📁

اسكريبت بقلم رنا محمد

اسكريبت بقلم رنا محمد

_مش هسافر، مهما حاولتوا وأقنعتوني مش هسافر! 

_لا اله إلا الله، كل البنات نفسها تسافر وأنتِ جاتلك الفرصة ومش عايزة! 

_اسافر لواحدي ماشي، لكن أسافر مع واحد معرفوش وهتخطبله سنة واسافرله وابعد معاه في بلد لوحدنا تحت مسمى جوزي!! مستحيل. 

_يا بنتي إيه اللي يخليه مستحيل! 

_اللي يخليه مستحيل إني مش هضمن ولا هعرف ادي لحد الأمان لدرجة إني أعيش معاه في بلد لوحدنا من غير ضهر ليا! 


سيبتهم ودخلت أوضتي وقفلت الباب ورايا وفضلت واقفة ساندة ضهري عليه شوية بفكر لو حصل حاجة، أو كان هو شحص مش كويس وراسم دور البراءة طول فترة الخطوبة أنا في الوقت ده هعمل إيه؟ 


فضلت واقفة شوية عقلي بيودي ويجيب، وقلبي مش مرتاح، وكأني داخلة على حاجة مش واضحة… حاجة ضبابية كده مش شايفة فيها أي أمان.


قعدت على طرف السرير، ومسكت الموبايل، فتحت صوره مش هكدب على نفسي هو كويس، شكله محترم، وكلامه دايمًا فيه هدوء، بس هو ده كفاية؟


قفلت التليفون وسألت نفسي تاني هو الهدوء والإحترام كفاية لما أكون بعيدة عن كل اللي أعرفهم، طب لو حصلت مشكلة مين هينصفني؟


أنا حتى معرفش هو بيغضب إزاي، ولا بيتعامل إزاي تحت ضغط، ولا حتى بيحترمني قد إيه وسط الناس لما الناس مش شايفانا ولا شايفة علاقتنا سوا. 


نزلت دمعة من عيني، يمكن خوف، يمكن حيرة بس اللي كنت متأكدة منه وقتها إني مش هغامر بنفسي علشان أرضي حد، ولا أندم بعدين وأنا لوحدي.


أنا محتاجة وقت، ومحتاجة أعرفه بجد بس كده، مش هسافر دلوقتي، ومش هتجوز بالشكل ده، أنا مش بقول لأ عليه بالعكس أنا بس بقول إني لازم أكون متطمنة بالشكل اللي يخليني أحس بالأمان. 


قُمت ووقفت قدام المراية ومسحت دموعي، وبصيت لنفسي وقولت بصوت واطي:


_أنا مش غلط إني بخاف، بل بالعكس ده الغلط الأكبر إني أتجاهل خوفي ده! 


طلعت تاني عملت طبق فشار ودخلت قعدت على سريري بكل هدوء ومسكت تليفوني، ولحظي التُحفة لقيته باعتلي مسدج بيقول: 


_قالولي إنك رافضة، مش عارفة رفضاني ولا رافضة الجواز ولا رافضة السفر بس كل اللي طالبه منك تديني فرصة أكلمك افهم منك، يمكن لما احاول تديني فرصة وننجح، وعلى فكرة مستأذن أهلك


قرأت رسالته وفضلت باصة في التليفون مش عارفة اتكلم ولا أقول إيه، بس لقيت نفسه بكتبله 


_بالعكس الرفض مش ليك الرفض كله لفكرة السفر، أنا خايفة ومش هعرف أديك الأمان في بلد إحنا فيها لوحدنا! 

_طبيعي، خوفك طبيعي جدًا لحد أنتِ لسة متعرفيهوش ولا تعرفي طباعه ولا تعرفي هو بيتعامل إزاي، لكن الهطوبة معمولة علشان نتعرف اكتر ونعرف طباعنا عاملة إزاي، ولو مرتحتش بعد الشر يعني نبقى نحاول تاني بالشكل اللي يريحك عادي، هو إحنا ورانا حاجة! 

_مش هسافر برضو! 

_خايفة أقتلك يعني ولا إيه، متخافيش انا محترم وبحبك والله 

_مش هآمنلك بسهولة 

_هفضل وراكِ لحد ما تحبيني وترتاجي وتحطي في بطنك بطيخة صيفي كمان، بش وافقي على الخطوبة وخلينا نتعامل بأريحية كده بدل ما حاسس إني بسرق كده 


ضحكت غصب عني رغم إني كنت لسه دموعي منشفوش كويس على خدي، بس طريقته خلت قلبي يهدي شوية،

كلامه مش بيضغط، بس بيقرّب وبيطبطب على القلب بشكل رقيق. 


_يعني أنا مش لوحدي في القلق ده؟

_لأ طبعًا مش لوحدِك، ده أنا كمان مرعوب

_أنت مرعوب من إيه؟

_مرعوب أحبك أوي وبعدين تسيبيني في الآخر 

_يا سلام! ده أنا المفروض اللي أقول كده

_أنا عارف، بس الحب ساعات بيخلي الرجالة كائنات لطيفة للأسف


ضحكت بصوت مسموع المرة دي، وقومت أشرب مياه كأني بحاول أهدّي من نفسي شوية وأعيد تركيزي في الكلام ورجعت كتبتله


_طيب نبدأ خطوبة بس هنا وسط أهلي، وسط الناس، وأنا اللي أحدد إمتى أكون جاهزة لأي خطوة بعد كده.


رد بسرعة، كأنه كان مستني الكلام ده بقاله كتير وما صدق قولته:


_أنا موافق، ومبسوط أوي، حاسس قلبي بيجري ناحيتك، بس هستناه يجيلي معاكِ على اقل من مِهله.

_بس أنا مش هكون سهلة خالص

_وإنتِ لو كنتِ سهلة، مكنتش وقعت فيك من أول كلمة 


يوم الجمعة، أهلوا وصلوا وتمت خطوبة على الضيق بين اهلي وأهله وهو معانا فيديو كول، كانت الفرحة باينه على وشه وعلى صوته، كان لابس طقم شيك أوي كان مخلي شكله جميل، وكان موصي مامته تديني بوكيه الورد اللي كان مكتوب عليه 


"هيفضل قلبي معاكِ حافظي عليه لحد ما استلمك أنتِ وهو في المطار بإذن الله" 


عدت فترة طويلة شوية حوالي 6 شهور، كنا بقينا بنتكلم كل يوم تقريبًا، مش مكالمات طويلة دايمًا، بس فيها تفاصيل كتير يعني هو بيحكيلي عن شغله، وأنا بحكي له عن يومي هو بيسألني بتحبي إيه، ومبتحبّيش إيه؟

وكنت برد إني بحب الحاجات البسيطة والصدق والراحة.


أهله كويسين اوي، مع كل فرصة أو مناسبة كانوا بيجوا يزورونا، بينا ود وإحترام متبادل الحمد لله، مامته واخواته البنات كويسين معايا بشكل جميل لدرجة إني بقوله أنا هنا واخدة مكانك وهو يرد يقول بكل أريحية أنا وأنتِ واحد كده كده. 


وافتكر إن في مرة كلمني وكان باين عليه مضغوط جدًا،

ولما سألته: 

_مالك؟

_كان يوم صعب، بس صوتك خلاني أهدى

سكت شوية وكمل 

_أنا مش مستعجل عليكِ، بس نفسي ييجي يوم تبقي جنبي في آخر اليوم 


أسكت بس قلبي اتكلم، ومش هنكر لإني بقيت مستنية مكالمته، وبقيت بدعي من قلبي إنه يفضل كده بسيط، طيب، وصادق، وكل حاجة بينا كويسة للآخر حسيت إني محتاجة أقوله إن أنا كمان حاسة بنفس الشيء 


_أنا موافقة أجيلك متطمنالك وحاسة معاك بالأمان وبحبك

༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻

بقلم رنا محمد "حبة البُندق" 🌰🤎

رأيكم🦋🤎

وفر وقتك… لو بتدور على رواية كاملة وممتعة… اضغط (هنا)

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات