رواية ونس القلب الفصل الثاني 2 بقلم ديدا عبد الرحمن
رواية ونس القلب الفصل الثاني 2
بهية وهي بتضحك بخبث: لا يا ونس، إحنا لازم نشوف العريس… شكله عاجبني.
ونس وهي بتقلب في الرز بمعلقة: يا ماما، انتِ بتستفزيني ولا إيه؟
منه وهي بتبص ليونس وهي متصنعة البراءة: وأهو يا يونس، بدل ما هي قاعدة زهقانة، تتسلّى وتشوف نصيبها.
يونس وقف المعلقة في الهوا وبص لمامته: نصيبها؟! وهي لسه صغيرة!
بهية: صغيرة إيه؟ البنت بقت عروسة زي القمر.
ونس ابتسمت بانتصار وهي تبص له: سمعت يا أستاذ؟
يونس رمى المعلقة في الطبق: وأنا اللي هحدد نصيبها.
منه بمكر: الله… من إمتى يا ابني بتحدد نصيب البنات؟
يونس رمى نظرة لمامته فيها تحذير، لكنها ابتسمت وكملت أكلها كأنها ما فهمتش.
ونس وهي تحط اللقمة في بقها: على فكرة أنا مش لعبة عندك.
يونس: اللعبة الوحيدة هنا… إني أسمعك بتقولي لواحد تاني "حاضر".
ونس اتحركت في كرسيها، قلبها بيدق لكنها بتحاول تبين التحدي: ومين قال إني هقول لحد "حاضر"؟
بهية: طيب يا بنتي، لو العريس جه وقلبك دق، هتعملي إيه؟
يونس، بسرعة وبنبرة فيها غيرة واضحة: قلبها مش هيدق لحد غير…
سكت فجأة وكمل يأكل.
منه ضحكت: غير مين يا يونس؟
يونس: غير الأكل… يلا كله.
ونس رفعت حاجبها وعرفت إنه بلع الكلام، لكن في عينيه الإجابة.
ونس وهي بتبص لعمتها منه:
– هي صحيح يا عمتو… فين نورا؟
منه وهي بتبتسم:
– نورا يا بنتي خرجت مع جوزها، رايحين يشوفوا الشقة ويتغدوا بره، وقالتلي لما تخلص هتعدي علينا.
بهية وهي بتغرف من السلطة:
– ربنا يتمملهم على خير.
ونس:
– آمين.
يونس وهو بيشرب ميّة:
– أهو جوزها راجل فاهم، بيشوف كل حاجة بنفسه.
بهية بمكر:
– والفاهمين بيبقوا عارفين يحافظوا على اللي معاهم.
ونس رمت نظرة سريعة على يونس، فاهمة الرسالة لكنها قررت تتجاهل… لحد دلوقتي.
بعد ما خلصوا الأكل، قاموا وقعدوا كلهم في الصالة على الكنبة الكبيرة. منه وبهيّة على طرف، ويونس قاعد على الكرسي المقابل ماسك فنجان قهوته.
ونس قربت من عمتها منه، التلفون في إيدها ومداريه شوية عشان يونس ما يشوفش.
ونس بهمس:
– هو ده يا عمتو.
منه بصّت على الشاشة وهي مميلة راسها، وابتسمت بخبث:
– حلو يا بنتي يا ونس… عينيه شكلها جد.
ونس ضحكت بخفة، وهي حاسة بنظرة يونس من بعيد بتحاول تخترق السر اللي بينهم.
يونس رفع حاجبه:
– إيه السر اللي بيخليكم تهمسوا كده؟
ونس بسرعة وهي تطفي الشاشة:
– مفيش… صور حاجة.
منه بهدوء، لكنها بتزود الغموض:
– أيوه، حاجة حلوة.
يونس ضيّق عينه وهو يحط الفنجان:
– حاجة حلوة؟… وأنا آخر من يعلم؟
ونس بابتسامة صغيرة:
– أيوه.
يونس مال قدام، صوته واطي بس فيه تحذير:
– ونس… وريني التلفون.
ونس خبّته وراها وهي بتضحك:
– لأ.
بهية، اللي كانت سايبة الموقف يتطبخ، قالت وهي بتشرب شايها:
– يا ابني سيبهم… البنت بتوري عمتها حاجة، مالك إنت؟
يونس وهو يتكئ ويده على فمه:
– لأ، أنا مالي… بس لما أعرف، ساعتها بقى "ماليش" هتفرق.
ونس حسّت قلبها دق أسرع، وعرفت إن اللعبة دي قربت تولّع أكتر من اللازم.
ونس كانت قاعدة جنب عمتها منه، والموبايل في إيدها، بتقلب الصور وتشرح.
يونس قاعد قصادهم، فنجان القهوة في إيده، وعينه مش بتفارق حركاتهم… كأنه بيسمع من غير ما يبان.
ونس بهمس:
– لقيته وقفني بقى، وقعد يقولي "هاتِ رقم والدك"… أنا مشيت وسيبته.
فجأة، منه بصوت عالي:
– يا بنت العبيطة! حد يسيب كده؟!
ونس بسرعة حطت إيدها على بوق عمتها وبصت ليونس بضحكة بلاهة.: اا ده عمتو بتتكلم عل الفيلم
يونس كان سايب فنجان القهوة على الترابيزة، وعينه معلقة في الموبايل اللي في إيد ونس.
من غير ما يقول كلمة… مد إيده وشد الموبايل من يدها.
ونس اتفاجئت:
– يونس!
هو بهدوء مريب:
– نشوف بقى الفيلم ده.
يونس قلب الصور بسرعة، عينه وقعت على صور شاب غريب.
بص لونس بحدة، وبرق عينه وهو بيقرب منها خطوة:
– إيه ده؟
ونس فورًا رجعت لورا، إيدها شدت في دراع عمتها منه:
– آ… استنى بس… هقولك.
يونس ما وقفش، قرب أكتر، قلب الصور لحد ما وصل للشات… الكلام ظهر قدامه، عينه اتسعت أكتر.
شدها من إيدها بقوة، صوته مليان غضب:
– إيه دهــه؟!
ونس اتشبثت بعمتها أكتر، صوتها عالي وفيه رجاء:
– والله ما عملت حاجة! ده كلام عادي… والله بياخد مني محاضرات… وكذلك والله!
يونس بصوت زاعق، غضبه مغطي على أي هدوء:
– بتتكلموا ليه أصلاً؟! وبتفرجيها ليه على صوره؟!
منه حاولت تدخل بينهما، وهي ماسكة ونس:
– يونس، إهدا… البنت ما عملتش حاجة غلط.
يونس وهو بيشاور بالموبايل:
– ما عملتش حاجة؟! وأنا واقف أتفرج لحد ما يحصل؟!
ونس عينيها دمعت من الخضة:
– إنت بتكبر الموضوع…
يونس بصوت عالي وهو بيشد الموبايل أكتر:
– هو كبير أصلاً! بتتكلمي معاه ليـــه؟!
بهية جت بسرعة، مسكت إيده تشده لورا:
– إهدا بس يا يونس… إهدا.
ونس بصوت متهدج من التوتر:
– والله ما في حاجة، بقولك بياخد مني محاضرات وبس!
يونس وهو بيحاول يفلت إيده من بهية:
– محاضرات إيه؟! أنا شايف بعيني… مش ناقص غير تقولي صاحبك!
منه وقفت قدام يونس، رافعة إيدها كأنها تمنعه:
– خلاص يا يونس، إنت مكبّر الموضوع من لا حاجة.
يونس بعيون مولعة، صوته أخفض بس أشد:
– من لا حاجة؟… ده عندكوا لا حاجة، عندي أنا كل حاجة.
ونس حست الكلمة دي كسرت حاجز، قلبها دق، بس لسه مسكة في عمتها ومش قادرة ترد.
يتبع..