📁 أحدث الفصول

رواية صدقًا كنت أكذب الفصل الرابع 4 والأخير بقلم ٱية شاكر

رواية صدقًا كنت أكذب الفصل الرابع 4 والأخير بقلم ٱية شاكر

رواية صدقًا كنت أكذب الفصل الرابع 4 والأخير بقلم ٱية شاكر

رواية صدقًا كنت أكذب الفصل الرابع 4 والأخير

- انـــــــــــــــــطـــــــــــــقــــــــــي.

- والله كنت هقولك قبل ما أرجع أشتغل في المكتبه تاني، هو مين قال لحضرتك؟


انفعل:

- هو المهم مين اللي قالي، المهم إني عرفت! وأنا اللي بقول محدش ربى بنته زي ما ربيت بنتي، أنا اتصدمت فيكِ يا ذكرى.


- أنا معملتش حاجه يا بابا والله العظيم، أنا بس كذبت لما قولت إني بشتغل في صيدليه وكنت شغاله في مكتبه.


ضم ذراعيه وقال:

- ومحمد؟ وأستاذ خالد؟ 


🍃🍃🍃🍃🍃🍃

(٤) الأخيرة

اسكريبت بعنوان:

#صدقًا_كنت_أكذب

بقلم آيه شاكر 

🍃🍃🍃🍃🍃

بلعت ريقي كنت واقفه بتنفض من التوتر والخوف، لما افتكرت الرسايل اللي بعتتها «نجاح»، سألت مره تانيه بصوت واطي:

- هو مين قال لحضرتك؟


مردش بابا وضـ.ـرب كف بالتاني، فالتفت ورايا لأمي وأخويا اللي واقفين ساكتين، ورددت بهستريا:

- أنا معملتش حاجه والله ما عملت حاجه.

- امشي من قدامي يا ذكرى… امشي.

- والله العظيم يا بابا كنت معتبره محمد زي أخويا وخالد مفيش بينا حاجه.

- قلت امشي من قدامي.

قالها بابا وهو بيضغط على كل حرف، وانتهى الحوار لكن التوتر منتهاش…

دخلت أوضتي وكنت سامعه أخويا وأمي بيتناقشوا مع بابا وبيسألوه عن اللي حصل.

قفلت على نفسي كنت عايزه أذاكر لأخر امتحان لكني معرفتش أركز ودموعي نزلت.


بحثت عن كفارة اليمين لما حلفت لبابا إن محمد كان زي أخويا، يعني كذبت! لأني مكنتش معتبراه أخويا.

وتفاجئت وأنا بقرأ:

- لو حلفتِ على شيء في الماضي وأنتِ تعرفين أنكِ تكذبين، فهذا اسمه اليمين الغموس، وده من الكبائر، وسُمِّي غموسًا لأنه "يغمس" صاحبه في الإثم ثم في النار. وهذا النوع لا كفارة له بالمال أو الإطعام، وإنما التوبة النصوح وكثرة الاستغفار، وردّ الحقوق لو ترتب على الكذب ظلم أو ضرر.


سالت دموعي وأنا بقول:

-  يا خبر! 

وهنا لقيت سبب أبكي عليه، وأنا بستغفر وكل شويه أبص لفوق وأقول:

- والله هتغير… أنا هتغير.


لا تغفلوا عن ذكر الله 🌸

🍃🍃🍃🍃🍃🍃

تاني يوم خرجت من الامتحان ومشيت بسرعه قبل ما أقابل نجاح…

قعدت على مقعد حجري على جنب الرصيف، ضاغطة بإيدي على شنطتي اللي على رجلي، وباصّة قدّامي من غير تركيز.

شد انتباهي صوت بنت بتقعد جنبي:

- طيب مستنياك... يلا ما تتأخروش.


كانت بتتكلم في التلفون، بنت محجبة، لابسه عباية بيضاء وطرحة كحلي، ولما لقيتني ببص عليها ابتسمت وقالت:

- إنتِ مستنيا حد؟


لميت طرحتي شوية من على كتفي وقلت بهدوء:

- تقريبا.


البنت ضحكت وقالت:

- تقريبا يعني إيه؟ يا مستنية يا مش مستنية.


ابتسمت ابتسامة صغيره وسكت، وبدأت البنت تعرفني بنفسها كان اسمها «ملك» مخلصه كلية صيدله، واتكلمنا لفترة عن الكلية والامتحانات، وسكتنا بعدها، وكل واحدة رجعت لسُكونها، قطعت أنا السكون:

- بصّي، أنا عايزة أقولك حاجة بس متحكميش عليّا.


التفتت ليا وقالت:

- قولي طبعًا.


تنفست بعمق وقلت:

- أنا ساعات بكدب… بس والله كل كذبي أبيض، يعني مش بظلم حد ولا بافترى على حد… بس ساعات الظروف بتخليني أقول حاجات مش حقيقية.


- يعني زي إيه مثلًا؟


- يعني مثلًا لما مش بكون قادرة أخرج بأقول عندي صداع أو تعبانة، مع إني تمام… أو لما حد يطلب مني حاجة وأنا مش عايزاها، أعتذر بحجة مش حقيقية.


- ممم، بصراحة… أنا فاهمة ليه بتعملي كده، بس برضو الكذب حتى لو مش بيأذي حد، بيخلّي القلب يتعوّد عليه، والقلب مضغة إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله.


بررت:

- افهميني بس ده مش ظلم ولا أذى لحد، يعني مش بعمل حاجة وحشة ولا حرام.


- ما هو مش لازم الكذب يكون طٰلم أو أدٰى عشان يكون غلط أو حرام… ساعات بنكذب عشان نرتاح، بس الحقيقة لو اتقالت بلُطف، بتكون أنضف وأنقى.


سألتها:

- يعني إنتي عمرك ما كذبتي كذبة بيضا؟


ابتسمت وقالت:

- ملكيش دعوه بيا… ركزي مع نفسك واسألي نفسك هو أنا ليه بكدب؟ وإزاي أقول اللي عايزاه من غير ما ألفّ وأدر.


قلت بابتسامة خفيفة:

- يعني عايزة تقوليلي أبقى صريحة حتى لو هزعل حد؟


- لا، أقول الصدق بلُطف… مش لازم نختار بين الكذب أو الجرح بالكلام، فيه دايمًا طريق وسط. 


- طيب أنا فيا خصله برده إني يحصلي حاجه فأنا بحط عليها بهارات عشان تبقى مضحكة وأحكيها عشان أضحكهم.


- الكذب حتى لو كان بالهزار لا يجوز، والنبي ﷺ قال: "ويلٌ للذي يُحدِّثُ فيكذبُ ليُضحِكَ به القومَ، ويلٌ له، ويلٌ له"


واتكلمنا كتير حكيتلها عن «خالد» والصور اللي اتبعتت لبابا ولـ «نجاح» وعلاقتي اللي انتهت بيهم وأخر حاجه سألتها:

- هو أنا كده شخصيه وحشه؟

- إنتي زي العسل، طالما بتراجعي نفسك وعايزه تبقي أحسن فإنتي زي العسل وأجمل دُرة.

قالتها بضحكة لطيفة، وتبادلنا أرقام الموبايلات،  وكنا لسه هنكمل كلام لكن موبايلها رن فقامت وقفت وشاورت لحد، ولما التفت لقيته «خالد»، فاستأذنتني وقالت:

- أستأذنك خطيبي وصل.

- خطيبك!؟

قلتها بصدمة، وحسيت أعصابي كلها سابت، مش عارفه ايه السبب؟ أنا عمري ما اعترفت حتى بيني وبين نفسي إني معجبه بـ خالد! ولا يمكن أكون غيرانه!


قمت سلمت عليها، وقعدت مكاني تاني…

ضحكت سألت نفسي بهمس:

- هو أنا ليه تخيلت إن ممكن خالد يجي يتقدملي؟! بس أنا كنت بحس إنه معجب بيا! 


واتحول الضحك لبكاء ودموع أخفيتها سريعًا.

وهنا حضر في عقلي جملة«أحلى حاجه في الحب إنك تتحب!»


صوت عقلي صرخ جوايا: إنتِ ليه سايبه بوابة قلبك مفتوحه كده؟ خرج محمد دخل خالد وأدي خالد خرج يا ترى مين التالي؟


- يعني كده خلاص خسرت محمد ونجاح، وخالد، وشغلي في المكتبه، وخسرت بابا وماما كمان زعلانه مني! كل ده مره واحده.


كنت بكلم نفسي، حسيت بثقل في صدري، قمت وقفت وقررت أروح لعمي ابراهيم المكتبة أشتري أي رواية أهرب بيها من الواقع، لكن وأنا ماشيه لمع في عقلي سؤال:

«هو مين اللي صورني مع خالد؟ ومين بعت الصور لبابا ونجاح؟» معقوله يكون محمد؟

بس ليه؟ محمد مش ممكن يعمل كده لأنه محترم وأنا متأكده إنه هيحافظ على نجاح لأنه بيحبها.


استغفروا 🌸 

🍃🍃🍃🍃🍃

لما وصلت المكتبه لقيت «ملك» قاعده قريب أوي من «خالد» اللي واقف بيرص كتب، سألت نفسي أمشي ولا أقرب وفي النهاية أخدت قراري ودخلت، وكانت «ملك» بتقول لخالد بضيق بسيط:

- يا حبيبي براحه على الكتاب وإنت بتحطه.

رد «خالد» بمرح:

- وهو الكتاب كان اشتكالك؟ وبعدين لو مش عاجبك قومي وريني شغلك.


ألقيت السلام فبصولي الاثنين، وابتسمت «ملك» وهي بتقول:

- ازيك يا ذكرى؟ تعالي دي مكتبة بابا.

سألتها:

- إنتي بنت عمي ابراهيم؟ 

شهقت وحطت ايديها على بوقها، وبعدين قالت:

- أيوه، إنتِ ذكرى اللي شغاله هنا مع بابا؟!

هويت راسي إيجاب بابتسامة خفيفة، بصيت على خالد بنظرة سريعة، لكنه كان مشغول في رص الكتب.

قالت ملك:

- بابا قالي إنك هتعدي علينا، تعالي ادخلي هو جاي دلوقتي.


- لا أنا بس كنت هشتري رواية وأمشي علطول.


- إنتي كويسه؟


- أيوه الحمد لله تمام.


قربت ملك مني وسألتني:

- هو الصور اللي اتبعتت لباباكِ وصاحبتك ليكِ إنتِ وخالد؟


خوفت أقول أي كلمة أوقع بينها وبين خطيبها، فسكت، مش عايزه أكذب ومش عارفه أقول ايه!


لمعت عيني بالدموع لكن حبستها وطلبت الرواية اللي جايه عشانها، ومجرد ما ديرت «ملك» ظهرها مشيت بسرعه من غير ما أخد الرواية، قبل ما أنهار قدامها، وأول تاكسي قابلني ركبت فيه، وسيبت دموعي تتحرر من حبسها لكن منعت شهقاتي تخرج، وقلبي سخر مني وقال هي مالها ضلمت كدا ليه ولا أنا اللي باينلي اتعميت؟!


ومجرد ما وصلت البيت قابلني أخويا اللي أنا بشوفه عيل صغير في تانيه ثانوي لازال بيسمع كرتون زي الأطفال، سحبني من ايدي وهو بيقول:

- عايز أتكلم معاكِ ضروري.

- أنا مش طايقه كلمه من حد يا مراد.

- اسمعيني بس، الصور اللي اتبعتت لبابا دي الواد سعيد صاحبي اللي صورها وبعتها، كنت اتخانقت معاه أنا ومستر خالد وحب يوجب معانا، فبعتلي صورك وبعتها لبابا عشان يوقع بينه وبين مستر خالد، دماغه تعبانه، بس أنا مش هرحمه وهردهاله.


- اسكت متعملش حاجه ولا تتدخل ولا ليك دعوه.


مشيت خطوتين ناحية أوضتي ورجعت تاني، سألته:

- هو مستر خالد عرف؟


مط شفتيه، وهز كتفيه وقال:

- تقريبًا.


طبطب أخويا على كتفي وقال:

- بالله عليكي ما تزعلي نفسك أنا واثق فيكي يا ذكرى إنتي مستحيل تعملي حاجه غلط.


ابتسمت وحضنته.

ودخلت أوضتي، قفلت الباب وسندت ظهري عليه وأنا بقول في نفسي، لما الدنيا تضلم ربنا بيبعت شعاع نور، حتى لو خافت دلوقتي في يوم من الأيام ممكن يبقى ساطع. والشاعر ده أخويا صحيح لسه صغير لكن مسيره هيكبر وهيكون عمود صلب يسندني، دمعت عيني وأنا بحمد ربنا على نعمه.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃

الأجازة بدأت عشان كده قررت أخليها أجازة مختلفة وأتعلم أكتر عن ديني، وأطور من نفسي، وأبدل قراءة الروايات بقراءة كتب علم نفس، وكتب دينية، لكن مش قبل ما أقفل دفاتري القديمة الأول…


بعت رساله لنجاح محتواها:

" أنا آسفه أتمنى تسامحني يا نجاح، ومن النهارده اعتبرني مش موجوده وأنا هحاول مظهرش في مكان إنتِ فيه، إنتِ أختي ومحمد كان زي أخويا وهيفضل كده والرسايل مش بتقول غير كده، والموضوع ده انتهى ومحمد بيحبك متخسريهوش… أستودعك الله يا خير صديقة."


وبعد فترة بسيطة بعتت نجاح:

" إنتي مش مضطره تعملي كده، أنا شوفت الرسائل على موبايل محمد مكنش حذفها، سامحيني عشان اتسرعت وبعتها لباباكِ… أنا واجهت محمد وهو قالي إنه كان خايف عليكِ ومامتك موصياه عليكِ، ربنا يهديكِ يا ذكرى، وأنا موجوده دايمًا ."


ابتسمت وبكده الدفتر القديم اتقفل، ابدأ بقا على نضيف…

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

اشتركت في كورسات ودورات كثيرة، وبدأت لرحلتي مع الثقافة النفسية والدينية.


وذات يوم قرأت في كتاب:

لا يكذبُ المرءُ إلا من مهانتهِ

أو عادةِ السوءِ أو من قِلّةِ الأدبِ

لبعضِ قومٍ إذا لاقيتَهم كذبٌ

كأنما الكذبُ فيهم خِلقةُ النسبِ.


ابتسمت لما افتكرت اللي حسبي بسبب الكذب، وافتكرت اعتذاري لبابا وماما ومساعدة مراد ليا إني أتخطى الفترة الصعبة دي.

أنا فعلًا قررت التزام الصدق وابعد عن الكذب لأن مفيش كذب أبيض!

قررت أعالج نفسي وقلبي، مش عشان حد إلا نفسي، والحمد لله إني فوقت بدري، والفضل لله ثم لمحمد اللي صفعني على قفايا فخلاني أبص ورايا وأشوف في ايه؟!


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

- يلا يا ذكرى عشان هنروح لخالتك، فرح محمد باقيله يومين هنقعدهم هناك.


- روحي إنتِ يا ماما وأنا هحصلك بكره عشان عندي كتب كتاب صديقة ليا لازم أحضره النهارده.


وبعد إلحاح وافقت أمي بشرط إن آخد مراد معايا.


تنفست بارتياح كان باقي دفتر متقفلش ومش هيتقفل قبل ما أشوف قدامي أخر سطر فيه بيتكتب.

كتب كتاب ملك وخالد.

🍃🍃🍃🍃🍃

- إنتِ متأكده يا ذكرى إن ده كتب كتاب مستر خالد؟

- أيوه، بتسأل ليه؟

قلتها وأنا بلف حجابي قدام المراية، فقال مراد:

- يعني معزمنيش مع إني مكلمه امبارح؟!

- يمكن عاملينه على الضيق؟

- ضيق ازاي ما إحنا رايحين قاعه أهوه!

- مممم، يمكن عائلي يا مراد!

- وإنتِ من العيله؟


ضحكت وقلت:

- العروسه اللي عزماني.


حطيت مكياج خفيف فقال مراد:

- على فكره إنتِ حلوه من غير مكياج.


ابتسمت ومسحت وشي بالمنديل وقلت وأنا فاتحه دراعاتي:

- لو مش عاجبك اللبس كمان أغيره.


لف مراد حوليا، كنت لابسه فستان رصاصي وخمار من نفس لونه، قال بابتسامة:

- عاجبني أوي.


وخرجنا واحنا بنضحك.

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

- قولتلك العريس مش مستر خالد، أهوه مطلعش هو، أصل هيبقا هو ازاي وهو طلبك من بابا من شهر بس طلب من بابا يستنى شويه على ما يستلم شغله الجديد.


عض مراد لسانه، فبصتله وقلت بصدمة:

- إنت قولت ايه؟ 


رفع إيديه لفوق وقال وهو بيضحك:

- أنا قولت حاجه؟ أنا مقولتش حاجه.


- قلت إن مستر خالد اتقدملي! 


نفخ بزهق وقال دفعة واحدة:

- آه وقت المشكله اللي حصلت دي وصورتك إنتِ وهو اللي اتبعتت لبابا، مستر خالد وباباه كلموا بابا.


- مش قادره أستوعب بصراحه، وإنت مخبي عليا ليه؟


- هو اللي قالي أعمل كده، وهو اللي قالي أقرب منك وكان بيكلمني يسأل عليكِ كل يوم.


وكمل مراد بضحكة مستفزة:

- وكنت بقوله كل حاجه حتى من غير ما يسأل.


فضلت باصه لأخويا شويه مستغربه، بصيت ناحية ملك اللي شاورتلي عشان أروحلها فشاورتلها واتجهت ناحيتها.


بصيت للسما كنا العصر والنهار لسه طالع…


وكانوا قاعدين حولين المأذون وكأنهم منتظرين حد، يمكن مستنين «خالد» لأني مشوفتهوش.


روحت سلمت على عمي إبراهيم، فشوفت خالد داخل القاعه بخطوات سريعة.


شاور بإيده لأكتر من حد، وحضن مراد أخويا وبعدين حضن عمي إبراهيم وقال:

- آسف على التأخير ده يا بابا.


رفع عينه وبصلي وقال:

- ازيك يا دكتوره؟

- الحمد لله.

قلتها وبصيت للأرض، وكلمة «بابا» بترن في وداني خالد قعد جنب ملك، وباس ايديها وقال:

- بعتذر عن التأخير يا دُرة.


فوقفت مصدومة وأنا بحضر كتب الكتاب، يمكن عشان أتأكد إن خالد مش العريس.


خرجت من القاعة مع مراد أخويا وسألته:

- أنا ليه مش فاهمه حاجه، عقلي عامل ايرور 404.


شرب أخر شويه في العصير وقال:

- مش فاهمه ايه وانا أفهمك!


- مستر خالد بيقول لعمي ابراهيم يا بابا؟ وبيبوس ايد ملك كده عادي؟


- ما هو أخوها!


- ازاي بقا ودا كان بيقوله قبل كده يا عمي ابراهيم؟


- عادي تلاقيه كان بيهزر معاه، ما أنا ساعات بقول لبابا يا عمي!


- طيب وشغال في سوبر ماركت وباباه عنده مكتبه؟ ليه ميشتغلش مع باباه؟


- ما هو السوبر ماركت والمكتبة بتاعتهم يا بنتي.


سكت وقعدت أفتكر كل اللي فات، طيب لما خالد ابن عمي إبراهيم ليه سألني أول مره شافني "إنتِ بنت عمي ابراهيم؟" ليه مقاليش إنه ابنه!

🍃🍃🍃🍃🍃🍃

روحنا عند خالتي، شوفت محمد لكن محستش بغيره ولا زعل يمكن بس نغزه خفيفه عشان ذكرتني بنفسي واللي كنت عليه، ويمكن هتفضل النغزة دي مستمره طول العمر، كل ما أقابل محمد.


سلمت على «نجاح» ورحبت بيا عادي ولا كأن بينا حاجه…

وكنت بقلل كلامي مع الكل عشان مضطرش أكذب.


واتجوزت «نجاح» «محمد» اللي كنت متأكده إنها هتغيره للأحسن.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

وبعد مرور عام 


وقفت أتأمل المكتبة اللي بدأت فيها حكايتي، افتكرت كل اللي حصلي، ازاي كنت وكيف أصبحت!


فيه حد مسك ايدي فجأة فالتفت ليه وكان خالد، قال:

- سرحانه في إيه يا دُره؟


سحبت إيدي بلطف وابتسمت وقلت:

- كنت بفتكر لما افتكرتك خطيب ملك وطلع إنه خطيبها كان في العربية وراك.


- زفاكره أول مره اتقابلنا لما سألتك "إنتِ بنت عمي ابراهيم؟" ووقتها كنت منتظر إنك تقولي "لأ"

عشان أرد  بـ " ما أنا عارف لأني ابنه." لكن صدمتيني لما قلتي "أيوه"، خلتيني أشك في بابا إنه يكون متجوز من ورانا، بما إن والدتي متوفيه من سنين. يعني كذبه افتكرتها عادية وبيضا، عيشتني فترة في أرق.


مسك ايدي مره تانيه فسحبتها منه وقلت بضيق:

- لو مسكت ايدي تاني أنا هقول لعمي ابراهيم.


- هو أنا عملت حاجه غلط، دا احنا كاتبين الكتاب ومعلين الجواب.


- ماشي بس لسه متجوزناش يعني لازم نلتزم بضوابط الخطوبه.


- شوف علمناهم الشحاته سبقونا على الأقسام…


ضحكت وقلت: 

- إيه الأقسام دي! مش كانت الأبواب؟


قال بمرح:

- أقسام الشرطة عشان هيتحبسوا إن شاء الله، مش احنا اللي علمناهم يبقا لازم يتحبسوا.


ضحك وحاوط كتفي بدراعه وقال:

- يا حبيبي فرحنا الأسبوع الجاي يعني فكي بقا.


- اوعى كده يا خالد.

قلتها وأنا ببعد عنه، وحدفته بكتاب، فقال:

- ماشي يا ذكرى يا بنت عمي إبراهيم، حسابك بيتقل يا ذكرى خلي بالك، وزودي براحتك.


وفجأة ظهر صوت عمي إبراهيم بيدخل المكتبة:

- مزعل ذكرى ليه يا خالد؟


- والله ما حصل، مقدرش أزعلها يا بابا، دي هي اللي مزعلاني.

قالها خالد وهو بيتعدل في وقفته، ولما التفت عمي إبراهيم ضغط خالد بأسنانه على شفايفه السفليه ومرر سبابته على رقبته في إشارة واضحه إنه بيتوعدني، لكني ضحكت وطلعتله لساني.


استغفروا 🌸 

🍃🍃🍃🍃🍃🍃

ويوم فرحنا 


- متوتره كدا ليه؟

سكت، كنت متوتره لأني هشوف نجاح ومحمد وهما هيشوفوني! وخوفت أقول لخالد أي سبب تاني أبقى كده كذابة، وأنا قررت إني مكذبش عليه أبدًا.


فقلت:

- ممكن مجاوبش؟


ابتسم وقال:

- ممكن، بس يلا نخرج عشان الناس مستنيانا بره.


سألته بابتسامة:

- شكلي حلو؟


ابتسم وقال بحب:

- أحلى دُرة.


اختفت ابتسامتي وزعلت من نفسي أوي لأني حسيت إني عايزه محمد يشوفني حلوه،  ويمكن عايزاه يندم إنه سابني!

عشان كده قررت ألبس الكاب اللي نجاح جابته وكنت رافضه ألبسه في البداية.


خالد ساعدني البسه وغطيت وشي وخرجنا.

والزغاريد بتطير في الجو، شوفت محمد شايل بنته وواقف جنب نجاح… محمد أصلًا مفكرش فيا نهائي ولا أنا أهمه!

حسيت بنفس النغزة في قلبي، نغزة بتفكرني بصفعة فوقتني من غفلتي.


ركبت العربية ومسكت ايد خالد، أستمد منه القوة، خوفت أعيط المكياج يبوظ واحنا لسه هنتصور في شقتنا، فتماسكت.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃

لما خلعت الكاب في الشقة، خالد كان مبتسم لكن اختفت ابتسامته، مجرد ما شاف ملامحي سألني بقلق:

- في ايه؟ 


خوفت أقوله مفيش فأكون كذبت، ضغطت شفايفي ونزلت راسي.


قالت البنت اللي هتصورنا:

- يلا جاهزين.


- لحظة واحده.

قالها «خالد» ووقف قصادي، وهمس:

- أنا عارف إنك مش عايزه تقوليلي ومش بتردي عشان متبقيش كذابه، وأوعدك يا ذكرى إن في يوم من الأيام لو ضفرك اتكسر هتيجي تقوليلي ومش هتخبي عني أي حاجه، بس دلوقتي روقي كده عشان الصور تطلع حلوه، ها هتبتسمي ولا أزغزغك؟


ابتسمت، فقال بضحك:

- أيوه كده من خاف سلم.


وأتاخدت صورة لينا وهو بيضحك وأنا بصاله باستغراب.


" ليتنا نتريث ريثما يأتي النصيب، دون أن نركض في طرقات لا تُشبهنا ولن تكون لنا."


وأخيرًا وليس أخرًا، تعليق الكاتبة:

سُئِلَ النبي ﷺ: «أيكون المؤمن جبانًا؟» قال: «نعم».

قيل: «أيكون المؤمن بخيلًا؟» قال: «نعم».

قيل: «أيكون المؤمن كذابًا؟» قال: «لا».


فراجعوا نفسكم، سلام 🌸

تمت

🍃🍃🍃🍃🍃🍃

وفر وقتك… لو بتدور على رواية كاملة وممتعة… اضغط (هنا)

رواية صدقًا كنت أكذب كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات