رواية ونس القلب الفصل الثاني عشر 12 بقلم ديدا عبد الرحمن
رواية ونس القلب الفصل الثاني عشر 12
سكون غريب كان مالي السفرة… صوت الملاعق هو اللي بيكسر الهدوء كل شوية. الكبار قاعدين، يتكلموا في كلام عادي عن الشغل والأكل، لكن ونس كانت قاعدة وسطهم عينيها شاردة، مش سامعة ولا كلمة.
كل ما تبص في الطبق اللي قدامها، صور الليلة اللي فاتت ترجع في دماغها… صوت الباب وهو بيتفتح فجأة، الرعب اللي مسكها في ثواني، ودقات قلبها اللي كانت هتفرّقع.
رمشت بعينيها بسرعة وهي بتحاول تركز في الكلام اللي بيتقال على الترابيزة… بس عقلها كان مشغول بحاجة واحدة: اللحظة اللي سمعت فيها الصوت، وافتكرت إن النهاية خلاص قربت.
وفجأة… صورة يونس رجعت في دماغها وهو واقف على باب الأوضة، ماسك الواد من هدومه وضاربه جامد قبل ما يلحق يخطّي. صوته الحاد لسه بيرن في ودانها:
– لو رجعت هنا تاني… عمرك ما هتخرج واقف على رجليك!
ونس ساعتها اتشبثت بالمكان، مش عارفة هي مرعوبة أكتر من الولد اللي كان هيقتحم البيت… ولا من نظرة يونس اللي شافت فيها غضب غير مألوف.
رجعت للحظة الحاضرة على صوت عبدالقادر وهو بيقول وهو بيمد للولاد الأكل:
– كله يا جماعة… محدش يقوم جعان.
عدي كان بيتكلم في حاجة تانية، عامر بيرد، والدنيا ماشية طبيعية. لكن ونس لسه مش قادرة تهز من جواها فكرة إن الخطر أقرب بكتير مما كانوا فاكرين.
يونس مال على ونس شوية، صوته واطي كأن محدش غيرها هيسمع:
– كُلي يا ونس… وانسي اللي حصل امبارح.
ونس رفعت عينيها له، لقت نظرته ثابتة عليها وفيها قوة غريبة، كأنه عايز يطمنها غصب عنها. حاولت ترسم ابتسامة صغيرة وترد بهمس:
– هو ينفع أنسى؟ الصورة محفورة في دماغي.
يونس شد نَفَس قصير، إيده اتحركت من تحت الترابيزة ولمس إيديها بخفة كأنه بيقول لها "أنا هنا".
– طول ما أنا موجود… ولا صورة، ولا ذكرى، ولا حد هيقربلك.
ونس رمشت بسرعة، قلبها دق جامد، لكنها حاولت تبين إنها مركزة في الأكل. عبدالقادر فجأة بص لهم وقال:
– إيه يا بنتي؟ لسه تعبانة؟ مش شايفاكي واكلة حاجة.
ونس ابتسمت بالعافية:
– لا يا بابا… كويسة، هو بس نفسي مسدودة شوية.
عدي دخل بسرعة في الكلام وهو بيقطع العيش:
– هي محتاجة ترتاح… مش أكتر.
عامر اتنحنح وبص في وشها مباشرة:
– وعايزة كمان تبطل تعمل علينا بطلة… إحنا مش ناقصين مغامرات تاني.
ونس اتوترت ونزلت عينيها في الطبق. يونس حط الأكل قدامها وقال بهدوء:
– سيبوها… عارفة هي بتعمل إيه.
السفرة كانت مليانة أطباق وأصوات ملاعق… بس الجو مش طبيعي. الكبار بيتكلموا، وكل جملة بتتقل معاها نظرات جانبية كأنهم بيفتشوا في العيون.
عبدالقادر قطم لقمة وبص لونس فجأة:
– يا بت، إنتِ متأكدة إنك كويسة؟ شكلك مش طبيعي من امبارح.
ونس ابتسمت ابتسامة باهتة:
– بخير يا بابا… بس مرهقة شوية.
أحمد، أخوه التوأم، دخل الكلام وهو بيهز راسه:
– مرهقة؟ ولا مخبية حاجة؟
ونس رفعت عينيها بسرعة، قلبها وقع، بس حاولت تتمالك:
– مخبية إيه يعني؟!
عدي تدخل بنبرة جادة وهو بيبصلها كويس:
– يمكن قصد عمو إنك ساعات بتسكتِ عن اللي بيضايقك… ما تقوليش غير كده.
عبدالقادر رفع حاجبه وهو بيقطع الأكل:
– أيوة… عشان كده بسألك. اللي حصل امبارح كان غريب، وأنا مش مطمن.
ونس شدّت نفسها، صوتها هادي:
– مفيش حاجة يا بابا… أنا بس خوفت شوية.
الهدوء وقع لحظة، الكل بيبص لها بتركيز.
أحمد مسح بإيده على دقنه وهو بيبص ليونس:
– الغريب بقى إنك إنتَ اللي كنت هناك قبل الكل… دايمًا بتوصل قبلنا يا يونس.
يونس ضيّق عينيه، صوته هادي بس فيه تهديد:
– يعني إيه؟
أحمد ردّ وهو بيرمي نظرة على ونس:
– يعني لو في حد عارف تفاصيل أكتر من اللي بيتقال… يبقى لازم يقول دلوقتي.
ونس حسّت العرق على إيدها، قلبها بيتخبط، عينيها راحت بسرعة على يونس كأنها بتستمد منه قوة.
يونس مدّ إيده وقطع قطعة عيش بهدوء، وقال بصوت بارد:
– اللي محتاج يعرف حاجة… يعرفها مني وبس.
ونس رفعت راسها من على الطبق، خدّت نفس عميق وطلعت الكلام اللي مخنوق جواها:
– أنا مش هسكت… لازم تعرفوا إن اللي حصل امبارح مش سهل عليا.
الكبار اتبادلوا نظرات، ويونس مد إيده بهدوء كأنه يسندها، بس عينه كانت شاردة.
...
عدّى كام يوم بعد الموقف، والموضوع مبقاش سايب دماغ الشباب. كلهم في حالة ترقّب، بيدوروا ورا اللي حاول يدخل البيت، وكل خيط صغير ماسكين فيه كأنه أمل يوصلهم للحقيقة.
وفي زاوية تانية بعيد عن الكل…
حازم واقف ماسك الموبايل، صوته واطي بس حاد:
– لو بعد كل اللي بيعملوه فينا ده… وطلع غلط؟
سكت لحظة، عينه لمعت بالغضب.
– والله لأقتله بنفسي.
حازم واقف في الركن، ماسك الموبايل وبيكلم بصوت واطي.
– أنا ماشي وراك خطوة بخطوة… بس لو كل اللي بتقوله طلع غلط، واللي بتلعبه في دماغي ده ملوش أساس…
وقف لحظة، شد نَفَسه بحدة وقال بتهديد صريح:
– ساعتها مش هرحمك… وهقتلك بنفسي.
اللي على الطرف التاني سكت ثواني، وبعدين ضحك ضحكة تقيلة وباردة:
– جرّي يا حازم… ما تقلقش، المرة دي الصح.
حازم قفل الموبايل بإيد مرتعشة، بس عنيه مليانة نار.
الشباب قاعدين في القعدة، قدامهم أوراق متبعترة وصور مطبوعة من الكاميرات اللي حوالي البيت. ونس قاعدة معاهم، بس ملامحها لسه متأثرة من اللي حصل.
عدي مسك صورة ورفعها:
– استنوا كده… إيه ده؟
يونس خطف الصورة من إيده، قربها من عينه:
– ده نفس الوش اللي حاول يدخل البيت… بس الصورة دي متصورة قبلها بيومين!
ونس بصت بدهشة:
– يعني كان بيراقبنا من قبل الليلة دي؟
ريان وهو بيقلب في ورقة تانية:
– الغريب إنه مش لوحده… في عربية سودا كانت واقفة وراه في كل مرة.
يوسف شد نفسه nervously:
– يبقى مش صدفة… دول جماعة، مش مجرد واحد بيتصرف من دماغه.
ونس حست قشعريرة تعدي في جسمها، بصوت واطي قالت:
– طب لو في حد مننا… هو السبب اللي خلاهم يعرفوا كل التفاصيل عن البيت؟
وساد صمت تقيل بين الشباب… كل واحد عينه راحت لحازم الغايب.
يونس بهدوء وهو ماسك راسه بإيده:
– حازم هيضيع نفسو… وهيخسر مكانه في الشغل وهيخسرنا إحنا كمان. مش عارف أعمله إيه.
عدي نفخ بضيق:
– طول عمره دماغه ناشفة… ومحدش عارف يمشيها.
عامر وهو متوتر:
– طب وإحنا لو سبناه على حاله، ممكن يودينا كلنا في داهية.
ونس بصوت قلقان:
– يعني هنقف نتفرج وهو بيغرق؟
يونس رفع عينه ليها، ملامحه تقيلة:
– أنا مش عايز أخسره يا ونس… بس كمان مش هسمحله يجرّنا معاه.
يوسف دخل فجأة وهو ماسك ورقة:
– استنوا… لقيت حاجة. الورقة دي كانت في شنطة حازم، شكلها ورقة ملاحظات… وفيها نفس الرقم اللي ظهر في الكاميرا.
الكل اتبادل نظرات صامتة… ويونس شد الورقة من إيد يوسف، قلبها ببطء وقال:
– يبقى الموضوع أكبر من اللي كنا متخيلينه.
يوسف وهو متحمس بعد ما قلب الورقة:
– استنوا! دي مش بس أرقام… دي مواعيد وجلسات محكمة قديمة.
عدي اتسعت عينه:
– يعني إيه؟!
عامر شد منه الورقة وبص بسرعة:
– دي قضية من سنين طويلة… أبويا كان دايمًا بيقول إنه كان في حكم ظلم.
ونس بصدمة:
– قصدك إن كل اللي حازم عايش فيه دلوقتي مبني على كدبة؟
يونس بعصبية وهو بيمسك الورقة:
– لأ… مش كدبة، دي الحقيقة. أبوه وأبويا وأبوكم كلهم كانوا طرف في القضية دي. حكموا على واحد بالسجن المؤبد… والراجل مات جوّه السجن.
يوسف بخضة:
– طب وده معناه إيه دلوقتي؟
يونس:
– معناه إن اللي بيحرك حازم… ابن الراجل ده. ابن اللي مات في السجن.
ونس شهقت:
– بينتقم!
عامر وهو بيوصل النقاط ببعض:
– عشان كده كل حاجة متزورة… كل الورق اللي ظهر عن آباءنا، كله معمول مخصوص عشان يوقع ما بينا.
يونس وهو واقف، صوته متوتر لكن حاسم:
– يبقى لازم نلحق حازم قبل ما يستغلّه… وقبل ما يضيع نفسه على الفاضي.
ونس وهي بتاخد نفس عميق:
– يعني كل ده… مش آباءنا؟ كل الورق ده تزوير؟
يونس بعصبية وهو بيخبط إيده على الترابيزة:
– أيوه! هو عايزنا نكره آباءنا ونكره بعض… عايز يضيعنا زي ما ضاع أبوه.
وفجأة الباب اتفتح بعنف، وحازم دخل، ملامحه متشنجة وصوته مليان غضب:
– كفاية كدب بقى!
عدي وقف بسرعة:
– حازم، إنت فاهم غلط.
حازم بص لهم بعيون حمراء:
– غلط؟! أبوي مات مظلوم، وانتو آباءكم السبب!
عامر بقوة:
– مش آباءنا! القضية دي اتلعب بيها، وكل اللي معاك ورق متزيف!
حازم بصدمه لحظة، بعدين انفجر:
– متزيف؟! أنا عايش سنين على نار، وأنتو جايين دلوقتي تقولولي متزيف؟!
يونس بهدوء لكن عينه مش سايبة حازم:
– علشان كده بقولك إنت هتضيع نفسك… اللي بيلعب بيك ابن الراجل اللي اتسجن، هو اللي بيزرع الكره جواك.
حازم شد نفسه:
– لأ… هو اللي وراني الحقيقة!
ونس صرخت فيه:
– دي مش حقيقة يا حازم، دي لعنة بتجرّك وبتقطعك مننا!
حازم اتوتر وصوته اتكسر لحظة:
– أنا… أنا مش قادر أرجع لورا دلوقتي.
عدي بخطوة لقدام:
– يبقى على الأقل اسمعنا… قبل ما تخسرنا كلنا.
حازم شد نفسه لورا، كأنه بيحارب جواه، وصوته خرج مبحوح:
– أنا مش جاي أسمع… أنا جاي آخد حقي.
عامر بخطوة هادية لقدام، صوته ثابت:
– حقك مش عندنا… حقك عند اللي لعب في دماغك.
يونس قرب منه، عينه معلقة في عينه:
– لو كملت في الطريق ده، هتبقى نسخة من أبوك… ضايع ومكسور.
حازم بص لهم بغيظ، وبعدين مد إيده بسرعة كأنه هيشد يونس من هدومه، بس عدي دخل بينهم وشده بعنف:
– خلاص بقى يا حازم! مش هتفضل ماسك فينا كده.
ونس بخوف وهي واقفة، قلبها بيرتعش:
– كفاية يا جماعة… هو ده اللي هما عايزينه… يفرقونا أكتر.
حازم اتشنج، حاول يفلت من عدي، صوته علي:
– سيبني! أنا مش واحد منكم!
عدي مسكه أقوى، وشدّه على بره:
– بالعافية يا حازم… لو مش عايز تسمع بعقلك، يبقى هتمشي برجلك.
يونس بص لونس بهدوء كأنه بيطمنها:
– سيبيه… لازم يتصدم الأول عشان يصدق.
ونس بصت للحظة للباب اللي اتقفل وراهم وهي بتحس إن في حاجة أكبر بتتخمر في الخفاء…
حازم شد نفسه أكتر، عينه لمعت بغضب:
– أنا ماليش كلام معاكم.
عدي حاول يقرب منه بخطوة:
– حازم، إنت مش فاهم…
لكن قبل ما يكمل، حازم زقه بقوة لورا، لدرجة إن الكرسي اتخبط بالحايط.
ونس شهقت وهي تمد إيدها تمنع أي تصعيد، بس حازم ما استناش… فتح الباب وخرج وهو بيخبطه بعنف ورا ضهره.
الهدوء اللي وقع كان تقيل على الكل، عدي مسك دراعه مكان ما اتخبط وقال بنفَس متقطع:
– لازم نلحقه… قبل ما يضيع أكتر.
عامر بحزم:
– لا، سيبه دلوقتي. أي كلمة هنقولها له دلوقتي هتزود النار جواه.
يونس قعد على الكرسي، ماسك راسه بيده:
– بس هو كدا… وقع في الفخ.
ونس بصت لهم بحيرة وقلق:
– واحنا هنقف نتفرج؟
عدي رد بسرعة:
– لأ… هنستنى. هو هيتحرك، ولما يتحرك هنكون مستنيينه.
...
بعد مرور كذا يوم
الأحداث بقت أسرع من اللي متوقعينه…
تحركات غريبة من رجال البوس، اجتماعات سرية في المخازن، وشحنات مشبوهة بتهرب بالليل.
ونس بقت حاسة إن كل حاجة حوالين حازم بتشدّه لجوا الشبكة أكتر.
يونس وهو بيقلب في أوراق على الطربيزة:
– في خطة كبيرة بتتحضر… وحازم جزء منها.
عدي بعصبية وهو بيرمي ورقة:
– يعني الوقت خلص… لو ما تحركناش دلوقتي هنفقده للأبد.
ونس بعزم:
– يبقى المرة دي… لازم نواجهه سوا.
في جنينة البيت، الجو هادي غير أصوات العصافير.
يونس واقف قصاد ونس، رافع إيده بإشارة إنها تركز.
– ركزي معايا يا ونس… أول ما حد يقرب منك، أهم حاجة إنك ما تتشديش، تبقي سريعة.
ونس رفعت إيدها بحذر:
– طب وهعرف أعمل كدا إزاي؟
ضحك بخفة وهو بيقرب منها:
– عشان أنا هعلّمك.
مد إيده بسرعة كأنه بيهجم عليها، ونس اتلخبطت ورجعت لورا.
يونس هز راسه:
– لأ، كدا هتدي فرصة للي قدامك يمسكك.
مسك إيدها وحطها في الوضع الصح:
– بصي، لو حد مسك دراعك كدا… كل اللي تعمليه إنك تلفيه بالعكس، وبعدين تضربيه هنا.
ونس جربت بتوتر، وفعلاً اتحررت من إيده. عينيها وسعت بدهشة:
– إيه ده! اشتغلت؟
يونس بابتسامة فخورة:
– أيوه، دي قوة التركيز مش القوة الجسدية.
ونس ضحكت بخفة:
– طب استنى… جرب تاني.
المرة دي لما مسكها، هي حركت نفسها بسرعة، بس اتلخبطت في النص ووقعت قدامه.
يونس مد إيده يساعدها يقومها وهو بيضحك:
– هتاكلي هوا أولها، بس هتتعلمي.
ونس وهي بتمسح التراب من هدومها:
– طيب، بس على فكرة… لو اتألمت منك هشتكي لعدي
يونس قرّب منها، صوته واطي:
– اتعلمي الأول… وبعدها تعالي اشتكي.
بعد كام يوم… الجو في البيت بقى مختلف، الشباب كل يوم بيجتمعوا في الجنينة الكبيرة وبيتمرنوا مع بعض. صوت ضربات الأيدين في الهوى واحتكاك الأرجل بالأرض كان مالي المكان.
يونس واقف في النص، صوته ثابت وهو بيشرح:
– لازم تركّزوا على التوازن… الهجوم مش أهم من الدفاع، اللي يعرف يحمي نفسه عمره ما يتهزم.
عامر بيضحك وهو بيهزر مع عدي:
– يعني يا بطل، مش مهم إنك توقعني، المهم متوقعش أنت.
عدي بزقه وهو بيتنفس بصعوبة من التمرين:
– ماشي يا عم، استنى بس أما أعلّمك.
ونس كانت داخلة عليهم من بعيد، وقفت عند الباب تبص من غير ما ياخدوا بالهم. عينيها لفت على كل واحد فيهم، الحركة، الجدية، العرق اللي مغرقهم… بس عينها وقفت عند يونس اللي كان بيشرح لنعيم حركة دفاع جديدة.
خطت خطوتين لجوا، وصوتها هادي لكنه واضح:
– واضح إن التمرين جد أوي… ينفع أجرب؟
كلهم بصوا لها مرة واحدة، الجو سكت لحظة.
عامر ضحك:
– أهو إحنا ناقصينك إنتي كمان؟
عدي رفع حاجبه باستغراب:
– وانتي مالك ومال الحركات دي؟
ونس بعند:
– ماليش؟! هو إنتو بس اللي يحقلكم تتعلموا؟ أنا كمان لازم أعرف أحمي نفسي.
يونس كان سايبهم يتكلموا، واقف يبص لها بنظرة مختلفة، مزيج بين جدية وقلق. وبهدوء قال:
– تعالي يا ونس… وريني عندك استعداد ولا لأ.
هي وقفت قدامه، قلبها بيدق بسرعة، بس رفعت راسها:
– جربني.
يونس وقف قدامها وقال بهدوء:
– ركزي… أي هجوم مني، تصدي بسرعة.
ونس وقفت قدامه، عينيها مركزة.
يونس مد إيده فجأة ناحية كتفها… ونس اتلخبطت خطوة لورا.
عامر ضحك وقال:
– إيييه يا بطلة، كدا أول محاولة مشيّة!
ونس ضحكت بخفة وردت:
– ماشي… هتتعلموا مني.
التمرين استمر، وكل واحد فيهم مركز، ونس حسّت لأول مرة إنها جزء من القوة دي.
بعد كذا يوم…
ونس كانت خارجة من الشغل، ماسكة الموبايل في إيدها، وضحكت وهي بتتكلم مع الشباب:
– آه يا عم، إنتوا متخيلين إيه؟ ده حصلتلي حاجة كده…
كانت ماسكة شنطتها باليد التانية، والجو هادي والشمس لسه داخلة على الشارع. فجأة وقفت فجأة، عينيها اتسعت، وشه اتغير:
– إيه الصوت ده…؟
في اللحظة دي، ظهر صوت دربكة قوي من خلفها، كأن شخصين أو أكتر بيتحركوا بسرعة.
ونس حاولت تتراجع، بس قبل ما تلحق تتحرك… اتشدّت فجأة من ورا، أصابع ماسكة إيدها جامد، وصوتها اتكتم:
– آه! خ- خ-…
الشباب على التليفون سمعوا صراخها فجأة، وصوت الارتباك، لكن كل حاجة حصلت بسرعة، وفجأة الصوت اتقطع.
يونس على طول رفع راسه وعيونه اتسعت:
– ونس!
عامر على طول شد موبايله، وهو بيبص حواليه:
– يا رب… ده حصل فين؟
عدي رجع يجري ناحية المكان، صوته مليان غضب وقلق:
– مين اللي عمل كده؟!
الشارع كله بقى صامت، والقلق ماسكهم من كل ناحية… وونس اختفت فجأة وسط الضباب والظل.
ونس فاقت فجأة، عيونها اتسعت من الخوف والدوخة، وهي بتحاول تتحرك.
فجأة حد دخل بسرعة، مسكها وشدها بعيد عنه، وصوتو عالي:
– ساكتي! ما تتحركيش دلوقتي!
ونس حاولت ترد عليه بصوت مرتعش:
– سيبني!
لكن الشخص شدها بقوة أكتر، وهو بيهمس بغضب:
– ما تحاوليش تلعبيها… دلوقتي!
القلق والخوف خلاها ترجع خطوة لورا، جسمها متجمد، وقلبها بيدق بسرعة، وهي بتحاول تفهم مين اللي واقف قدامها.
بعدها بخمس دقايق، حد تاني دخل المكان، وكان واضح إن الشخص ده مختلف… حازم ظهر، قاعد يقترب منها بهدوء:
– متخافيش… أنا معاكي.
حازم قرب منها بخطوات هادية، عينيه مركزة عليها، صوته واطي لكن حازم:
– أنا هنا… مش هسيبك دلوقتي.
ونس رفعت راسها بصعوبة، عيونها مليانة دموع وخوف:
– حازم… مين دول؟
حازم مسك إيدها بإحكام:
– مش مهم دلوقتي مين هما… أهم حاجة دلوقتي إنك تكوني بأمان.
الشخص اللي كان ماسكها من قبل حاول يقترب، لكن حازم وقف قدامه بسرعة، صوته حازم:
– ورايت! ابعد عن ونس.
الشاب اتجمد للحظة، وشاف حازم بعينه اللي كلها غضب وتركيز، رجع لورا ونس شعرت لأول مرة بالارتياح، جسمها بدأ يهدأ شوية.
حازم بقى جنبها، همس لها:
– خليكي ساكنة، ما تتحركيش… أنا هأخدك من هنا.
ونس بصت له بعينين مليانة ثقة وألم:
– شكراً… بس قلبي لسه بيتخانق من الخوف.
حازم ابتسم بخفة، ومسح عن وجهها خصلات الشعر:
– هنعرف نخرج من هنا… أنا معاك.
في الجنينة، الشباب قاعدين كلهم متوترين، ونس مش موجودة، وقلوبهم بتدق بسرعة.
يونس رفع تليفونه وقال بصوت حازم:
– استنوا… أنا مدّيتها سلسله فيها GPS. كل خطوة بتتحركها هنعرفها فورًا.
عدي و عامر بصوا له بتركيز:
– يعني… نقدر نعرف مكانها دلوقتي؟
يونس أومأ:
– أيوه… وبعد ثواني هتظهر إحداثياتها.
فجأة، موبايلاتهم رنّت في نفس اللحظة، وكان رقم حازم ظاهر على الشاشة. يونس مسك السماعة بسرعة:
– أيوه…
حازم صوته واطي لكنه حازم:
– أنا معاكوا… خدتوا المعلومات، المكان واضح دلوقتي. ركزوا… أي حركة غلط ممكن تأذي ونس.
الشباب تبادلوا النظرات، كل واحد فيهم مركز ومستعد يتحرك فورًا حسب تعليمات حازم ويونس.
يونس بص للعيون كلها وقال بحزم:
– يلا، كل واحد يعرف دوره. أي خطوة هتحركوها غلط… ونس ممكن تتأذى.
عدي ثبت قدامه شنطته، عينه مركزة على الشاشة اللي فيها الموقع:
– فهمت… هنتحرك بدقة.
عامر شد كتفه، صوته فيه حزم:
– كلنا جاهزين.
في اللحظة دي، حازم دخل نفسه وسط المكالمة، صوته واطي وهو بيهمس:
– متخافوش… أنا معاكم خطوة بخطوة. ونس هتكون بخير، بس لازم تكونوا هاديين ومركزين.
يونس ركّز على الموقع، وبص للشارع حوالينهم:
– أي لحظة… ممكن نلاقيها قريب.
القلق بدأ يتحول لحركة منظمة، وكل واحد من الشباب بدأ يتحرك حسب تعليمات يونس وحازم، مستعدين يتعاملوا مع أي مفاجأة ممكن تظهر في الطريق.
ونس واقفة فجأة حسّت بطلق نار جاي من بره، والدربكة حوالين المكان عالية… قلبها وقع، وعيونها اتسعت من الرعب.
قبل ما تلحق تتحرك، الباب اتفتح بعنف، وشخص دخل بسرعة، مسكها من شعرها وجرّها بعيد عن المكان.
ونس صرخت بصوت عالي:
– آه! سيبني!
الشباب اللي فوق الدور سمعوا صراخها فورًا، وعيونهم اتسعت من الخوف:
– ونس!
الدور لفوف، ونس بدأت تدافع عن نفسها بكل قوة، ركعت رجليها وضربت
الراجل حاول يضرب ونس على وشها بالقلم، لكنها ما استسلمتش… ضربتو ب القم، وزقّته برجليها في بطنه بكل قوة، والراجل اتألم وتراجع شوية.
تحت عند الشباب، يونس رفع صوته عالي:
– احموا ضهري! لازم أطلع لها فورًا!
عدي وعامر ركّزوا على المكان، كل واحد مستعد يتحرك حسب تعليمات يونس، وعيونهم مركزة على أي حركة من الراجل أو ونس.
اللحظة دي كانت مليانة توتر، وكل ثانية كانت ممكن تغيّر مجرى الحدث.
يونس طلع لها بسرعة، شدها من وسط القتال وضرب الراجل اللي كان ماسكها مرة قوية، خلى الراجل يبعد عنها.
يونس مسك وش ونس بخوف وقلق:
– ونس… إنتِ كويسة؟ بصيلي… وريني وشك.
ونس خدت نفس عميق، عينيها لسه مليانة توتر لكنها قدرت تبتسم بخفة:
– آه… أنا بخير.
يونس لسه ماسكها، عينه ما سايبهاش، وهو متأكد إنها فعلاً سالمة بعد كل اللي حصل.
ونس وقفت مستندة على يونس، قلبيهم لسه بيدق بسرعة من الصدمة، لكنه ماسكها كويس عشان ما تقعش.
يونس بص حواليه، خلص من أي خطر قريب، وبص لونس بجدية:
– خلاص… مفيش حد هيلمسك تاني.
ونس شردت شوية، لسه متأثرة باللي حصل، لكنها حسّت بالأمان مع وجود يونس جمبها.
صوت عربيات الشرطة ودوي الصفارات ملأ المكان، وفي لحظة دخل ضباط كتير مسرعين.
يونس نزل بسرعة مع ونس، ماسكها بحذر عشان تتأكد إنها بخير.
عامر ركض عليها وحضنها بسرعة، عينه مليانة قلق:
– ونس… طمنيني، حد لمسك؟
ونس خدت نفس عميق وحاولت تهدي نفسها، وهزّت راسها:
– لأ… محدش لمسني، أنا بخير.
يونس زق عامر بخفة وضحك:
– وسع يا بابا!
عامر بصله بقرف:
– أختي دي يمعلم…
ونس ابتسمت لهم وهزّت راسها:
– هتخانقوا؟ همشي وأسِيبكو.
عدي تدخل بسرعة:
– سيبوا البت ف حالها… لسه كانت مخطوفة ومحتاجة ترتاح.
الشباب اتراجعوا شوية، ونس وقفت مستندة على يونس، وهي تحاول تهدي نفسها بعد اللي حصل، والقلب لسه بيرتجف شوية.
حازم قرب عليهم بحرج:
– أنا آسف يا ونس… لو كنت فهمت من بدري، مكنش ده حصل.
ونس بصتله بابتسامة هادئة:
– متتأسفش يا حازم… إنت أخويا الكبير ومقدرش أزعل منك يعني.
حازم ابتسم بخفة، وحس بالارتياح شوية بعد كلامها، والجو حواليهم بدأ يهدأ تدريجيًا بعد التوتر اللي مرّوا بيه.
يونس قال بحزم:
– يلا بينا… كلنا نركب العربية ونسوق على الفيلا دلوقتي.
حازم حاول يرفض:
– أنا… أنا مش عايز أجي.
يونس قرب منه وقال بحزم وهدوء:
– تعالى معانا… محتاجينك جنبنا، وهيكون أفضل لو جيت طواعي.
حازم ابتسم بخجل، وفهم الرسالة، ومشي معاهم على مضض، وكلهم ركبوا العربية متجهين للفيلا، ونس مستندة على يونس وهي لسه مرتعبة شوية، لكنه جنبها وده خلاها تحس بالأمان.
ونس وهي قاعدة قدام، تبص للشباب وراها وقالت بفضول:
– فهموني بقى… حازم معاكم من إمتى؟
وبصت لليونس بضيق:
– وإزاي تخبوا عليا كده؟
يونس حاول يبتسم ويخفف التوتر:
– ما تخافيش… مكنش قصدنا نخبي عنك. حازم جه معانا عشان كنا محتاجينه جنبنا، بس كل حاجة كانت تحت السيطرة.
حازم، اللي واقف جنبهم، حس بالحرج شوية، وحاول يبتسم بخجل:
– أنا… كنت عايز أساعد… ومش قصدت أي حاجة تخليكي زعلانة.
ونس تنهدت، وعينيها لسه مليانة شوية استغراب، لكنها بدأت تهدي شويّة بعد الكلام.
ونس بصت لهم باندهاش:
– من إمتى أصلاً… وانت معاهم؟
عدي بهدوء:
– من آخر مرة جيت عندنا واتخانقنا بعدها، كلمنا.
Flashback
حازم بص لهم بضيق:
– إنتو جيتوا ليه هنا؟
يونس بهدوء:
– اقعد يا حازم.
حازم قعد بضيق، وعيونه مليانة حيرة.
عدي قال بهدوء:
– حازم، اسمعنا… مش عايزين تخسر كل حاجة بجد.
حازم بص لهم:
– أنا مبقتش فاهم حاجة خالص… مين الصح ومين الغلط؟
عامر قرب وطبطب على كتفه:
– اسمعنا، وهتعرف.
يونس بدأ يحكي اللي عرفوه، وحازم بصلهم بصدمة وسكت، مستوعب الكلام شوية بشوية.
الشباب بصوا له بجدية:
– معانا ولا؟
حازم بص لهم بتردد:
– آه… وإيه اللي يثبت إن كلامكم صح؟
عدي طلع الورق اللي عنده، وحازم بص له وسكت لحظة، متأثر من الأدلة اللي قدامه.
يونس ضغط شوية بحزم:
– ها؟
حازم، بإحراج من اللي عملوه معاه قبل كده:
– بعد كل اللي عملتوه… لسه عاوزين أبقى معاكم؟
يونس طبطب على كتف حازم بحنان:
– آه يا حازم… ما نقدرش نستغنى عنك.
حازم قام وحضنهم، وابتسامة خفيفة على وشه:
– هنعمل إيه طيب؟ أنا معاكم في أي حاجة.
Back
الشباب حسوا بالارتياح شوية، وونس ابتسمت من بعيد، وهي شايفة التوافق الجديد بين حازم وباقي المجموعة، والجو حواليهم بدأ يهدأ بعد كل التوتر اللي حصل قبل كده.
لما وصلوا الفيلا، الأبهات كانوا مستنيينهم عند المدخل.
عبدالقادر ركض بسرعة على ونس، حضنها بشدة وهو بينده:
– ونس… الحمد لله! كنت خايف عليكي!
ونس ضحكت بخفة وهي ماسكة إيده:
– أنا بخير يا بابا… ما تخافش.
نعيم قاعد على الكرسي الكبير، وملامحه جدية:
– طيب… إزاي حصل اللي حصل؟ ونس اتخطفت ليه؟
الكل بصّ له بتوتر، ونس والشباب متحاولين يتجنبوا النظر ليه.
يونس ابتسم بخفة وقال:
– اسمعني يا عم… خلي بالك، أنا هاحكي كل حاجة.
بدأ يونس يحكي الأحداث كلها من الأول، بطريقة هادية ومنظمة، وركز على التفاصيل المهمة فقط، عشان الكل يفهم الموقف بدون ما يزيد التوتر.
نعيم قعد مستمع بعناية، ونس والشباب فضّلوا ساكتين، مستريحين إن يونس هو اللي بيتكلم ويشرح كل حاجة.
نعيم عبّر عن استغرابه:
– امم… يعني عملتو كل ده من غير ما تقولولنا؟
عبدالقادر ربع إيده:
– لا وكمان دخلوا المكتب!
أحمد ضحك بخفة:
– وضحكوا علينا كمان.
ونس بخفة دم، وهي تبص عليهم:
– إي يا حبايبي… هتتفقوا علينا يعني ولا إيه؟
الشباب ابتسموا، الجو بدأ يخف شوية بعد التوتر، وبدأوا يدخلوا في تفاصيل الأحداث وهم يحاولوا يرتاحوا شويّة قبل ما يونس يكمّل شرح باقي الموقف.
فجأة، الباب اتفتح وبهية ومنه دخلوا على طول.
بهية بصت حواليها وقالت بدهشة:
– إيه اللي حصل هنا بالضبط؟
منه ضحكت بخفة وهي تبص للشباب:
– باين عليكو حاجه كبيرة حصلت… صح؟
ونس ابتسمت بخفة:
– أه… حصل شوية مغامرة، بس كله انتهى دلوقتي.
الشباب ابتسموا وهم بيتبادلوا النظرات، والجو بدأ يهدأ شوية مع دخولهم، وبهية ومنه قعدوا معاهم يسمعوا باقي التفاصيل من يونس وهو بيكمل شرح الأحداث.
ونس قربت من بهية وقالت بحنان:
– وحشتيني يماماا… والله.
بهية حضنتها وقالت وهي مبتسمة:
– وانتي كمان يا حبيبتي.
منه ضحكت وقالت:
– وانا إيه يا بت؟
ونس جريت عليها حضنتها وقالت وهي تبستها:
– وانتي قلبي.
فجأة، نورا دخلت بحماس:
– وحشتونييييييي!
ونس ما استحملت، جريت عليها وحضنتها بحماس، والكل بدأ يضحك من المشهد الدافيء والمليان حميمية.
يونس قرب من منه وهو بيضحك بخفة:
– إيه يا يماما… فين الحضن؟
منه حضنته بقوة وقالت بابتسامة:
– وحشتني يا واد.
يونس بص حواليه وابتسم وقال:
– طيب… هو فين بابا صح؟
كمال دخل على طول وقال وهو مبتسم:
– أنا أهو يا حبيبي.
الكل ابتسم، والجو اتملأ دفء بعد لحظات الفرح والتجمع العائلي.
بعد كام يوم، الجو كان هادي وكلهم متجمعين وقاعدين مع بعض.
عدي قال بحزم:
– أنا عاوز أتحوز.
أحمد بص له وقال مستغرب:
– مين يا حبيبي ابوك؟
عدي نظر لونس وقال بهدوء:
– رحمة… صحبتها.
عامر رفع صوته بحماس:
– وأنااا… وأناااا يا بووي!
نعيم بص له بقرف وقال:
– مين يا حبيبي؟
عامر ابتسم وضحك وهو يبص لونس بهيام:
– ليلي.
الكل ضحك والجو اتملأ خفة دم وفرحة بعد إعلان المشاعر.
حازم بص بهدوء وقال:
– وأنا عاوز أتحوز هدي… ومعنديش حد يروح معايا، ونا رايح أتكلم معاهن بعتبر حضراتكم بعد أبويا الله يرحمه. ف ممكن تيجو معايا
نعيم ابتسم بهدوء وقال:
– متقولش كلمة "معنديش حد" دي تاني، يحيون انت.
حازم ضحك بخفة، والجو اتملأ دفء وخفة دم بعد اللحظة دي.
ونس قامت بهدوء، وبشوية ضيق حاولت تداريه:
– أنا خارجة، يبابا.
عبدالقادر ابتسم وقال:
– ماشي يا حبيبتي، متتاخريش.
يونس بص لها بضيق:
– أنا مقالتش ليه؟ رايحة فين ومقولتش ليه؟
ونس بصت له وقالت بدهاء:
– أقولك ليه؟
يونس زفر بغضب خفيف:
– أقولك ليه؟ طب أهو اسمعي… أنا مش هرضى أي حاجة تحصللك من ورايا
ونس ابتسمت بخفة وحاولت تهدي الموقف:
– متقلقش، أنا عارفة أتصرف.
يونس قرب منها وهمس بحدة:
– بس لازم تعرفي… أي حاجة صغيرة، حتى حركة، أنا هحس بيها.
ونس رفعت حاجبها بدهاء:
– يعني هتراقبني طول الوقت؟
يونس ابتسم بخفة:
– لأ، بس لو حصل حاجة… هكون أول واحد.
ونس ضحكت بخفة، وحطت يدها على قلبها:
– كويس، كده أنا مطمئنة شوية.
وبعدها، لفت نظره بابتسامة صغيرة وقالت:
– طيب، دلوقتي ممكن أروح ولا هتتبعني؟
يونس شافها بعين مليانة قلق، بس رجع يحاول يبتسم:
– ايوه… بس خلي بالك من نفسك.
ونس بخفة:
– حاضر يا يونس… ما تقلقش.
وهي خرجت، ويونس فضل واقف يتابعها بعين مليانة اهتمام، والجو حواليهم مليان هدوء وتوتر خفيف.
ونس خرجت مع البنات، والوقت مر بسرعة وهي مبسوطة بصحبتهم.
قبل ما توصل، قالت لهم بخفة:
– الشباب هيكلموا أبهاتكم وهيجوا يتقدّموا.
البنات ضحكوا وقالوا:
– أوووه يبقى في مفاجآت جاية، لازم نكون مستعدين!
ونس ابتسمت بخفة وهي ماشية:
– حاضر… أنا كده مطمئنة شوية، وأتمنى كله يمشي تمام.
الجو كان مليان حماس وترقب، والكل متشوق يشوف إيه اللي هيحصل لما الشباب يتقدّموا رسمي.
يتبع...