مش قادرة تسيطر على رعشة صوتها:

ـ "إنت متعرفش إني كل يوم بروح أنام وبتمنى أكون بنت تانية… بنت تليق بيك. بس أنا مش هي دي البنت! أنا دوري هنا… ينتهي."


سكتت لحظة، شهقتها قطعت الكلام، وبصتله بعيون غرقانة دموع:

ـ "أنا ضعفت… آه ضعفت، بس الضعف ده غلطتي. الحب ده وجع، وأنا مش هسمح لنفسي أغلط وأعيش لحظة مش ليا."


طاهر مد إيده ناحيتها من غير ما يحس، كأنه عايز يرجّعها لحضنه بالعافية، صوته مهزوز لأول مرة:

ـ "رحمة… إنتي لو بعدتي، أنا اللي هضيع. إنتي مش فاهمة إن حياتي كلها دلوقتي بقت معلقة فيكي؟"


رحمة هزت راسها بعنف، كأنها بترفض كلامه حتى لو قلبها بيترجا تصدقه. دموعها نزلت أكتر، وحاولت تاخد نفس عميق ترجع نفسها، لكنها فجأة وقفت ساكتة، والباب خبط خبطة قوية.


رحمة مسحت خدها بسرعة، كأنها بتحاول تخفي ضعفها، وكملت بنبرة كأنها بتحكي حدوتة حزينة:

ـ "آه… وأنا هتبرع بالعينة عشان الضابط يقوم بالسلامة، وأمي ترجع تشوف. وساعتها نبيع البيت ونشتري شقة بعيد عن الحارة، وأكمل تعليمي وأشتغل… وبالنسبة ليك، هشوفك من بعيد وإنت سعيد مع حب عمرك. وتوت توت خلصت الحدوتة."


لكن صوتها اتكسر في آخر جملة، ودموعها نزلت تاني، المرة دي مش قادرة توقفها.


طاهر حس قلبه بيتقطع، قرب منها وهو بيهز راسه:

ـ "متعمليش في نفسك كده يا رحمة… إنتي مش حدوتة والسلام. إنتي الحقيقة كلها… إنتي اللي غيرتني."


رحمة حاولت تبعد وشها عنه، لكن دموعها فضحتها.

ـ "بلاش يا طاهر… بلاش تظلمني أكتر. أنا مش ليك. أنا مجرد محطة صغيرة في حياتك… يمكن حتى اسمها مش هيتذكر."


مسك إيدها بقوة، صوته واطي لكنه مليان إصرار:

ـ "محطة؟! إنتي عمري كله يا رحمة. حتى لو أنتي مش شايفة… أنا شوفت، وحسيت، وضيعت نفسي فيكي. مش قادر أطلعك من قلبي."


رحمة وقفت عاجزة، دموعها بتنزل بغزارة وهي بين حضنه وكلامه، عايزة تصدق، وعقلها بيصرخ يمنعها.


---


رحمة ازاحت نفسها بسرعة، وكانت هتقع لولا إنه مسكها من خصرها، صوته نازل منخفض لكنه مليان رغبة:

ـ "بعدى ليه ... مش إنتي مراتي ومن حقي ؟"

مسك منديل وهو مش قادر يسيطر على مشاعره، مسح بيه شفايفها من أثر الزبدة الحمراء، ومسح وشها اللي كان فيه عرق من التوتر. صوته اتغير، بقى دافي جدًا:

ـ "عندك حق في كل كلمة وحرف، وأقسم بالله مش عارف هتصدقيني ولا لأ... بس أنا فعلا—"


رحمة أخدت نفس متقطع، مسحت دموعها على استعجال، وحاولت تتماسك وهي بتفتح الباب. أما طاهر، فضل واقف مكانه، عيونه لسه محبوسة في الدموع اللي سابتها تمشي من غير ما تمسحها من قلبه.


صوت حنين جه من برة:

ـ "رحمة… افتحيلي بسرعة! 


وقبل ما يكمل، قطعتهم حنين وهي داخلة جري بعد ما صحيتها كيان. رمت نفسها في حضن رحمة وقالت والدموع مغرقة عينيها:

ـ "حمد الله على السلامة يا أختي... الحمد لله إنك بخير! رجعتي إمتى؟ والدكتور قال إيه؟"


رحمة ابتسمت وحضنتها وقالت بخفة:

ـ "قال إن بعد ساعتين في مدرس الرياضيات جاي، فجهزي نفسك يا حنين."


حنين شهقت من الدهشة وقالت بفرحة:

ـ "مدرس إيه! فعلا كده رحمة رجعت زي الفل."


ضحكت رحمة وبصت لطاهر وقالت:

ـ "فكرني كده يا أستاذ طاهر... مدرس الفيزياء هيكون الساعة كام؟"


---

تنهد طاهر وهو لسه مشغول باللي حصل من شوية لحظات  وقال:

ـ " هه آه جدول المدرسين مع حازم يا حنين… هو كمان في ثانوي، بس دي آخر سنة، وهيكون مع نفس المجموعة اللي انتي هتاخدي معاهم. يلا بينا يا رحمة نلحق نعمل التحليل."


خرجت رحمة معاه، وكل واحد في حالة من الصمت، ملامحها باينة عليها القلق وهو قلبه مشغول بيها.


في المعمل، الممرضة كشفت دراع رحمة علشان تسحب العينة، ولقت أثر كذا شكة إبرة، استغربت وسألتها:

ـ "انتي عملتِ تحاليل قبل كده؟"

رحمة هزت راسها وقالت ببراءة:

ـ "مش عارفة… امبارح أغمى عليا واتحجزت في المستشفى، وعلقوا لي محاليل."


الممرضة بصت في إيدها باستغراب، وسحبت عينة سكر صايم، وكمان عينة تأكد بيها إن مفيش حقن قريب. وبعد شوية خرجت النتيجة.


رحمة كانت قاعدة على الكرسي، رجليها متشابكة وبتحاول تبان هادية، لكن إيديها من غير قصد بتلعب في طرف الإيشارب كأنها بتدور على حاجة تمسك نفسها بيها. عيونها بتزوغ يمين وشمال، تحاول تتجنب مواجهته.


طاهر واقف قدامها، خطواته بتروح وتيجي زي أسد محبوس في قفص ضيق، عيونه معلقة على الساعة كأن عقاربها بتستفزه. فجأة وقف، استدار ناحيتها واقترب منها بخطوات ثابتة، عيونه متسمرة على وشها.


قال بصوت مبحوح مليان وجع:

ـ "إنتِ ليه مش مصدقة إني حبيتك؟ ليه بتحرمي نفسك... وبتحرمني أنا كمان؟ ليه مش عايزة نعيش إحساس الحب اللي جوهنا... الإحساس اللي بيصرخ جوا كل واحد فينا؟"


رفعت رحمة راسها وبصتله، ودموعها محبوسة، لكن بسرعة خبّت ارتباكها بابتسامة باهتة وقالت بسخرية محاولة تهرب:

ـ "إنت بتتكلم كأنك عارفني من سنين… يا طاهر، إحنا لسه… ٣ أيام. مش منطق أبداً الكلام ده."


طاهر انحنى قدامها، صوته نزل أهدأ لكن أصدق:

ـ "٣ أيام تكفي القلب يعرف صاحبه. إنتي مش فاهمة إيه اللي عملتيه فيا. أول نظرة منك… أول كلمة… حتى ضحكتك اللي بتحاولي تخفي بيها وجعك… كل ده أسرني."


رحمة حاولت تبص بعيد، بس صوته شدها غصب عنها. مسحت دمعة نزلت بالغصب وقالت وهي بترتعش:

ـ "طاهر… ما تخلينيش أضعف. أنا مش مستعدة أخسر نفسي في قصة نهايتها مش ليا. إنت عندك عالمك… وأنا عندي قدري."


مد طاهر إيده، بس المرة دي بهدوء، لمس أطراف صوابعها وقال برجاء:

ـ "طب ادي قلبي فرصة… حتى لو يوم. ما تكمّميهوش. هو بيندهلك إنتي… مش أي حد تاني."


رحمة سحبت إيدها بسرعة، قامت وقفت قدامه، وبصتله بعيون باكية لكن عنيدة:

ـ "حتى لو بينده… أنا اللي هسكته. لأن الحب مش لعبة… وأنا مش هسمح لنفسي أعيش وهم وأنت كمان."


سكتوا لحظة، والهواء تقيل ما بينهم، لحد ما صوت الممرضة جه من بعيد:

ـ "رحمة عبدالعال؟ النتيجة جاهزة."


طاهر ودموع محبوسة في عينه بص لها، كأنه بيترجاها تفهم من غير كلام. وهي في المقابل، حاولت تثبت صلابتها… لكن قلبها كان بيخونها كل ثانية.


قالت رحمة بابتسامة فيها سخرية مرّة:

ـ "إيه يا أستاذ طاهر؟ ثلاث أيام بالظبط يخلوك تقع في حبي؟ يا ترى الحب ده ولا في حاجة ورا الموضوع؟ يمكن مصلحة جديدة؟"


طاهر وقف مكانه، بص لها بحدة وهو بيحاول يخفي ارتباكه:

ـ "إنتي فاكرة إيه؟ إني بلعب؟"


رحمة ضحكت ضحكة قصيرة، لكنها كانت محاولة تهرب من وجعها:

ـ "مهو اللي يقع في الحب في ٣ أيام يا بيه… يا إما مجنون، يا إما عنده غرض."


اقترب منها طاهر، انحنى شوية عشان يبقى في مستواها وقال بجدية، صوته فيه رعشة مش عارف يخفيها:

ـ "الغرض إني شوفت فيكي اللي مفيش حد يقدر يوريني إياه. شوفت قلب صافي، براءة، روح بتغلب الدنيا كلها… واللي يقولك إن دي مصلحة يبقى أعمى."


رحمة هزت راسها، وهي بتحاول تبان قوية:

ـ "ما تجملش الصورة يا طاهر. أنا بنت بسيطة… مش هغير حياتك ولا هكمل معاها. يومين كمان وهتفتكر كلامي."


طاهر مد إيده وكأنه عايز يمسك إيدها، لكنها سحبتها بسرعة. قال بحرقة:

ـ "إنتي عايزة تقنعيني إن ٣ أيام مش كفاية عشان حد يحب؟ طب ولو القلب اختار في لحظة؟! لو هو عارف إن دي حقيقته؟"


رحمة بصتله في عيونه ثواني، وارتبكت من شدته، بس بسرعة غمضت عيونها ومسحت دمعة صغيرة قبل ما تنزل وقالت بسخرية أهدأ:

ـ "يا سلام… حقيقي إزاي يعني؟ ما يمكن بكرة تشوف غيري وتقول نفس الكلام."


طاهر عض شفايفه من القهر وقال بصوت واطي كأنه بيحلف:

ـ "لا، إنتي… إنتي اللي مش هتتكرر. وأنا… مش هسيبك."


سكتوا هما الاتنين، لحظة طويلة محدش قدر يكسرها، لحد ما صوت الممرضة جه من بعيد وهي بتنادي على اسم رحمة علشان تسلمهم النتيجة.


. في نفس الوقت، عاملة في المعمل واقفة على جنب بتتكلم في التليفون بصوت واطي:

ـ "إيه النتيجة؟ طلعت إيه؟"


جت الدكتورة ومسكت ورق التحليل، ابتسمت وقالت لطاهر:

ـ "النتيجة كويسة الحمد لله."


طاهر قرب منها قلقان:

ـ "يعني مش مريضة سكر؟"


تتبع

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل السابع والعشرون 27

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات