رواية زين ونور عبر روايات الخلاصة بقلم كاتبة فرهودة
رواية زين ونور الفصل الثاني 2 والأخير
مسك أيدي تاني بس المرادي اتكلم بهدوء و جدية :
- احنا متعرفناش على بعض كويس بس فترة الخطوبة، بس دلوقتي نقدر نتعرف على بعض بحرية أكتر، و علفكرة انا حاسس انك مش متقبلاني، بس بإذن الله هتتقبليني و هتحبيني زي ما أنا بحبك بالظبط
اتصدمت ... بيحبني!
امتى و ازاي و فين!
- متستغربيش، أنتِ عارفة أن والدتي و والدتك بنات خالة، وماما بتحبك اوي و من حبها فيكِ و كلامها عنك أنا حبيتك.
لا ما مش منطقي انه يحبني من مجرد كلام، ولا منطقي انه يتجوزني عشان مجرد كلام ...
متكلمتش تاني كنت مصدومة، هو ده زين اللي بمسع عنه.
أكلنا في هدوء و هو أستأذن و مشي مع أهله ..
مشي سابني في تفكيري ...
هو ده زين اللي طنط ملهاش سيرة غيره، هو ده اللي فضلت كتير أفكر فيه من كلامها عنه ...
قد ايه الدنيا دي صغيرة اوي، اتجوز الشخص اللي مش متقبلاه، و يطلع نفس الشخص اللي كنت بتمناه ...
فضلت في حيرة، محتارة، مشاعري متلخبطة، مابين أن ده الشخص اللي كنت بتمناه و ان ده الشخص اللي مش متقبلة شكله ...
ازاي مربطتش ان ده نفس الشاب اللي طنط كانت بتتكلم عنه، ممكن عشان مكانتش بتذكر اسمه كتير فا فكرت انه ابنها التاني ...
متوقعتش اني أُعجب بيه من غير ما اشوف شكله، من مجرد كلام بس، اول مرة شوفتها بعد وقت طويل كان يوم ما اتقدملي، و بسبب أننا متكلمناش كتير مقدرتش أحدد هو ده اللي أُعجبت بيه ولا لأ، حتى انى أتكسفت أسأل مامته إن كان هو ده اللي بتكلمني عنه ولا لأ.
دلوقتي افرح أنه هو ولا ازعل، حقيقي دوامه وقعت فيها ...
~~~~~~~~~~~~
تاني يوم أتصل عليا و طلب إننا نخرج شوية، فوافقت، بعد ما قررت أدي نفسي فرصة، يمكن أحبه.
نزلت و أول ما شافني أبتسم وقرب مني و مسك أيدي و هو بيقول :
- مكونتش أعرف إن الأزرق حلو كدا غير لما لبستيه.
ممكن يكون كلام عادي، بس بالنسبالي كان غير، حسيت انه حرك فيا حاجات كتير، مشاعر فرح على خجل على توتر، مش متعودة إن حد يمدحني ... شكلي كدا هحبك من اول يوم يا سي زين.
اتمشينا بعد ما رفضت أننا نمشي بالعربية، كنت عايزة أستكشف الإنسان ده.
لما دققت في ملامحه لقيتها جذابة و سمارُه الخفيف محليه، و غمازاته اللي اكتشفتها لما ضحك.
يا الله، قد ايه أنا كنت معمية عنه، أحلامي الخالية عمت عيني عنه ...
اكتشفت ان دمه خفيف، و طبعه هادي، بس عنده حته طايرة في دماغه ...
مرت الأيام بسرعة و اتجوزنا، واكتشفت فيه حاجات اكتر، زي أنه بيعرف يعمل مكرونة بشاميل حلوة، مبيعرفش يعمل غيرها للأسف، بس شاطر في تنفيض السجاد، و تنزيل الستاير و تعليقها، حقيقي استغليته كتير اوي، بس يلا هو جوزي قرة عيني استغله براحتي و على راحتي.
دلوقتي بتخيل لو كنت فعلاً استسلمت لنفسي و اصريت على الرفض و اتجوزت واحد على مزاجي من غير ما اشوف أخلاقه، كنت هبقى سعيدة زي كدا؟
كنت هحبه زي ما حبيت زين؟
معتقدش ... لأن في عيني مفيش أحن و اطيب من زين ...
~~~~~~~~~~~~~~
وفي يوم من الأيام الشتوية الجميلة، قرر زوجي العزيز يفسحني وسط السقيع ...
نزلني من البيت بالكروكس، على الدريس الشتوي، و الكوفية، وهو ماشي جنبي بكل ثقة لابش بنطلون البيجامة الكاروهات الرصاصي و هودي اسود ...
- يعني يوم ما تقرر تنزلني في الشتا تنزلني بالكروكس يا زين!
قولتها وأنا بصوت بصوت واطي فقال بغيظ :
- أولاً أسمه شبشب، ثانياً انتِ متعرفيش قيمة الشبشب ده عند الدكاترة، اللي انا منهم يعني.
- الغرور ينبقط منك يا عسل.
- سيبويه ينقط يا روحي عندي منه كتير.
- اللي يشوفك كدا ميشوفكش وانتَ قاعد فوق دماغي في المطبخ تشكيلي من المرضى واللي عاملينه فيك.
- برضو كله إلا الشبشب بتاعي، ده مفيش أجدع منه، ولا عمره غدر بيا و زحلقني زي الكوتشي.
- بتفتح نفسي على الطب بطريقة.
- بكرة تتخرجي و تعرفي قيمة الشبشب اللي مش عاجبك ده.
- يعني بالله عاجبك متظرنا ده؟
- بالله عليكِ أنتِ شايفة حد ماشي في الشارع لابس طقم خروج و كوتشي؟
بصيت حواليا لقيت تلت تربع الناس ماشيين بنفس بنطلون زين و بنفس المروكس الأسود ...
بصيلته وقولت :
- مقولتليش هناكل حمص الشام أمتى؟.
ضحك وضحكت معاه ... حقيقي عمري ما كنت هبقى سعيدة كدا لو كنت أتجوزت غيره ...
~~~~~~~~~~~~~~