رواية ونس القلب الفصل الأول 1 بقلم ديدا عبد الرحمن
رواية ونس القلب الفصل الأول 1
ونس بتتكلم في التلفون وهي ماشية في الجنينة:
يماما أنا زهقت، عاوزة أخرج… قوليله إني لسه خارجة ومش هرجع دلوقتي.
بهيّة: يا حبيبتي هو خايف عليكي مش أكتر.
ونس: يا ماما أنا عارفة إنه خايف عليّا بس مش كده…
وقفت فجأة، عينها اتسعت: انت… جيت ليه؟
يونس واقف قدامها، ماسك مفاتيح العربية وبيدوّرها بين صوابعه، عينه سابتش وشها:
لإني كل ما أسيبك دقيقة، أرجع ألاقيكِ بتخططي لهروب جديد.
ونس رفعت حاجبها: هروب؟ أنا كنت هخرج أغير جو.
يونس: الجو هيتغير من غير ما تطلعي… يلا على جو أوضتك.
ونس بتضحك بس بغيظ: على فكرة، انت كده هتخليني أهرب بجد.
يونس قرب منها، صوته واطي بس فيه تهديد: جرّبي… وشوفي هتعرفي ترجعي إزاي.
ونس ابتلعت غصب عنها وهي شايفة الجدية في عينه، لكنها رفعت راسها بعناد: انت مش وصي…
يونس: لا، أنا أكتر من كده.
ونس بصيت له: انت إيه بقى؟
يونس قصّر الكلام: يلا امشي قدامي.
ونس بعناد: يونس أنا بجد محتاجة أخرج.
يونس رفع إيده نص رفعة: ماشي… وأنا بخرجك، صح ولا؟
ونس سكتت ثواني، بعدها اتكلمت: بتخرجني ماشي… بس محتاجة خروجة مع صحابي.
يونس بهدوء: أنا خايف عليكي يا ونس، أنا ظابط، وليا أعداء… وممكن يعملوا حاجة، وأنا مش هتحمل حاجة تحصل لك.
ونس: ليه؟
يونس باستغراب: ليه إيه!
ونس: ليه مش هتتحمل حاجة تحصل ليّا؟
يونس اتوتر وبيلعب في شعره: عشان… إنتي بنت خالي وبخاف عليكي.
ونس رمقته بنظرة سريعة، وقالت وهي بتلف وشها: أها… بنت خالك.
يونس: أيوه، وده مش قليل.
ونس وهي ماشية قدامه: ولا كتير.
يونس فتح الباب ليها، ونس ركبت من غير ما تبص عليه، وهو لف وركب وبدا يسوق، الجو في العربية ساكت إلا صوت الموتور.
يونس حمحم وبص ليها: متزعليش.
ونس بصت له بسرعة ورجعت تبص قدام: مش فارقة.
يونس بابتسامة خفيفة: باين… خلاص، متضربيش بوزك، هبقى أخرجك معاهم بس بشرط.
ونس لفّت وشها له: إيه هو؟
يونس: هيبقى معاكي بودي جارد.
ونس رمقته بنظرة اعتراض: يونس… متخافش عليا، والله محدش هيقدر يجي جنبي.
يونس بهدوء وهو عينه ثابتة في عينها لحظة أطول من اللازم: لو مخوفتش عليكي… هخاف على مين؟
ونس حسّت قلبها يدق بس حاولت تخفيه بابتسامة صغيرة: على نفسك مثلاً.
يونس ضحك بهدوء: نفسي أنا ضامنها… إنتي لأ.
وصلوا البيت، ونس نزلت من العربية وهي ماسكة شنطتها، ويونس وراها. أول ما دخلوا الصالة، بهيّة طلعت من المطبخ بابتسامة:
تعالوا، الغدا جاهز… ومنه موجودة، قالت تيجي تتغدى معانا.
يونس (وهو بيخلع جاكته): أحسن… عشان تشوف بعينيها إن أنا اللي مأكلك.
ونس رفعت حاجبها: مأكّلني؟ دي بهيّة اللي بتطبخ.
منه ضحكت: يا بنتي قصده إنه بيهتم.
جلسوا على السفرة، بهيّة بدأت تقدم الأكل. ونس كانت قاعدة جنب منه، ويونس قصادهم. أثناء الأكل، بهيّة بتحكيلهم موقف مضحك حصل في السوق، ونس ضحكت بصوت عالي، لكن فجأة جالها مكالمة من واحدة صاحبتها، وابتسمت وهي بترد:
إزيك يا حبيبة قلبي…
يونس رفع عينه من الطبق وبص لها، صوته هادي بس فيه غيرة خفيفة:
هو مين الحبيب ده؟
ونس ضحكت: دي صاحبتي يا أستاذ وصي.
منه لمحت النظرة بينهم وابتسمت بخبث: يونس، سيب البنت تكمل كلامها… دي حتى مش بتاكل من التوتر.
يونس مدّ المعلقة قدامها: كُلي، وإلا هأكلّك بإيدي.
ونس احمر وشها وهي بتاخد اللقمة منه: أنا مش طفلة.
يونس بهدوء وهو بيرجع يكمل أكله: لا… إنتِ أهم من الطفلة.
بهية وهي بتغرف رز، قالت وكأنها بتفتكر حاجة: آه صحيح يا ونس، أنا كنت هقولك… في عريس كلمني عنك النهاردة.
ونس شهقت: عريس إيه يا ماما؟!
يونس وقف المعلقة في الهوا وبص لبهية: عريس إيه؟!
بهية ببساطة: واحد محترم وعاوز يشوفها.
يونس ضحك ضحكة قصيرة مالهاش طعم: يشوفها؟ هو فاكر نفسه داخل يشتري عربية؟
ونس بحاجب مرفوع: وإيه اللي مضايقك؟
يونس رمقها بنظرة حادة: كل حاجة… وإنتي بالذات ما تتسألش السؤال ده.
منه دخلت تضحك وهي تبص ما بين الاثنين: يا جماعة إحنا على سفرة أكل مش في معركة.
يونس وهو بيشاور بالمعلقة: المعركة دي أنا اللي هكسبها.
ونس بابتسامة صغيرة مليانة تحدي: هنشوف.
.. يتبع